قدماء المصريين قدموا للعالم أول خارطة لمناجم الذهب
خريطة فرعونية على أوراق البردي تظهر تلال جبلية تحتوي بين مكوناتها الجيولوجية على "عروق الذهب".
الثلاثاء 2022/05/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المصريون القدامى مازالوا يبهرون العالم
الأقصر (مصر) - قال مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، إن قدماء المصريين قدموا للعالم أول خارطة لمناجم الذهب في التاريخ.
وأشار إلى أن تلك الخارطة التي عُثر عليها مكتوبة على أوراق البردي، محفوظة الآن بمتحف مدينة تورينو بإيطاليا، حيث تظهر مواقع مناجم الذهب والتلال الجبلية التي تحتوي بين مكوناتها الجيولوجية على “عروق الذهب”، وكذلك أكواخ عمال المناجم.
وحسب الدراسة، التي كشفت عن الكثير من أسرار المعدن النفيس في مصر القديمة، عرفت مصر الذهب منذ عصر حضارة نقادة الثانية، وكان يتم استخراجه من مجموعة مناجم كانت منتشرة بصحراء مصر الشرقية، ومن بلاد النوبة، ويصل عددها إلى قرابة 120 منجما.
ولفت وزيري في دراسته إلى ارتباط الذهب بالعقيدة المصرية القديمة، إذ كان يُعرف بأنه أحد معادن الخلود “الذي انبعثت منه آلهة مصر القديمة”، حيث وظفه المصري القديم في بعض نواحي الحياة الدنيوية، بالإضافة إلى تلك التي تتعلق بالفكر الديني.
وأشار إلى أن المصري القديم حرص على تغطية المومياوات بصفائح من الذهب والفضة، لكي يضمن لها الخلود، خاصة وأن هذه المعادن النفيسة كانت ترمز إلى عظام وأجساد وأطراف المعبودات، وبالتالي فإنها لا تفنى مثل أجساد المعبودات وبصفة خاصة المعبود أوزير.
ولذلك، وفقا لوزيري، فإن عملية تذهيب جسد المتوفى يجعله محاكيا لجسد أوزير، غير أن هذه المعادن غير قابلة للتآكل أو التحلل أو الفناء، ومن ثم فإن وجودها على الجسد يحفظه من التحلل ويضمن له الخلود وعدم الفناء.
وربط المصري القديم بين الشمس والذهب، وبين القمر والفضة، حيث ربط بين معدن الذهب ولونه الأصفر وضيائه وحيويته وبين الشمس المانحة للضوء والحرارة، وربط معدن الفضة باللون الأبيض ذي البريق “ضياء الشمس ونور القمر”.
وكما يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، لعب الذهب دورا مهما في تطور الفنون والصناعات في مصر القديمة، ولعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية والاقتصادية والدينية على مدار تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
واعتبر المصري القديم أن الذهب أثمن المعادن، وذلك لكونه “مادة الشمس”، والذي “انبعثت منه الآلهة”، كما أعتُبر تجسيدا للمعبودة “حتحور الذهبية”.
ووفق وزيري، كان الذهب أيضا رمزا للحياة الخالدة للشمس والآلهة، وذلك بحسب المعتقدات المصرية القديمة، التي كانت ترى أن إله الشمس رع كان “جبل الذهب الذي ينشر أشعته على العالم”.
خريطة فرعونية على أوراق البردي تظهر تلال جبلية تحتوي بين مكوناتها الجيولوجية على "عروق الذهب".
الثلاثاء 2022/05/17
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المصريون القدامى مازالوا يبهرون العالم
الأقصر (مصر) - قال مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، إن قدماء المصريين قدموا للعالم أول خارطة لمناجم الذهب في التاريخ.
وأشار إلى أن تلك الخارطة التي عُثر عليها مكتوبة على أوراق البردي، محفوظة الآن بمتحف مدينة تورينو بإيطاليا، حيث تظهر مواقع مناجم الذهب والتلال الجبلية التي تحتوي بين مكوناتها الجيولوجية على “عروق الذهب”، وكذلك أكواخ عمال المناجم.
وحسب الدراسة، التي كشفت عن الكثير من أسرار المعدن النفيس في مصر القديمة، عرفت مصر الذهب منذ عصر حضارة نقادة الثانية، وكان يتم استخراجه من مجموعة مناجم كانت منتشرة بصحراء مصر الشرقية، ومن بلاد النوبة، ويصل عددها إلى قرابة 120 منجما.
ولفت وزيري في دراسته إلى ارتباط الذهب بالعقيدة المصرية القديمة، إذ كان يُعرف بأنه أحد معادن الخلود “الذي انبعثت منه آلهة مصر القديمة”، حيث وظفه المصري القديم في بعض نواحي الحياة الدنيوية، بالإضافة إلى تلك التي تتعلق بالفكر الديني.
وأشار إلى أن المصري القديم حرص على تغطية المومياوات بصفائح من الذهب والفضة، لكي يضمن لها الخلود، خاصة وأن هذه المعادن النفيسة كانت ترمز إلى عظام وأجساد وأطراف المعبودات، وبالتالي فإنها لا تفنى مثل أجساد المعبودات وبصفة خاصة المعبود أوزير.
ولذلك، وفقا لوزيري، فإن عملية تذهيب جسد المتوفى يجعله محاكيا لجسد أوزير، غير أن هذه المعادن غير قابلة للتآكل أو التحلل أو الفناء، ومن ثم فإن وجودها على الجسد يحفظه من التحلل ويضمن له الخلود وعدم الفناء.
وربط المصري القديم بين الشمس والذهب، وبين القمر والفضة، حيث ربط بين معدن الذهب ولونه الأصفر وضيائه وحيويته وبين الشمس المانحة للضوء والحرارة، وربط معدن الفضة باللون الأبيض ذي البريق “ضياء الشمس ونور القمر”.
وكما يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، لعب الذهب دورا مهما في تطور الفنون والصناعات في مصر القديمة، ولعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية والاقتصادية والدينية على مدار تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
واعتبر المصري القديم أن الذهب أثمن المعادن، وذلك لكونه “مادة الشمس”، والذي “انبعثت منه الآلهة”، كما أعتُبر تجسيدا للمعبودة “حتحور الذهبية”.
ووفق وزيري، كان الذهب أيضا رمزا للحياة الخالدة للشمس والآلهة، وذلك بحسب المعتقدات المصرية القديمة، التي كانت ترى أن إله الشمس رع كان “جبل الذهب الذي ينشر أشعته على العالم”.