الدراما الاجتماعية تتصدر الإنتاج السوري بعد سنوات من الركود
طفرة إنتاجية للموسم الرمضاني هذا العام لم تشهدها دمشق منذ سنوات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مسلسلات تحاول استعادة حضورها العربي
دمشق – بدأت الدراما السورية تتجاوز تأثيرات الحرب المستمرة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة منذ سنوات، لتعود بقوة إلى الواجهة خلال الموسم الرمضاني للعام الجاري، محاولة استعادة حضورها العربي بعد أن فسح غيابها المجال أمام الدراما العربية المشتركة والمسلسلات اللبنانية والخليجية.
وخلال السنوات التي سبقت الحرب مباشرة حققت الدراما السورية قفزات نوعية وساهمت في انتشار اللهجة السورية في معظم الدول العربية، لاسيما بعد استخدامها أيضاً في دبلجة المسلسلات الأجنبية. غير أن الحرب التي عصفت بالبلاد أثّرت على الإنتاج الدرامي سلبا سواء كمّا أو نوعاً، لاسيما بعد مقاطعة شركات إنتاج عربية لشركات الإنتاج السورية الرسمية وهجرة العديد من الممثلين والفنيين.
ومنذ بدء النزاع في العام 2011 هاجر من سوريا العشرات من الممثلين والفنانين العاملين في حقلي الدراما التلفزيونية والسينما، وازدادت أعدادهم في سنوات لاحقة، إما هرباً من الملاحقة الأمنية بالنسبة إلى الممثلين المعارضين، وإما بحثاً عن ظروف معيشية أفضل في بلدان الجوار أو في أوروبا.
وتتحدث الأرقام الصادرة عن لجنة “صناعة السينما والتلفزيون” في سوريا عن طفرة إنتاجية للموسم الرمضاني هذا العام، لم تشهدها دمشق منذ سنوات؛ حيث تعرض القنوات التلفزيونية السورية والعربية 26 عملاً.
سليمان قطان: الدراما السورية عادت منتجا وطنيا غير مرتبط بالفضائيات العربية
وأوضح بيان اللجنة أن هذه الأعمال كانت نتيجة تضافر جهود جميع الشركاء في هذا العام بهدف تقديم موسم سوري درامي راق ومتميز وإنجاز أعمال منوعة تليق بالمشاهد السوري والعربي وتزين الشاشات خلال شهر رمضان وستكون في مجملها صديقة للأسرة.
ولفت سليمان قطان مدير شركة إبداع للإنتاج الفني وعضو لجنة صناعة السينما والتلفزيون إلى أن هذه العودة للدراما السورية طبيعية بعد إنتاج اعتمد على الكم وليس النوع خلال سنوات الحرب، حيث حققت هذه الصناعة قفزة نوعية وعادت -وفقاً لتعبيره- منتجاً وطنياً غير مرتبط بمحطات عرض فضائية عربية أو غير عربية.
وكشف أن الدراما السورية تشارك هذا العام بنحو 26 مسلسلا رمضانيا و11 عملاً خارج السباق الرمضاني، وهي أعمال ذات مستوى عال كما يؤكد قطان ولا تحتوي أعمالاً ضعيفة.
وتحظى الأعمال الاجتماعية بالحصة الأكبر على خارطة العرض لموسم رمضان 2022 بواقع ثمانية مسلسلات، منها مسلسل “مع وقف التنفيذ” للمخرج سيف الدين السبيعي، و”كسر عضم” للمخرجة رشا شربتجي، و”على قيد الحب” للمخرج باسم سلكا، و”لو بعد حين” للمخرج عمار تميم، ومسلسل “سنة ثانية زواج” للمخرج يمان إبراهيم.
أما أعمال البيئة الشامية فتمثلت في ستة أعمال وهي “جوقة عزيزة” للمخرج تامر إسحق، والجزء الثاني لمسلسل “حارة القبة” للمخرجة رشا شربتجي وكذلك الجزء الثاني لمسلسل “الكندوش” للمخرج سمير حسين والجزء الثاني لمسلسل “بروكار” للمخرج محمد زهير رجب، ومسلسل “ولاد البلد” للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، كما يعرض مسلسل “باب الحارة” الذي يقدم هذا الموسم جزءه الثاني عشر.
وعادت الكوميديا إلى الواجهة مجدداً عبر ثلاثة مسلسلات، وهي “حوازيق” من إخراج رشاد كوكش، والجزء الخامس عشر لمسلسل “بقعة ضوء” الذي يتناوب على إخراج حلقاته كل من رامي ديوب وعمرو حاتم علي ومجيد الخطيب وورد حيدر وعلي المؤذن ومحمد مرادي، بالإضافة إلى المسلسل الكوميدي “الفرسان الثلاثة” الذي أخرجه علي المؤذن وأنتجته المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والتي تعد شريكاً أساسياً للقطاع الخاص ومسانداً له.
وتعرض القنوات السورية مسلسل الفانتازيا التاريخية “ذئاب الليل” للمخرج سامي الجنادي، ومسلسلا آخر بوليسيا وهو الجزء الثاني من “مقابلة مع السيد آدم” الذي خرج من السباق الرمضاني للعام الماضي وأخرجه فادي سليم.
وبالإضافة إلى المسلسلات الطويلة أنتجت الشركات السورية خمسة مسلسلات قصيرة لا يتجاوز عدد حلقاتها عشر حلقات، وهي “وثيقة شرف” للمخرج باسم السلكا، ومسلسل “روز” للمخرج عباس شرف، ومسلسل “إيكو” الذي أخرجه محمد عبدالعزيز، كما عرض مسلسل “عش الغراب” للمخرج وليد درويش.
وتكشف نوعية المسلسلات الجاهزة للعرض خلال رمضان المقبل أن البيئة الشامية لا تزال الملهم للكثير من منتجي الدراما السورية، جنبا إلى جنب مع تأثيرات الحرب الاقتصادية والاجتماعية التي ترمي بثقلها على المشهد الدرامي، مع محاولات العودة إلى الأعمال التاريخية ومجاراة السوق العربية التي انساقت خلال السنوات الماضية نحو المسلسلات البوليسية والكوميدية.
ورغم هذا الزخم في الإنتاج تواجه أغلب المسلسلات -إن لم يكن كلها- خطر ضعف نسب المشاهدة محليا؛ فبالرغم من أن أحدث الأعمال الدرامية التلفزيونية صارت تعرض الآن على المنصات الرقمية وهي متاحة في كل مكان وزمان، إلا أن مشاهدة المسلسلات عبر شاشات التلفزيون تظل محكومة بانقطاع التيار الكهربائي الذي يتواصل لساعات طويلة يوميا في مختلف المحافظات السورية. ومن شأن ذلك عرقلة مساع الاستشفاء من تداعيات الحرب على سوق الدراما والإنتاج التلفزيوني، التي تراهن على العوائد المتأتية من الإشهار التلفزيوني وارتفاع نسب المشاهدة للاستمرار.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
طفرة إنتاجية للموسم الرمضاني هذا العام لم تشهدها دمشق منذ سنوات.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مسلسلات تحاول استعادة حضورها العربي
دمشق – بدأت الدراما السورية تتجاوز تأثيرات الحرب المستمرة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة منذ سنوات، لتعود بقوة إلى الواجهة خلال الموسم الرمضاني للعام الجاري، محاولة استعادة حضورها العربي بعد أن فسح غيابها المجال أمام الدراما العربية المشتركة والمسلسلات اللبنانية والخليجية.
وخلال السنوات التي سبقت الحرب مباشرة حققت الدراما السورية قفزات نوعية وساهمت في انتشار اللهجة السورية في معظم الدول العربية، لاسيما بعد استخدامها أيضاً في دبلجة المسلسلات الأجنبية. غير أن الحرب التي عصفت بالبلاد أثّرت على الإنتاج الدرامي سلبا سواء كمّا أو نوعاً، لاسيما بعد مقاطعة شركات إنتاج عربية لشركات الإنتاج السورية الرسمية وهجرة العديد من الممثلين والفنيين.
ومنذ بدء النزاع في العام 2011 هاجر من سوريا العشرات من الممثلين والفنانين العاملين في حقلي الدراما التلفزيونية والسينما، وازدادت أعدادهم في سنوات لاحقة، إما هرباً من الملاحقة الأمنية بالنسبة إلى الممثلين المعارضين، وإما بحثاً عن ظروف معيشية أفضل في بلدان الجوار أو في أوروبا.
وتتحدث الأرقام الصادرة عن لجنة “صناعة السينما والتلفزيون” في سوريا عن طفرة إنتاجية للموسم الرمضاني هذا العام، لم تشهدها دمشق منذ سنوات؛ حيث تعرض القنوات التلفزيونية السورية والعربية 26 عملاً.
سليمان قطان: الدراما السورية عادت منتجا وطنيا غير مرتبط بالفضائيات العربية
وأوضح بيان اللجنة أن هذه الأعمال كانت نتيجة تضافر جهود جميع الشركاء في هذا العام بهدف تقديم موسم سوري درامي راق ومتميز وإنجاز أعمال منوعة تليق بالمشاهد السوري والعربي وتزين الشاشات خلال شهر رمضان وستكون في مجملها صديقة للأسرة.
ولفت سليمان قطان مدير شركة إبداع للإنتاج الفني وعضو لجنة صناعة السينما والتلفزيون إلى أن هذه العودة للدراما السورية طبيعية بعد إنتاج اعتمد على الكم وليس النوع خلال سنوات الحرب، حيث حققت هذه الصناعة قفزة نوعية وعادت -وفقاً لتعبيره- منتجاً وطنياً غير مرتبط بمحطات عرض فضائية عربية أو غير عربية.
وكشف أن الدراما السورية تشارك هذا العام بنحو 26 مسلسلا رمضانيا و11 عملاً خارج السباق الرمضاني، وهي أعمال ذات مستوى عال كما يؤكد قطان ولا تحتوي أعمالاً ضعيفة.
وتحظى الأعمال الاجتماعية بالحصة الأكبر على خارطة العرض لموسم رمضان 2022 بواقع ثمانية مسلسلات، منها مسلسل “مع وقف التنفيذ” للمخرج سيف الدين السبيعي، و”كسر عضم” للمخرجة رشا شربتجي، و”على قيد الحب” للمخرج باسم سلكا، و”لو بعد حين” للمخرج عمار تميم، ومسلسل “سنة ثانية زواج” للمخرج يمان إبراهيم.
أما أعمال البيئة الشامية فتمثلت في ستة أعمال وهي “جوقة عزيزة” للمخرج تامر إسحق، والجزء الثاني لمسلسل “حارة القبة” للمخرجة رشا شربتجي وكذلك الجزء الثاني لمسلسل “الكندوش” للمخرج سمير حسين والجزء الثاني لمسلسل “بروكار” للمخرج محمد زهير رجب، ومسلسل “ولاد البلد” للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، كما يعرض مسلسل “باب الحارة” الذي يقدم هذا الموسم جزءه الثاني عشر.
وعادت الكوميديا إلى الواجهة مجدداً عبر ثلاثة مسلسلات، وهي “حوازيق” من إخراج رشاد كوكش، والجزء الخامس عشر لمسلسل “بقعة ضوء” الذي يتناوب على إخراج حلقاته كل من رامي ديوب وعمرو حاتم علي ومجيد الخطيب وورد حيدر وعلي المؤذن ومحمد مرادي، بالإضافة إلى المسلسل الكوميدي “الفرسان الثلاثة” الذي أخرجه علي المؤذن وأنتجته المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والتي تعد شريكاً أساسياً للقطاع الخاص ومسانداً له.
وتعرض القنوات السورية مسلسل الفانتازيا التاريخية “ذئاب الليل” للمخرج سامي الجنادي، ومسلسلا آخر بوليسيا وهو الجزء الثاني من “مقابلة مع السيد آدم” الذي خرج من السباق الرمضاني للعام الماضي وأخرجه فادي سليم.
وبالإضافة إلى المسلسلات الطويلة أنتجت الشركات السورية خمسة مسلسلات قصيرة لا يتجاوز عدد حلقاتها عشر حلقات، وهي “وثيقة شرف” للمخرج باسم السلكا، ومسلسل “روز” للمخرج عباس شرف، ومسلسل “إيكو” الذي أخرجه محمد عبدالعزيز، كما عرض مسلسل “عش الغراب” للمخرج وليد درويش.
وتكشف نوعية المسلسلات الجاهزة للعرض خلال رمضان المقبل أن البيئة الشامية لا تزال الملهم للكثير من منتجي الدراما السورية، جنبا إلى جنب مع تأثيرات الحرب الاقتصادية والاجتماعية التي ترمي بثقلها على المشهد الدرامي، مع محاولات العودة إلى الأعمال التاريخية ومجاراة السوق العربية التي انساقت خلال السنوات الماضية نحو المسلسلات البوليسية والكوميدية.
ورغم هذا الزخم في الإنتاج تواجه أغلب المسلسلات -إن لم يكن كلها- خطر ضعف نسب المشاهدة محليا؛ فبالرغم من أن أحدث الأعمال الدرامية التلفزيونية صارت تعرض الآن على المنصات الرقمية وهي متاحة في كل مكان وزمان، إلا أن مشاهدة المسلسلات عبر شاشات التلفزيون تظل محكومة بانقطاع التيار الكهربائي الذي يتواصل لساعات طويلة يوميا في مختلف المحافظات السورية. ومن شأن ذلك عرقلة مساع الاستشفاء من تداعيات الحرب على سوق الدراما والإنتاج التلفزيوني، التي تراهن على العوائد المتأتية من الإشهار التلفزيوني وارتفاع نسب المشاهدة للاستمرار.
انشرWhatsAppTwitterFacebook