فيلم قدمي اليسرى My Left Foot
تقديم رحيم الحلي
يتناول الفلم رواية الكاتب الايرلندي (كريستي براون) والتي كتبها عام 1954 بصيغة السيرة الذاتية ، وتحولت بعد خمس وثلاثين عاماً أي في عام 1989 الى فيلم سينمائي اخرجه "جيم شيريدان" .
كريستي الذي ولد معاقاً بشلل دماغي ادى الدور الممثل البريطاني "دانييل لويس" ، تلقى كريستي عناية فريدة من والدته التي لم تكترث لما قاله الاطباء من أنه سيكون عبئاً ثقيلاً على الأسرة ، ولم يعيقه جسده من ان يتفوق ويصبح نجماً من خلال رسوماته التي انتشرت في العالم وهو يرسم بقدمه اليسرى ، ياخذنا الفلم الى المجتمع الايرلندي في فترة الثلاثينات ، حيث نشاهد الواقع الاجتماعي الذي يرسمه الفقر وانخفاض الوعي مكرساً التقاليد الاجتماعية والاعراف الدينية ، فيخلق الشخصيات الانسانية القاسية التي لاترى الحياة بعمق وبعد نظر ، حيث يسخر البعض بوالد كريستي حين يعود من مشفى الولادة بعد ان عرف بوضع المولود ، حيث يذهب للحانة ، فيواجهه بعض معارفه بالسخرية اللاذعة من حالة المولود ، وهو ذاته يؤمن بالحمل الثقيل لذلك المولود ولكن تبقى الام هي الكائن الوحيد الرقيق وسط تلك الفظاظة فهي الوحيدة التي تؤمن باولادها وتراهن عليهم حتى ولو كانوا يفتقدون لاشياء كثيرة ومن بينها القدرة على الحركة ، أدت الدور الممثلة الايرلندية "بريندا فريكر" وقد حصلت على جائزة الأوسكار 1989 لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم .
ابتدأ كريستي يمسك القلم بقدمه محاولاً الكتابة فيسخر الاب من ذلك ، الا الام التي انتبهت مبكراً لموهبته حتى جاء اليوم الذي كتب كلمة "Mother"كاملةً ، وقتها حمله الاب ، ليدور به في الحانة مفتخراً ومعتزاً ، وتأتي الاحداث في الفلم بشكل يشد المشاهد عبر مزج شفاف منساب ومتداخل لأزمنة الاحداث ، فقد نجح المخرج في جذب المشاهد لموضوع الفلم وهو يتجول بسلاسة بين الماضي والحاضر ، ليصور لنا المجتمع الايرلندي الفقير والذي مازال في تلك الفترة مجتمعاً ذكورياً ، الهيمنة فيه للرجال والمرأة ظلٌ للرجل ، وقد عاش المجتمع تلك القيود تحت هاجس الطاعة والخوف خاصة مع اسرة كريستي الفقيرة ، الكثيرة العدد ، وهم يطيعون الاب الصارم ، حتى الام كانت تُعلم الابناء طاعة ابيهم ، اما الابناء فكانوا يحاولون الخروج من تلك القوانين الابوية الصارمة بهدوء وحذر وخوف.
قام بتمثيل دور كريستي في الفيلم ، الممثل الإنجليزي “دانييل لويس” الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، والذي وصفته النجمة الكبيرة صوفيا لورين "إنه فنان عظيم ومثير للإعجاب على الدوام" وقد شاركها البطولة في فيلم Nine «ناين» عام 2009 وهو فيلم موسيقي غنائي استعراضي.
حصل الممثل دانييل في هذا الفلم على جائزة الاوسكار كافضل ممثل في دور رئيسي ، وعلى جائزتي اوسكار كأفضل ممثل في دورٍ رئيسي في فيلم ( ستسيل الدماء There will be blood ) عام 2008 وفي فيلم ( لينكون Lincoln ) عام 2013 .
يبدأ الفلم "قدمي اليسرى" My Left Foot بلقطة قريبة لقدم كريستي (دانييل دي لويس) تقبض على إحدى الأسطوانات الموسيقية لتضعها في الجرامافون ، فتنطلق ألحاناً موسيقية .
نجح مخرج الفلم الايرلندي "جيم شيردان" في تقديم قصة الفلم سينمائياً عبر التعاون مع كاتب السيناريو الايرلندي "شاين كونوتون" الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل كتابة سيناريو مقتبس عام 1990 عن هذا الفلم . سافر شيريدان الى هوليود في بداية عقد الثمانينات وليصبح إحدى أيقونات السينما العالمية ، وابرز المخرجين الذين عالجوا الرواية ليس في بلده فقط وانما في هوليوود ايضاً ، ونجح في الغوص في الاعماق النفسية لبطل الرواية ، وجد "شيريدان " نفسه في هوليوود مغرماً في هوى الفن السابع ، وتمكن من الترشح لجائزة الأوسكار 6 مرات. شيريدان استطاع الحصول على 20 جائزة ، من بينها جائزتي أوسكار، عن أفضل فيلم لفيلمه هذا ، فيما الثانية كانت من نصيب الممثل دانييل لويس، الذي لعب دور البطولة في الفيلم وقد برعت الممثلة البريطانية "فيونا شو" في اداء دور "الطبيبة ايلين" ، التي دخلت إلى حياة كريستي في شبابه واستخدمت مهارتها وخبرتها كطبيبة اختصاص في شحذ قدرته على التحدث، واحبها كريستي وخشيت والدته (بريندا فريكير) من مشاعر الحب تلك ، فعدم مبادلتها إياه الحب بالطريقة التي يفكر بها سيولد ألما كبيراً ، مما يقوده إلى الرغبة في قتل نفسه، وحين يعجز عن ذلك يواصل رحلته الحياتية فتهديه إيلين مسرحية "هاملت" لشكسبير، وتدعوه للانتباه الى المشهد الذي يحتوي العبارة الشهيرة "أكون أو لا أكون" في إشارة لخوض الحياة وتحدي الصعاب ، فيختار كريستي التعبير عن نفسه بالفن والأدب مستثمراً عزلته ليحولها طاقة للابداع والنجاح بل والتفوق حتى على الاخرين الذين يمتلكون القدرة على الحركة .
وضع موسيقى الفلم "الموسيقى الامريكي المر برنستين" الذي ألف ألحان اكثر من 200 فيلم ومسلسل تلفزيوني، وتعاون مع كبار مخرجي هوليوود وحصل عام 1968 على جائزة أوسكار أحسن موسيقى ، حقق الفلم نجاحاً كبيراً حيث اشتمل على فنانين نجوم ترفعهم مواهبهم ، كلُ في مجاله .مدة الفلم 103 دقيقة .
رابط الفلم
https://www.youtube.com/watch?v=3jSq9CHcuo0&ab_channel
تقديم رحيم الحلي
يتناول الفلم رواية الكاتب الايرلندي (كريستي براون) والتي كتبها عام 1954 بصيغة السيرة الذاتية ، وتحولت بعد خمس وثلاثين عاماً أي في عام 1989 الى فيلم سينمائي اخرجه "جيم شيريدان" .
كريستي الذي ولد معاقاً بشلل دماغي ادى الدور الممثل البريطاني "دانييل لويس" ، تلقى كريستي عناية فريدة من والدته التي لم تكترث لما قاله الاطباء من أنه سيكون عبئاً ثقيلاً على الأسرة ، ولم يعيقه جسده من ان يتفوق ويصبح نجماً من خلال رسوماته التي انتشرت في العالم وهو يرسم بقدمه اليسرى ، ياخذنا الفلم الى المجتمع الايرلندي في فترة الثلاثينات ، حيث نشاهد الواقع الاجتماعي الذي يرسمه الفقر وانخفاض الوعي مكرساً التقاليد الاجتماعية والاعراف الدينية ، فيخلق الشخصيات الانسانية القاسية التي لاترى الحياة بعمق وبعد نظر ، حيث يسخر البعض بوالد كريستي حين يعود من مشفى الولادة بعد ان عرف بوضع المولود ، حيث يذهب للحانة ، فيواجهه بعض معارفه بالسخرية اللاذعة من حالة المولود ، وهو ذاته يؤمن بالحمل الثقيل لذلك المولود ولكن تبقى الام هي الكائن الوحيد الرقيق وسط تلك الفظاظة فهي الوحيدة التي تؤمن باولادها وتراهن عليهم حتى ولو كانوا يفتقدون لاشياء كثيرة ومن بينها القدرة على الحركة ، أدت الدور الممثلة الايرلندية "بريندا فريكر" وقد حصلت على جائزة الأوسكار 1989 لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم .
ابتدأ كريستي يمسك القلم بقدمه محاولاً الكتابة فيسخر الاب من ذلك ، الا الام التي انتبهت مبكراً لموهبته حتى جاء اليوم الذي كتب كلمة "Mother"كاملةً ، وقتها حمله الاب ، ليدور به في الحانة مفتخراً ومعتزاً ، وتأتي الاحداث في الفلم بشكل يشد المشاهد عبر مزج شفاف منساب ومتداخل لأزمنة الاحداث ، فقد نجح المخرج في جذب المشاهد لموضوع الفلم وهو يتجول بسلاسة بين الماضي والحاضر ، ليصور لنا المجتمع الايرلندي الفقير والذي مازال في تلك الفترة مجتمعاً ذكورياً ، الهيمنة فيه للرجال والمرأة ظلٌ للرجل ، وقد عاش المجتمع تلك القيود تحت هاجس الطاعة والخوف خاصة مع اسرة كريستي الفقيرة ، الكثيرة العدد ، وهم يطيعون الاب الصارم ، حتى الام كانت تُعلم الابناء طاعة ابيهم ، اما الابناء فكانوا يحاولون الخروج من تلك القوانين الابوية الصارمة بهدوء وحذر وخوف.
قام بتمثيل دور كريستي في الفيلم ، الممثل الإنجليزي “دانييل لويس” الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي ، والذي وصفته النجمة الكبيرة صوفيا لورين "إنه فنان عظيم ومثير للإعجاب على الدوام" وقد شاركها البطولة في فيلم Nine «ناين» عام 2009 وهو فيلم موسيقي غنائي استعراضي.
حصل الممثل دانييل في هذا الفلم على جائزة الاوسكار كافضل ممثل في دور رئيسي ، وعلى جائزتي اوسكار كأفضل ممثل في دورٍ رئيسي في فيلم ( ستسيل الدماء There will be blood ) عام 2008 وفي فيلم ( لينكون Lincoln ) عام 2013 .
يبدأ الفلم "قدمي اليسرى" My Left Foot بلقطة قريبة لقدم كريستي (دانييل دي لويس) تقبض على إحدى الأسطوانات الموسيقية لتضعها في الجرامافون ، فتنطلق ألحاناً موسيقية .
نجح مخرج الفلم الايرلندي "جيم شيردان" في تقديم قصة الفلم سينمائياً عبر التعاون مع كاتب السيناريو الايرلندي "شاين كونوتون" الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل كتابة سيناريو مقتبس عام 1990 عن هذا الفلم . سافر شيريدان الى هوليود في بداية عقد الثمانينات وليصبح إحدى أيقونات السينما العالمية ، وابرز المخرجين الذين عالجوا الرواية ليس في بلده فقط وانما في هوليوود ايضاً ، ونجح في الغوص في الاعماق النفسية لبطل الرواية ، وجد "شيريدان " نفسه في هوليوود مغرماً في هوى الفن السابع ، وتمكن من الترشح لجائزة الأوسكار 6 مرات. شيريدان استطاع الحصول على 20 جائزة ، من بينها جائزتي أوسكار، عن أفضل فيلم لفيلمه هذا ، فيما الثانية كانت من نصيب الممثل دانييل لويس، الذي لعب دور البطولة في الفيلم وقد برعت الممثلة البريطانية "فيونا شو" في اداء دور "الطبيبة ايلين" ، التي دخلت إلى حياة كريستي في شبابه واستخدمت مهارتها وخبرتها كطبيبة اختصاص في شحذ قدرته على التحدث، واحبها كريستي وخشيت والدته (بريندا فريكير) من مشاعر الحب تلك ، فعدم مبادلتها إياه الحب بالطريقة التي يفكر بها سيولد ألما كبيراً ، مما يقوده إلى الرغبة في قتل نفسه، وحين يعجز عن ذلك يواصل رحلته الحياتية فتهديه إيلين مسرحية "هاملت" لشكسبير، وتدعوه للانتباه الى المشهد الذي يحتوي العبارة الشهيرة "أكون أو لا أكون" في إشارة لخوض الحياة وتحدي الصعاب ، فيختار كريستي التعبير عن نفسه بالفن والأدب مستثمراً عزلته ليحولها طاقة للابداع والنجاح بل والتفوق حتى على الاخرين الذين يمتلكون القدرة على الحركة .
وضع موسيقى الفلم "الموسيقى الامريكي المر برنستين" الذي ألف ألحان اكثر من 200 فيلم ومسلسل تلفزيوني، وتعاون مع كبار مخرجي هوليوود وحصل عام 1968 على جائزة أوسكار أحسن موسيقى ، حقق الفلم نجاحاً كبيراً حيث اشتمل على فنانين نجوم ترفعهم مواهبهم ، كلُ في مجاله .مدة الفلم 103 دقيقة .
رابط الفلم
https://www.youtube.com/watch?v=3jSq9CHcuo0&ab_channel