كتب الناقد التشكيلي أديب مخزوم عن تجربة الراحل زهير حضرموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد التشكيلي أديب مخزوم عن تجربة الراحل زهير حضرموت

    في رحيل الفنان زهير حضرموت ..
    تحوير العناصر وعلاقة اللون بالموسيقا ..
    أديب مخزوم 16 / 2 / 2023

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	331325178_1147849019243490_5577324088251618504_n.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	93.2 كيلوبايت 
الهوية:	69020
    خسرت الأوساط الفنية والثقافية، الفنان التشكيلي والموسيقي زهير حضرموت، الذي رحل في 14 شباط 2023 عن عمر ناهز 73 عاماً ( من مواليد حماة 1949 ) وهو صاحب تجربة فنية متميزة وطويلة ومتواصلة ، وله طريقته الخاصة في معالجة الأشكال الإنسانية والعناصر المختلفة، حيث كان يعمل في أحيان كثيرة على حشد العناصر الإنسانية في اللوحة الواحدة، وهذا لم يكن يمنعه من تجسيد أمرأة واحدة أو أمرأة ورجل، ضمن إيقاعات البحث عن أسلوبية تهتم بتدرجات اللون وتبقي على اللمسة اللونية الهادئة في المظهرين التعبيري والرمزي.
    فاللوحات التي كان يعرضها زهير حضرموت منذ مدة طويلة، وخاصة في المعرض السنوي العام للفنانين السوريين، أبرزت قدرته على خلق عوالم الخيال والولوج في إبعادها إلى أجواء حلمية وفردوسية أحياناً، ولن نذهب كثيراً في التأويل الذاتي، حتى لا نبتعد كثيراً عن النواحي الأسلوبية والتقنية التي كان يقدمها في لوحاته، والتي تحمل معها خبرة وقدرة على الأمساك بأجواء شكلية ولونية متقاربة ومميزة.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	330964768_508266528054300_1496190575683898699_n.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	96.3 كيلوبايت 
الهوية:	69022
    ولقد جمع الفنان الراحل بين الفن التشكيلي والفن الموسيقي، حيث كان عازفاً بارعاً على الكمان، محققاً بذلك مقولة بول كلي: «من يرسم يجب أن يمتزج بالموسيقا» والنوتة الموسيقية البصرية بالنسبة له ولمجمل الفنانين المعاصرين يمكن أن تكون مقروءة في الدلالات الإشارية اللونية والخطية، فالدمج ما بين الغنائية والعقلانية في توزيع اللون ، وما إلى ذلك من إيقاعات تشكيلية متنوعة، يوصلنا في نهاية المطاف إلى تنويعات النغم الموسيقي البصري وتبدلاته الإيقاعية، في سياق التأليف والتلوين التشكيلي الذي يوحي بالموسيقا.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	330966756_5874438736008105_9040967370495146963_n.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	166.6 كيلوبايت 
الهوية:	69021
    هكذا أصبح زهير حضرموت قادراً على توءمة الموسيقا بالفن التشكيلي، من خلال حركات اللون العفوي، والذي تتوالد من إيقاعاته مؤشرات الإحساس بالموسيقا البصرية. حيث كان يصوغ أشكاله وألوانه، وخطوطه، مثلما كان يعزف على الكمان، وبالتالي كانت تبرز فرضية الموسيقا البصرية في لوحاته، فالإيقاعات الموسيقية السريعة في اللوحة تظهر عبر الحركات اللونية الانفعالية السريعة، وعلى العكس من ذلك تظهر الإيقاعات الموسيقية الهادئة في اللوحة من خلال اللمسات اللونية الهادئة والبعيدة عن الانفعال والتوتر والقلق الداخلي . ولايمكن في هذا المجال وصف أو تحديد تموجات الحركة اللونية لأنها مرتبطة باحتمالات لا متناهية على مستوى توليد الإيقاعات الموسيقية البصرية وتحددها فروقات مرهفة شديدة الحساسية تساهم فيها تضاريس المادة اللونية ولمسات الفرشاة وارتجافاتها الانفعالية والعاطفية ومداها الفيزيائي الطبيعي وتنوع الدرجات اللونية وتوضع الطبقات الكثيفة والشفافة وغير ذلك من المؤثرات البصرية اللامتناهية، فكل لمسة أو حركة لونية تصبح مصدراً من المصادر الأساسية للحركة اللحنية في موسيقا اللوحة، وبمعنى أدق تصبح اللوحة نوتة موسيقية للمقطوعة المرافقة بحيث يمكن الإحساس بها عن طريق العين، فالمؤثرات البصرية التي تكوّن موسيقا اللوحة يمكن قراءتها على أساس تنويعات النغم الموسيقي الافتراضي المرافق للرسم ( كما له عدة مؤلفات موسيقية ).
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	331522561_1170980060281308_4740384611300653834_n.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	83.5 كيلوبايت 
الهوية:	69023

    وعلى الصعيد التشكيلي ، رغم كل ما يمكن أن نجده من تكثيف ووعي وجهد بارز في صياغة الأشكال، نستطيع أن نرى أحيانا كثافة لونية في بعض الأماكن من لوحته، رغم أنه يجنح بشكل عام لأضفاء درجات من شفافية اللون على العناصر والأشكال، وهو يعمل على تمييع اللون و أظهار بريقه باستخدام التقنيات الحديثة، وذلك للوصول إلى أيقاعات الألوان الشاعرية والزاهية التي تتناسب مع الأسلوب الذي يتبعه.
    واللوحة عنده تخطو نحو تأكيد ا لذات وبالتالي تتجاوز المؤشرات التسجيلية، وذلك بتحريف الوجوه والإشكال وعدم الالتفاف إلى نسبها الحقيقية، إذ أن المهم بالنسبة إليه هو الوصول إلى صياغة فنية تدخل في صلب التأليف الحديث، الذي تلتقي فيه المؤشرات الواقعية والإيقاع البصري الشاعري، المتتابع في جسد التشكيل والبعيد عن منهج الرسم الإنفعالي، الذي يجعل الفنان يمارس حريته في مساحة أقل عقلانية وقساوة.
    وهو يصوغ عناصره وأشكاله بنوع من التداخل والتحاور وبرؤية أقرب إلى الخيالية الرمزية، فالأشكال المتداخلة أو المولفة ضمن رؤية ليست واقعية، تبعد اللوحة مسافات عن اساليب الأخرين، ولهذا فلوحاته تحمل الموقف الذاتي لجهة اعتمادها على أجواء خاصة، توحي في أكثر الأحيان بحضور العناصر الإنسانية في فسحة الطبيعية بطريقة أقرب إلى الأجواء الفردوسية.
    ـ موقع الثورة أون لاين16 شباط 2023
يعمل...
X