الصورة الملونة من النظرية الى التطبيق
إن الاطلاع الواسع على حركة التصوير عبر التاريخ لا بد أن يكون له وقفة مطولة عند إكتشاف التصوير الملون ، الذي إحتاج إلى الكثير من الزمن والجهد ليخرج من إطاره النظري إلى الواقع بدءاً من « الاوتوكروم » - الذي تحدثنا عنه في العدد السابق - وصولا إلى إعتماد السالبة الملونة « بانكروماتيك ، وما تلاها من تطوير في صناعة الصورة الملونة .
كان من الطبيعي جدا بعـد تحقيق افضل النتائج على صعيد صور الأبيض والأسود أن ينصب جهد المهتمين بالتصـويـر و إكتشافاته على تحقيق صور ملونة تنقل الوان الطبيعة على درجة كبيرة من الصدق ، لذلك لم يقف المهتمـون عنـد مـرحـلـة الاوتوكروم ، وهي الصور الملونة الأولى في تاريخ إكتشـاف التصوير ، بل بدأ تفكيرهم ينصب جديا على تطوير صناعة الصورة الملونة المتكاملة بكافة تفاصيلها والوانها الطبيعية .
الأسس النظرية الأولى بدأت إنطلاقاً من ان تحقيق صورة ملونة امر ممكن جدا ، طالما أن الصـور عادة ما هي إلا انعكاس عبـر العدسة يتم بالالوان الطبيعية للمادة المراد تصويرهـا ومن هنا صار واضحاً ان تحـديـد الـوان الصورة ينحصر بالمزيج الكيميائي الذي يغطي الطبقة السالبة من الفيلم وهذا يعني أن تحديد نوعية المزيج المناسب هـو الطـريق لصناعة صورة ملونة ...
وبقيت الصورة الملونة ضمن هذا الاطار النظري لمدة طويلة إلى ان القي الفيزيائي الاسكتلندي جيمس كلارك ماكسويل Jams ) ( Clerk Maxwell محاضرة حول إمكانية إنتاج صورة ملونة مقدماً إلى جمهور الحاضرين نموذجاً تصويرياً ملوناً يعرف اليوم بعملية . فرز الالوان ، وهي الطريقة التي تقوم على إمتصاص الألوان الرئيسية . - الأحمر ، الازرق والأصفر - مما يتيح للالوان البروز بشكل افضل . وقد سميت هذه الطريقات التي وضعت يومها - عام 1861 - بقاعدة التعرض الأضافي للالوان Additive ) ، ولم تكن هذه النظرية سهلة التطبيق لكنهـا إعتمدت لعدم وجود بديل عنها لصناعة صورة ملونة في عام 1869 صدر کتاب تحت عنوان « حلول لمشاكل التصوير بالالوان ، للفرنسي لويس دو هورون حيث عرض فيـه الأسس الرئيسية للتصوير بالالوان واضعاً قاعدة رئيسية هي : ه أن أصول الالوان تعمل على امتصاص كل الاشعاعات المكملة لنفس الـوانـهـا كمـا تقـوم بــرز الالوان الاخرى .. - حتى هذه الاسس بقيت مجرد نظريات لا مجال لتطبيقها وفي عام ۱۸٧٣ دخل الكيميائي الالماني هیرمان قوجل هذا المجال ليعلن ان السالبة من نوع الكولوديوم ، هي في الأساس حساسة بالنسبة للون الازرق وتوابعه ، ويمكن أن تكون بنفس الحساسية نسبة إلى اللون الأخضر وذلك بعد تحريك بسيط لكن هذه السـاليـة التي تسعى أرتـوكـرومـاتيـل لا تتاثر حساسيتها بالنسبة للون الأحمر كما هي الحال مع الأخضر والأزرق ، ومن هنا بقيت المشكلة ون تقدم حتى عام 1906 حسين توصل الانكليزيـان وارتـن وويتـريـت إلى تسويق سلبية حساسة بالنسبة لجميع الالوان
وقد سميـت بـانكـرومـاتيـك ( Panchromatique )
وفي عام ۱۹۱۲ بـدا رودولف فيشر أبحاله معتمداً على دراسة أبحاث من سبقه في هذا المضمار فاختار اسلوب التعريض الخاطف وبدا في تطويره واضعا الفكرة الاساسية لسلبية واحدة تضم كل الالوان مرة واحدة بحيث أن كل مزيج على هذه السلبية يسجل الألوان الحساسة بالنسبة إليه ويترك الالوان الاخرى لمزيج آخر كي يسجلها .
وهكذا بعدما يزيد عن عشرين عاماً من الأبحـاث تحقق الحلم وأصبحت بمتناول الناس السلبية التي تحتوي على ثلاث طبقات كيميائية تتعلق كل منها بلون من الألوان الرئيسية الثلاث . أما اللذين قاما بتنفيذ هذه النظريات وإخراجها إلى الواقع فهما ليوبول مانس وليوبول جودوسكي وذلـك
ضمن مختبرات شركة جورج إيستمان المعروفة اليوم بشركة كوداك ( Kodak ) ومنذ ذلك اليوم دخلت الصورة الملونة عصر الحضارة من بـابها
الـواسـع مما أدى إلى تغييرات جذرية في عدة ميادين إنطلاقاً من الصورة الفوتوغرافية التجارية وصولا إلى السينمـا مـروراً بالصحافة -
إن الاطلاع الواسع على حركة التصوير عبر التاريخ لا بد أن يكون له وقفة مطولة عند إكتشاف التصوير الملون ، الذي إحتاج إلى الكثير من الزمن والجهد ليخرج من إطاره النظري إلى الواقع بدءاً من « الاوتوكروم » - الذي تحدثنا عنه في العدد السابق - وصولا إلى إعتماد السالبة الملونة « بانكروماتيك ، وما تلاها من تطوير في صناعة الصورة الملونة .
كان من الطبيعي جدا بعـد تحقيق افضل النتائج على صعيد صور الأبيض والأسود أن ينصب جهد المهتمين بالتصـويـر و إكتشافاته على تحقيق صور ملونة تنقل الوان الطبيعة على درجة كبيرة من الصدق ، لذلك لم يقف المهتمـون عنـد مـرحـلـة الاوتوكروم ، وهي الصور الملونة الأولى في تاريخ إكتشـاف التصوير ، بل بدأ تفكيرهم ينصب جديا على تطوير صناعة الصورة الملونة المتكاملة بكافة تفاصيلها والوانها الطبيعية .
الأسس النظرية الأولى بدأت إنطلاقاً من ان تحقيق صورة ملونة امر ممكن جدا ، طالما أن الصـور عادة ما هي إلا انعكاس عبـر العدسة يتم بالالوان الطبيعية للمادة المراد تصويرهـا ومن هنا صار واضحاً ان تحـديـد الـوان الصورة ينحصر بالمزيج الكيميائي الذي يغطي الطبقة السالبة من الفيلم وهذا يعني أن تحديد نوعية المزيج المناسب هـو الطـريق لصناعة صورة ملونة ...
وبقيت الصورة الملونة ضمن هذا الاطار النظري لمدة طويلة إلى ان القي الفيزيائي الاسكتلندي جيمس كلارك ماكسويل Jams ) ( Clerk Maxwell محاضرة حول إمكانية إنتاج صورة ملونة مقدماً إلى جمهور الحاضرين نموذجاً تصويرياً ملوناً يعرف اليوم بعملية . فرز الالوان ، وهي الطريقة التي تقوم على إمتصاص الألوان الرئيسية . - الأحمر ، الازرق والأصفر - مما يتيح للالوان البروز بشكل افضل . وقد سميت هذه الطريقات التي وضعت يومها - عام 1861 - بقاعدة التعرض الأضافي للالوان Additive ) ، ولم تكن هذه النظرية سهلة التطبيق لكنهـا إعتمدت لعدم وجود بديل عنها لصناعة صورة ملونة في عام 1869 صدر کتاب تحت عنوان « حلول لمشاكل التصوير بالالوان ، للفرنسي لويس دو هورون حيث عرض فيـه الأسس الرئيسية للتصوير بالالوان واضعاً قاعدة رئيسية هي : ه أن أصول الالوان تعمل على امتصاص كل الاشعاعات المكملة لنفس الـوانـهـا كمـا تقـوم بــرز الالوان الاخرى .. - حتى هذه الاسس بقيت مجرد نظريات لا مجال لتطبيقها وفي عام ۱۸٧٣ دخل الكيميائي الالماني هیرمان قوجل هذا المجال ليعلن ان السالبة من نوع الكولوديوم ، هي في الأساس حساسة بالنسبة للون الازرق وتوابعه ، ويمكن أن تكون بنفس الحساسية نسبة إلى اللون الأخضر وذلك بعد تحريك بسيط لكن هذه السـاليـة التي تسعى أرتـوكـرومـاتيـل لا تتاثر حساسيتها بالنسبة للون الأحمر كما هي الحال مع الأخضر والأزرق ، ومن هنا بقيت المشكلة ون تقدم حتى عام 1906 حسين توصل الانكليزيـان وارتـن وويتـريـت إلى تسويق سلبية حساسة بالنسبة لجميع الالوان
وقد سميـت بـانكـرومـاتيـك ( Panchromatique )
وفي عام ۱۹۱۲ بـدا رودولف فيشر أبحاله معتمداً على دراسة أبحاث من سبقه في هذا المضمار فاختار اسلوب التعريض الخاطف وبدا في تطويره واضعا الفكرة الاساسية لسلبية واحدة تضم كل الالوان مرة واحدة بحيث أن كل مزيج على هذه السلبية يسجل الألوان الحساسة بالنسبة إليه ويترك الالوان الاخرى لمزيج آخر كي يسجلها .
وهكذا بعدما يزيد عن عشرين عاماً من الأبحـاث تحقق الحلم وأصبحت بمتناول الناس السلبية التي تحتوي على ثلاث طبقات كيميائية تتعلق كل منها بلون من الألوان الرئيسية الثلاث . أما اللذين قاما بتنفيذ هذه النظريات وإخراجها إلى الواقع فهما ليوبول مانس وليوبول جودوسكي وذلـك
ضمن مختبرات شركة جورج إيستمان المعروفة اليوم بشركة كوداك ( Kodak ) ومنذ ذلك اليوم دخلت الصورة الملونة عصر الحضارة من بـابها
الـواسـع مما أدى إلى تغييرات جذرية في عدة ميادين إنطلاقاً من الصورة الفوتوغرافية التجارية وصولا إلى السينمـا مـروراً بالصحافة -
تعليق