حلم من مصر" يُظهر اهتمام الفرنسي رودان بالفن المصري
معرض في باريس يضم نحو 300 قطعة مصرية من مجموعة كوّنها النحات الشهير.
الخميس 2022/10/27
فنان انبهر بالفن المصري القديم
باريس - يقام للمرة الأولى في باريس معرض للقطع الأثرية المصرية التي جمعها النحات الفرنسي أوغست رودان خلال الأعوام العشرين الأخيرة من حياته، ومنها تماثيل صغيرة ومسلات جنائزية وأقنعة ومزهريات وتمائم، وهي تسلط الضوء على جانب جديد من أعماله.
ويضمّ المعرض، الذي يحمل عنوان “حلم من مصر” ويقام في متحف رودان، نحو 300 قطعة مصرية من مجموعة كوّنها النحات الشهير اعتباراً من تسعينات القرن التاسع عشر، وبقي يغذّيها حتى رحيله. ويحضر ذلك في أعمال نفذها الفنان في المراحل الأخيرة من حياته، وهي معروضة أيضاً.
فنانون آخرون معاصرون لرودان ساهموا في توفير القطع من مصر
وأوضحت منسّقة المعرض بنديكت غارنييه أن “أجمل النماذج التي تولى المتحف حفظها ودرسها منذ أعوام، تُعرض للمرة الأولى للجمهور، وثمة صلة بينها وبين نتاج الفنان”.
ووصفت المعرض بأنه “نظرة استعادية توفّر مفتاحاً جديداً لنتاج رودان وتسلط الضوء على أبحاثه”.
وأوغست رودان هو واحد من أشهر النحاتين الانطباعيين في القرن التاسع عشر ويعد مؤسس فن النحت المعاصر ولا تزال أعماله ومقتنياته من التحف والقطع الأثرية تعرض في متحف يحمل اسمه.
وصمم رودان خلال مسيرته عددًا كبيرًا من المنحوتات، تشمل مجالاً واسعًا من حياة البشر وانفعالاتهم ومعاناتهم. وكان رودان -في الأصل- مجسمًا للطين والشمع أكثر منه نحاتًا للحجر. وتحول بأشكاله إلى الكتل والسطوح الوعرة غير التقليدية التي تحمل لمسات حية نابضة في كل جزء منها.
وشرحت منسقة المعرض أن رودان كان يجمع هذه القطع “لتغذية طموحاته الجمالية، وكان آنذاك قد أصبح في الأربعينات من عمره، وصارت لديه طلبيات ومال أكثر بقليل مما كان يملك”.
الفنان الذي لم يزر مصر قطّ، كان مفتونا بتبسيط الخطوط والأشكال وبالتفاصيل الفنية لمنحوتات مصر القديمة
وعند وفاته عام 1917 كانت لدى رودان مجموعة كبيرة من الآثار، وخصوصاً منها اليونانية والرومانية، وبلغ إجمالي القطع فيها نحو ستة آلاف وخمس مئة قطعة، من بينها أكثر من ألف قطعة مصرية.
وروَت المنسّقة أن النحات الشهير “كان يشتري في البداية قطعاً صغيرة من تجار التحف الباريسيين، ولكن اعتباراً من عام 1910 بدأ يحصل على قطع أثرية أكبر حجماً وأعلى جودة وأكثر عدداً أيضاً، من مواقع التنقيب”.
وساهم فنانون آخرون معاصرون لرودان في توفير القطع من مصر، على غرار الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه وزوجته النحاتة كلارا فيستهوف أو الراقصة الأميركية إيزادورا دنكان.
كذلك كان رودان، بحسب بنديكت غارنييه، يشتري من تجار التحف المقيمين في مصر، وغالباً ما لم يكن يرى سلفاً ما يبتاعه، إذ فكّر في إنشاء متحف للأجيال المقبلة ولتعليم الفنانين الشباب، وقد خطّطَ لإقامته منذ عام 1912 في فندق بيرون، أي ما أصبح حالياً متحف رودان.
وقالت الخبيرة إن زائر المعرض يلاحظ إلى أي درجة كان الفنان الذي لم يزر مصر قطّ “مفتوناً بتبسيط الخطوط والأشكال” وبالتفاصيل الفنية لمنحوتات مصر القديمة.