الفنان التشكيلي السوري احمد ابراهيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان التشكيلي السوري احمد ابراهيم

    الفنان التشكيلي السوري احمد ابراهيم
    فارس سحر الواقعية المدهشة في المحترف السوري المعاصر
    ( ابداع استثنائي في الق ولون يتجدد )

    اذكر جيدا، عندما كنت مقيم سنة ١٩٨٨م بدمشق ، كنا دائما وفي اي يوم من أيام السنة بدمشق ،حيث كنت اقيم واسكن في مرسمي الدمشقي ، في باب الجابية، زاوية الهنود بالقرب من جامع الدرويشية، في حي دمشق قديم ،حيث كنت اخدم في سنوات الخدمة الالزامية،في الاتحاد الرياضي والمسبح العسكري في الميسات،ضمن خدمة مدنية كمحاسب في الصباح ،وكان في فترة ما بعد المغرب ،وفي ذات كل مساء،كنت أتجول للاطلاع على النشاط الفني التشكيلي السوري ،وكان علي زيارة الصالات الفنية التشكيلية بدمشق العاصمة، ودائما احرص على زيارة صالة عشتار للفنون الجميلة بدمشق، في نهاية شارع العابد بعد المطعم الصحي ومقهى الروضة ومبنى البرلمان في الطابق الثاني من كل مساء دمشقي، اول ماتدلف للقاعة ويستقبلك صاحبها الفنان الدمشقي الشاب عصام درويش ذات البنيان الضخم في حضور بذخ الأفذاذ، في ابتسامته اللطيفة المحبة،المتواضعة بسرور المقتدر الجمالي الرصين العملي القدير، كان ينزل من على السلم لغرفة في داخل الصالة،أو سقيفة للرسم المباشر، ذلك الفنان المتهجم في قسمات تقاطيع وجهه ،فنان قيل لي انه رسام سوري شهير في رسم الوجوه والبوتريهات، صارم الملامح، مفتول الشوارب الغليظة، نادر ما تراه ضاحكا، وأن ضحك آثار ضجة من حوله، ولم تقف قهقهاته العالية،غير مبالي لمن حوله، وأن شهير في رسم مناظره الخلوية الطبيعية، بواقعية سوفيتية، حيث اشتهرت تلك الممارسة بالواقعية الاشتراكية العالمية،ولها مبدعيها وعباقرتها المعلمين والرواد والمريدين من طلبة الفنون من كافة الجنسيات الاممية، كيف واحمد ابراهيم أشهر فناني دمشق من يرسمون المنظر الطبيعي ولكن وفق دسامته اللونية ،وجماليات البصرية حيث استقى بواكير أحلام عينه الفنانة المبدعة ،من سهول القنيطرة مدينته السورية التي ولد فيها،لعائلة شركسية سورية مجيدة، عام ١٩٥٠ م ،وتعرف على اللون هناك،وصادق معها ،نمنمة خضرة الأرض الخصبة،المحررة من عدوان لايرحم زهو شقائق نعمانها الاحمر الراقص في الأفق، وشعب الامكنة، كنا تواقين في شغف نحن أغلب زوار الصالة لنرى لوحاته التي عرفنا منها معرض واحد ،أو أقل في مشاركاته في المعرض السنوي الوطني السوري،حيث يقدم الفنان بعض لوحاته مع فناني القطر،والفنانين التشكيليين السوريين في المحافظات السورية الأخرى، ودائما تجد أمام لوحته الوحيدة والفريدة، العديد من الزملاء التشكيليين، يفحصون دقائق لوحته،ومنهم من كنت اراه يغافل الحارس العتيق للمتحف الوطني في صالة الفن الحديث،ويلمسها حيث تكون في اول بهو المتحف وبالقرب من الباب الرئيسي للمتحف وأمام المارة دائما، بحكم ان اسم فنانا التشكيلي الملون القدير احمد ابراهيم تجمعه الأبجدية العربية في المرتبة الأولى من الأحرف الالفة عن باقي الأحرف والاسماء،ومنها يحتفي بنا المصور الواقعي ضمن انطباعيته التصويرية التسجيلية الحرة احمد ابراهيم لتجعلنا في سحر ألوانه المدهشة ،التي ترى فيها أعشاب الطحلب وكأنها فراديس لون يتحرك،ضمن واقعية جديدة ساحرة، وشاعرة بالإنسان والمكان في لوحته الاثيرة للبعض مما يعشقون الرسم الواقعي المتمكن، حيث يعتبر من أهم القلائل التشكيليين السوريين الذين سجلوا اسمهم في المكانة الارفع، وأن انحسر الضوء عنه،ولكنه يبقى ذلك الفنان المقل في إنتاجه للوحة الفنية، الخبير في شؤونه الإبداعية والحياتية والفكرية والجماليات،ومنها يمكننا القول أنه يحتل في ذاكرة اوراق الفن التشكيلي السوري المعاصر،المكانة الأسمى، ويبلغ من العزم والاقتدار، ان يحيل الانتظار الى جمال سابح في النفس العاشقة، في ارتجالات الوجود، يقترب من الواقعي في قدر ما يخدم فكرته، عن الزمان والمكان، ولوحاته ذات رؤية ملحمية عندما يصور ويكون وفق أسلوبه الخاص بالرسم ،تعبيريته عن جمال الزماني والمكاني، وقد يأخذك بعيدا في رؤى تصويرية تأخذ من الجبال والزهور والأدوية وطبيعة الحياة الريفية السورية في جنوب سورية،وملامح تضاريس حجارة القنيطرة السورية، ويحملك في دهشة وسرور الى عوالم المواضيع المدينة في ناس العاطلون منهم عن العمل،والعمال ووقفاتهم المطولة في انتظار الحصول على عمل بسيط، وهم المكدودين، المتعبين، التابعين لاقدارهم،التائهين في ضجيج الشوارع والميادين والمفارق، وخاصة وهو يعالج هذه المواضيع الاجتماعية الحساسة في حكايا الوطن الذي يعج في تفاصيله،واقعية صارمة ملونة باحساس ذكي ،وتتفاعل مع ادق تعابير الوجع، وتصاحبه في همومه وامنياته وتطلعاته،
    ذلك التوق تجده في لوحة احمد ابراهيم التي كرس فيها معالجات صعبة لحكايا المسحوقين المعذبين في الارض السورية وغيرها، وقد عالجت لوحاته هذه بعض الأطر والافكار الاجتماعية المشحونة في هم انساني، يأخذ من لغته الحديثة تصوراته المندمجة في تعبيرية نادرة في التشكيل السوري،وقد اخذت أبعادها الرمزية المبدعة وفق إتقان تصويري مذهل ،لا يجيد استخدامه الكثيرون من الرسامين المصوريين المعاصرين،ويبتعد عنه الكثيرون ،لصعوبة الطرح وجرأة معالجته في لوحة فنية تشكيلية نابضة باسس الميزات الداخلية للفنان المصور احمد ابراهيم، لتمضي في معاني طريقة التزامه للقيم الجمالية، المتراصة مع انتاجية العمل الفني الذي يشع منه تصويره ،او تنفيذه ،ومنه يتلمس معاني الإنسان والمكان،وقد حقق ذلك الاهتمام الكريم لرسم الإنسان والطبيعة، وفق مرجعيات تتراوح مابين التعبير الصارخ والشاعري عندما يمتزج برؤاياه الى ذاكرة حية نابضة بما يسعى لتجسيده في فنه،وقد سكنه الميراث الايقاعي حول ذهنية التصوير الطبيعي التشكيلي، حيث اتجاه جمالياته في لوحته،إيقاعات راقصة بالحس الجمالي واللون بالضوء، ومن تلك الاشتغالات سكب عالمه لتأسيس لوحته القليلة مناحها، والمثيرة في تاثيرها لمعاني اخرى، وتفاعلات مستمرة، في المحترف السوري،الذي يعد أحد أوجه التجديد فيه،والحداثة التشكيلية،واحد مبدعي المحترف السوري الذي تمثل جدوى أغراض الفن وثناياه،
    لهذا كنا نراه في معرض خريجي الاتحاد السوفيتي في المركز الثقافي الروسي بدمشق كل مساء،يأتي ويذهب مع زوجته الفنانة الروسية ،الكا ابراهيم، وبكل تواضع تراه موزع مابين اصالة الرؤى والمواقف،وجمالية الفنان المبدع في وطنه وبين جمهوره ومحبيه، وقد سعى الفنان أحمد إبراهيم ليكون الشاهد على البسمة الدافئة عندما ينمو الصدق فيها، يختار بساطة الإنسان الفنان ليكون انسان في مجتمعه وناسه في ابداعه،انه من النخبة التي تهمس لوجه الارض المصورة ان تستظل في مقدارته الإبداعية لتقول لك في لسان تشكيلي فصيح، اننا هاهنا مثل ذئب البراري الصريح ،يرسم ماطاف به الدغل ليكون لوحة خالدة، في هجير الأزمنة التشكيلية ،ينداح مقيم بين صفتي قماشة ألوانه وكأنه الحلم الجمالي الذي لاينتهي في لوحة ،حداثة ورؤى اخرى،

    قراءة نقدية :
    للناقد التشكيلي العربي السوري عبود سلمان/ كندا
    ادمنتون
يعمل...
X