كيف تتكون التربة؟ تبدأ التربة بالتكوّن حين تكسر الأمطار والثلج والعوامل البيئية الأخرى، الصخور والمواد المشابهة، تتكسر المادة الناتجة التي تسمى المادة الأم إلى جسيمات معدنية، الطبقات المسماة نطاقات، وتحوي الطبقة العليا أو النطاق أو مواد عضوية أكثر وتصبح عميقة بدرجة كافية لدعم بذور النبات، أمّا الطبقة السفلى أو النطاق فتشبه المادة الأم.[٤] تستطيع التربة المتطورة تدعيم غطاء صحي من المزروعات. وقد تحوي أيضاً طبقة وسطى تسمى النطاق ب، هذا النطاق يحوي معادن غسلت بمياه الصرف من سطح التربة، تبدأ التربة في التشكل حين تحلل القوى البيئية الصخور، والمواد المماثلة والتي تقع على سطح الأرض أو قريباً منه، ويسمى علماء التربة المواد الناتجة المادة الأم.[٤] ومع تطور التربة على مر القرون تتجمع المواد العضوية، ويصبح تشابه التربة لمادتها الأم أقل فأقل، وربما تزيح المثالج والأنهار وقوى بيئية أخرى المادة الأم والتربة من منطقة لأخرى، وتتعرض التربة للتكوين والتدمير باستمرار، وربما تُدمّر عمليات التعرية التي تتسبب فيها الريح والمياه الترب التي استغرق تكوينها آلاف السنين بسرعة.[٤] العوامل البيئية التي تشكل التربة يختلف تشكيل التربة حسب تأثير العوامل البيئية المختلفة، وتشمل هذه العوامل ما يأتي: أنواع المادة الأم تساعد المادة الأم في تحديد نوع الجسيمات المعدنية في التربة، وتكسر عملية تسمى التجوية المواد الأم إلى جسيمات معدنية،[٥]وهناك نوعان من التجوية، وهما كما يأتي: التفتت الطبيعي يتسبب فيه الجليد والمطر، وقوى أخرى، تفتت هذه العمليات الصخر إلى جسيمات صغيرة لها نفس تركيب المادة الأم، وينتج الرمل والغرين من التفتت الطبيعي.[٥] التفتت الكيميائي يؤثر بشكل أساسي في الصخور سهلة التجوية، وفي هذا النوع من التجوية تتكسّر البنية الكيميائية للصخر، حينما يذيب الماء معادن معينة في الصخر، وينتج التحلل الكيميائي عناصر تختلف في تركيبها الكيميائي عن المادة الأم، وتذوب بعض هذه المواد في محلول التربة، وتصبح جاهزة في شكل مواد مغذية للنبات.[٥] وتتحلل مواد أخرى وتكوِّن جسيمات طينية أو معادن جديدة، ويؤثر المحتوى المعدني للمادة الأم أيضاً على نوع النباتات التي تنمو في تربة ما. فعلى سبيل المثال تنمو النباتات، بما في ذلك الصحراوية والوادية، بشكل أفضل في الترب الحمضية التي تحوي كمية كبيرة من الحديد.[٥] المناخ يؤثر المناخ في النشاطات الحيوية والكيميائية في التربة بما في ذلك أنواع ومعدلات التجوية، فالتفتت الطبيعي على سبيل المثال هو النمط السائد من التجوية في المناخ الجاف البارد، تشجع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة على التحلل والتفتت الكيميائي.[٥] وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم نشاطات التربة الأخرى تتطلب ظروفاً دافئة ورطبة، وتهدأ هذه النشاطات أو حتى تتوقف في الطقس البارد، ولذلك فإن التربة في المناخ الجاف تجنح لأن تكون أكثر ضحالة وأقل تطوراً عن تلك الموجودة في أقاليم دافئة ورطبة.[٥] معالم سطح الأرض تتحكم تلك المعالم أيضاً في كمية التربة المتكونة في منطقة ما، فمثلاً تعري المياه الجارية على الأرض التربة وتعرض صخوراً جديدة للتجوية. ونلاحظ أن تربة المنحدرات تصاب بالتعرية أسرع من تلك التي على مناطق منبسطة وأن فرصتها في التكون قليلة، ولذلك فإنها ليست متطورة كتلك التربة الواقعة على أراضٍ منبسطة.[٥] النباتات والحيوانات تساعد عضويات التربة والمواد العضوية التربة على التطور وتحميها أيضاً من التعرية، كما يضيف موت وتحلل النباتات والحيوانات مواد عضوية للتربة. وتساعد هذه المواد العضوية التربة على دعم عضويات جديدة. ولا تتآكل التربة ذات الغطاء النباتي، والتي تحتوي على كمية كبيرة من المواد العضوية بسهولة.[٥] الزمن تكون التربة المعرضة لعمليات التربة بكثافة ولمدة طويلة، عميقة وجيدة التطور، بينما تكون التربة سريعة التآكل ـ أو التي حُرمت من مثل هذه العمليات فترة طويلة من الزمن ـ أقل تطوراً.
تكون التربة وخصائصها
تقليص
X