مختصون ونقاد سوريون يبحثون سبل إنقاذ الدراما السورية
الحرب السورية حولت القطاع الدرامي إلى صناعة تجارية هشة.
الدراما السورية عانت الكثير
دمشق - انطلاقا من أهمية الدراما السورية والمساهمة في تطوير صناعتها ومناقشة العقبات التي تواجه الإنتاج الفني، بدأت صباح الأحد أعمال ورشة عمل “الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” بقاعة الأمويين بفندق الشام، بمشاركة أهل الاختصاص من كتاب ومخرجين ومنتجين ونجوم وفنيين وإعلاميين.
ولم تكن الدراما السورية خلال العقد الماضي في منأى عن الحرب وتداعياتها، بل كانت أحد أبرز القطاعات وأشدها تأثرا بالأزمة السياسية التي هجّرت عددا لا بأس به من الفنانين السوريين، وغيرت شكل المسلسلات ومواضيعها وتحكمت حتى في مدى انتشارها، فقل المنتج السوري محليا وتراجع عن تصدره الإنتاج الدرامي العربي بعد عقود من الهيمنة.
وبعد تفوقها محليا وعربيا واحتلالها شاشات التلفزيون العربية وحلول اللهجة السورية ضيفا على معظم بيوت العالم العربي، اندلعت الحرب فطالت ألسنتها القطاع الدرامي وحولته إلى صناعة تجارية هشة وسط غياب أغلب مقومات نجاحها، وفي مقدمتها القوة البشرية التي اختارت الهجرة سبيلا للاستمرار والحفاظ على المكانة الفنية.
من هنا تأتي أهمية هذه الورشة، التي تدرس أسباب انحسار الدراما السورية، وسبل تطوير إنتاجها، وعودتها إلى مكانتها المميزة عربيا.
ورشة عمل بعنوان "الدراما السورية صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية" تشخص واقع الدراما وتطرح الحلول لإصلاحه
وبين وزير الإعلام الدكتور بطرس حلاق في بداية كلمته في افتتاح هذه الفعالية أن ورشة اليوم هي نتاج لتعاون وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون، متوجها بالشكر لجميع القائمين عليها لما بذلوه من جهد في إعداد أوراقهم البحثية التي سيكون لها الأثر الأكبر في الوصول إلى أفضل النتائج والتوصيات.
وتحدث حلاق عن دور الدراما في التصدي للحرب، لافتا إلى التأثير الكبير الذي تلعبه الدراما في الفرد والمجتمع، حيث يعتبرها الناس حقيقة والأجيال الصغيرة تنظر إليها على أنها الواقع، ما يحمّل كل المتدخلين في الإنتاج الدرامي مسؤولية كبيرة كي يكونوا حراسا ومدافعين ضد تزييف الفكر والثقافة.
وأشار الوزير إلى الخطر المحدق الذي يحيط بالدراما والمجتمع المتمثل في خطاب الكراهية وتعميم السلبيات وتزييف الحقائق، والتي تبنتها بعض النماذج من الدراما، مبينا أن الحديث عن إنتاج الدراما يجب أن ينطلق من أفكار واقعية تستند إلى قدرتها على التأثير، من خلال الصورة والصوت والأعمال القادرة على زرع الأفكار الهادفة، وترسيخ القيم التي تحملها مجتمعاتنا من تراث غني بالعادات والتقاليد والعبر.
وأوضح رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز أن الورشة استكمال لما صنعه الرواد في مجال السينما والتلفزيون لمناقشة جدوى الممكن والمتاح لأهل المهنة من نقاد ومفكرين وكتاب وفنانين، والارتقاء بهذا القطاع الهام للوصول إلى فضاءات أوسع، مستعرضا جملة من الأسئلة الجوهرية في مجال صناعة الدراما وتطلعات الجمهور إليها.
وبين عنيز أن إقامة الورشة في هذا الوقت لتصحيح المسار والانطلاق نحو آفاق تخدم قضايانا وتسلط الضوء على الإيجابيات وتجاوز السلبيات، مؤكدا أن الجهود لم تدخر مع جميع الجهات المعنية لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع.
وتابعت الورشة أولى جلساتها بعنوان “صناعة الدراما بين التعثر والنهوض” بإدارة عنيز، ونوقشت فيها ورقتا عمل: الأولى قدمها أمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون أحمد رضا الحلبي بعنوان “صناع الدراما”، والثانية قدمها نقيب الفنانين السوريين محسن غازي بعنوان “العلاقات التفاعلية والإشكالية بين الجهات المسؤولة عن صناعة الدراما في سوريا”.
الدراما السورية كانت ضيف خفيف على العائلات العربية
أما الجلسة الثانية فهي بعنوان “العقبات التي تواجه الدراما الوطنية” بإدارة عضو لجنة صناعة السينما والتلفزيون الكاتبة ديانا جبور، وقُدمت فيها ورقتا عمل: الأولى بعنوان “النص الدرامي صناعة ثقيلة ومؤثرة في العقل الجمعي” للسيناريست خلدون قتلان، والثانية قدمها رئيس جمعية فنيي الدراما محمد المصري بعنوان “العقبات التي تواجه الفنيين والعاملين في مجال الدراما”.
وكانت الورشة افتتحت بعرض فيلم قصير وآخر يلخص تاريخ الدراما السورية وحكايتها.
وحضر افتتاح الورشة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ورئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان سمر سباعي ومعاونو وزراء ومديرون عامون لمؤسسات إعلامية وأعضاء مجلس الشعب.
ويكاد يجمع أغلب الاختصاصيين وحتى المشاهدين العرب على تراجع مستوى الدراما السورية وحضورها عربيا وفقدانها بريق تفوقها السابق، وهو ما يدفع نجوما كبارا من الوسط الفني السوري إلى المطالبة من حين إلى آخر بضرورة إنقاذ الدراما السورية. وهو ما يفسر الحضور الهام لهذه الورشة التي ستخرج بتقييم شامل لواقع الدراما السورية، وسيطرح خلالها المتدخلون أهم الحلول المقترحة لإصلاح الوضع وإعادة الدراما السورية إلى سالف عهدها.
ويبدو الاهتمام كبيرا بالدراما في سوريا لما لها من أهمية ثقافية وحتى اقتصادية وحضارية، إذ باتت تمثل النافذة الأساسية التي يمكن من خلالها التعريف بالذات وتحقيق الانفتاح على الآخر.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الحرب السورية حولت القطاع الدرامي إلى صناعة تجارية هشة.
الدراما السورية عانت الكثير
دمشق - انطلاقا من أهمية الدراما السورية والمساهمة في تطوير صناعتها ومناقشة العقبات التي تواجه الإنتاج الفني، بدأت صباح الأحد أعمال ورشة عمل “الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” بقاعة الأمويين بفندق الشام، بمشاركة أهل الاختصاص من كتاب ومخرجين ومنتجين ونجوم وفنيين وإعلاميين.
ولم تكن الدراما السورية خلال العقد الماضي في منأى عن الحرب وتداعياتها، بل كانت أحد أبرز القطاعات وأشدها تأثرا بالأزمة السياسية التي هجّرت عددا لا بأس به من الفنانين السوريين، وغيرت شكل المسلسلات ومواضيعها وتحكمت حتى في مدى انتشارها، فقل المنتج السوري محليا وتراجع عن تصدره الإنتاج الدرامي العربي بعد عقود من الهيمنة.
وبعد تفوقها محليا وعربيا واحتلالها شاشات التلفزيون العربية وحلول اللهجة السورية ضيفا على معظم بيوت العالم العربي، اندلعت الحرب فطالت ألسنتها القطاع الدرامي وحولته إلى صناعة تجارية هشة وسط غياب أغلب مقومات نجاحها، وفي مقدمتها القوة البشرية التي اختارت الهجرة سبيلا للاستمرار والحفاظ على المكانة الفنية.
من هنا تأتي أهمية هذه الورشة، التي تدرس أسباب انحسار الدراما السورية، وسبل تطوير إنتاجها، وعودتها إلى مكانتها المميزة عربيا.
ورشة عمل بعنوان "الدراما السورية صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية" تشخص واقع الدراما وتطرح الحلول لإصلاحه
وبين وزير الإعلام الدكتور بطرس حلاق في بداية كلمته في افتتاح هذه الفعالية أن ورشة اليوم هي نتاج لتعاون وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون، متوجها بالشكر لجميع القائمين عليها لما بذلوه من جهد في إعداد أوراقهم البحثية التي سيكون لها الأثر الأكبر في الوصول إلى أفضل النتائج والتوصيات.
وتحدث حلاق عن دور الدراما في التصدي للحرب، لافتا إلى التأثير الكبير الذي تلعبه الدراما في الفرد والمجتمع، حيث يعتبرها الناس حقيقة والأجيال الصغيرة تنظر إليها على أنها الواقع، ما يحمّل كل المتدخلين في الإنتاج الدرامي مسؤولية كبيرة كي يكونوا حراسا ومدافعين ضد تزييف الفكر والثقافة.
وأشار الوزير إلى الخطر المحدق الذي يحيط بالدراما والمجتمع المتمثل في خطاب الكراهية وتعميم السلبيات وتزييف الحقائق، والتي تبنتها بعض النماذج من الدراما، مبينا أن الحديث عن إنتاج الدراما يجب أن ينطلق من أفكار واقعية تستند إلى قدرتها على التأثير، من خلال الصورة والصوت والأعمال القادرة على زرع الأفكار الهادفة، وترسيخ القيم التي تحملها مجتمعاتنا من تراث غني بالعادات والتقاليد والعبر.
وأوضح رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز أن الورشة استكمال لما صنعه الرواد في مجال السينما والتلفزيون لمناقشة جدوى الممكن والمتاح لأهل المهنة من نقاد ومفكرين وكتاب وفنانين، والارتقاء بهذا القطاع الهام للوصول إلى فضاءات أوسع، مستعرضا جملة من الأسئلة الجوهرية في مجال صناعة الدراما وتطلعات الجمهور إليها.
وبين عنيز أن إقامة الورشة في هذا الوقت لتصحيح المسار والانطلاق نحو آفاق تخدم قضايانا وتسلط الضوء على الإيجابيات وتجاوز السلبيات، مؤكدا أن الجهود لم تدخر مع جميع الجهات المعنية لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع.
وتابعت الورشة أولى جلساتها بعنوان “صناعة الدراما بين التعثر والنهوض” بإدارة عنيز، ونوقشت فيها ورقتا عمل: الأولى قدمها أمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون أحمد رضا الحلبي بعنوان “صناع الدراما”، والثانية قدمها نقيب الفنانين السوريين محسن غازي بعنوان “العلاقات التفاعلية والإشكالية بين الجهات المسؤولة عن صناعة الدراما في سوريا”.
الدراما السورية كانت ضيف خفيف على العائلات العربية
أما الجلسة الثانية فهي بعنوان “العقبات التي تواجه الدراما الوطنية” بإدارة عضو لجنة صناعة السينما والتلفزيون الكاتبة ديانا جبور، وقُدمت فيها ورقتا عمل: الأولى بعنوان “النص الدرامي صناعة ثقيلة ومؤثرة في العقل الجمعي” للسيناريست خلدون قتلان، والثانية قدمها رئيس جمعية فنيي الدراما محمد المصري بعنوان “العقبات التي تواجه الفنيين والعاملين في مجال الدراما”.
وكانت الورشة افتتحت بعرض فيلم قصير وآخر يلخص تاريخ الدراما السورية وحكايتها.
وحضر افتتاح الورشة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ورئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان سمر سباعي ومعاونو وزراء ومديرون عامون لمؤسسات إعلامية وأعضاء مجلس الشعب.
ويكاد يجمع أغلب الاختصاصيين وحتى المشاهدين العرب على تراجع مستوى الدراما السورية وحضورها عربيا وفقدانها بريق تفوقها السابق، وهو ما يدفع نجوما كبارا من الوسط الفني السوري إلى المطالبة من حين إلى آخر بضرورة إنقاذ الدراما السورية. وهو ما يفسر الحضور الهام لهذه الورشة التي ستخرج بتقييم شامل لواقع الدراما السورية، وسيطرح خلالها المتدخلون أهم الحلول المقترحة لإصلاح الوضع وإعادة الدراما السورية إلى سالف عهدها.
ويبدو الاهتمام كبيرا بالدراما في سوريا لما لها من أهمية ثقافية وحتى اقتصادية وحضارية، إذ باتت تمثل النافذة الأساسية التي يمكن من خلالها التعريف بالذات وتحقيق الانفتاح على الآخر.
انشرWhatsAppTwitterFacebook