في كوكب يواجه عديدًا من التحديات الضخمة مثل كوكبنا، نحتاج نحن البشر إلى التفكير في حلول عبقرية لردع تأثيراتها المدمرة في أنظمة كوكب الأرض. يتمثل أحد تلك الحلول في عملية تحويل المخلفات إلى طاقة؛ حيث تسهم في حلِّ مشكلتين في الوقت نفسه، أو كما نقول، تضرب عصفورين بحجر واحد.
فبالرغم من أن المخلفات تمثل تحديًا صعبًا يضغط البيئة بشكل كبير؛ حيث ينتج العالم ما يقدر بـ2.12 مليار طن من المخلفات سنويًّا، فإننا في حاجة ملحة إلى مصادر للطاقة المتجددة لتحل محل الوقود الأحفوري الضار وشيك النفاد. وما يقدمه العلم لنا في عملية تحويل المخلفات إلى طاقة هو تقنية تساعدنا على الحصول على بيئة «نظيفة» وتوليد طاقة «نظيفة» في الوقت نفسه؛ أليس هذا رائعًا؟
هناك طريقتان رئيسيتان مستخدمتان لإدارة المخلفات بغرض الحد من مخاطرها على البيئة والصحة العامة؛ وهما مقالب النفايات ومحارقها. ولكن، لمقالب النفايات عيوب عديدة؛ فإلى جانب شكلها السيئ ورائحتها الكريهة، فإن مياه الأمطار تجد طريقها إلى داخلها، وخاصة القديمة منها؛ حيث تلتقط مختلف المواد الضارة والسامة مكونةً لما يُعرف بالعصارة. من ثم، تتسرب هذه العصارة إلى خارج المقلب وصولًا إلى المياه الجوفية والمواطن البيئية القريبة. وفي الوقت نفسه، تبعث المخلفات المتحللة غازات خطيرة في الغلاف الجوي؛ ما ينجم عنه تلوث الهواء والاحترار العالمي.
أما المحارق فيمكن وصفها بمرافق معالجة حرارية؛ حيث يتم فيها حرق المواد وتحويلها إلى رماد. ومن أهم مميزاتها أنها تقلل من حجم المخلفات بنحو 87٪. ولكن المحارق قديمة الطراز سيئة السمعة؛ فهي تفتقر إلى نظم جيدة للتحكم في الملوثات. وبالنسبة إلى المحارق الحديثة، فإنها تُشيِّد وفقًا للوائح صارمة؛ بهدف تحقيق مستويات أعلى من الحماية البيئية. وحقيقة أن المحارق تنتج حرارة بوصفها منتجًا ثانويًّا لعملية حرق المخلفات، فتحت المجال لتحويل تلك الحرارة إلى طاقة، ومن ثم ظهرت المحطات الحرارية لتحويل المخلفات إلى طاقة.
ومن الممكن وصف المحارق بمحطات «التحويل الحراري»؛ فتستطيع المحطة الواحدة معالجة ما يصل إلى 35 طنًّا مكعبًا من المخلفات كل ساعة منتجةً نحو 1.500 كيلو وات من الطاقة الحرارية للطن الواحد. ومن أنواع محطات تحويل النفايات إلى طاقة أخرى محطات التحويل «الحراري الكيميائي». وبصفة عامة، فعملية التحويل الحراري الكيميائي مفضلة على التحويل الحراري؛ ذلك لأنها لا تنطوي على حرق للمخلفات، ومن ثمَّ فهي أقل إنتاجًا للانبعاثات السامة التي تتطلب معالجة. والنوع الثالث هو «التحويل الكيميائي الحيوي»؛ وهي أفضل في التعامل مع المخلفات ذات النسبة العالية من المواد العضوية القابلة للتفكك حيويًّا، وكذلك النسبة العالية من الرطوبة، مثل المخلفات الزراعية.
إن البلدان التي تتبنى تقنيات تحويل المخلفات إلى طاقة تجد قيمة فيما يعتبره الآخرون قمامة عديمة الفائدة. فالسويد على سبيل المثال تضرب مثلًا يحتذى به في مجال إعادة تدوير المخلفات، وتوليد الطاقة منها هو إحدى صوره. إنها دولة لم تنفد مخلفاتها حرفيًّا فحسب، بل إنها أيضًا تطلب المزيد. وفي دولة ذات كثافة سكانية آخذة في التزايد مثل مصر، تمثل مشكلة المخلفات والطلب المتزايد على الطاقة تحديات ضخمة. إلا أن الدولة تتمتع بإمكانيات كبيرة في مجال تحويل المخلفات إلى طاقة.
ولا تقتصر الجهود في مجال تحويل النفايات إلى طاقة على الحكومات؛ فهناك ملايين المنازل حول العالم التي تحوِّل نفاياتها العضوية إلى طاقة باستخدام وحدات الغاز الحيوي. ومن الممكن تثبيتها في البلكونات أو الفناءات الخلفية للمنازل. وتُعدُّ هذه الوحدات مفيدة بشكل خاص لهؤلاء الذين يعيشون في المناطق الريفية؛ حيث تتوافر لديهم المساحة لوضع وحدات أكبر حجمًا، كما تتوافر لديهم المخلفات الزراعية العضوية ومخلفات الماشية؛ ما يسمح للبيت برمته بالاعتماد على الغاز الحيوي وضع المُنتج. وبالإضافة إلى توفير طاقة نظيفة ومستدامة بالمجان يمكن استخدامها وقودًا للطهي، والتدفئة، والإضاءة؛ فإن الحصول على وحدة لإنتاج الغاز الحيوي في المنزل يدعم قيم إعادة التدوير والاستدامة ويعلمها للأجيال الصغيرة.
من المهم أن نتذكر أن خط الدفاع الأول ضد تحديات المخلفات هو تعديل ممارساتنا؛ ولكن للأسف، فإن عالمنا اليوم يقوده المنهج الاستهلاكي. المصنعون يحاولون زيادة أرباحهم بشتى الطرق من خلال تصنيع منتجات تستخدم لمرة واحدة أو إطلاق تحديثات متتالية للمنتج نفسه، وهذا يجبر المستهلك على الشراء مرة تلو المرة؛ ما يجعلهم يتخلصون من مزيد ومزيد من القمامة. فالشركات لا تضع استخدام المواد صديق البيئة على رأس أولوياتها، ولا تدعم قيم الترشيد، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير. لذلك فإن تنمية الممارسات الاستهلاكية الرشيدة حل عظيم يوفر المال، ويحافظ على الصحة، ويحمي كوكبنا.
فبالرغم من أن المخلفات تمثل تحديًا صعبًا يضغط البيئة بشكل كبير؛ حيث ينتج العالم ما يقدر بـ2.12 مليار طن من المخلفات سنويًّا، فإننا في حاجة ملحة إلى مصادر للطاقة المتجددة لتحل محل الوقود الأحفوري الضار وشيك النفاد. وما يقدمه العلم لنا في عملية تحويل المخلفات إلى طاقة هو تقنية تساعدنا على الحصول على بيئة «نظيفة» وتوليد طاقة «نظيفة» في الوقت نفسه؛ أليس هذا رائعًا؟
هناك طريقتان رئيسيتان مستخدمتان لإدارة المخلفات بغرض الحد من مخاطرها على البيئة والصحة العامة؛ وهما مقالب النفايات ومحارقها. ولكن، لمقالب النفايات عيوب عديدة؛ فإلى جانب شكلها السيئ ورائحتها الكريهة، فإن مياه الأمطار تجد طريقها إلى داخلها، وخاصة القديمة منها؛ حيث تلتقط مختلف المواد الضارة والسامة مكونةً لما يُعرف بالعصارة. من ثم، تتسرب هذه العصارة إلى خارج المقلب وصولًا إلى المياه الجوفية والمواطن البيئية القريبة. وفي الوقت نفسه، تبعث المخلفات المتحللة غازات خطيرة في الغلاف الجوي؛ ما ينجم عنه تلوث الهواء والاحترار العالمي.
أما المحارق فيمكن وصفها بمرافق معالجة حرارية؛ حيث يتم فيها حرق المواد وتحويلها إلى رماد. ومن أهم مميزاتها أنها تقلل من حجم المخلفات بنحو 87٪. ولكن المحارق قديمة الطراز سيئة السمعة؛ فهي تفتقر إلى نظم جيدة للتحكم في الملوثات. وبالنسبة إلى المحارق الحديثة، فإنها تُشيِّد وفقًا للوائح صارمة؛ بهدف تحقيق مستويات أعلى من الحماية البيئية. وحقيقة أن المحارق تنتج حرارة بوصفها منتجًا ثانويًّا لعملية حرق المخلفات، فتحت المجال لتحويل تلك الحرارة إلى طاقة، ومن ثم ظهرت المحطات الحرارية لتحويل المخلفات إلى طاقة.
ومن الممكن وصف المحارق بمحطات «التحويل الحراري»؛ فتستطيع المحطة الواحدة معالجة ما يصل إلى 35 طنًّا مكعبًا من المخلفات كل ساعة منتجةً نحو 1.500 كيلو وات من الطاقة الحرارية للطن الواحد. ومن أنواع محطات تحويل النفايات إلى طاقة أخرى محطات التحويل «الحراري الكيميائي». وبصفة عامة، فعملية التحويل الحراري الكيميائي مفضلة على التحويل الحراري؛ ذلك لأنها لا تنطوي على حرق للمخلفات، ومن ثمَّ فهي أقل إنتاجًا للانبعاثات السامة التي تتطلب معالجة. والنوع الثالث هو «التحويل الكيميائي الحيوي»؛ وهي أفضل في التعامل مع المخلفات ذات النسبة العالية من المواد العضوية القابلة للتفكك حيويًّا، وكذلك النسبة العالية من الرطوبة، مثل المخلفات الزراعية.
إن البلدان التي تتبنى تقنيات تحويل المخلفات إلى طاقة تجد قيمة فيما يعتبره الآخرون قمامة عديمة الفائدة. فالسويد على سبيل المثال تضرب مثلًا يحتذى به في مجال إعادة تدوير المخلفات، وتوليد الطاقة منها هو إحدى صوره. إنها دولة لم تنفد مخلفاتها حرفيًّا فحسب، بل إنها أيضًا تطلب المزيد. وفي دولة ذات كثافة سكانية آخذة في التزايد مثل مصر، تمثل مشكلة المخلفات والطلب المتزايد على الطاقة تحديات ضخمة. إلا أن الدولة تتمتع بإمكانيات كبيرة في مجال تحويل المخلفات إلى طاقة.
ولا تقتصر الجهود في مجال تحويل النفايات إلى طاقة على الحكومات؛ فهناك ملايين المنازل حول العالم التي تحوِّل نفاياتها العضوية إلى طاقة باستخدام وحدات الغاز الحيوي. ومن الممكن تثبيتها في البلكونات أو الفناءات الخلفية للمنازل. وتُعدُّ هذه الوحدات مفيدة بشكل خاص لهؤلاء الذين يعيشون في المناطق الريفية؛ حيث تتوافر لديهم المساحة لوضع وحدات أكبر حجمًا، كما تتوافر لديهم المخلفات الزراعية العضوية ومخلفات الماشية؛ ما يسمح للبيت برمته بالاعتماد على الغاز الحيوي وضع المُنتج. وبالإضافة إلى توفير طاقة نظيفة ومستدامة بالمجان يمكن استخدامها وقودًا للطهي، والتدفئة، والإضاءة؛ فإن الحصول على وحدة لإنتاج الغاز الحيوي في المنزل يدعم قيم إعادة التدوير والاستدامة ويعلمها للأجيال الصغيرة.
من المهم أن نتذكر أن خط الدفاع الأول ضد تحديات المخلفات هو تعديل ممارساتنا؛ ولكن للأسف، فإن عالمنا اليوم يقوده المنهج الاستهلاكي. المصنعون يحاولون زيادة أرباحهم بشتى الطرق من خلال تصنيع منتجات تستخدم لمرة واحدة أو إطلاق تحديثات متتالية للمنتج نفسه، وهذا يجبر المستهلك على الشراء مرة تلو المرة؛ ما يجعلهم يتخلصون من مزيد ومزيد من القمامة. فالشركات لا تضع استخدام المواد صديق البيئة على رأس أولوياتها، ولا تدعم قيم الترشيد، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير. لذلك فإن تنمية الممارسات الاستهلاكية الرشيدة حل عظيم يوفر المال، ويحافظ على الصحة، ويحمي كوكبنا.