صدّق أو لا تصدق، توجد مجموعة ثقافية فرعية كاملة من البشر المولعين بفقء البثور، وهو يبعث لديهم الرضا بقدر ما يُقرف البعض الآخر، فتسميهم الأخصائية الجلدية ساندرا لي (Sandra Lee) في جامعة كاليفورنيا الجنوبية «مدمني فقء البثور»، وتقّدم لهم ما يتمنوه تمامًا؛ مقاطع فيديو تقوم فيها بفقء رؤوس سوداء وبيضاء نازّة، وكيسات بجميع الأحجام، والأشكال والألوان.
فقد اكتسبت هذه الأخصائية الجلدية التجميلية والجراحية المشهورة بلقب د. فاقئة البثور (Dr. Pimple Popper) اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشرت عددًا لا يحصى من مقاطع الفيديو تلك، كما أن لها برنامجها الخاص الآن على القناة التعليمية (TLC) تحت مسمى شهرتها ذاته، تبث فيه حالات مرضاها عن كثب والعمليات المتضمنة إزالة الكتل النامية المختلفة عن أجسامهم.
وقد أخبر الكثير من الناس د. لي بأن مشاهدة مقاطع الفيديو خاصتها يُشعرهم بالراحة والتسلية، فقالت لصحيفة واشنطن بوست: «يذهلني حب الناس لأشياء كهذه، وأعتقد أن هذا البرنامج سيثير اهتمام الكثيرين حتى من غير مدمني فقء البثور، لأنه يظهر برأيي صورة أكثر اكتمالًا ووضوحًا لما يحدث بالفعل».
وذلك لكون برنامجها يظهر مسيرة مرضاها وليس العمليات التي تجريها عليهم فقط، وهو ما لا يتسنى لها رؤيته عادةً، وأضافت: «إنه لأمر مثير للاهتمام كيف ينتهي ما كان في البداية صادمًا أو مقرفًا للعديد من الأشخاص إلى حكاية سعيدة»، ولكن لمَ يشاهد الناس شيئًا كهذا؟
شرحت الأخصائية العصبية هيذر برلين (Heather Berlin) في مستشفى ماونت سايناي (Mount Sinai) في نيويورك، أنه من وجهة نظر تطورية، تعتبر الرغبة في إزالة النتوءات عن الجلد سلوكًا طبيعيًا، لأنها ربما كانت طفيليات أو ما إلى هنالك، فمن المنطقي أن يكون البشر قد تطوروا بمنحى يولّد فيه هذا السلوك شعورًا سارًّا.
وحسب برلين أيضًا، يحفز فقء البثور أو مشاهدة قيام الآخرين بذلك النواة المتكئة (nucleus accumbens) لدى بعض الأشخاص، وهي مركز المكافأة في الدماغ، والتي تتلقى الدوبامين وتعطي دفعة صغيرة من السرور، ولكن قد يبدو السلوك ذاته مقرفًا لدى البعض الآخر، وهنا يحفز لديهم جزءًا آخر من الدماغ يدعى القشرة الجزيرية (insular cortex)، ولكن السبب الكامن وراء هذه المفارقة لا يزال مجهولًا.
وبالعودة إلى د. لي، فقد أشارت إلى أنها قد سبق واكتشفت مجموعة ثقافية فرعية على الإنترنت، تبادل الناس من خلالها عشرات الآلاف من مقاطع الفيديو التي يعرضون فيها أفضل ما لديهم من حالات فقء البثور، والتي كان الكثير منها يُجرى بطرق وظروف غير نظيفة أو صحية، فوجدت لي بذلك فرصة لتقدم مقاطع مشابهة، لكن في بيئة آمنة ومعقمة، وقد اكتسبت جمهورًا هائلًا بملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي
المصدر:ibelieveinsci