الكاتب المغربي الطاهر بنجلون يواصل رسالة السلام من خلال الرسم
بنجلون يطمح إلى المساهمة من خلال الفن في الحوار بين الأديان والثقافات ونقل قيم التسامح والتعايش.
الاثنين 2023/01/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
كاتب بالقلم والألوان
روما - جرى مساء السبت 21 يناير 2023 بـ”كاتدرائية القديسة مريم” في روما عرض ثلاث لوحات للكاتب المغربي الطاهر بنجلون بحضور ثلة من الشخصيات السياسية والفنية والدينية.
وكشف الطاهر بنجلون، رفقة سفير المملكة المغربية في إيطاليا يوسف بلا، لوحاته الحاملة لرسالة سلم في إطار حفل تكريم لروساريو ليقاتينو، الذي اغتالته المافيا في سبتمبر 1990، وتم تطويبه من قبل الكنيسة عام 2022.
وفي تصريح له قال الكاتب والرسام المغربي، وهو أول مسلم تعرض لوحاته في إحدى أهم الكاتدرائيات الإيطالية، “أنا فخور بأن يتم تمثيل المغرب في هذه الكاتدرائية الخلابة”.
وأضاف بنجلون أنه يطمح إلى المساهمة، من خلال الفن، في الحوار بين الأديان والثقافات ونقل قيم التسامح والتعايش والقيم العريقة التي يتبناها المغرب، مسجلا أنه من خلال هذه المبادرة التطوعية حاول أيضا “تسليط ضوء جميل داخل هذه الكاتدرائية حيث يأتي الناس للصلاة من أجل الراحلين وخاصة من ضحايا المافيا”.
وبالإضافة إلى لوحتين مخصصتين للراحل روساريو ليقاتينو، رسم بنجلون لوحة جدارية أخرى تكريما لـ15 قاضيا إيطاليا آخرين عانوا من نفس المصير، وكل ذلك بنظرة تفاؤلية مليئة بالألوان، أعجبت الزائرين الذين انبهروا بإبداع وعمق أعمال المبدع المغربي.
وسبق للطاهر بنجلون أن أثار إعجاب الفاتيكان بصفته رساما، حيث قام عام 2020 بتشكيل النوافذ الزجاجية الملونة لكنيسة سان جينولف دو ثوريل، في إقليم “مين إي لوار” الفرنسي.
سبق للطاهر بنجلون أن أثار إعجاب الفاتيكان بصفته رساما، حيث قام عام 2020 بتشكيل النوافذ الزجاجية الملونة لكنيسة سان جينولف دو ثوريل
وبتكليف من الكرسي الرسولي اقترح لورينزو زيتشي (مدير متحف ومنظم معارض) على بنجلون عرض هذه اللوحات.
كما أقيم حفل موسيقي خلال هذا التظاهرة بحضور وزير العدل الإيطالي، وتم عرض لوحات للفنان الإيطالي بييرو بيتزي كانيلا، إضافة إلى عرض القميص الملطخ بالدماء الذي كان يرتديه القاضي ليفاتينو أثناء اغتياله، والذي يعتبر من الآثار المقدسة في إيطاليا، وذلك بعد عرضه طوال الأسبوع في عدة مؤسسات إيطالية.
ويتعاون الكاتب والصحافي والرسام المغربي مع إيطاليا منذ أكثر من 35 عاما. وبدأ الطاهر بنجلون تعاونا منتظما مع صحف كبرى مثل “كورييري ديلا سيرا” و”لاستامبا”، وكذلك “لا ريبوبليكا” التي مازال يساهم فيها.
وأقام بنجلون معرضه الأول في روما، تلاه معرض في مدن ميلانو وباليرمو وبولونيا وتورينو، كما تمت ترجمة جميع كتبه إلى اللغة الإيطالية.
ومعروف عن الروائي بنجلون أنه أقام عمارته الروائية في المسافة التي تفصل بين قسوة الألم وقوة الغياب، فكانت الهجرة مختبره الإنساني والمهاجرون المقتلعون من حيواتهم الحقيقية مفرداته التي حرص على أن يتأملها بعينه الخبيرة التي تدربت على الحب. وقد نجح في أن يكون ظاهرة مختلفة على مستوى الكتابة بالفرنسية التي وقع الكثير من كتاب بلدان المغرب العربي في أسرها مضطرين. لم تكن الفرنسية منفاه، كما كانت بالنسبة إلى الكاتب الجزائري كاتب ياسين. لقد حسم بنجلون أمره. كان كاتبا فرنسيا من أصول عربية وهو ما هيأ له أرضية ثابتة للاستقرار النفسي الذي سيعينه على تجاوز عثرات كثيرة.
ويعتبر بنجلون، الذي ولد في مدينة فاس عام 1944، من أشهر المبدعين المغاربة على الصعيد العالمي، تألق في الرواية والشعر، من أشهر رواياته “حرودة” (1973)، و”صلاة الغائب” (1981)، و”طفل الرمال” (1985)، و”ليلة القدر” (1987) و”أن ترحل” (2006)، وهو الذي ترجمت له رواية “طفل الرمال” إلى 43 لغة، ومؤلف “العنصرية كما شرحتها لابنتي” (1998) إلى 33 لغة، كما حاز عددا من الجوائز، من بينها “غونغور” (1987) و”أركانة” (2010)، ووشح بأوسمة رفيعة في المغرب والخارج.
ولكن اتجاهه إلى الرسم لاقى أيضا صدى واسعا، إذ يرى الناقد المغربي عزيز الداكي أن “الخطوات الأولى لبنجلون كرسام تتميز بعالم مذهل من الألوان، يجري نسجه بطريقة عفوية تقريبا، حيث نكون مع قصاصات من الأقمشة ومن الذكريات المنتمية إلى عالمين؛ عالم الرسام واضح تماما، بتأثيرات لماتيس وسونيا دولاناي، باستثناء أن الميزة الشخصية للأعمال لا تترك مجالا للشك في الطريقة التي يمارس بها بنجلون الرسم، من دون مركب نقص. ويمسك بنجلون بالرسم رغبة في لذة إعطاء شكل للخطوط والأشكال والألوان”.
وعلى عكس أعماله في الأدب، حيث يرسم على لسان أبطال رواياته وقصصه وأشعاره لوحات حزينة، اختار الطاهر بنجلون أن يبعث في لوحاته التشكيلية رسم ألوان الفرح.
فسواء تعلق الأمر بالأدب أوالرسم، تسكن الطاهر بنجلون رغبة جامحة في تحقيق التعايش ونبذ العنف والصراعات، وهو ما يستمر في تأكيده عبر لوحاته الجديدة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
بنجلون يطمح إلى المساهمة من خلال الفن في الحوار بين الأديان والثقافات ونقل قيم التسامح والتعايش.
الاثنين 2023/01/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
كاتب بالقلم والألوان
روما - جرى مساء السبت 21 يناير 2023 بـ”كاتدرائية القديسة مريم” في روما عرض ثلاث لوحات للكاتب المغربي الطاهر بنجلون بحضور ثلة من الشخصيات السياسية والفنية والدينية.
وكشف الطاهر بنجلون، رفقة سفير المملكة المغربية في إيطاليا يوسف بلا، لوحاته الحاملة لرسالة سلم في إطار حفل تكريم لروساريو ليقاتينو، الذي اغتالته المافيا في سبتمبر 1990، وتم تطويبه من قبل الكنيسة عام 2022.
وفي تصريح له قال الكاتب والرسام المغربي، وهو أول مسلم تعرض لوحاته في إحدى أهم الكاتدرائيات الإيطالية، “أنا فخور بأن يتم تمثيل المغرب في هذه الكاتدرائية الخلابة”.
وأضاف بنجلون أنه يطمح إلى المساهمة، من خلال الفن، في الحوار بين الأديان والثقافات ونقل قيم التسامح والتعايش والقيم العريقة التي يتبناها المغرب، مسجلا أنه من خلال هذه المبادرة التطوعية حاول أيضا “تسليط ضوء جميل داخل هذه الكاتدرائية حيث يأتي الناس للصلاة من أجل الراحلين وخاصة من ضحايا المافيا”.
وبالإضافة إلى لوحتين مخصصتين للراحل روساريو ليقاتينو، رسم بنجلون لوحة جدارية أخرى تكريما لـ15 قاضيا إيطاليا آخرين عانوا من نفس المصير، وكل ذلك بنظرة تفاؤلية مليئة بالألوان، أعجبت الزائرين الذين انبهروا بإبداع وعمق أعمال المبدع المغربي.
وسبق للطاهر بنجلون أن أثار إعجاب الفاتيكان بصفته رساما، حيث قام عام 2020 بتشكيل النوافذ الزجاجية الملونة لكنيسة سان جينولف دو ثوريل، في إقليم “مين إي لوار” الفرنسي.
سبق للطاهر بنجلون أن أثار إعجاب الفاتيكان بصفته رساما، حيث قام عام 2020 بتشكيل النوافذ الزجاجية الملونة لكنيسة سان جينولف دو ثوريل
وبتكليف من الكرسي الرسولي اقترح لورينزو زيتشي (مدير متحف ومنظم معارض) على بنجلون عرض هذه اللوحات.
كما أقيم حفل موسيقي خلال هذا التظاهرة بحضور وزير العدل الإيطالي، وتم عرض لوحات للفنان الإيطالي بييرو بيتزي كانيلا، إضافة إلى عرض القميص الملطخ بالدماء الذي كان يرتديه القاضي ليفاتينو أثناء اغتياله، والذي يعتبر من الآثار المقدسة في إيطاليا، وذلك بعد عرضه طوال الأسبوع في عدة مؤسسات إيطالية.
ويتعاون الكاتب والصحافي والرسام المغربي مع إيطاليا منذ أكثر من 35 عاما. وبدأ الطاهر بنجلون تعاونا منتظما مع صحف كبرى مثل “كورييري ديلا سيرا” و”لاستامبا”، وكذلك “لا ريبوبليكا” التي مازال يساهم فيها.
وأقام بنجلون معرضه الأول في روما، تلاه معرض في مدن ميلانو وباليرمو وبولونيا وتورينو، كما تمت ترجمة جميع كتبه إلى اللغة الإيطالية.
ومعروف عن الروائي بنجلون أنه أقام عمارته الروائية في المسافة التي تفصل بين قسوة الألم وقوة الغياب، فكانت الهجرة مختبره الإنساني والمهاجرون المقتلعون من حيواتهم الحقيقية مفرداته التي حرص على أن يتأملها بعينه الخبيرة التي تدربت على الحب. وقد نجح في أن يكون ظاهرة مختلفة على مستوى الكتابة بالفرنسية التي وقع الكثير من كتاب بلدان المغرب العربي في أسرها مضطرين. لم تكن الفرنسية منفاه، كما كانت بالنسبة إلى الكاتب الجزائري كاتب ياسين. لقد حسم بنجلون أمره. كان كاتبا فرنسيا من أصول عربية وهو ما هيأ له أرضية ثابتة للاستقرار النفسي الذي سيعينه على تجاوز عثرات كثيرة.
ويعتبر بنجلون، الذي ولد في مدينة فاس عام 1944، من أشهر المبدعين المغاربة على الصعيد العالمي، تألق في الرواية والشعر، من أشهر رواياته “حرودة” (1973)، و”صلاة الغائب” (1981)، و”طفل الرمال” (1985)، و”ليلة القدر” (1987) و”أن ترحل” (2006)، وهو الذي ترجمت له رواية “طفل الرمال” إلى 43 لغة، ومؤلف “العنصرية كما شرحتها لابنتي” (1998) إلى 33 لغة، كما حاز عددا من الجوائز، من بينها “غونغور” (1987) و”أركانة” (2010)، ووشح بأوسمة رفيعة في المغرب والخارج.
ولكن اتجاهه إلى الرسم لاقى أيضا صدى واسعا، إذ يرى الناقد المغربي عزيز الداكي أن “الخطوات الأولى لبنجلون كرسام تتميز بعالم مذهل من الألوان، يجري نسجه بطريقة عفوية تقريبا، حيث نكون مع قصاصات من الأقمشة ومن الذكريات المنتمية إلى عالمين؛ عالم الرسام واضح تماما، بتأثيرات لماتيس وسونيا دولاناي، باستثناء أن الميزة الشخصية للأعمال لا تترك مجالا للشك في الطريقة التي يمارس بها بنجلون الرسم، من دون مركب نقص. ويمسك بنجلون بالرسم رغبة في لذة إعطاء شكل للخطوط والأشكال والألوان”.
وعلى عكس أعماله في الأدب، حيث يرسم على لسان أبطال رواياته وقصصه وأشعاره لوحات حزينة، اختار الطاهر بنجلون أن يبعث في لوحاته التشكيلية رسم ألوان الفرح.
فسواء تعلق الأمر بالأدب أوالرسم، تسكن الطاهر بنجلون رغبة جامحة في تحقيق التعايش ونبذ العنف والصراعات، وهو ما يستمر في تأكيده عبر لوحاته الجديدة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook