سوريا تنشئ "اللجنة الوطنية للدراما" لدعم إنتاج المسلسلات
كتاب السيناريو السوريون يدعون إلى الاهتمام أكثر بأعمالهم لتطوير الدراما.
سوريا قادرة على النهوض من جديد بإنتاج الدراما
لم تتوقف عجلة الإنتاج في الدراما السورية رغم مرورها بمرحلة حرجة بعد الحرب التي فرضت عليها مسارات محددة وقيودا إنتاجية كثيرة يحاول منتجو الدراما السوريون تجاوزها من خلال حلول مختلفة، ولكن يبقى للدولة أن تتدخل لإعادة تنظيم القطاع الذي كانت له الريادة عربيا.
دمشق - تواجه الدراما السورية تحديات كبيرة اليوم في ظل الواقع الصعب ومحاولاتها المستمرة للعودة إلى صدارة المشهد الفني العربي الذي كانت لها فيه مكانة كبرى، قبل تراجع الإنتاج.
وفي محاولة للإلمام بتحديات قطاع الدراما في سوريا تمحور اجتماع وزير الإعلام السوري بطرس الحلاق مع عدد من كتاب السيناريو حول عدد من القضايا الخاصة بإنتاج الدراما والنصوص الدرامية والعقبات التي تواجه عملهم، ومحاولة إيجاد حلول لها.
دعم الإنتاج
الدراما السورية عبر تاريخها هي دراما مبدعة، تعرضت في سنوات الحرب لظروف صعبة كهجرة الكثير من مبدعيها
أكد الحلاق خلال الاجتماع الذي عقد الاثنين بدعوة من لجنة صناعة السينما والتلفزيون أن وزارة الإعلام تبذل جهودا لدعم إنتاج الدراما عموما، وأن أساس هذا القطاع يتبلور في كتابة السيناريو، مشيرا إلى وجود العديد من الكتاب المبدعين بأفكارهم وأعمالهم، وأن حالة الإبداع تحتاج إلى وجود مبادرة جماعية.
ولفت الحلاق إلى وجود تعاون بين وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما ونقابة الفنانين ووزارة الثقافة الذي أثمر بداية مخرجاته وهي تأسيس صيغة اسمها “اللجنة الوطنية للدراما”، موضحا أن هذه اللجنة ليست قيّمة على إنتاج الدراما أو بديلاً عن نقابة الفنانين أو لجنة إنتاج السينما، لكن لها علاقة تشاركية فيما يطرح بموضوع الدراما.
وأكد وزير الإعلام أن الدراما السورية عبر تاريخها هي دراما مبدعة، تعرضت في سنوات الحرب لظروف صعبة كهجرة الكثير من مبدعيها، وهناك تفاؤل كبير بعودة هذه العناصر إلى سوريا، مؤكدا أن سوريا قادرة على النهوض من جديد في إنتاج الدراما.
وفي السياق نفسه قدم المشاركون في الاجتماع مقترحات تتمحور حول ضرورة وجود جهة رسمية تتبنى كتّاب النصوص الدرامية وتحمي حقوقهم، داعين في الوقت ذاته إلى تأسيس تجمع أو رابطة لكتّاب السيناريو وتقديم ورقة عمل لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه عملهم.
وحضر الاجتماع معاون وزير الإعلام أحمد ضوا ونقيب الفنانين محسن غازي ورئيس لجنة صناعة السينما علي عنيز ومدير المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني مهيب بلول وعضو لجنة صناعة السينما الكاتبة ديانا جبور.
"اللجنة الوطنية للدراما" ليست قيّمة على صناعة الدراما أو بديلا عن نقابة الفنانين أو لجنة إنتاج السينما
وكان الاجتماع بمثابة فرصة إيجابية لسماع مطالب المنتجين ورفعها لمناقشتها مع المعنيين، لعل تلك المطالب تشهد خطوة جدية تجاه الدراما السورية التي تواجه واقعا صعبا رغم الانتعاشة النسبية.
وقد عادت الدراما السورية في العام الحالي مجددا من خلال إنتاجات عديدة داخل سوريا أو في محيطها العربي لتقدم ألوانا جديدة في طيف الدراما العربية.
وحضرت الدراما السورية في موسم رمضان 2022 بشكل أفضل من المواسم السابقة لتظهر في العديد من الإنتاجات المحلية أو العربية البينية، التي تجعل من مسألة اعتبار العمل سوريا بحتا أمرا صعبا.
وشكل ظهور هذه الأعمال يكون عبر منصة الإنتاج أو مشاركة فنانين سوريين في أعمال عربية بصفة ممثلين أو مخرجين أو تقنيين، وما يزيد الأمر إرباكا مشاركة نجوم الفن السوري بشخصيات بطولة في العديد من الأعمال العربية خاصة اللبنانية (عابد فهد وجمال سليمان وقصي خولي وتيم حسن وسلافة معمار ومنى واصف).
ما قدمته الدراما السورية في هذا الموسم دفع بالعديد من المعنيين بالأمر والنقاد إلى التعبير عن آرائهم سواء كانوا من سوريا أو خارجها ومنهم جمال فياض الناقد الفني اللبناني الشهير الذي وصف الموسم السوري بـ”التحفة” فكتب “الدراما السورية هذا العام تحفة. الممثلون، الكتّاب، المخرجون السوريون هذا العام أعادوا ألق الدراما إلى حيث تستحق. عباس النوري، سلاف فواخرجي، شكران مرتجى، فادي صبيح، صباح جزائري، فايز قزق، لائحة تطول”.
الخوف من الرقابة
والدراما السورية ليست جديدة على الساحة العربية بل تعود نشأتها إلى ستينات القرن العشرين وقد عرفت تقلبات كثيرة. فمعروف أن الفن السوري عموما قد عرف الدراما بشكل أولي مع ظهور مسرحيات قديمة تمثلت في ما يسمّى بـ”خيال الظل” الذي كان يقدّم في المقاهي العامة بدمشق وغيرها، ومن ثم وجدت البدايات المسرحية التي أسّس لها أبوخليل القباني منذ أواخر القرن التاسع عشر. ثم تطوّر أمر الدراما وشاعت أكثر، وبقيت ضمن حدود المسرح الذي انتشر في كل أرجاء سوريا وضمن أشكال مختلفة إلى أن وجدت الإذاعة التي توجّهت نحو فن الدراما بالكثير من الاهتمام وقدّمت كتّابا وفنانين كثرا يعرفهم المجتمع السوري تماما.
ومع بداية التلفزيون السوري في البثّ أواسط عام 1960، وأثناء قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر، بدأت الدراما السورية في الظهور بشكل مختلف. فبدايات الدراما السورية التلفزيونية كانت بدائية وصعبة في ظل وجود حالة تقنية ضعيفة وتقاليد عمل هزيلة، لكنها تطوّرت بسرعة وحقّقت نقلات نوعية حتى صارت إحدى أهم تشكيلات الدراما العربية.
من جهة أخرى فإن “الرقابة تقف في طريق أهل الفن”، عبارة تردّدت كثيرا في الآونة الأخيرة على لسان العاملين في القطاع الدرامي والسينمائي السوري من كتاب ومخرجين ومنتجين، وباتت موضع أخذ ورد ومحور نقاش رئيسي إلى درجة أن البعض أصبحوا يعتبرونها عائقا حقيقيا في وجه العديد من الأعمال وسببا لتوجّه أهل القطاع نحو تقديم نصوصهم ومشاريعهم لإنجازها خارج سوريا كي لا تصبح حبيسة الأدراج، وهي خطوة عدّها النقاد والمختصون سلبية جدا على الدراما المحلية.
وفي هذا الصدد تثير “اللجنة الوطنية للدراما” التي تنوي السلطات السورية بعثها المخاوف بشأن الرقابة وأن تتحول إلى جهة رقابية هي الأخرى تساهم في تعطيل الأعمال، بينما لا يخفي الكثيرون ترحيبهم بالاهتمام بكتاب السيناريو وهو محور بات يواجه الكثير من الفراغ في السنوات الأخيرة لا في سوريا فحسب بل وحتى عربيا وعالميا.
كتاب السيناريو السوريون يدعون إلى الاهتمام أكثر بأعمالهم لتطوير الدراما.
سوريا قادرة على النهوض من جديد بإنتاج الدراما
لم تتوقف عجلة الإنتاج في الدراما السورية رغم مرورها بمرحلة حرجة بعد الحرب التي فرضت عليها مسارات محددة وقيودا إنتاجية كثيرة يحاول منتجو الدراما السوريون تجاوزها من خلال حلول مختلفة، ولكن يبقى للدولة أن تتدخل لإعادة تنظيم القطاع الذي كانت له الريادة عربيا.
دمشق - تواجه الدراما السورية تحديات كبيرة اليوم في ظل الواقع الصعب ومحاولاتها المستمرة للعودة إلى صدارة المشهد الفني العربي الذي كانت لها فيه مكانة كبرى، قبل تراجع الإنتاج.
وفي محاولة للإلمام بتحديات قطاع الدراما في سوريا تمحور اجتماع وزير الإعلام السوري بطرس الحلاق مع عدد من كتاب السيناريو حول عدد من القضايا الخاصة بإنتاج الدراما والنصوص الدرامية والعقبات التي تواجه عملهم، ومحاولة إيجاد حلول لها.
دعم الإنتاج
الدراما السورية عبر تاريخها هي دراما مبدعة، تعرضت في سنوات الحرب لظروف صعبة كهجرة الكثير من مبدعيها
أكد الحلاق خلال الاجتماع الذي عقد الاثنين بدعوة من لجنة صناعة السينما والتلفزيون أن وزارة الإعلام تبذل جهودا لدعم إنتاج الدراما عموما، وأن أساس هذا القطاع يتبلور في كتابة السيناريو، مشيرا إلى وجود العديد من الكتاب المبدعين بأفكارهم وأعمالهم، وأن حالة الإبداع تحتاج إلى وجود مبادرة جماعية.
ولفت الحلاق إلى وجود تعاون بين وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما ونقابة الفنانين ووزارة الثقافة الذي أثمر بداية مخرجاته وهي تأسيس صيغة اسمها “اللجنة الوطنية للدراما”، موضحا أن هذه اللجنة ليست قيّمة على إنتاج الدراما أو بديلاً عن نقابة الفنانين أو لجنة إنتاج السينما، لكن لها علاقة تشاركية فيما يطرح بموضوع الدراما.
وأكد وزير الإعلام أن الدراما السورية عبر تاريخها هي دراما مبدعة، تعرضت في سنوات الحرب لظروف صعبة كهجرة الكثير من مبدعيها، وهناك تفاؤل كبير بعودة هذه العناصر إلى سوريا، مؤكدا أن سوريا قادرة على النهوض من جديد في إنتاج الدراما.
وفي السياق نفسه قدم المشاركون في الاجتماع مقترحات تتمحور حول ضرورة وجود جهة رسمية تتبنى كتّاب النصوص الدرامية وتحمي حقوقهم، داعين في الوقت ذاته إلى تأسيس تجمع أو رابطة لكتّاب السيناريو وتقديم ورقة عمل لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه عملهم.
وحضر الاجتماع معاون وزير الإعلام أحمد ضوا ونقيب الفنانين محسن غازي ورئيس لجنة صناعة السينما علي عنيز ومدير المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني مهيب بلول وعضو لجنة صناعة السينما الكاتبة ديانا جبور.
"اللجنة الوطنية للدراما" ليست قيّمة على صناعة الدراما أو بديلا عن نقابة الفنانين أو لجنة إنتاج السينما
وكان الاجتماع بمثابة فرصة إيجابية لسماع مطالب المنتجين ورفعها لمناقشتها مع المعنيين، لعل تلك المطالب تشهد خطوة جدية تجاه الدراما السورية التي تواجه واقعا صعبا رغم الانتعاشة النسبية.
وقد عادت الدراما السورية في العام الحالي مجددا من خلال إنتاجات عديدة داخل سوريا أو في محيطها العربي لتقدم ألوانا جديدة في طيف الدراما العربية.
وحضرت الدراما السورية في موسم رمضان 2022 بشكل أفضل من المواسم السابقة لتظهر في العديد من الإنتاجات المحلية أو العربية البينية، التي تجعل من مسألة اعتبار العمل سوريا بحتا أمرا صعبا.
وشكل ظهور هذه الأعمال يكون عبر منصة الإنتاج أو مشاركة فنانين سوريين في أعمال عربية بصفة ممثلين أو مخرجين أو تقنيين، وما يزيد الأمر إرباكا مشاركة نجوم الفن السوري بشخصيات بطولة في العديد من الأعمال العربية خاصة اللبنانية (عابد فهد وجمال سليمان وقصي خولي وتيم حسن وسلافة معمار ومنى واصف).
ما قدمته الدراما السورية في هذا الموسم دفع بالعديد من المعنيين بالأمر والنقاد إلى التعبير عن آرائهم سواء كانوا من سوريا أو خارجها ومنهم جمال فياض الناقد الفني اللبناني الشهير الذي وصف الموسم السوري بـ”التحفة” فكتب “الدراما السورية هذا العام تحفة. الممثلون، الكتّاب، المخرجون السوريون هذا العام أعادوا ألق الدراما إلى حيث تستحق. عباس النوري، سلاف فواخرجي، شكران مرتجى، فادي صبيح، صباح جزائري، فايز قزق، لائحة تطول”.
الخوف من الرقابة
والدراما السورية ليست جديدة على الساحة العربية بل تعود نشأتها إلى ستينات القرن العشرين وقد عرفت تقلبات كثيرة. فمعروف أن الفن السوري عموما قد عرف الدراما بشكل أولي مع ظهور مسرحيات قديمة تمثلت في ما يسمّى بـ”خيال الظل” الذي كان يقدّم في المقاهي العامة بدمشق وغيرها، ومن ثم وجدت البدايات المسرحية التي أسّس لها أبوخليل القباني منذ أواخر القرن التاسع عشر. ثم تطوّر أمر الدراما وشاعت أكثر، وبقيت ضمن حدود المسرح الذي انتشر في كل أرجاء سوريا وضمن أشكال مختلفة إلى أن وجدت الإذاعة التي توجّهت نحو فن الدراما بالكثير من الاهتمام وقدّمت كتّابا وفنانين كثرا يعرفهم المجتمع السوري تماما.
ومع بداية التلفزيون السوري في البثّ أواسط عام 1960، وأثناء قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر، بدأت الدراما السورية في الظهور بشكل مختلف. فبدايات الدراما السورية التلفزيونية كانت بدائية وصعبة في ظل وجود حالة تقنية ضعيفة وتقاليد عمل هزيلة، لكنها تطوّرت بسرعة وحقّقت نقلات نوعية حتى صارت إحدى أهم تشكيلات الدراما العربية.
من جهة أخرى فإن “الرقابة تقف في طريق أهل الفن”، عبارة تردّدت كثيرا في الآونة الأخيرة على لسان العاملين في القطاع الدرامي والسينمائي السوري من كتاب ومخرجين ومنتجين، وباتت موضع أخذ ورد ومحور نقاش رئيسي إلى درجة أن البعض أصبحوا يعتبرونها عائقا حقيقيا في وجه العديد من الأعمال وسببا لتوجّه أهل القطاع نحو تقديم نصوصهم ومشاريعهم لإنجازها خارج سوريا كي لا تصبح حبيسة الأدراج، وهي خطوة عدّها النقاد والمختصون سلبية جدا على الدراما المحلية.
وفي هذا الصدد تثير “اللجنة الوطنية للدراما” التي تنوي السلطات السورية بعثها المخاوف بشأن الرقابة وأن تتحول إلى جهة رقابية هي الأخرى تساهم في تعطيل الأعمال، بينما لا يخفي الكثيرون ترحيبهم بالاهتمام بكتاب السيناريو وهو محور بات يواجه الكثير من الفراغ في السنوات الأخيرة لا في سوريا فحسب بل وحتى عربيا وعالميا.