سوق الصور القديمة ينافس اسواق الماس
ما هي الأسباب التي جعلت الناس يتهافتون على الصور الفوتوغرافية القديمة ، فيرفعون أسعارها في المزادات والمعارض باشكال جنونية ، ومن هم أوائل المتاجرين بهذا السوق الجديد ، ومتى بدأت تجارتهم ، وما هي صحة الأرباح الخيالية التي يحققونها ؟ كل هذه الأسئلة في تقرير مفصل عن سوق الصور الفوتوغرافية القديمة .
الصور الفوتوغرافية القديمة بدأت تتصدر المزادات العلنية ومعارض التحف ، وتتحول بين يوم وآخر إلى ثروات ضخمة للذين يقتنونها او بالأحرى لمن يتاجرون بها ... وهكذا فان مئات تجار الصور في كل انحاء العالم ومعظمهم من الولايات المتحدة الأميركية يقومون اليوم برفع قيمة سوق الصور الفوتوغرافية .
حتى ان المؤسسات الضخمة والمصارف ، مثال - تشيز مانهاتن » بنك Chase ) Manhattan Bank ومؤسسة سيـفـرامس - ( Seagram's وغيرهما من المؤسسات الكبرى لم تعد تكتفي باستثمار الأموال في الأسهم والعقارات ، بل تحولت أيضاً إلى الصور القيمة في تاريخ التصوير : كصور من عهد الملكة فيكتوريا ، أو صور عن حرب القرم - ١٨٥٣ حتى ١٨٥٦ - وغير ذلك من الصور الكلاسيكية النادرة .
حتى أن شركة غيلمان للورق مثلا ، إشترت في السنوات الأخيرة صورة قديمة بقيمة خمسة ملايين من الدولارات والمعروف ان هذه الشركة تعتبر أكبر صانعة ورق في الولايات المتحدة الأميركية . ولان الصور القيمة مهددة بالأصفرار ويقـع التخـزيـن والبكتيريات ، ولا يمكنها تحمل اي ضوء أو رطوبة ، لذلك تُحفظ في غرف مكيفة خاصة . وحفاظاً على قيمتها وخوفاً من محاولة سرقتها .
لا بد من وضعها في أماكن أمينة . كما هي الحال مثلا في متحف اللوفر في باريس حيث اجهزة الانذار التي تراقب الأبواب والنوافذ الصور نفسها يجب أن توضع ايضا ضمن إطارات خاصة ، وفي ورق ياباني خال من الحموضة ويحذر ملامسة الزجاج للصورة . قبين الصورة والزجاج يمكن أن يتكثف الهواء ويصبح رطباً ، مما يشكل طبقة قادرة على إتلاف الصورة نهائياً وينصح الخبراء في هذا المجال جامع الصور بغسل يديه قبل ملامسة الصورة ، ومن ثم عدم إمساكها إلا بكلتي يديه لئلا تنثني .
ويعتبر إكتشاف التصوير الفوتوغرافي القديم كمادة لجمع و إستثمار المال ، هو الحدث الهام في سوق الفن مؤخراً ، إذ قبل عشرين سنة من الآن لم يكن هذا الأمر وارداً على الاطلاق .
اما اليوم .. فان جـامعي الصور ، الذين دخلوا - السوق - متـاخـرين ، يشعرون بالنـدم الشديد كلما وصل إلى مسامعهم خبر عن المزادات العلنية الأولى التي جرت في الولايات المتحدة الأميركية كما يشعرون بالمزيد من الندم حين يخبرهم الآخرون بانه كان بوسعهم في عام ١٩٥٢ مثلا الحصول على سمت نسخ قديمة من صور فوکس تالبوت ( Fox Talbot ) يعود تاريخها إلى مئة عام ، بمبلغ زهيد يعادل ما يدفعه المرء في هذه الأيام كثمن لوجبة طعام في مطعم عادي ، إن صورة واحدة من هذه الصور الست باتت تساوي مئات الأضعاف وربما أرقاماً خيالية تخطر على البال .
وقد لا يعنينا ان تعرف التاريخ الدقيق لبداية العمليات التجارية للصور الفوتوغرافية القديمة خصوصاً وأن المهتمين في الأمر يجزمون بوقت محدد وإن كانوا يرجحون أواخر الستينات ، إذ حتى هذا التاريخ كانت الوثائق الفـوتـوغـرافيـة للحضـارة البورجوازية مثقلة بالغبار الذي يعلوها في المستودعات والأقبية .
كمستـودعـات المعهد الملكي البريطاني للفنون الجميلة . وقد حاول القيمون على هذا المعهد عام ١٩٧٢ ، وامام حاجتهم للمال طرح مجموعة من الصور لبعض الرواد امثال دايفيد اوكتافيوس هیل وروبرت ادامسون ، والتي كانت مخزونة في المستودعات منذ حوالي مائة عام ، للبيع في مزاد علني ولكن ما أن سجلت هذه الصور على لائحة المزاد حتى تعالت الأصوات إحتجاجاً على بيع صور عائدة لمؤسسة بريطانية وقد تبرع شخص مجهول يومها بحوالي مائة الف دولار تقريباً موقفاً بذلك المزاد في اللحظة الأخيرة ، وبذلك بقيت الصور في بريطانيا ، ولكن بعد نقلها من المعهد الملكي إلى -National Por ) trait gallery ) بقي أن نذكر بأن هذه الصور وأمام إحتمال إستنساخها لطبعات عديدة لا بد وان تفقد الجزء الكبير من قيمتها . عن هذا الأمر يقول تقرير عالمي في هذا المجال : إن تاجر الطوابع الثمينة وأمام حصوله على طابعين كل واحد منهما بنصف مليون دولار مثلا يعمد إلى حرق أحدهما ثم يعرض .
الطابع الآخر بمبلغ مليوني دولار اما اصحاب المعارض ، ونذكر منهم مثلا هاري لون ، الذي يعتبر اليوم قمة المتاجرين بالصور القديمة وتحديداً بصور - أنسل ادامز .
هؤلاء وصلوا بعد تفكير مطول إلى طريقة عملية لحفظ قيمة الصورة وتتلخص هذه الطريقة بعبارة ( Vintage Print ) وتطلق هذه العبارة على صورة واحدة قام المصور بطبعها بنفسـه بعـد تصویرها مباشرة ، ولا بد من وجود التوقيع عليها.
وحول هذا الأمر يورد التقرير مثالا صريحاً :
ففي العشرينات قام إدوارد ويستون باخذ صور لمحار و اشجار وما شابه وكانت كل صورة -Vin ) ( lage Print من هذه الصور ، تباع يومها بخمسة وثلاثين الف دولار تقريبا . ولأسباب مرضية لم يعد ويستون يدخل إلى الغرفة المظلمة قطبعت الصور على يد ولده لكن ثمن النسخة الواحدة المطبوعة على يد ولده لم يزد ثمنها عن السبعمائة دولار . وبعد وفاته لم تعد تتعدى المائتي دولار فقط كما لم تعد ذات أهمية بالنسبة لهواة جمع الصور .
اما هاري لون والذي تمكن من رفع الأسعار بصورة خيالية ، تماماً كتجار الألماس أو أصحاب حقول البترول فيصرح قائلا : - إذا ما إشتريت مائة صورة من مصورين معروفين عليك إختيار العشرة الافضل من بينها ، ثم تضعها في صندوق حديدي وتقفل عليها دون أن تريها إلى أحد .. حتى لزوجتك ومن ثم تقيم سوقاً للتسعين صورة حتى يصبح الناس مهووسين بتلك الصور وبعدها تحضر الصو ر العشر المختارة من مخبئها وتطلب في كل واحدة السعر الذي تريده .
وتعتبر الضربة الكبيرة التي حققها هاري لون في عام ١٩٧٤ عندما إشترى ١٠٧٦ صورة من إنسل ادامز بسعر ٣٠٠ دولاراً للنسخة الواحدة . علما ان ٩٠٠ نسخة من هذه الصور كانت للصورة الشهيرة « طلوع القمر . وقد صرح آدامز يومها بأنه لن يطبع نسخا جديدة لهذه الصورة ، مما جعل سعرها يرتفع بصورة خيالية ، وكل ذلك لصالح هاري لون بالطبع .
وقبل الختام لا بد من معرفة ولو القليل عن سبب تحول النـاس للاهتمام بالصور الفوتوغرافية القديمة ، البعض يفسر ذلك بانه يعود لانصراف الناس عن الفن الحديث . فكبار نجوم التصوير الحديث أمثال إندي فارول وروي ليشتنشتاين صدموا الجمهور الفني بصورهم . هذا الأمر جعل الناس يتهافتون على كل ما هو قديم هرباً من هزالة ، الغاليريات » الحديثة ..
ما هي الأسباب التي جعلت الناس يتهافتون على الصور الفوتوغرافية القديمة ، فيرفعون أسعارها في المزادات والمعارض باشكال جنونية ، ومن هم أوائل المتاجرين بهذا السوق الجديد ، ومتى بدأت تجارتهم ، وما هي صحة الأرباح الخيالية التي يحققونها ؟ كل هذه الأسئلة في تقرير مفصل عن سوق الصور الفوتوغرافية القديمة .
الصور الفوتوغرافية القديمة بدأت تتصدر المزادات العلنية ومعارض التحف ، وتتحول بين يوم وآخر إلى ثروات ضخمة للذين يقتنونها او بالأحرى لمن يتاجرون بها ... وهكذا فان مئات تجار الصور في كل انحاء العالم ومعظمهم من الولايات المتحدة الأميركية يقومون اليوم برفع قيمة سوق الصور الفوتوغرافية .
حتى ان المؤسسات الضخمة والمصارف ، مثال - تشيز مانهاتن » بنك Chase ) Manhattan Bank ومؤسسة سيـفـرامس - ( Seagram's وغيرهما من المؤسسات الكبرى لم تعد تكتفي باستثمار الأموال في الأسهم والعقارات ، بل تحولت أيضاً إلى الصور القيمة في تاريخ التصوير : كصور من عهد الملكة فيكتوريا ، أو صور عن حرب القرم - ١٨٥٣ حتى ١٨٥٦ - وغير ذلك من الصور الكلاسيكية النادرة .
حتى أن شركة غيلمان للورق مثلا ، إشترت في السنوات الأخيرة صورة قديمة بقيمة خمسة ملايين من الدولارات والمعروف ان هذه الشركة تعتبر أكبر صانعة ورق في الولايات المتحدة الأميركية . ولان الصور القيمة مهددة بالأصفرار ويقـع التخـزيـن والبكتيريات ، ولا يمكنها تحمل اي ضوء أو رطوبة ، لذلك تُحفظ في غرف مكيفة خاصة . وحفاظاً على قيمتها وخوفاً من محاولة سرقتها .
لا بد من وضعها في أماكن أمينة . كما هي الحال مثلا في متحف اللوفر في باريس حيث اجهزة الانذار التي تراقب الأبواب والنوافذ الصور نفسها يجب أن توضع ايضا ضمن إطارات خاصة ، وفي ورق ياباني خال من الحموضة ويحذر ملامسة الزجاج للصورة . قبين الصورة والزجاج يمكن أن يتكثف الهواء ويصبح رطباً ، مما يشكل طبقة قادرة على إتلاف الصورة نهائياً وينصح الخبراء في هذا المجال جامع الصور بغسل يديه قبل ملامسة الصورة ، ومن ثم عدم إمساكها إلا بكلتي يديه لئلا تنثني .
ويعتبر إكتشاف التصوير الفوتوغرافي القديم كمادة لجمع و إستثمار المال ، هو الحدث الهام في سوق الفن مؤخراً ، إذ قبل عشرين سنة من الآن لم يكن هذا الأمر وارداً على الاطلاق .
اما اليوم .. فان جـامعي الصور ، الذين دخلوا - السوق - متـاخـرين ، يشعرون بالنـدم الشديد كلما وصل إلى مسامعهم خبر عن المزادات العلنية الأولى التي جرت في الولايات المتحدة الأميركية كما يشعرون بالمزيد من الندم حين يخبرهم الآخرون بانه كان بوسعهم في عام ١٩٥٢ مثلا الحصول على سمت نسخ قديمة من صور فوکس تالبوت ( Fox Talbot ) يعود تاريخها إلى مئة عام ، بمبلغ زهيد يعادل ما يدفعه المرء في هذه الأيام كثمن لوجبة طعام في مطعم عادي ، إن صورة واحدة من هذه الصور الست باتت تساوي مئات الأضعاف وربما أرقاماً خيالية تخطر على البال .
وقد لا يعنينا ان تعرف التاريخ الدقيق لبداية العمليات التجارية للصور الفوتوغرافية القديمة خصوصاً وأن المهتمين في الأمر يجزمون بوقت محدد وإن كانوا يرجحون أواخر الستينات ، إذ حتى هذا التاريخ كانت الوثائق الفـوتـوغـرافيـة للحضـارة البورجوازية مثقلة بالغبار الذي يعلوها في المستودعات والأقبية .
كمستـودعـات المعهد الملكي البريطاني للفنون الجميلة . وقد حاول القيمون على هذا المعهد عام ١٩٧٢ ، وامام حاجتهم للمال طرح مجموعة من الصور لبعض الرواد امثال دايفيد اوكتافيوس هیل وروبرت ادامسون ، والتي كانت مخزونة في المستودعات منذ حوالي مائة عام ، للبيع في مزاد علني ولكن ما أن سجلت هذه الصور على لائحة المزاد حتى تعالت الأصوات إحتجاجاً على بيع صور عائدة لمؤسسة بريطانية وقد تبرع شخص مجهول يومها بحوالي مائة الف دولار تقريباً موقفاً بذلك المزاد في اللحظة الأخيرة ، وبذلك بقيت الصور في بريطانيا ، ولكن بعد نقلها من المعهد الملكي إلى -National Por ) trait gallery ) بقي أن نذكر بأن هذه الصور وأمام إحتمال إستنساخها لطبعات عديدة لا بد وان تفقد الجزء الكبير من قيمتها . عن هذا الأمر يقول تقرير عالمي في هذا المجال : إن تاجر الطوابع الثمينة وأمام حصوله على طابعين كل واحد منهما بنصف مليون دولار مثلا يعمد إلى حرق أحدهما ثم يعرض .
الطابع الآخر بمبلغ مليوني دولار اما اصحاب المعارض ، ونذكر منهم مثلا هاري لون ، الذي يعتبر اليوم قمة المتاجرين بالصور القديمة وتحديداً بصور - أنسل ادامز .
هؤلاء وصلوا بعد تفكير مطول إلى طريقة عملية لحفظ قيمة الصورة وتتلخص هذه الطريقة بعبارة ( Vintage Print ) وتطلق هذه العبارة على صورة واحدة قام المصور بطبعها بنفسـه بعـد تصویرها مباشرة ، ولا بد من وجود التوقيع عليها.
وحول هذا الأمر يورد التقرير مثالا صريحاً :
ففي العشرينات قام إدوارد ويستون باخذ صور لمحار و اشجار وما شابه وكانت كل صورة -Vin ) ( lage Print من هذه الصور ، تباع يومها بخمسة وثلاثين الف دولار تقريبا . ولأسباب مرضية لم يعد ويستون يدخل إلى الغرفة المظلمة قطبعت الصور على يد ولده لكن ثمن النسخة الواحدة المطبوعة على يد ولده لم يزد ثمنها عن السبعمائة دولار . وبعد وفاته لم تعد تتعدى المائتي دولار فقط كما لم تعد ذات أهمية بالنسبة لهواة جمع الصور .
اما هاري لون والذي تمكن من رفع الأسعار بصورة خيالية ، تماماً كتجار الألماس أو أصحاب حقول البترول فيصرح قائلا : - إذا ما إشتريت مائة صورة من مصورين معروفين عليك إختيار العشرة الافضل من بينها ، ثم تضعها في صندوق حديدي وتقفل عليها دون أن تريها إلى أحد .. حتى لزوجتك ومن ثم تقيم سوقاً للتسعين صورة حتى يصبح الناس مهووسين بتلك الصور وبعدها تحضر الصو ر العشر المختارة من مخبئها وتطلب في كل واحدة السعر الذي تريده .
وتعتبر الضربة الكبيرة التي حققها هاري لون في عام ١٩٧٤ عندما إشترى ١٠٧٦ صورة من إنسل ادامز بسعر ٣٠٠ دولاراً للنسخة الواحدة . علما ان ٩٠٠ نسخة من هذه الصور كانت للصورة الشهيرة « طلوع القمر . وقد صرح آدامز يومها بأنه لن يطبع نسخا جديدة لهذه الصورة ، مما جعل سعرها يرتفع بصورة خيالية ، وكل ذلك لصالح هاري لون بالطبع .
وقبل الختام لا بد من معرفة ولو القليل عن سبب تحول النـاس للاهتمام بالصور الفوتوغرافية القديمة ، البعض يفسر ذلك بانه يعود لانصراف الناس عن الفن الحديث . فكبار نجوم التصوير الحديث أمثال إندي فارول وروي ليشتنشتاين صدموا الجمهور الفني بصورهم . هذا الأمر جعل الناس يتهافتون على كل ما هو قديم هرباً من هزالة ، الغاليريات » الحديثة ..
تعليق