لنتعرّف معاً على الصوتيات المعمارية .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتعرّف معاً على الصوتيات المعمارية .

    الواقع أن الصوتيات المعمارية الجيدة ليست رفاهية إضافية، بل هي أساسية؛ فهي تؤثر في كل شيء، ابتداءً من قدرة العاملين على الإنتاج في المكاتب، مرورًا بنوعية الأداء الفني في المسارح، ووصولًا إلى القيمة التسويقية للمنشآت. وبالرغم من أن العلم وراء الصوت مفهوم إلى حد كبير، فإن استخدام العلم لصنع الأداء الصوتي المرغوب فيه في مبنى أو غرفة معينة أمر معقد.

    يعرف الصوت بأنه ذبذبة في وسط مرن، وهو أي خامة لديها القدرة على الارتداد إلى حالتها الأصلية بعد أن تحيد بسبب قوة خارجية؛ فكلما زادت مرونة المادة، كانت أفضل نقلًا للموجات الصوتية. على سبيل المثال، الرصاص غير مرن بالمرة، ولذلك فهو موصل سيئ للصوت. وعلى النقيض، فإن الصلب عالي المرونة، ولذلك فهو موصل ممتاز للصوت. تنتقل الذبذبات الصوتية خلال الوسائط المرنة في شكل تغيرات صغيرة في الضغط، تتأرجح أعلى الحالة الساكنة للخامة الموصلة وأسفلها.

    والصوتيات المعمارية هي إدارة كيفية انتقال الصوت المحمول عبر الهواء، ومن خلال الاصطدام بالمواد على حد سواء، والتحكم في الصوت داخل مبنى ما. وبالرغم من أن جميع الخامات في أي غرفة تؤثر في مستويات الصوت بنسبة أو بأخرى، فإن العوازل الحائطية وأنظمة الأسقف وتجميعات الأرضيات هي العوامل الأولية التي يستخدمها المعماريون والمصممون للتحكم في الصوت. ينتقل الصوت خلال المساحات المبنية بعدة طرق، أكثرها شيوعًا هو الانتقال من خلال الهواء؛ ولكن الصوت ينتقل بشكل أسرع وخسارة أقل للطاقة من خلال كثير من الأجسام.

    ينعكس الصوت عندما ترتد الموجات الصوتية من على الأسطح؛ فتميل الأسطح المقعرة لتكثيف الصوت المنعكس أو تركيزه في منطقة واحدة، في حين تقوم الأسطح المحدبة بالعكس، فتبعثر الصوت في اتجاهات متعددة. وصدى الصوت هو استمرار انعكاس الصوت بعدما يتوقف مصدر الصوت عن إصداره؛ وقد يكون لذلك تأثير إيجابي أو سلبي في التصميم المعماري.
    على سبيل المثال، تحديد لوحات سقفية عالية الانعكاس للصوت مباشرة فوق المسرح يساعد على توجيه الصوت ناحية منطقة معينة في صالة المتفرجين؛ الأمر الذي يعزز الأداء الصوتي للغرفة. ولكن، ذلك التأثير العاكس نفسه قد يصبح عاملًا سلبيًّا إذا استخدمت حوائط وأسقف عالية الانعكاس في مؤخرة الصالة؛ يرجع ذلك لأن انعكاس الصوت من مؤخرة الغرفة يحتاج إلى وقت طويل حتى يصل للجمهور متسببًا في صدى مشتت.

    ويمكن للصوت أن ينحرف أو ينثني، كما يطفو حول جسم ما أو من خلال فتحة أو مكان صغير، وهو ما يمنح الموجات الصوتية القدرة على المرور من خلال الفتحات الضيقة جدًّا – مثل حواف الأبواب – بخسارة صغيرة للطاقة. تسمى تلك بالمسارات المسربة، ويمكن التحكم فيها عن طريق التطبيق السليم لموانع التسريب الصوتية.

    من الأهداف الأولية لتصميم أي عازل حائطي، أو نظام سقفي، أو تجميعات أرضية أو سقفية، تقليل الصوت المنقول عبر الهواء أو من خلال الاصطدام بالأجسام، ويكون ذلك باستخدام خامات وأساليب بناء وتصميمات معينة. فيمكن تقليل انتقال الصوت من خلال العوازل الحائطية بعدة طرق، بما في ذلك العزل (فصل أسطح العوازل الحائطية المجاورة)، والكتلة، والامتصاص، والتخلص من المسارات المسربة.

    فعند وضع المواصفات الصوتية تمثل كل مساحة تحديًا صوتيًّا فريدًا. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج مكتب التوظيف إلى خصوصية كاملة، في حين يحتاج المصرف إلى درجات متفاوتة من خصوصية الحديث. يعتبر التصميم الصوتي الناجح عملية محددة التفاصيل من حيث المواصفات والإنشاء؛ فتعد المواصفات الدقيقة للخامات والأنظمة، وكذلك الممارسات الإنشائية الجيدة، أمرًا محوريًّا. لذلك، فإن مفتاح النجاح هو العناية الفائقة بالتفاصيل في أثناء كل مراحل التخطيط، والتصميم، والإنشاء.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_20220129-121437-1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	32.5 كيلوبايت 
الهوية:	6765
يعمل...
X