تويت
وما دفعني إلى الإشارة إلى هذا الفيلم هو تعامل البطل مع ثمرات البطاطس النيئة التي كانت متوافرة بحطام السفينة الفضائية، وكيف أجبرته الظروف أن تكفيه لكي يظل حيًّا حتى يتمكن من العودة إلى الأرض. قام البطل بحصر ثمرات البطاطس فوجد ثلاثة صناديق؛ في الأول 81 ثمرة بطاطس، وفي الثاني 52 ثمرة، وفي الثالث 79 ثمرة فقط. ومن ثم قام بحساب عدد الأيام التي يحتاج إليها للعودة والتواصل مع زملائه؛ فوجد أنه لا بد من تقطيع ثمرات البطاطس إلى قطع صغيرة يقتات قطعة واحدة كل يوم، وهو الحد الأدنى ليبقى حيًّا، وبقوة تركيز تجعله قادرًا على التفكير السليم في مثل هذا الظرف الاستثنائي.
من هذا السلوك ندرك أن الترشيد في الغذاء ضرورة عندما نجد أنفسنا مقبلين على الفناء؛ فنستطيع التخلي عن عادتنا في الغذاء إذا كنا مجبرين على فعل ذلك. قد يكون مثل تعامل بطل فيلم المريخي به بعض المبالغة، ولكنه في نفس الوقت نداء ودعوة لكل سكان الكوكب إلى التفكير بجدية في موضوع ترشيد الاستهلاك من أجل البقاء. فيُعد ترشيد الاستهلاك من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات السليمة. وترشيد الاستهلاك ليس في الغذاء فقط، بل في موارد الطاقة كالماء والكهرباء، والترشيد في استهلاك الأدوية، وإن كان الترشيد في استهلاك الغذاء يأتي في المقدمة لكون الغذاء من المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
وقد نشرت الكاتبة الأمريكية كارولين كوفمان مقالًا على موقع الحياة بقوة livestrong.com بتاريخ 14 إبريل 2019 بعنوان «14 طريقة ذكية لترشيد الاستهلاك الغذائي» تسرد فيه عدة نصائح لأفراد الأسرة من أجل ترشيد الاستهلاك؛ منها: تقدير الاحتياج الخاص لكل فرد من أفراد الأسرة، وعدم إعداد كميات كبيرة من الطعام، وتجنب طهي أكثر من صنف في الوجبة الواحدة. ذلك بالإضافة إلى شراء الاحتياجات الأساسية وبالكميات المناسبة من دون زيادة، وبشكل خاص فيما يتعلق بالخضراوات والفواكه؛ حيث ينصح بشراء كميات مناسبة لأسبوع؛ لكونها سريعة التلف وقد تتلف قبل استخدامها. وكذلك اختيار أصناف المواد الغذائية التي تناسب دخل الأسرة، ومعرفة بدائل السلع الأساسية التي يمكن الاستعانة بها حال ارتفاع سعر السلعة أو اختفائها من الأسواق، والاستفادة من بقايا الطعام بدلًا من التخلص منها.
يستهدف الاستهلاك الأمثل للمواد الغذائية، والتوازن والاعتدال في الإنفاق من دون إهدار، المحافظة على المواد الغذائية وتوافرها لجميع الأفراد. ويتم ترشيد الاستهلاك الغذائي من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات والخطط الواعية، والتي توجه الفرد إلى الطريقة المثلى للاستهلاك؛ منها نشر الوعي بين أفراد المُجتمع حول أهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي، ودوره في علاج الأزمات الاقتصادية، والنقص الغذائي المنتشر في عديد من دول العالم النامي.