هل تعاني من التأتأة؟ كيف يحدث ذلك؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تعاني من التأتأة؟ كيف يحدث ذلك؟

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	speech-therapy-530675076-591a29023df78cf5facf392f-384x253.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	21.5 كيلوبايت 
الهوية:	69220

    عانى باول ستاميتس من التأتأة، تأتأة شديدة للغاية.

    كان والده مهندسًا وكان يملك مختبرًا كاملًا في قبو منزله.

    قضى ستاميتس الكثير من الوقت في القبو، وهو أمر منطقي، لأن التأتأة من الممكن أن ترفع الشعور بالوحدة الاجتماعية.

    قضى ساعات يخلط المواد الكيميائية المتفجرة معتنيًا بخطته أن يصبح رائدًا في مجال البحث.

    ولكن عندما دخل ستاميتس الجامعة، استمرت معاناته من التأتأة، وشعر بأنه شخص وحيد من غير الممكن أن ينسجم.

    في أحد الأيام حصل على بعض فطر المشروم المسبب للهلوسة واتجه نحو غابة قريبة. قام بتسلق شجرة كبيرة، ولكنه كان ثملًا لدرجة لا تسمح له بالنزول.

    ولكن هذه كانت آخر مشاكله، كانت لديه رؤية مثالية لعاصفة رعدية تقترب نحو الغابة.





    بدأت الرياح بهز أغصان الأشجار بعنف، وضربت صاعقة مكانًا قريبًا منه، خاف ستاميتس على حياته، ولكنه شعر باتصال غامر مع العالم الموجود حوله. ملهمًا بشدة المشاعر، وقتها تساءل عما إذا كان يريد استمرار عيش نفس الحياة الانعزالية.

    حان الوقت لإيقاف التأتأة، قال لنفسه عدة مرات.

    بعد أن انتهت العاصفة، عاد ستاميتس إلى المنزل، اختَفَت تأتأته.

    في النهاية، أصبح أخصائي فطريات مشهور، ولم ترجع تأتأته بعدها.





    ولكنه أحد الأشخاص المحظوظين. في حين أن تأتأة الطفولة تختفي عندما يصل الشخص مرحلة البلوغ، من النادر للغاية لشخص بالغ أن تنتهي تأتأته بعدما نشأت.



    ولكن ما هي التأتأة؟

    طيف التأتأة


    عندما يتكلم شخص لغةً بإجادة، نحن غالبًا ما نقول أن الشخص “Fluent”، كلمة “Fluent” مستمدة من الكلمة اللاتينية “fluere”، والتي تعني “to flow” (أن تتدفق). إذا كان المتكلم طليقًا، ستتدفق الكلمات من دون انقطاع.

    الشخص الذي يتأتئ يعاني من عدم التدفق، أو انقطاعات في تدفق الكلام. بالطبع، جميع الناس يعانون من انقطاعات في تدفق الكلام لدرجة أو لأخرى، لهذا السبب نتوقف عن الكلام ونقول كلمات مثل “اممم” و “مثل” وغيرها.





    ولكن بالنسبة لبعض الناس، انعدام التدفق هذا أكثر وضوحًا بكثير ومن غير الممكن تغطيته بكلمة أو جملة.

    من الممكن أن يأخذ عدم تدفق الكلام أشكالًا عديدةً، متضمنًا توقفات أطول من تلك الطبيعية خلال الكلام، تكرير الكلمات، الجمل أو الأحرف، والأكثر حدةً، التوقف التام عن الكلام.

    غالبًا، الأشخاص الذين يعانون من التأتأة لا يمرون بعدم تدفق الكلام طوال الوقت، بل هنالك مواقف معينة (وبالأخص التكلم أمام حشد) من الممكن أن تؤدي إلى التأتأة.

    يجد العديد طرقًا كثيرةً ليخفوا تأتأتهم عن طريق استراتيجيات مثل إعادة ترتيب تسلسل الجملة، الادعاء بأنك نسيت ما كنت تود قوله أو ببساطة أن تبقى صامتًا.

    من الممكن أن تؤثر التأتأة على خيارات المرء في الحياة، مثل المهنة.

    الشخص الذي يعاني من التأتأة من الممكن، على سبيل المثال، أن يختار حياةً بعيدةً عن السياسة وقد يختار عملًا يحتاج كلامًا أقل.

    ما يقارب 1% من سكان الكرة الأرضية البالغين يعانون من التأتأة، ولسبب لا يزال غير معروف، يتأتئ الرجال أكثر من النساء بنسبة 5 إلى 1.





    في حين أن بعض أنواع التأتأة من الممكن أن تصاحب متلازمات مثل مرض باركنسون، أو قد يحصل الناس على التأتأة بسبب ضربة على الرأس، إلا أن السبب الأكثر شيوعًا للتأتأة هو تنموي.

    بصورة عامة، يبدأ الأطفال بالتأتأة بين عمر 2 و4 أعوام.

    ما يقارب 5% من الأطفال يتأتوؤن، ومن هذا الرقم، معظمهم، حوالي 75%، تنتهي تأتأتهم عندما يبلغون، ولكن بالنسبة للبعض، 25% المتبقية، لا تنتهي هذه الحالة لديهم أبدًا.

    بالنسبة لهؤلاء، من الممكن أن تصبح التأتأة مصدرًا للقلق وللصورة الذاتية السلبية، ما يجعل المشكلة تستمر عندما يصبح عدم تدفق الكلام بسلاسة جزءًا من الدماغ النامي بدلًا من أن يختفي نهائيًا.

    أظهرت الدراسات الحديثة أن هنالك بعض السمات الجينية التي تجعل الناس معرضين للتأتأة. إذا كان هذا الأمر صحيح، إذًا هذا يعني أن التجارب التي نمر بها في الحياة ضرورية لحصول وتقوية التأتأة.



    ما وراء التأتأة؟


    النطق عملية صعبة للغاية عند البشر. ينشأ من أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة اللغة، ولكنها تلفظ عن طريق الجهاز الحركي.

    باستخدام تقنيات تصوير الدماغ، وجد الباحثون أن التأتأة مرتبطة بفجوة بين هاتين العمليتين. وبصورة أدق، وجدوا ازدياد فعالية في أجزاء محددة من الدماغ وانخفاضها في أجزاء أخرى.





    على سبيل المثال، كانت هنالك قلة فعلية في النظام الحركي ووفرة مفرطة في الدوبامين.

    الدوبامين هو ناقل عصبي، أو مرسال كيميائي يسمح للخلايا العصبية بالتواصل، ويساهم هذا بصورة عامة بالحركة.

    دوبامين قليل يؤدي إلى تصرفات حمقاء وغير متقنة، في حين أن الكثير منه من الممكن أن يؤدي الى تشجنات وتصرفات غير مرغوبة.

    تلعب النواقل العصبية دورًا في الاضطرابات الحركية مثل داء باركنسون ومتلازمة توريت.

    الأمر غير الواضح هو ما إذا كانت صفات الدماغ الذي يعاني من التأتأة خلقيةً أو تنمويةً.

    بعبارة أخرى، هل يولد الناس ولديهم تأتأة، أم حدوث التأتأة في وقت حرج من نمو الدماغ يسبب التشوهات الهيكلية التي وجدها العلماء؟

    لم يكتشف الباحثون الإجابة حتى الآن، على الرغم من أن هناك بحث جديد اكتشف أربعة جينات مرتبطة ببعض حالات التأتأة.

    ترتبط الجينات الأربعة هذه ببروتينات مسؤولة عن النقل الخلوي.

    يعني هذا أن البروتينات هذه مثل المرشد الذي يحرص على أن ينتهي الحال بعناصر الخلية في مكانها الصحيح في الخلية. يبدو أن هنالك أكثر من اضطراب عصبي واحد مرتبط بمشاكل متعلقة بالنقل الخلوي.

    من الممكن أن يعاني بعض الأطفال من التأتأة في عمر تنموي مشترك، ولكن جزءًا من هؤلاء مهيأ جينيًا لأن يستمر بالتأتأة حتى مرحلة البلوغ.

    إذًا، التأتأة هي ليست علامة للغباء. في حقيقة الأمر، وجدت دراسات أن الأطفال الذين يتعافون من التأتأة لديهم مهارات لغوية أكثر تطورًا من أقرانهم الذين لا يعانون من تأتأة.





    أحد التفسيرات هو أن الأطفال الذين يبدأون بالتأتأة من الممكن أن يكونوا قد طوروا مهارات لغوية بمقدار أسرع من مهاراتهم الحركية.



    التأتأة بمرور التاريخ


    مما لا يثير الدهشة، تناول الفطر فوق شجرة خلال عاصفة رعدية ليس العلاج الموصى به للتأتأة، على الرغم من أن باول ستاميتس يؤمن بالخواص الطبية لفطر المشروم.

    ومع هذا، هذه الطريقة ليست أقل ضررًا من طرق منع التأتأة في الماضي.

    من الممكن أن يكون البشر قد بدأوا بالتأتأة منذ أن بدأوا الكلام.

    قام رجل الدولة الأغريقي ديموستيني بالاستعانة بممثل مشهور لمساعدته في تحسين تأتأته.

    طلب الممثل، ساتيرس، من ديموستيني القيام بالعديد من التمارين الصوتية أمام المرآة، التكلم وفمه مليء بالحصى وقراءة الخطابات أثناء المشي لمسافات طويلة صعودًا.

    في القرن السادس الميلادي، كان Aetius of Amida، طبيب الامبراطور البيزنطي جستنيان، أول من اقترح العلاج الجراحي، والذي تضمن قص اللجام (طبقة الجلد الرقيقة بين اللسان وقاع الفم).

    استمرت التغييرات على هذا العلاج بمرور الزمان، حيث استخدم طبيب بعد آخر طرقًا جديدةً لقص هذه العضلة.

    في ثلاثينات القرن التاسع عشر، اقتنع طبيب فرنسي اسمه ه. دي جيجوين أن المتأتئين كان لديهم لسانًا كبيرًا.

    الحل الواضح كان تقليل حجم اللسان باستخدام المشرط.

    كانت هنالك علاجات أخرى أقل دموية. في بدايات القرن التاسع عشر، فضل طبيب باريسي اسمه جيان مارك غاسبارد ايتارد استخدام جسم يشبه الشوكة مصنوع من العاج أو الذهب يتم وضعه تحت اللسان من أجل توفير دعامة له.

    في حين أنه يدعي أنه عالج شخصين من التأتأة، إلا أن التأتأة عادت لهما.





    أما في الولايات المتحدة، طور الطبيبان جين ليغ وكريستوفر ياتس طريقةً كان المراد منها تقوية وإعادة توجيه اللسان.

    ومرةً أخرى، كان اللسان هو المجرم. تم الطلب من المتأتئين أن يدفعوا طرف لسانهم بقوة على مقدمة سقف باطن الفم، مباشرةً خلف الأسنان الأمامية العليا، وأن يبقوه في هذا المكان لمدة ثلاثة أيام.

    لذا ادعى كل «مختص» أن لديه الحل الذي انتظره المتأتؤون على مر العصور.

    وبعدها أصبح التحليل النفسي الموضة الشائعة. قال أخصائيو التحليل النفسي، بالطبع، إن التأتأة هي اضطراب عصبي. ما هو العلاج الأفضل لعدم القدرة على الكلام غير التكلم؟



    العلاج الحالي


    كما ذكرنا سابقًا، 5% من الأطفال يمرون بمرحلة التأتأة، ومن هذه النسبة، 75% منهم يتخلصون منها.

    لذا عندما يبدأ الطفل بالتأتأة، يوصي الأطباء بالانتظار لثلاثة أشهر على الأقل لرؤية ما إذا كانت ستستمر. إذا استمرت، يقترح الأطباء على الآباء بروتوكولًا معينًا لمساعدة الأطفال في تجاوز المشكلة.

    طبقًا للمعهد الوطني للصم واضطرابات التواصل الأخرى، الخطوة الأولى هي التأكد من أن الأطفال لديهم العديد من الفرص للتكلم، وأنهم لا يتعرضون للضغط. يحتاج الأطفال إلى أن يشعروا أن لديهم فضاءً ليعبروا عن أنفسهم.

    بالإضافة إلى ذلك، يوصي أخصائيو النطق أن يستمع الآباء إلى أبناءهم بكل صبر، ويحذرون أيضًا من مقاطعتهم أو عدم السماح لهم بإتمام جملتهم إذا ما كانت هنالك توقفات أو مشاكل أخرى في انسياب الكلام.

    يجب على الآباء التركيز على ما يقوله أطفالهم، بدلًا من الطريقة التي يتكلمون بها. من الضروري أن يشعر الأطفال أنهم يستطيعون التواصل، حتى إذا ما كانوا يتأتؤون.

    وفقًا لذلك، يجب على الآباء الإبطاء من سرعة كلامهم ليعلموا الأطفال أنه ليس هنالك حاجة للتكلم بسرعة. وعندما يسأل الطفل عن تأتأته، يوصي الأخصائيون أن يكونوا صريحين معهم قدر الإمكان، مؤكدين على أن التأتأة ليست أمرًا يجب القلق بشأنه.

    تقول الوكالة أن هؤلاء الذين تستمر تأتأتهم حتى المراهقة أو البلوغ، من الممكن أن يقلل علاج النطق من تأتأتهم عن طريق مساعدتهم في الإبطاء من سرعة كلامهم، السيطرة على تنفسهم والمحافظة على نمط كلامهم عن طريق البدء من مقطع لفظي واحد والتقدم ببطئ نحو الجملة المعقدة.

    في حين أن ممارسات التحليل النفسي غالبًا ما أثبتت أن القلق العصبي كان جذر التأتأة، الفهم المعاصر هو أن التأتأة بنفسها من الممكن أن تسبب القلق، بالمقابل جعل مشكلة التأتأة أسوأ.

    يُعَلِم أخصائيو الأمراض استراتيجيات للتعامل مع النطق المرتبط بالقلق.

    حاليًا، هنالك توجه نحو استخدام أجهزة الكترونية خاصة للمساعدة في التقليل من مقدار حدوث التأتأة.

    أحد هذه الأجهزة، هو جهاز يشبه سماعة الصم، يغير صوت المتحدث ويقوم بإعادته ليشعر المتحدث أنه يتكلم مع شخص آخر.

    تساعد التدخلات الالكترونية بعض المتأتئين في التغلب على مشكلتهم بسرعة كبيرة.

    في الختام، أشارت الوكالة إلى أن العديد من المتأتئين يبلون بلاءً حسنًا في مجموعات الدعم، والذي من الممكن أن يساعد الناس في الحفاظ على الدراسة الذاتية والتعامل مع التحديات التي يواجهونها في المجتمع.

    ومن أشهر المتأتئين: الملك جورج السادس، وينستون تشرشل، مارلين مونرو، جيمس إيرل جونز، إيملي بلانت، جون لي هوكر، سامويل ل. جاكسون، نيكول كيدمان، بي بي كينغ، كيندرك لامار، كارلي سايمون، بروس ويليس، غريغ لوغانيس، شاكيل أونيل، بيل والتون، تايغر وودز، لويس كارول، تشارليس داروين، جون أبدايك، جين سيمور، وجو بايدن.


    المصدر:ibelieveinsci
يعمل...
X