شخصيات مؤثرة
٣١ يناير، الساعة ١:١٤ م ·
أسست مدينة القاهرة لتكون حصنا ملكيا للخليفة وأتباعه، لذلك عمد جوهر الصقلى إلى تحصين المدينة بسور سميك، واعتبرها معقلا يتحصن به الخليفة وأتباعه، واحتفر الخندق من الجهة الشمالية ليمنع اقتحام المدينة من هذا الجانب، وبذلك استطاع جوهر أن يحصن المدينة وفى نفس الوقت يعوق عامة الشعب فى الفسطاط والعسكر والقطائع (عواصم مصر الإسلامية الأولى) من الوصول للقصور الملكية، حيث كان لا يسمح لأى فرد باجتياز السور إلا إذا كان من جند الحامية الفاطمية أو من كبار الموظفين فى الدولة، وكان الدخول إلى القاهرة يتم عن طريق تصريح خاص.
وكانت مدينة القاهرة وقت إنشائها سنة 358هـ على هيئة مربع طول ضلعه 1200 متر على مساحة 400 فدان، وقد أحيطت بسور من الطوب اللبن وكان عرض جدار السور حوالى 2.5 متر، وفتح جوهر فى أسوار القاهرة ثمانية أبواب بواقع بابين بكل سور، حيث يوجد بالضلع الجنوبى بابى زويلة، وبالضلع الشرقى باب البرقية وباب القراطين، وفى الضلع الشمالى باب الفتوح وباب النصر، وفى الضلع الغربى باب القنطرة وباب سعادة.
كان من عادة المسلمين عند إنشاء أى مدينة جديدة أن يبنوا جامعًا فى وسط المدينة وبجانبه قصر الحاكم، ثم بعد ذلك يختطوا الشوارع والحارات، وهذا ما تم عند تأسيس مدينة القاهرة.
فى الفترة من 480-485هـ / 1087-1092م قام بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر بتوسعة مدينة القاهرة وتجديد أسوارها، وبناها من الحجر المنحوت المصقول المثبت فى مداميك منتظمة، تميزت الأبواب الموجودة فى السور الذى أنشأه بدر الجمالى بالضخامة ومتانة البناء، حيث يبلغ ارتفاعها حوالى 25 مترًا عن مستوى العتبة الأصلية للباب وعرض واجهتها 22 مترًا تقريبًا، كما أن ثلث الكتلة البنائية للأبواب يبرز خارج السور، أما الثلثان الباقيان فيقعان داخل السور، ويعلو كل باب منها حجرات دفاعية، يحتوى كل باب على مصرعين من الخشب السميك المغلف بأشرطة حديدية مثبتة بواسطة مسامير حديدية.