معرض مغربي يسلط الضوء على الفن الفطري بجميع أشكاله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معرض مغربي يسلط الضوء على الفن الفطري بجميع أشكاله

    معرض مغربي يسلط الضوء على الفن الفطري بجميع أشكاله


    أعمال الفنانين مستوحاة من التراث والذاكرة الجماعية وتحكي قصصا عن الحياة موزعة بين مغرب اليوم والأمس.
    الجمعة 2023/02/10
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    لوحات لفنانين عصاميين

    الرباط – تستضيف دار الفنون بالرباط معرضا جماعيا بعنوان “أتوديد آرت” “Autodid’Art”، يضم لوحات فنية بأساليب مختلفة لثمانية فنانين تشكيليين عصاميين.

    ويسلط هذا المعرض المتميّز الضوء على الفن الفطري بجميع أشكاله، لفنانين ينتمون إلى أجيال مختلفة يتقاسمون شغفا لا محدودا بالفن، والرغبة في التعبير عنه بأسلوبهم الخاص.

    وللتعريف بإبداعات هؤلاء الفنانين التشكيليين الموهوبين والمتميزين، والذين يشتغل أغلبهم في الظل، اختارت مؤسسة المدى المنظمة لهذا الحدث العشرات من اللوحات التي وزعت على قاعتين للعرض. وسيتواصل هذا الحدث الفني إلى غاية الثالث عشر أبريل المقبل، من أجل فسح المجال أمام الجمهور للاستمتاع بهذه الأعمال الممثلة للفن الفطري الذي يحقق تقدما في المغرب والعالم.

    ثمانية فنانين هم، كريمة العلمي وأنيسة برادة والحاجة زهرة بوعلي ومينة جبران ودوجي غنام وفهد الإدريسي الخمليشي وهاجر المرتجي وليلى الصقلي، يشكلون ثمانية عوالم تشكيلية يحكمها قانون واحد هو الخيال، بعيدا عن قواعد أي تيار فني.

    وخلال افتتاح المعرض قدم الفنانون، وهم من أعمار مختلفة، شرحا لزوار المعرض حول دلالات أعمالهم، واختياراتهم الجمالية، وكذلك التقنيات المستخدمة في هذه اللوحات التي تهيمن على بعضها درجات الألوان الدافئة، كما أن الأساليب المستخدمة تتأرجح بين الانطباعية والتعبيرية التجريدية.

    فضل فنانون في المعرض استخدام لغة تشكيلية أكثر تجريدا من خلال تركيب عناصر هجينة وأشكال تبدو غير منسجمة في "فوضى إبداعية" مفتوحة على جميع القراءات

    ومعظم هذه اللوحات التي تعبر عن المناظر الطبيعية للبادية المشعة بالألوان، والأزياء المغربية والوجوه المألوفة، والمنازل التقليدية، مستوحاة من التراث والذاكرة الجماعية وتحكي قصصا عن الحياة موزعة بين مغرب اليوم والأمس.

    وفضل فنانون في المعرض استخدام لغة تشكيلية أكثر تجريدا في لوحاتهم، بألوان باردة، من خلال تركيب عناصر هجينة وأشكال تبدو غير منسجمة في “فوضى إبداعية” جميلة مفتوحة على جميع القراءات.

    وعلى الرغم من تنوعها الكبير، فإن هذه اللوحات تشترك في كونها تتجاهل القواعد المألوفة لمدارس الفن التشكيلي والمعايير الأكاديمية والهندسية لتترك المجال للخيال والذاتية.

    وبالنسبة إلى فهد الإدريسي الخمليشي، وهو فنان تشكيلي ومهندس في الذكاء الاصطناعي “لا يمكن إنكار الجزء الفطري في الفن بشكل عام”.

    وأضاف “بالتأكيد، الفنان الذي يطور موهبته في مدرسة أو أكاديمية للفن من المرجح أن يحظى بمسار مهني رائع. ولكن، من ناحية أخرى، يتم إعاقة الإبداع والابتكار نظرا إلى أن هاجس إرضاء الجمهور وعدم الخروج عن المألوف من حيث اختيار الألوان والمواضيع يكون حاضرا”.

    ويوضح الفنان الشاب الذي لا يتقيد بتيار فني معين، أنه يجد نفسه في الفن التعبيري الذي يمثل بالنسبة إليه “شغفا وعلاجا في نفس الوقت”.

    أما زهرة بوعلي المولودة سنة 1938 أكبر الفنانين المشاركين في المعرض فلوحاتها تتميز بألوانها الزاهية وأشكالها الغزيرة، وتذكر على الخصوص بأعمال الفنانة الراحلة الشعيبية طلال.


    تروي الفنانة بداياتها مع الفنون التشكيلية، فتقول إنها ولدت في منطقة دكالة وهي حاصلة على شهادة في الخياطة، وقد جعلت من الحياكة والتطريز مصدر رزق لها.

    وأضافت أنه “في عام 1993، بعد وفاة زوجي بفترة وجيزة، كنت أقوم بالحياكة بجوار النافذة عندما تصادف أن رأيت أحد الجيران يرسم. تركت عملي على الفور، ورحت أطلب من ابني شراء لوحة وفرشاة وعلبة ألوان. هكذا بدأت الرسم ومنذ ذلك الحين لم أتركه أبدا”. وأكدت أنها تجد “العزاء والراحة في الفن التشكيلي، وهو نشاط يتطلب الكثير من الصبر والتركيز”.

    دوجي غنام، هي فنانة أخرى عصامية أعجبت بالألوان والأشكال في سن مبكرة. وتتميز مجموعتها التي تحمل عنوان “كان يا ما كان”، بتفاصيل غنية تصف مشاهد من الحياة في الماضي بمدينة الرباط.

    وأوضحت “أرسم منذ سنة 1995. لقد كبر أطفالي وأنا لا أمارس نشاطا احترافيا، كان لدي وقت فراغ كاف لتكريس نفسي للرسم، الذي يعد شغف الطفولة”، مشيرة إلى أن إنجاز لوحة يتطلب منها أحيانا مدة سنتين من العمل.

    ومن خلال هؤلاء الفنانين التشكيليين الثمانية المفعمين بالطموح والموهبة، والذين ينتمون إلى أجيال وأساليب مختلفة، يتجلى الفن الفطري بكل روعته كنسمة منعشة في المشهد التشكيلي المغربي.
يعمل...
X