"التقاء الروح والجسد" معرض يشخّص الجسد الإنساني بتحولاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "التقاء الروح والجسد" معرض يشخّص الجسد الإنساني بتحولاته


    "التقاء الروح والجسد" معرض يشخّص الجسد الإنساني بتحولاته


    الفنان أيمن صلاح طاهر يستخدم لغة تشكيلية تقوده لاستكشاف ذاته والبوح بما يخفى عليه حتى في عالم اللاوعي.
    الاثنين 2023/01/16
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    الجسم البشري من منظور جديد

    القاهرة - تحت عنوان “التقاء الروح والجسد” تستضيف قاعة زاج بيك بالشيخ زايد معرضا لأعمال الفنانين صلاح وأيمن طاهر، يضم مجموعة من أعمالهما التي تقوم على التشخيص وتتناول الجسد الإنساني بتحولاته بين الواقعية والتجريد.

    والمعرض الذي افتتح في الرابع عشر من يناير الجاري ويستمر لأسبوعين، يعرض أعمالا للفنان التشكيلي الراحل صلاح طاهر وابنه أيمن، وهي أعمال تركز على الجسم البشري من منظور جديد.

    وقد اختار الفنان أيمن صلاح طاهر أن يجعل من أعماله التشكيلية في هذا المعرض نقطة تماس بين العالم المادي واللامادي، بين واقعية وجود الجسد في حيز الحياة الفعلية بتفاصيله، وتجريده على المسطح التشكيلي وصولا للروح، مستخدما لغة تشكيلية تقوده لاستكشاف ذاته والبوح بما يخفى عليه حتى في عالم اللاوعي، والحياة ما بعد الموت.

    وهذا اللقاء الذي اختاره الفنان عنوانا للمعرض، هو لقاء بينه وبين والده الراحل الفنان صلاح طاهر، ليس فقط بعرض أعمالهما التي تناولت الجسد الإنساني معا، بل هو لقاء من نوع آخر، يستحضر روح الفنان طاهر الحاضرة في شخصية ابنه وأسلوبه التشكيلي وأعماله التي تبدو استكمالا لمسيرة والده.



    وصلاح طاهر هو أحد الفنانين التشكيليين ذائعي الصيت في مصر (1911 – 2007). مثّل في بدايته تجسيدا للمدرسة الواقعية في الفن ثم ما لبث أن انتقل إلى المدرسة التجريدية غير أنه لم يهجر المدرسة الواقعية تماما.

    وفي كثير من لوحاته وأعماله حاول الفنان صلاح طاهر الخلط ما بين المدرستين والذي كان نتاجه مرحلة في حياته تسمى بمرحلة التجريدية الوسطية. كذلك رسم العديد من البورتريهات وظل في عمل العديد منها حتى مرحلة متقدمة من مراحله الفنية برغم ما يمثله رسم البورتريه من تجسيد لروح المدرسة الواقعية وقد رسم العديد من الشخصيات أمثال جمال عبدالناصر وأنور السادات.

    ومعظم أعمال طاهر الأب باستثناء عدد قليل كان بالأبيض والأسود، حيث كان ينفذ الجسم البشري بالأكريليك بخطوط سريعة، إلا أنه استخدم أيضا الأكريليك ولكن بإضافة الزيت وإدخال الألوان في أعمال أخرى.

    وانتقل صلاح طاهر خلال مسيرته الفنية من الواقعية التي تجسدت في الكثير من أعماله والتي عكست افتتانه بالطبيعة والريف والحياة المصرية، إلى التجريد الذي يشبه الموسيقى، فحلقت بالأجساد في عالم الروحانيات التي اتضحت بعد ذلك في واحدة من تجاربه التي قدم فيها ألف تنويعة على تجريد حرفي “هو”.

    وتقول الناقدة المصرية فاطمة علي “ما بين الأب والابن جيلان من الفنانين.. وبينما بدأ الأب واقعيا ثم تحول للتجريد الخالص تدريجيا منذ الستينات نجد الابن بدأ بالتجريد مستفيدا من تجربة الأب التي استوعبها الابن خبرة بصرية ومعايشة يومية لأب كان الفن والموسيقى غذاءه الروحي اليومي”.

    وتشرّب أيمن أسلوب والده ليقدم أعماله التشكيلية ممزوجة بخبراته الحياتية والبصرية، فكان الجسد هو السمة الأكثر وضوحا في معرض “التقاء الروح والجسد”، ليركز على انسلاخ الجسد من هيئته لحالات تشبه المقطوعة الموسيقية التي تفصح عما يحمله من قوة وطاقة كأجساد الرياضيين أو ليونة وانسيابية في الجسد الأنثوي.

    وشارك الفنان أيمن صلاح طاهر في العديد من المعارض الخاصة، التي منها معارض في فرنسا والولايات المتحدة، ومعرض بمتحف كارينجي في بنسلفانيا، ومعرض بمعهد التصوير الفوتوغرافي في بروكسل بكاليفورنيا، ومعرض بالمركز المصري للتعاون الثقافي الدولي 1998، وأقام ستة معارض خاصة في التصوير الزيتي 1998.

    وسبق أن نظم الفنان معرضا لإحياء ذكرى رحيل والده، جاء تحت عنوان “إليه في ذكرى رحيله” في العام 2010. وتتعدد تجارب الفنان الفردية والجماعية حيث يعد من الفنانين القلائل النشطين في مصر والذين يسجلون حضورهم في المعارض بشكل سنوي.

    كما يُعرف عن الفنان أيمن طاهر موهبته المتميزة في مجال التصوير الفوتوغرافي نظرا لمجال عمله المتخصص في مجال الغطس تحت الماء وهو ما جعله عاشقا مولعا بهذا الفن لينقل للمتلقي مشاهد ساحرة وخلابة للحياة تحت الماء. هذا العشق لازمه، وظل متأثرا به حتى في مجال التصوير الزيتي فتشعر وكأن شخوصه أقرب في شكلها وإيقاعها بالكائنات تحت الماء، وقد نال الفنان العديد من الجوائز عن أعماله، بالإضافة إلى الجوائز التي حصل عليها عن كتبه المصورة مثل كتاب “التاريخ” الذي فاز بجائزة إيطالية عام 1997 كأحسن كتاب مصور لعام 1996.

    ويرى أيمن طاهر أن الفن التشكيلي يؤدي الدور الذي لا تؤديه الكاميرا، فبالفن التشكيلي يمكن للشخص أن يعرف الكثير عن نفسه.

    كما يعتبر أن “الأعمال التشكيلية مرآة تكشف ما هو داخل الإنسان”، لذلك فإن كل شخص يمكنه أن يرى العمل أو اللوحة أو الصورة وفقا لخياله وثقافته وما داخل روحه وعقله.
يعمل...
X