الباب الثالث
وصف الألوان
أهمية وضع أسس ، لوصف الألوان : :
منذ وقت بعيد ظهرت محاولات عديدة للربط بين الموسيقى والألوان فالموسيقى لا تعدو أن تكون موجات صوتية تدركها الأذن ، والألوان و من الموجات الضوئية القصيرة أو الطويلة مالا تدركه العين فلا نراه كالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وكذلك لا تدرك الأذن بعض الموجات الصوتية ذات التردد العالى أو المنخفض ( غير أن بعض الحيوانات هی
موجات ضوئية تدركها العين . وللموسيقى - كموجات صوتية - ترددات Frequencies عالية ومنخفضة ، والألوان كموجات ضوئية ( كهرومغناطيسية ) - ترددات الأخرى تزيد أو تقل وفقا لطول الموجة .
كالكلب قد تسمعها ) . وكما أن ألوان الطيف سبعة ، كذلك فإن نوتة سلم الموسيقى تعتمد على سبع درجات .
والانسجام في الموسيقى يعتمد على عاملين أحدهما ذاتي يرجع إلى المستمع و مدى تجاوبه مع النغم، والآخر موضوعى يتوقف على خبرة يكتسبها الموسيقى في التوفيق والجمع بين الأنغام ، وكذلك يتوقف إدراكنا لإنسجام الألوان على عوامل ذاتية أيضاً ترجع إلى الرائى وما رسب في نفسه من خبرات مكتسبة وموروثة ، كما ترجع أيضاً إلى عوامل موضوعية تتعلق بارتباط الألوان بعضها ببعض، وماكان يمكن أن تصل الموسيقى إلى هذا التطور والنهضة ما لم تكن النوتة الموسيقية قد وضعت .
D وهكذا نما بين الكثيرين فكرة وضع أسس « لنوتة الألوان ، لتكون نواة لوضع قواعد إنسجامها أسوة « بالنوتة الموسيقية» التي يرجع إليها الفضل الأول في تقدم الموسيقى وبقائها كفن أصيل ذى أسس مدروسة ثابتة . وللتدليل على ما ذكرناه يكفى أن نتساءل ، أكان من الممكن في عصرنا الحديث أن نستمتع بأعمال الموسيقيون القدامى الخالدون ونستفيد من خبراتهم، وتدرس قواعد النغم ما لم تكن نوتة الموسيقى قد وضعت ؟ وجريا وراء التشبيه السابق نتساءل: هل من الممكن أن ندرس إنسجام الألوان وتوافقها دون أن يكون للألوان مسميات وأوصاف دقيقة متفق عليها ؟ !
وكذلك ظهر بجلاء مدى الحاجة المتزايدة لهذه الأسس في جميع الصناعات والعلوم المرتبطة بالألوان ، فالعلاقة بين الصانع والتاجر ، أو التاجر والمستهلك أو المعلم وتلاميذه أو الكاتب وقراؤه .. إلخ ، تستلزم أن تكون هناك إصطلاحات ولغة متعارف عليها تسمح بتحديد مواصفات للألوان ، ولا سما بعد أن أصبحت الألوان تمثل جانبا هاما في صناعات الأصباغ والطباعة والديكور والرسم والزخرفة والنسيج .. الخ .
وفى التصوير والسينما أيضاً .. فالألوان تلعب الدور الاول في هذا العلم ، ومن العسير على المصور أن يتكلم مع خبراء معمل التحميض أو مهندس الديكور أو حين نتكلم بأسلوب تعليمى عن انسجام الألوان أو ما يشوب ألوان الصورة من ضعف ، أن تبحث مثل هذه الموضوعات دون أن تكون هناك إصطلاحات موضوعة ومواصفات محددة للألوان. بل من المؤكد أيضاً أن تتطلب الحياة العادية في مجتمع متحضر أن توجد قواعد الوصف الألوان ، فحين تفكر سيدة في شراء قطعة قماش كمالة ، تتماثل لوناً مع قماش سبق | أن اشترته ، فليس بكاف أن تسأل البائع عن قماش لونه أحمر مثلا ، بل يطالبها البائع باستحضار عينة من القماش الأصلى لمضاهاتها Matching مع ألوان الأقمشة الحمراء العديدة التي عنده ، فإذا ما تم الاختيار المبدئى، فإنه من المحتمل أيضاً أن يفكر البائع والسيدة
مختلفة من في المضاهاة بين العينتان، ليس فقط في الضوء الصناعي داخل المحل، بل أيضاً في ضوء النهار ، وذلك للتحقق من تشابه العينتين تماما . وقد لزم الأمر إجراء هذه المضاهاة بين العينة والكمالة المطلوبة ، نظراً لأنه قد يتعذر على السيدة أن تضع وصفا دقيقا لهذا اللون الأحمر إذ هناك أوصافا عديدة غير دقيقة لهذا اللون، فنقول أحياناً الأحمر الطرابيشي أو الأحمر الوردي، أو الأحمر الطوبى، أو البمبي .. إلخ فهذه جميعها مسميات اتفق عليها للتعبير عن ألوان يسودها الإحمرار ومختلطة بنسب ألوان أخرى ، وقد نضيف على إسم الألوان السابقة كلمات قاتم أو فاتح أو قائم جداً مثلا .. إلخ . ورغم ذلك فإن كل هذه الأوصاف الخاصة بالأحمر قد لا تفى الإختيار قطعة القماش الكمالة المناسبة : بل إستلزم الأمر إحضار عينة من القماش الأصلى . ومن العسير أن يعتمد على مثل هذه المسميات العامية في الأغراض العلمية، فلهذه المسميات مدلولا قائلها يختلف عند سامعها ـ لذلك لم يكن هناك مفر من البدء في وضع أسس علمية لوصف الألوان بحيث تحددها بشكل دقيق لا يشوبه أى لبس . وهناك طرق عديدة وضعت لتحديد مواصفات الألوان - Colour Specifi عند
cation بنيت على أسس مختلفة ، ولكنا سوف نقصر حديثنا عن الطريقتان الأكثر تداولا بصدد دراسة التصوير الضوئى (۱) ، وهاتان الطريقتان هما :
Color Harmony Manual ۱۹۱۷ وبناء عليها نظمت مجموعة من ۹۰۰ لون يضمها الكتالوج المعروف باسم (ب) طريقة ال ... وتدل هذه الرموز على Inter Society Colour .Council - National Bureau of Standards وهي طريقة تجمع ٣٠٠ لون أعطى لكل منها إسما مختاراً
(۱) جاء بالمرجع التالى 222 Focal Encyclopaedia of Photography, 1960 edition أنه من بين هذه الطرق الأخرى التي وضعت مواصفات وكتالوجات منظمة للالوان ما نذكره فيما يلى على سبيل المثال لا الحصر : (1) طريقة أستوالد Ostwald Surface Colour System وهي طريقة نشرت في عام
(1) طريقة faerz and Paul وبناء عليها وضم كتالوج يجمع ۷۰۰۰ لون مختلف أعطى الكثير منها أسماء دارجة . (ء) طريقة Ridgway وهي تصم ۱۰۰۰ عينة ألوان
وصف الألوان
أهمية وضع أسس ، لوصف الألوان : :
منذ وقت بعيد ظهرت محاولات عديدة للربط بين الموسيقى والألوان فالموسيقى لا تعدو أن تكون موجات صوتية تدركها الأذن ، والألوان و من الموجات الضوئية القصيرة أو الطويلة مالا تدركه العين فلا نراه كالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وكذلك لا تدرك الأذن بعض الموجات الصوتية ذات التردد العالى أو المنخفض ( غير أن بعض الحيوانات هی
موجات ضوئية تدركها العين . وللموسيقى - كموجات صوتية - ترددات Frequencies عالية ومنخفضة ، والألوان كموجات ضوئية ( كهرومغناطيسية ) - ترددات الأخرى تزيد أو تقل وفقا لطول الموجة .
كالكلب قد تسمعها ) . وكما أن ألوان الطيف سبعة ، كذلك فإن نوتة سلم الموسيقى تعتمد على سبع درجات .
والانسجام في الموسيقى يعتمد على عاملين أحدهما ذاتي يرجع إلى المستمع و مدى تجاوبه مع النغم، والآخر موضوعى يتوقف على خبرة يكتسبها الموسيقى في التوفيق والجمع بين الأنغام ، وكذلك يتوقف إدراكنا لإنسجام الألوان على عوامل ذاتية أيضاً ترجع إلى الرائى وما رسب في نفسه من خبرات مكتسبة وموروثة ، كما ترجع أيضاً إلى عوامل موضوعية تتعلق بارتباط الألوان بعضها ببعض، وماكان يمكن أن تصل الموسيقى إلى هذا التطور والنهضة ما لم تكن النوتة الموسيقية قد وضعت .
D وهكذا نما بين الكثيرين فكرة وضع أسس « لنوتة الألوان ، لتكون نواة لوضع قواعد إنسجامها أسوة « بالنوتة الموسيقية» التي يرجع إليها الفضل الأول في تقدم الموسيقى وبقائها كفن أصيل ذى أسس مدروسة ثابتة . وللتدليل على ما ذكرناه يكفى أن نتساءل ، أكان من الممكن في عصرنا الحديث أن نستمتع بأعمال الموسيقيون القدامى الخالدون ونستفيد من خبراتهم، وتدرس قواعد النغم ما لم تكن نوتة الموسيقى قد وضعت ؟ وجريا وراء التشبيه السابق نتساءل: هل من الممكن أن ندرس إنسجام الألوان وتوافقها دون أن يكون للألوان مسميات وأوصاف دقيقة متفق عليها ؟ !
وكذلك ظهر بجلاء مدى الحاجة المتزايدة لهذه الأسس في جميع الصناعات والعلوم المرتبطة بالألوان ، فالعلاقة بين الصانع والتاجر ، أو التاجر والمستهلك أو المعلم وتلاميذه أو الكاتب وقراؤه .. إلخ ، تستلزم أن تكون هناك إصطلاحات ولغة متعارف عليها تسمح بتحديد مواصفات للألوان ، ولا سما بعد أن أصبحت الألوان تمثل جانبا هاما في صناعات الأصباغ والطباعة والديكور والرسم والزخرفة والنسيج .. الخ .
وفى التصوير والسينما أيضاً .. فالألوان تلعب الدور الاول في هذا العلم ، ومن العسير على المصور أن يتكلم مع خبراء معمل التحميض أو مهندس الديكور أو حين نتكلم بأسلوب تعليمى عن انسجام الألوان أو ما يشوب ألوان الصورة من ضعف ، أن تبحث مثل هذه الموضوعات دون أن تكون هناك إصطلاحات موضوعة ومواصفات محددة للألوان. بل من المؤكد أيضاً أن تتطلب الحياة العادية في مجتمع متحضر أن توجد قواعد الوصف الألوان ، فحين تفكر سيدة في شراء قطعة قماش كمالة ، تتماثل لوناً مع قماش سبق | أن اشترته ، فليس بكاف أن تسأل البائع عن قماش لونه أحمر مثلا ، بل يطالبها البائع باستحضار عينة من القماش الأصلى لمضاهاتها Matching مع ألوان الأقمشة الحمراء العديدة التي عنده ، فإذا ما تم الاختيار المبدئى، فإنه من المحتمل أيضاً أن يفكر البائع والسيدة
مختلفة من في المضاهاة بين العينتان، ليس فقط في الضوء الصناعي داخل المحل، بل أيضاً في ضوء النهار ، وذلك للتحقق من تشابه العينتين تماما . وقد لزم الأمر إجراء هذه المضاهاة بين العينة والكمالة المطلوبة ، نظراً لأنه قد يتعذر على السيدة أن تضع وصفا دقيقا لهذا اللون الأحمر إذ هناك أوصافا عديدة غير دقيقة لهذا اللون، فنقول أحياناً الأحمر الطرابيشي أو الأحمر الوردي، أو الأحمر الطوبى، أو البمبي .. إلخ فهذه جميعها مسميات اتفق عليها للتعبير عن ألوان يسودها الإحمرار ومختلطة بنسب ألوان أخرى ، وقد نضيف على إسم الألوان السابقة كلمات قاتم أو فاتح أو قائم جداً مثلا .. إلخ . ورغم ذلك فإن كل هذه الأوصاف الخاصة بالأحمر قد لا تفى الإختيار قطعة القماش الكمالة المناسبة : بل إستلزم الأمر إحضار عينة من القماش الأصلى . ومن العسير أن يعتمد على مثل هذه المسميات العامية في الأغراض العلمية، فلهذه المسميات مدلولا قائلها يختلف عند سامعها ـ لذلك لم يكن هناك مفر من البدء في وضع أسس علمية لوصف الألوان بحيث تحددها بشكل دقيق لا يشوبه أى لبس . وهناك طرق عديدة وضعت لتحديد مواصفات الألوان - Colour Specifi عند
cation بنيت على أسس مختلفة ، ولكنا سوف نقصر حديثنا عن الطريقتان الأكثر تداولا بصدد دراسة التصوير الضوئى (۱) ، وهاتان الطريقتان هما :
Color Harmony Manual ۱۹۱۷ وبناء عليها نظمت مجموعة من ۹۰۰ لون يضمها الكتالوج المعروف باسم (ب) طريقة ال ... وتدل هذه الرموز على Inter Society Colour .Council - National Bureau of Standards وهي طريقة تجمع ٣٠٠ لون أعطى لكل منها إسما مختاراً
(۱) جاء بالمرجع التالى 222 Focal Encyclopaedia of Photography, 1960 edition أنه من بين هذه الطرق الأخرى التي وضعت مواصفات وكتالوجات منظمة للالوان ما نذكره فيما يلى على سبيل المثال لا الحصر : (1) طريقة أستوالد Ostwald Surface Colour System وهي طريقة نشرت في عام
(1) طريقة faerz and Paul وبناء عليها وضم كتالوج يجمع ۷۰۰۰ لون مختلف أعطى الكثير منها أسماء دارجة . (ء) طريقة Ridgway وهي تصم ۱۰۰۰ عينة ألوان
تعليق