"الاختيار" على الطريقة السورية رمضان القادم
مجلس الشعب "يُحاكم" الدراما السورية: نريد دراما شبيهة بالمصرية.
الدراما الإعلامية في خدمة السياسة
في جلسة أشبه بالمحاكمة مع وزير الإعلام السوري، وجهت لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب سهام نقدها إلى الدراما السورية ودعت إلى إنتاج مسلسلات تعلي من بطولات الجيش السوري في مواجهة الإرهاب على غرار ما يحدث في الدراما المصرية.
دمشق - صنّفت لجنة الإعلام والاتصالات في “مجلس الشعب” السوري الدراما السورية إلى “دراما سوداء وصفراء ووطنية”، وذلك خلال اجتماعها بوزير الإعلام بطرس حلاق ومديري مؤسسات إعلامية لمناقشة واقع الدراما السورية.
وخلال الموسم الرمضاني الأخير عُرضت أعمال سورية محلية صورت في العاصمة دمشق، وتناولت قضايا معاصرة من الواقع السوري كالواسطة والفساد والمحسوبية والرشى، وتحكّم فئات معيّنة بموارد الدولة واقتصادها وقرارها، وحالة الفوضى التي تبدّت بشكل جليّ خلال السنوات الأخيرة. وبرز مسلسلا “كسر عظم” و”مع وقف التنفيذ”، حيث تناول العملان الأوضاع في سوريا خلال وبعد الحرب، وسلطا الضوء على تغول الأجهزة الأمنية والفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
ونقلت إذاعة “شام.إف.إم” المحلية عن عضو اللجنة نبيل طعمة قوله إن الحوارات دارت حول “الدراما السوداء والصفراء والوطنية”، معتبرا أن بعض تلك الأعمال قدم مواضيع المجتمع بشكل سلبي.
نبيل طعمة: يجب تسليط الضوء على الجيش وما قدمه من تضحيات
وقارن طعمة الدراما السورية بالمصرية، مشددا على أن بعض أعمال الدراما السورية أظهرت الخلل، وأسهمت في “تعويم الخطيئة” بدلا من أن تكون “رافعة” وطنية.
ويقصد طعمة مسلسل “الاختيار” الذي مثل الحدث في الموسم الرمضاني الماضي والموسمين اللذين سبقاه أيضا. وحاز مسلسل “الاختيار 3” على مساحة كبيرة من اهتمام المصريين والعرب رمضان الماضي، نظرا لمحتواه السياسي الذي يتناول واحدة من أهم فترات التاريخ المصري المعاصر، والتي شهدت إسقاط الجيش للرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد خروج مظاهرات حاشدة ضد سياساته في 2013.
وسبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أكد أن مسلسل “الاختيار” بمثابة جهد “لا يوازيه أي جهد إعلامي لمدة أشهر، ما يعني أن الدراما لها دور في بناء الوعي”.
وحول سبب الاجتماع بوزير الإعلام، أوضح طعمة أن تساؤلات كثيرة وردت إلى “مجلس الشعب” حول الأعمال الدرامية، ما دفع لعقد الاجتماع، للتوقف عند ردود الفعل حول الأعمال المعروضة، لافتا إلى دور الوزارة في آلية الرقابة ومنح الموافقات، والتعاون مع وزارة الثقافة والجهات الرسمية، قائلا “الجميع مسؤول في هذه العملية”.
وأشار طعمة إلى استفادة الدراما العربية من الممثلين والكتّاب والمخرجين السوريين، لمحاولة البعض “اصطياد من خرج إلى الضفاف الأخرى”، في إشارة إلى الممثلين الذين اتخذوا موقفا معارضا للنظام السوري خلال الحرب.
واعتبر عضو لجنة الإعلام “الانتقاد التوجيهي” مهمّا، أما “الانتقاد بلغة صفراء عبر التركيز على الخطأ” فهو مرفوض، داعيا إلى تسليط الضوء على “القامات الوطنية ودور الجيش وما قدمه من تضحيات”.
وأكد طعمة أن وزير الإعلام ومديري المؤسسات الإعلامية قدموا وعودا بتقاسم الرقابة على النصوص والأعمال الدرامية مع لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب.
ولا يعتبر هذا الانتقاد الأول من قبل المسؤولين السوريين للأعمال الدرامية التي تناولت الواقع السوري خلال الموسم الأخير، إذ أبدى الأمين العام المساعد لحزب “البعث” هلال الهلال في وقت سابق اعتراضه على المنتج الدرامي السوري خلال العام الحالي، معتبرا “أنه يحطم المجتمع في بلد صمد عشر سنوات في مواجهة أعتى المشاريع والأدوات الإرهابية، حيث تصور هذه المسلسلات بلادنا على أنها غابة تعج فيها الفوضى والفساد، وهذا التصوير غير صحيح بالمطلق”.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن الهلال قوله إنّ “الإعلام الوطني ارتكب خطأ فاحشا بعرض تلك ‘المسلسلات المسيئة’”، وقال إنّ النقد الصحيح لا يعني تهميش مؤسسات الدولة، وفي الوقت ذاته أكد أنه “من المهم الإشارة إلى الممارسات الخاطئة، لأن الفاسد لا يقل إجراما عن الإرهابيين”.
هلال الهلال: الإعلام ارتكب خطأ فاحشا بعرض مسلسلات مسيئة
وتحاول الأجهزة الأمنية في سوريا استلهام فكرة استخدام الدراما في توصيل الرسائل السياسية، خاصة أن وسائل الإعلام في السنوات العشر الأخيرة فقدت تأثيرها على الجمهور، مما جعل الدراما هي المرشح الأفضل لتوصيل تلك الرسائل. وتندرج المسلسلات ضمن ما يسمّى بـ”الدراما الإعلامية” التي نجحت في توصيل رسائل عديدة وأسهمت في تنوير الرأي العام بشأن خفايا الكثير من الأحداث، مقابل إخفاق الإعلام التقليدي على مدى سنوات في إقناع الجمهور بأهميته.
وأدركت الحكومة المصرية خلال العامين الماضيين أن مواجهة الإرهاب بالسلاح لن تكون كافية، ولا بديل عن توسيع دائرة الاهتمام بمعركة الفكر والكلمة. وأمام الإخفاقات في المسارين وعدم القدرة على مجاراة الآلة الإعلامية للإخوان والأنظمة الداعمة لهم، لم يكن أمامها من خيار سوى اللجوء إلى الخطاب الدرامي ليحل مكان الإعلامي. وهي التجربة التي يريد النظام السوري استلهامها في ظل عجز الإعلام الموالي عن مسايرة الآلة الإعلامية المعارضة في الخارج خاصة أن الدراما السورية تحجز لنفسها، رغم تراجع مكانتها في السنوات القليلة الماضية، مكانا مهما على الشاشات العربية.
يذكر أن وزير الإعلام السوري بطرس حلاق، قال بعد انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني إن وزارة الإعلام أقرت خطتها الإستراتيجية لدراما 2023، لافتاً إلى أن الوزارة ستتولى “مسؤولية تنفيذها وتطبيقها بالشكل الصحيح”، مشيراً إلى أن الخطة بنيت اعتماداً على الآراء حول مسلسلات 2022.
وفي سياق آخر، أنهى مسلسل “مع وقف التنفيذ” رمضان الماضي قطيعة الشاشات السعودية لإنتاجات سورية تتناول النزاع الدامي في البلاد، ليكون بذلك أول مسلسل يروي قصصا من الحرب تعرضه قناة “إم.بي.سي” منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.
وبعدما كانت الدراما السورية تلقى رواجا واسعا وتتصدّر الشاشات العربية خصوصا خلال شهر رمضان، لجأت الشاشات السعودية بعد اندلاع النزاع إلى عرض مسلسلات عربية مشتركة، شاركت فيها مجموعة كبيرة من الممثلين السوريين. واكتفت قناة “إم.بي.سي” بمواصلة عرض مسلسلين من إنتاجها بينهما “باب الحارة” الذي عرض الجزء الثاني عشر منه في الموسم الرمضاني الماضي. وابتعدت تماما عن شراء أو بثّ مسلسلات ذات طابع اجتماعي تتطرق بشكل مباشر أو غير مباشر إلى النزاع الدائر في البلاد.
وقال مُخرج مسلسل “مع وقف التنفيذ” سيف السبيعي ”هذا أول عمل اجتماعي سوري بالكامل عرض على محطة سعودية” منذ العام 2011 بعد التوقف عن بث إنتاجات سورية “جراء أسباب سياسية ربما، ونتيجة التطورات التي مرّت بها المنطقة في تلك الفترة”.
وعرضت قناة “إم.بي.سي” ومنصّة “شاهد” التابعة لها المسلسل الذي جرى تصويره في منطقة وادي بردى قرب دمشق ودارت أحداثه حول عودة الأهالي إلى إحدى ضواحي دمشق بعد سنوات من النزوح.
وأمل السبيعي أن “تشكّل عودة الدراما الاجتماعية اختراقا وتعاطيا جديدا من قبل القنوات الخليجية مع المسلسلات السورية”.
والمسلسل من كتابة علي وجيه ويامن الحجلي، وإنتاج شركة إيبلا الدولية. ويؤدّي دور البطولة فيه عدد من الممثلين البارزين كغسان مسعود وعباس النوري وسلاف فواخرجي وشكران مرتجى.
ولا يخفي الحجلي سعادته بعرض المسلسل على “واحدة من أهم منصّات العرض في العالم العربي”. ويقول “جماهيرية قناة مثل إم.بي.سي واسعة، وعدد مشاهديها كبير جدا، ما يحقق انتشارا محترما للعمل”. ويضيف “عانينا من قطيعة الدراما السورية طوال سنوات، وأتمنى أن يتم التعاطي مع الفن على أنه فن” من دون ربطه بالسياسة.
وقبل سنوات الحرب، حققت الدراما السورية قفزات نوعية، لكنّها سرعان ما فقدت بريقها لاحقا خصوصا بعد العزلة جراء تراجع الإنتاج والمقاطعة من جهة وهجرة العديد من الممثلين والتقنيين.
وعرض خلال موسم رمضان الماضي، على شاشات محلية وعربية، نحو عشرين مسلسلا سوريا، بينها الاجتماعي والتاريخي والكوميدي.
ويرى الباحث الدرامي والصحافي بديع صنيج أن “إعادة التواصل بين الدراما السورية والقنوات العارضة الخليجية ستعود بالفائدة على الطرفين”. وتؤشر عودة الإنتاجات السورية إلى قناة “إم.بي.سي”، وفق صنيج، لقرب “عودة أواصر العلاقة السورية – السعودية دراميا، وحلحلة ما فرضته السياسة من قيود على الفن”، وهو ما “سيصبّ في مصلحة جميع العاملين في الحقل الدرامي على الصعيد المادي أيضا”.
ومن جانبه، يشدد منتج المسلسل أحمد الشيخ على أنّ “القنوات الخليجية داعم أساسي لأي صناعة درامية”. ويضيف “نحن في أول الطريق مجددا ونأمل بالاستمرارية”.
مجلس الشعب "يُحاكم" الدراما السورية: نريد دراما شبيهة بالمصرية.
الدراما الإعلامية في خدمة السياسة
في جلسة أشبه بالمحاكمة مع وزير الإعلام السوري، وجهت لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب سهام نقدها إلى الدراما السورية ودعت إلى إنتاج مسلسلات تعلي من بطولات الجيش السوري في مواجهة الإرهاب على غرار ما يحدث في الدراما المصرية.
دمشق - صنّفت لجنة الإعلام والاتصالات في “مجلس الشعب” السوري الدراما السورية إلى “دراما سوداء وصفراء ووطنية”، وذلك خلال اجتماعها بوزير الإعلام بطرس حلاق ومديري مؤسسات إعلامية لمناقشة واقع الدراما السورية.
وخلال الموسم الرمضاني الأخير عُرضت أعمال سورية محلية صورت في العاصمة دمشق، وتناولت قضايا معاصرة من الواقع السوري كالواسطة والفساد والمحسوبية والرشى، وتحكّم فئات معيّنة بموارد الدولة واقتصادها وقرارها، وحالة الفوضى التي تبدّت بشكل جليّ خلال السنوات الأخيرة. وبرز مسلسلا “كسر عظم” و”مع وقف التنفيذ”، حيث تناول العملان الأوضاع في سوريا خلال وبعد الحرب، وسلطا الضوء على تغول الأجهزة الأمنية والفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
ونقلت إذاعة “شام.إف.إم” المحلية عن عضو اللجنة نبيل طعمة قوله إن الحوارات دارت حول “الدراما السوداء والصفراء والوطنية”، معتبرا أن بعض تلك الأعمال قدم مواضيع المجتمع بشكل سلبي.
نبيل طعمة: يجب تسليط الضوء على الجيش وما قدمه من تضحيات
وقارن طعمة الدراما السورية بالمصرية، مشددا على أن بعض أعمال الدراما السورية أظهرت الخلل، وأسهمت في “تعويم الخطيئة” بدلا من أن تكون “رافعة” وطنية.
ويقصد طعمة مسلسل “الاختيار” الذي مثل الحدث في الموسم الرمضاني الماضي والموسمين اللذين سبقاه أيضا. وحاز مسلسل “الاختيار 3” على مساحة كبيرة من اهتمام المصريين والعرب رمضان الماضي، نظرا لمحتواه السياسي الذي يتناول واحدة من أهم فترات التاريخ المصري المعاصر، والتي شهدت إسقاط الجيش للرئيس المصري السابق محمد مرسي بعد خروج مظاهرات حاشدة ضد سياساته في 2013.
وسبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أكد أن مسلسل “الاختيار” بمثابة جهد “لا يوازيه أي جهد إعلامي لمدة أشهر، ما يعني أن الدراما لها دور في بناء الوعي”.
وحول سبب الاجتماع بوزير الإعلام، أوضح طعمة أن تساؤلات كثيرة وردت إلى “مجلس الشعب” حول الأعمال الدرامية، ما دفع لعقد الاجتماع، للتوقف عند ردود الفعل حول الأعمال المعروضة، لافتا إلى دور الوزارة في آلية الرقابة ومنح الموافقات، والتعاون مع وزارة الثقافة والجهات الرسمية، قائلا “الجميع مسؤول في هذه العملية”.
وأشار طعمة إلى استفادة الدراما العربية من الممثلين والكتّاب والمخرجين السوريين، لمحاولة البعض “اصطياد من خرج إلى الضفاف الأخرى”، في إشارة إلى الممثلين الذين اتخذوا موقفا معارضا للنظام السوري خلال الحرب.
واعتبر عضو لجنة الإعلام “الانتقاد التوجيهي” مهمّا، أما “الانتقاد بلغة صفراء عبر التركيز على الخطأ” فهو مرفوض، داعيا إلى تسليط الضوء على “القامات الوطنية ودور الجيش وما قدمه من تضحيات”.
وأكد طعمة أن وزير الإعلام ومديري المؤسسات الإعلامية قدموا وعودا بتقاسم الرقابة على النصوص والأعمال الدرامية مع لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب.
ولا يعتبر هذا الانتقاد الأول من قبل المسؤولين السوريين للأعمال الدرامية التي تناولت الواقع السوري خلال الموسم الأخير، إذ أبدى الأمين العام المساعد لحزب “البعث” هلال الهلال في وقت سابق اعتراضه على المنتج الدرامي السوري خلال العام الحالي، معتبرا “أنه يحطم المجتمع في بلد صمد عشر سنوات في مواجهة أعتى المشاريع والأدوات الإرهابية، حيث تصور هذه المسلسلات بلادنا على أنها غابة تعج فيها الفوضى والفساد، وهذا التصوير غير صحيح بالمطلق”.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن الهلال قوله إنّ “الإعلام الوطني ارتكب خطأ فاحشا بعرض تلك ‘المسلسلات المسيئة’”، وقال إنّ النقد الصحيح لا يعني تهميش مؤسسات الدولة، وفي الوقت ذاته أكد أنه “من المهم الإشارة إلى الممارسات الخاطئة، لأن الفاسد لا يقل إجراما عن الإرهابيين”.
هلال الهلال: الإعلام ارتكب خطأ فاحشا بعرض مسلسلات مسيئة
وتحاول الأجهزة الأمنية في سوريا استلهام فكرة استخدام الدراما في توصيل الرسائل السياسية، خاصة أن وسائل الإعلام في السنوات العشر الأخيرة فقدت تأثيرها على الجمهور، مما جعل الدراما هي المرشح الأفضل لتوصيل تلك الرسائل. وتندرج المسلسلات ضمن ما يسمّى بـ”الدراما الإعلامية” التي نجحت في توصيل رسائل عديدة وأسهمت في تنوير الرأي العام بشأن خفايا الكثير من الأحداث، مقابل إخفاق الإعلام التقليدي على مدى سنوات في إقناع الجمهور بأهميته.
وأدركت الحكومة المصرية خلال العامين الماضيين أن مواجهة الإرهاب بالسلاح لن تكون كافية، ولا بديل عن توسيع دائرة الاهتمام بمعركة الفكر والكلمة. وأمام الإخفاقات في المسارين وعدم القدرة على مجاراة الآلة الإعلامية للإخوان والأنظمة الداعمة لهم، لم يكن أمامها من خيار سوى اللجوء إلى الخطاب الدرامي ليحل مكان الإعلامي. وهي التجربة التي يريد النظام السوري استلهامها في ظل عجز الإعلام الموالي عن مسايرة الآلة الإعلامية المعارضة في الخارج خاصة أن الدراما السورية تحجز لنفسها، رغم تراجع مكانتها في السنوات القليلة الماضية، مكانا مهما على الشاشات العربية.
يذكر أن وزير الإعلام السوري بطرس حلاق، قال بعد انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني إن وزارة الإعلام أقرت خطتها الإستراتيجية لدراما 2023، لافتاً إلى أن الوزارة ستتولى “مسؤولية تنفيذها وتطبيقها بالشكل الصحيح”، مشيراً إلى أن الخطة بنيت اعتماداً على الآراء حول مسلسلات 2022.
وفي سياق آخر، أنهى مسلسل “مع وقف التنفيذ” رمضان الماضي قطيعة الشاشات السعودية لإنتاجات سورية تتناول النزاع الدامي في البلاد، ليكون بذلك أول مسلسل يروي قصصا من الحرب تعرضه قناة “إم.بي.سي” منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.
وبعدما كانت الدراما السورية تلقى رواجا واسعا وتتصدّر الشاشات العربية خصوصا خلال شهر رمضان، لجأت الشاشات السعودية بعد اندلاع النزاع إلى عرض مسلسلات عربية مشتركة، شاركت فيها مجموعة كبيرة من الممثلين السوريين. واكتفت قناة “إم.بي.سي” بمواصلة عرض مسلسلين من إنتاجها بينهما “باب الحارة” الذي عرض الجزء الثاني عشر منه في الموسم الرمضاني الماضي. وابتعدت تماما عن شراء أو بثّ مسلسلات ذات طابع اجتماعي تتطرق بشكل مباشر أو غير مباشر إلى النزاع الدائر في البلاد.
وقال مُخرج مسلسل “مع وقف التنفيذ” سيف السبيعي ”هذا أول عمل اجتماعي سوري بالكامل عرض على محطة سعودية” منذ العام 2011 بعد التوقف عن بث إنتاجات سورية “جراء أسباب سياسية ربما، ونتيجة التطورات التي مرّت بها المنطقة في تلك الفترة”.
وعرضت قناة “إم.بي.سي” ومنصّة “شاهد” التابعة لها المسلسل الذي جرى تصويره في منطقة وادي بردى قرب دمشق ودارت أحداثه حول عودة الأهالي إلى إحدى ضواحي دمشق بعد سنوات من النزوح.
وأمل السبيعي أن “تشكّل عودة الدراما الاجتماعية اختراقا وتعاطيا جديدا من قبل القنوات الخليجية مع المسلسلات السورية”.
والمسلسل من كتابة علي وجيه ويامن الحجلي، وإنتاج شركة إيبلا الدولية. ويؤدّي دور البطولة فيه عدد من الممثلين البارزين كغسان مسعود وعباس النوري وسلاف فواخرجي وشكران مرتجى.
ولا يخفي الحجلي سعادته بعرض المسلسل على “واحدة من أهم منصّات العرض في العالم العربي”. ويقول “جماهيرية قناة مثل إم.بي.سي واسعة، وعدد مشاهديها كبير جدا، ما يحقق انتشارا محترما للعمل”. ويضيف “عانينا من قطيعة الدراما السورية طوال سنوات، وأتمنى أن يتم التعاطي مع الفن على أنه فن” من دون ربطه بالسياسة.
وقبل سنوات الحرب، حققت الدراما السورية قفزات نوعية، لكنّها سرعان ما فقدت بريقها لاحقا خصوصا بعد العزلة جراء تراجع الإنتاج والمقاطعة من جهة وهجرة العديد من الممثلين والتقنيين.
وعرض خلال موسم رمضان الماضي، على شاشات محلية وعربية، نحو عشرين مسلسلا سوريا، بينها الاجتماعي والتاريخي والكوميدي.
ويرى الباحث الدرامي والصحافي بديع صنيج أن “إعادة التواصل بين الدراما السورية والقنوات العارضة الخليجية ستعود بالفائدة على الطرفين”. وتؤشر عودة الإنتاجات السورية إلى قناة “إم.بي.سي”، وفق صنيج، لقرب “عودة أواصر العلاقة السورية – السعودية دراميا، وحلحلة ما فرضته السياسة من قيود على الفن”، وهو ما “سيصبّ في مصلحة جميع العاملين في الحقل الدرامي على الصعيد المادي أيضا”.
ومن جانبه، يشدد منتج المسلسل أحمد الشيخ على أنّ “القنوات الخليجية داعم أساسي لأي صناعة درامية”. ويضيف “نحن في أول الطريق مجددا ونأمل بالاستمرارية”.