كلمة العدد
ماذا يصور الهاوي ؟
سؤال طالما سمعناه من الهواة والمبتدئين ولا نغالي لو قلنا أنه سؤال يراود المحترفين أيضاً .
وعلى مدى السنة المنصرمة إستعرضنا معاً وعبر هذه المجلة نتاجات هواة التصوير من خلال - نادي الهواة » كما استعرضنا أعمال المصورين المحترفين ، والتي تركت الحرب آثارها على غالبية نشاطاتهم ، فانطبعت بهم وتتطبعوا بها .
وكاننا تناسينا المحيط القائم حولنا وما يعكسه من مفاتن ، نشاهدها يومياً ، ولا نلاحظ أهميتها الجمالية أو حتى التاريخية والتراثية ... فاذا نظرنا بامعان لفوجئنا بالكثير مما كان يمكن تسجيله بالتنا ، مع قليل من الادراك والتمعن .
ماذا يصور الهواة إذن ؟ لا بد من إيجاد الأجوبة الوافية لهذا السؤال الكبير ... وهذا يتطلب وقفة ذاتية وجلسة تأمل ، ولنستعرض بعدها الأمور التالية كمثال فقط : تصوير المنطقة المحيطة بنا مع ما تحويه من جمال الطبيعة ، أو الآثار ...
تصوير البيئة الاجتماعية الحياتية وتطورها عبر افرادها وجماعاتها .
من هذا المنطلق يعكس المصور الحياة المحيطة به ويساهم بنمو وإزدهار منطقته ، وهنا يردني قول لألبرت إنشتاين قاله لمصور فوتوغرافي وجاء فيه : " إن مهنتك رائعة ، فهل فكرت بالشبه بينها وبين مهنة الجراح الذي يحمل حياة الإنسان بين يديه حين يحمل مبضعه ...
إنك تحمل حياة الانسان بين يديك إذ تمسك بالكاميرا إن مهمة التصوير تنطوي على العطف والمحبة لأن الصورة لا تهرم ... البشر يتبدلون أما الصورة فتبقى على حالها ، وفيها ترى الناس كما تتذكرهم . .
كتاب إينشتاين كما عرفته - -
رئيس التحرير
فلاش
يكتبه هاري قوندقجيان
من الولايات المتحدة .. مع اطيب التمنيات
لا أعرف إن كنت راغباً بالفعل ان تستضيفني هذه الزاوية ، لأنني ممن سئموا الكلام وإتجهوا إلى الصورة هرباً من تذويق المواقف والعبارات ... ولا أعرف إن كانت هذه الزاوية راغبة هي الأخرى باستضافتي أم لا ، وأنا ممن دارت بهم الأيام حتى وصلت بهم إلى بلد . العم سام ، في نهاية المطاف ، ولا زلت هنا منذ خمس سنوات ....
لست طامعاً بالشهرة وليس لدي ما اقوله خاصة الآن وبعد ثلاثين عاماً من العمل المتواصل مع آلة التصوير بعيداً عن الكلام .
ثلاثون عاماً من التصوير يحق بعدها القول انني من جيل المهترئين ، في المهنة ، وبعد كل هذه السنوات لا أجد إلا القليل من الكلام .
كلماتي ترد الآن وكانها شتات افكار من هنا وهناك اقف أولا عند محطة انوه من خلالها بهذه المجلة التي بين ايديكم ، وإن كنت بذلك خارجاً عن موضوع هذا « الفلاش ولكن لا بد لي من ذلك وليس لكوني واحداً من المراسلين لها أو للعلاقة الحميمة التي تربطني بكافة الزملاء ذوي الكفاءة الذين يعملون بها ، ولكن لما اشهده من أهميتها في تطوير الجيل الصاعد وتثقيفه ، في المحيط العربي .
اقول ذلك وانا هنا في الولايات المتحدة الأميركية ، اشاهد هذا الجيل الجديد من المصورين الفوتوغرافيين الذين تخرجهم المدارس هنا على دفعات اقول ذلك بعدما تابعت منذ مدة وجيزة معرضاً مدرسياً .
شارك فيه حوالي مئة ألف طالب جاءوا من صفوف متوسطة وثانوية ، وتراوحت أعمارهم بين ۱۲ و ۱۸ سنة ، وبعدما وقفت مندهشاً عند نتاجاتهم التي غابت عنها الحياة المدرسية لتحل محلها الأفكار الخيالية والابداعية ، في صور الاشخاص والشوارع والأبنية وصور الطبيعة ومعظمها بالأسود والأبيض .
اقول ذلك وقد رأيت أن جائزة « الهاوي » هنا قدرت بعشرة | آلاف ليرة لبنانية وأكثر بقليل قياساً لارتفاع سعر الدولار - الفي دولار -
واسوق كلامي هذا إلى كل مسؤول في العالم العربي لتبيان | حقيقة وأهمية التصوير ، مع التمني ان نحقق القليل من هذه النشاطات للكشف عن مواهب يزخر بها محيطنا فانا متاكد من وجود الفكر والحس عندنا أكثر مما هو عند من نسميهم الأجانب » ! والموهوبون عندنا لا ينقصهم سوى فتح المجالات أمامهم ورعايتهم .
أقول هذا وانا هنا ، أعيش واقع الحياة الأميركية ، ولا يغيب عن بالي الرغبة القصوى في أن يتحقق ولو القليل عندنا ، مما نراه هنا ولن يتم ذلك إلا بالتفاتة من المسؤولين عندنا عن هذا المرفق الوطني الهام الذي لا يقل شأناً عن اي من المرافق الوطنية الأخرى ..
ماذا يصور الهاوي ؟
سؤال طالما سمعناه من الهواة والمبتدئين ولا نغالي لو قلنا أنه سؤال يراود المحترفين أيضاً .
وعلى مدى السنة المنصرمة إستعرضنا معاً وعبر هذه المجلة نتاجات هواة التصوير من خلال - نادي الهواة » كما استعرضنا أعمال المصورين المحترفين ، والتي تركت الحرب آثارها على غالبية نشاطاتهم ، فانطبعت بهم وتتطبعوا بها .
وكاننا تناسينا المحيط القائم حولنا وما يعكسه من مفاتن ، نشاهدها يومياً ، ولا نلاحظ أهميتها الجمالية أو حتى التاريخية والتراثية ... فاذا نظرنا بامعان لفوجئنا بالكثير مما كان يمكن تسجيله بالتنا ، مع قليل من الادراك والتمعن .
ماذا يصور الهواة إذن ؟ لا بد من إيجاد الأجوبة الوافية لهذا السؤال الكبير ... وهذا يتطلب وقفة ذاتية وجلسة تأمل ، ولنستعرض بعدها الأمور التالية كمثال فقط : تصوير المنطقة المحيطة بنا مع ما تحويه من جمال الطبيعة ، أو الآثار ...
تصوير البيئة الاجتماعية الحياتية وتطورها عبر افرادها وجماعاتها .
من هذا المنطلق يعكس المصور الحياة المحيطة به ويساهم بنمو وإزدهار منطقته ، وهنا يردني قول لألبرت إنشتاين قاله لمصور فوتوغرافي وجاء فيه : " إن مهنتك رائعة ، فهل فكرت بالشبه بينها وبين مهنة الجراح الذي يحمل حياة الإنسان بين يديه حين يحمل مبضعه ...
إنك تحمل حياة الانسان بين يديك إذ تمسك بالكاميرا إن مهمة التصوير تنطوي على العطف والمحبة لأن الصورة لا تهرم ... البشر يتبدلون أما الصورة فتبقى على حالها ، وفيها ترى الناس كما تتذكرهم . .
كتاب إينشتاين كما عرفته - -
رئيس التحرير
فلاش
يكتبه هاري قوندقجيان
من الولايات المتحدة .. مع اطيب التمنيات
لا أعرف إن كنت راغباً بالفعل ان تستضيفني هذه الزاوية ، لأنني ممن سئموا الكلام وإتجهوا إلى الصورة هرباً من تذويق المواقف والعبارات ... ولا أعرف إن كانت هذه الزاوية راغبة هي الأخرى باستضافتي أم لا ، وأنا ممن دارت بهم الأيام حتى وصلت بهم إلى بلد . العم سام ، في نهاية المطاف ، ولا زلت هنا منذ خمس سنوات ....
لست طامعاً بالشهرة وليس لدي ما اقوله خاصة الآن وبعد ثلاثين عاماً من العمل المتواصل مع آلة التصوير بعيداً عن الكلام .
ثلاثون عاماً من التصوير يحق بعدها القول انني من جيل المهترئين ، في المهنة ، وبعد كل هذه السنوات لا أجد إلا القليل من الكلام .
كلماتي ترد الآن وكانها شتات افكار من هنا وهناك اقف أولا عند محطة انوه من خلالها بهذه المجلة التي بين ايديكم ، وإن كنت بذلك خارجاً عن موضوع هذا « الفلاش ولكن لا بد لي من ذلك وليس لكوني واحداً من المراسلين لها أو للعلاقة الحميمة التي تربطني بكافة الزملاء ذوي الكفاءة الذين يعملون بها ، ولكن لما اشهده من أهميتها في تطوير الجيل الصاعد وتثقيفه ، في المحيط العربي .
اقول ذلك وانا هنا في الولايات المتحدة الأميركية ، اشاهد هذا الجيل الجديد من المصورين الفوتوغرافيين الذين تخرجهم المدارس هنا على دفعات اقول ذلك بعدما تابعت منذ مدة وجيزة معرضاً مدرسياً .
شارك فيه حوالي مئة ألف طالب جاءوا من صفوف متوسطة وثانوية ، وتراوحت أعمارهم بين ۱۲ و ۱۸ سنة ، وبعدما وقفت مندهشاً عند نتاجاتهم التي غابت عنها الحياة المدرسية لتحل محلها الأفكار الخيالية والابداعية ، في صور الاشخاص والشوارع والأبنية وصور الطبيعة ومعظمها بالأسود والأبيض .
اقول ذلك وقد رأيت أن جائزة « الهاوي » هنا قدرت بعشرة | آلاف ليرة لبنانية وأكثر بقليل قياساً لارتفاع سعر الدولار - الفي دولار -
واسوق كلامي هذا إلى كل مسؤول في العالم العربي لتبيان | حقيقة وأهمية التصوير ، مع التمني ان نحقق القليل من هذه النشاطات للكشف عن مواهب يزخر بها محيطنا فانا متاكد من وجود الفكر والحس عندنا أكثر مما هو عند من نسميهم الأجانب » ! والموهوبون عندنا لا ينقصهم سوى فتح المجالات أمامهم ورعايتهم .
أقول هذا وانا هنا ، أعيش واقع الحياة الأميركية ، ولا يغيب عن بالي الرغبة القصوى في أن يتحقق ولو القليل عندنا ، مما نراه هنا ولن يتم ذلك إلا بالتفاتة من المسؤولين عندنا عن هذا المرفق الوطني الهام الذي لا يقل شأناً عن اي من المرافق الوطنية الأخرى ..
تعليق