الدراما السورية تكسر الجمود وتشق طريقها إلى الشاشات السعودية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدراما السورية تكسر الجمود وتشق طريقها إلى الشاشات السعودية

    الدراما السورية تكسر الجمود وتشق طريقها إلى الشاشات السعودية


    خلال موسم رمضان الحالي يُعرض على شاشات محلية وعربية نحو عشرين مسلسلاً سورياً.


    أول مسلسل يعرض على قناة سعودية منذ سنوات

    دمشق – لا تنفصل السياسة عن بقية القطاعات؛ فتداعياتها تطال الجميع، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أم بطريقة غير مباشرة. ونظرا إلى الأوضاع السياسية التي عاشتها وتعيشها سوريا منذ أحد عشر عاما، خسر القطاع الدرامي الكثير بسبب عزوف السوق الخليجية والسعودية تحديدا عن اقتناء الأعمال السورية وتعويضها بأعمال مشتركة أو من بلدان عربية أخرى.

    وجاء مسلسل “مع وقف التنفيذ” هذا الموسم الرمضاني ليكسر قطيعة الشاشات السعودية مع الإنتاجات السورية، ليكون بذلك أول مسلسل يروي قصصاً عن الحرب تعرضه قناة “أم. بي. سي” منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.

    بديع صنيج: الدراما سبقت السياسة في فتح صفحة جديدة من العلاقات

    وخلال الفترة الماضية ظهرت الكثير من البوادر التي تشير إلى انفتاح خليجي على سوريا، أبرزها استئناف العلاقات بالكامل بين دمشق والإمارات العربية المتحدة، حليفة الرياض، التي دعت خلال سنوات الحرب الأولى إلى الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد واستضافت مجموعات معارضة، إلا أنها لم تتخذ أي خطوات لإعادة العلاقات المقطوعة منذ 2012.

    وبعدما كانت الدراما السورية تلقى رواجاً واسعاً وتتصدّر الشاشات العربية، خصوصاً خلال شهر رمضان، لجأت الشاشات السعودية إثر نشوب النزاع إلى عرض مسلسلات عربية مشتركة، شارك فيها العديد من الممثلين السوريين.

    واكتفت قناة “أم. بي. سي” بمواصلة عرض مسلسلين من إنتاجها، بينهما “باب الحارة” الذي يعرض حالياً الجزء الثاني عشر منه ويلقى متابعة مكثفة. وابتعدت تماماً عن شراء أو بثّ مسلسلات ذات طابع اجتماعي تتطرق بشكل مباشر أو غير مباشر إلى النزاع الدائر في سوريا.

    ويقول مُخرج مسلسل “مع وقف التنفيذ” سيف السبيعي “هذا أول عمل اجتماعي سوري بالكامل يُعرض على محطة سعودية” منذ عام 2011 بعد التوقف عن بث إنتاجات سورية “جراء أسباب سياسية ربما، ونتيجة التطورات التي مرّت بها المنطقة في تلك الفترة”.

    يامن الحجلي: أتمنى أن يتم التعاطي مع الفن دون ربطه بالسياسة

    وتعرض قناة “أم. بي. سي” ومنصّة “شاهد” التابعة لها المسلسل الذي جرى تصويره في منطقة وادي بردى قرب دمشق وتدور أحداثه حول عودة الأهالي إلى إحدى ضواحي دمشق بعد سنوات من النزوح.

    وبينما يتجمع عدد من الأهالي حول فريق العمل ويلهو أطفال قرب سيارات مُحترقة تُستخدم في التصوير، يأمل السبيعي أن “تشكّل عودة الدراما الاجتماعية اختراقاً وتعاطياً جديداً من قبل القنوات الخليجية مع المسلسلات السورية”. ولم ترد القناة السعودية على طلب التعليق على الموضوع.

    والمسلسل من كتابة علي وجيه ويامن الحجلي، وإنتاج شركة إيبلا الدولية. ويؤدّي دور البطولة فيه عدد من الممثلين البارزين كغسان مسعود وعباس النوري وسلاف فواخرجي وشكران مرتجى.

    ولا يخفي الحجلي سعادته بعرض المسلسل على “واحدة من أهم منصّات العرض في العالم العربي”. ويقول “جماهيرية قناة مثل ‘أم. بي. سي’ واسعة، وعدد مشاهديها كبير جداً، ما يحقق انتشاراً محترماً للعمل”.

    سيف سبيعي: نأمل أن تشكّل العودة تعاطيًا جديدا مع المسلسلات السورية

    ويضيف “عانينا من قطيعة الدراما السورية طوال سنوات، وأتمنى أن يتم التعاطي مع الفن على أنه فن” دون ربطه بالسياسة.

    وقبل سنوات الحرب حققت الدراما السورية قفزات نوعية. لكنّها سرعان ما فقدت بريقها لاحقاً خصوصاً بعد العزلة جراء تراجع الإنتاج والمقاطعة من جهة وهجرة العديد من الممثلين والتقنيين خصوصاً إلى مصر والإمارات، من جهة أخرى.

    وكانت جامعة الدول العربية علقت عام 2012 عضوية سوريا. وقطعت دول عربية عدة، أبرزها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، علاقاتها مع سوريا، فيما أبقت أخرى، بينها الأردن، على اتصالات محدودة بين الطرفين. وشكّلت سلطنة عمان استثناء بين الدول الخليجية.

    وبعد عزلة طويلة برزت خلال الفترة الماضية مؤشرات انفتاح عربي تجاه دمشق، توّجتها الشهر الماضي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئة إلى الإمارات لتكون أول زيارة يجريها إلى دولة عربية منذ بدء النزاع السوري عام 2011.

    ويُعرض خلال موسم رمضان الحالي على شاشات محلية وعربية نحو عشرين مسلسلاً سورياً، من بينها الاجتماعي والدرامي والتاريخي والكوميدي.



    ويرى الباحث الدرامي والصحافي بديع صنيج أن الدراما “سبقت السياسة في فتح صفحة جديدة من العلاقات”، مؤكداً أن “إعادة التواصل بين الدراما السورية والقنوات العارضة الخليجية ستعود بالفائدة على الطرفين”.

    وتؤشر عودة الإنتاجات السورية إلى قناة “أم. بي. سي” -وفق صنيج- على قرب “عودة أواصر العلاقة السورية – السعودية درامياً، وحلحلة ما فرضته السياسة من قيود على الفن”، وهو ما “سيصبّ في مصلحة جميع العاملين في الحقل الدرامي على الصعيد المادي أيضاً”.

    ويشدد منتج المسلسل أحمد الشيخ على أنّ “القنوات الخليجية داعم أساسي لأي صناعة درامية”. ويضيف “نحن في أول الطريق مجدداً ونأمل في الاستمرارية”.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X