خطط الهند لتحويل عيد الحب إلى "يوم عناق البقر" تنتهي بالفشل
يبدو أن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية بعد أن تسببت بسيل من النكات والتعليقات الساخرة على الإنترنت.
الاثنين 2023/02/13
يحظر بيع الأبقار وذبحها في معظم أنحاء البلاد
نيودلهي - دعت الحكومة الهندية إلى عناق الأبقار في عيد الحب، حيث تُعتبر الحيوانَ المقدس في الديانة الهندوسية، وهي أكبر ديانة في الهند. وفي التفاصيل، أصدر مجلس رعاية الحيوان في الهند (AWBI) إشعارًا يناشد الناس الاحتفال بـ”يوم عناق البقر” في الرابع عشر فبراير، مدعيا أن هذا الفعل سيعزز “الثراء العاطفي” ويزيد “السعادة الفردية والجماعية”.
وفي البيان الذي أصدرته للجمهور والذي نقلته الصحف، وصفت الهيئة الاستشارية عيد الحب بأنه “انبهار بالحضارة الغربية” وقالت إن “التقاليد الفيدية على وشك الانقراض بسبب انتشار الثقافة الغربية بمرور الوقت”.
وأضاف البيان “نظرا للفائدة الهائلة للأبقار، فإن معانقتها ستجلب الثراء العاطفي وبالتالي ستزيد سعادتنا الفردية والجماعية، لذلك ندعو جميع محبي البقر للاحتفال بيوم الرابع عشر فبراير كيوم عناقها، لتأكيد أهمية البقرة الأم ودورها في جعل الحياة سعيدة ومليئة بالطاقة الإيجابية”. وشدد المجلس على دور الأبقار في الهند واصفا إياها بـ”العمود الفقري للثقافة الهندية والاقتصاد الريفي”.
وتقول جمعيات مثل “شيف سينا” و”باجرانغ دال” إن مثل هذه الإجراءات تمهد الطريق لإعادة تأكيد الهوية الهندوسية.
ويبدو أن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية بعد أن تسببت بسيل من النكات والتعليقات الساخرة على الإنترنت من قبل الأوساط الإعلامية وغيرها حول أهمية الموافقة من الطرفين، الإنسان والبقرة.
وفي حديثه للصحافيين حول “يوم عناق الأبقار” قبل إلغائه، قال النائب عن حزب بهاراتيا جاناتا جيريراج سينغ إن الحكومة “اتخذت قرارًا جيدًا للغاية”. وأضاف “يجب معانقة الأبقار. يجب أن نحب الأبقار ونعانقها”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الحكومة ضجة في سياساتها تجاه الأبقار، حيث يعتبر قتلها أو أكلها خطيئة من قبل الهندوس الذين يمثلون حوالي 80 في المئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، فيما يشكل المسلمون 14 في المئة، بينما يمثل المسيحيون والسيخ والبوذيون والجاين معظم الـ6 في المئة المتبقية.
ويحظر بيع الأبقار وذبحها في معظم أنحاء البلاد وغالبًا ما تُترك الحيوانات للتجول بحرية في الشوارع والطرقات. وقد تم إنشاء وكالة لحماية الأبقار في عام 2019 من قبل وزارة الثروة السمكية وتربية الحيوانات ومنتجات الألبان.
وبعد ذلك بعامين، أُجبرت الوكالة على تأجيل امتحان “علم البقر” الوطني إلى أجل غير مسمى بعد أن أثار المنهج انتقادات واسعة النطاق بسبب مزاعم غير علمية حول الحيوان.
ومن بين العديد من الادعاءات غير المثبتة، ذكر دليل الدراسة المكون من 54 صفحة أن مسالخ الأبقار تؤدي إلى زلازل كبيرة، مما يشير إلى أن الألم المنبعث من الذبح الجماعي يمكن أن يولد ضغطًا كافيًا لإحداث تفاعل زلزالي.
ودون تقديم أدلة، ذكرت أيضًا أن البقرة الهندية تنتج أفضل نوعية من الحليب، مقارنة بالأبقار الغريبة. من جانبها، تؤكد مواد الكتب المدرسية في الهند أن أبقار بلادهم لديها مشاعر أكثر من نظيراتها الأجنبية، وأن حدباتها تحتوي على قوى سحرية وأن روثها يمكن أن يمنع الإشعاع.
ومنذ صعود رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة في عام 2014 بدعم من موجة القومية الهندوسية، أصبح الحيوان أيضًا مسيسًا بشكل متزايد.