وصيَّتي:
_وداعاً بني الدُّنيا وداع مسافرٍ
إذا ما شجا الأحرار يوماً فراقيا
_أمامي غدٌ كالليل أسودُ كالحٌ
وخلفي أمسٌ كان أحمر قانيا
_تشابهتِ الألوان حيّاً وميتاً
فمالي أشكو فرقة الرّوح ماليا؟
_ألا فٱجعلوا الأكفان أوراق دفتري
ونعشي يراعي، والحنوط مداديا
_ضعوا تحت رأسي ما كتبتُ وسادةً
ولا تجعلوا الصّخر الأصمّ وساديا
_لعلّي في قبري أُطالع صفحةً
فألمحُ في تلك الصحائف ذاتيا
_(تذكَّرت من يبكي عليَّ فلم أجدْ)
سوى قلمي والطِّرسِ والحبر باكيا
_ومكتبةٍ أودعتُ روحي رفوفها
تكاد إذا مامتُّ تسعى أماميا
_ومنضدةٍ سوداءُ كاد حديدها
يذوب إذا الإلهامُ أعرض نائيا
_وأفكار صدقٍ قد تألقن ثورة
أنرن لعميان الحياة المعاليا

_و عاطفةٍ لو هبَّ معشارُ خصْبها
على القفر أضحى القفرُ بالزّهر كاسيا
_وخلّفتُ عمري أنفي ستّة
وستين عاماً راعفاتٍ دواميا
_ولو غمروني بالمناصب والغنى
لقلتُ لهم : خلّوا حياتي كما هيا
_تصعلكتُ أعواماً وكافحتُ دائماً
وأرخيتُ في درب المعاصي عنانيا
_كفرت بربّي أربعين فمذ بدا
بي الشيب خلقت الشكوك ورائيا
_وقال رفاقي الدّرب ضلّ طريقهُ
معاذ إلهي بل تركت ضلاليا
_قصرتُ على ربّي وشعبي مودّتي
فيا ليتهم يبدو لهم ما بدا ليا
_وما خُنتُ عهدي للشعوب وإنّما
دعاني ، فلبّيتُ الهدى إذ دعانيا
_وآمنتُ بالإنسان يبني حضارة
ويهدم في الإنسان ما كان باليا

_وداعاً بني الدُّنيا وداع مسافرٍ
إذا ما شجا الأحرار يوماً فراقيا
_أمامي غدٌ كالليل أسودُ كالحٌ
وخلفي أمسٌ كان أحمر قانيا
_تشابهتِ الألوان حيّاً وميتاً
فمالي أشكو فرقة الرّوح ماليا؟
_ألا فٱجعلوا الأكفان أوراق دفتري
ونعشي يراعي، والحنوط مداديا
_ضعوا تحت رأسي ما كتبتُ وسادةً
ولا تجعلوا الصّخر الأصمّ وساديا
_لعلّي في قبري أُطالع صفحةً
فألمحُ في تلك الصحائف ذاتيا
_(تذكَّرت من يبكي عليَّ فلم أجدْ)
سوى قلمي والطِّرسِ والحبر باكيا
_ومكتبةٍ أودعتُ روحي رفوفها
تكاد إذا مامتُّ تسعى أماميا
_ومنضدةٍ سوداءُ كاد حديدها
يذوب إذا الإلهامُ أعرض نائيا
_وأفكار صدقٍ قد تألقن ثورة
أنرن لعميان الحياة المعاليا
_و عاطفةٍ لو هبَّ معشارُ خصْبها
على القفر أضحى القفرُ بالزّهر كاسيا
_وخلّفتُ عمري أنفي ستّة
وستين عاماً راعفاتٍ دواميا
_ولو غمروني بالمناصب والغنى
لقلتُ لهم : خلّوا حياتي كما هيا
_تصعلكتُ أعواماً وكافحتُ دائماً
وأرخيتُ في درب المعاصي عنانيا
_كفرت بربّي أربعين فمذ بدا
بي الشيب خلقت الشكوك ورائيا
_وقال رفاقي الدّرب ضلّ طريقهُ
معاذ إلهي بل تركت ضلاليا
_قصرتُ على ربّي وشعبي مودّتي
فيا ليتهم يبدو لهم ما بدا ليا
_وما خُنتُ عهدي للشعوب وإنّما
دعاني ، فلبّيتُ الهدى إذ دعانيا
_وآمنتُ بالإنسان يبني حضارة
ويهدم في الإنسان ما كان باليا