الغلاء يقوض توظيف الكوميديا لجذب المصريين إلى السينما
تراجع جودة الأفلام لا يشجع الجمهور على اقتطاع جزء من ميزانيته للترفيه.
الثلاثاء 2023/02/14
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مواضيع تفقد الممثلين مصداقيتهم
تعيش السينما المصرية أزمة لم تعهدها طوال القرن الماضي، حيث تشهد دور العرض عزوفا كبيرا يرى النقاد الفنيون أنه بسبب تراجع محتوى الأفلام التي انساق أغلبها نحو كوميديا ومواضيع غير مقنعة، في حين يرجعه البعض الآخر إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة التي جعلت الذهاب إلى السينما رفاهية تثقل جيب المواطن.
القاهرة- لم تحقق سبعة أفلام طغى عليها الجانب الكوميدي في موسم رأس السنة في مصر النجاح المتوقع كما هو الحال بالنسبة إلى الأفلام المعروضة في التوقيت ذاته العام الماضي، وهيمنت الحالة الاقتصادية الصعبة للملايين من الأسر من أبناء الطبقة المتوسطة الذين يشكلون أساس جمهور السينما على قرارات الذهاب إلى دور العرض وساعدت قلة جودة الأعمال المقدمة على تأكيد هذا الواقع.
وأعلنت غرفة صناعة السينما المصرية أن إيرادات أفلام موسم رأس السنة الذي بدأ في أواخر ديسمبر الماضي وانتهى مع نهاية إجازة نصف العام الدراسي، الأسبوع الماضي، لم تتجاوز مليوني دولار بما يعادل 62 مليون جنيه مصري، في حين أن كلفة إنتاج الأفلام كانت ضعف هذا الرقم ما يعني خسارة شركات الإنتاج الكثير من أموالها، ويظل أملها معلقا على انتظار عوائد العروض الخارجية.
وضمت قائمة الأفلام المعروضة “نبيل الجميل أخصائي تجميل” بطولة محمد هنيدي الذي تصدر إجمالي الإيرادات بقيمة 31 مليون جنيه (مليون دولار تقريبًا)، وفيلم “شلبي” بطولة كريم محمود عبدالعزيز وجاء في المركز الثاني محققا 12.5 مليون جنيه (نحو 450 ألف دولار).
فايزة هنداوي: الذهاب إلى السينما رفاهية لم تعد ممكنة للكثير من المصريين
وشاركت في موسم رأس السنة أفلام: “أخي فوق الشجرة” بطولة رامز جلال، و”المطاريد” بطولة أحمد حاتم، و”اتنين (إثنان) للإيجار”، بطولة بيومي فؤاد ومحمد ثروت، و”أنا لحبيبي” بطولة كريم فهمي وياسمين رئيس، و”جروب الماميز” بطولة الفنانة روبي.
ووصف العديد من النقاد إيرادات موسم رأس السنة الحالي بأنها جاءت صادمًة، وأقل ما حققه في السنوات الثلاث الماضية، على الرغم من أن أسعار تذاكر السينما شهدت زيادة العام الجاري، وبالمقارنة بالعام الماضي فإن دور العرض حققت إيرادات تصل إلى 90 مليون جنيه (3 ملايين دولار)، وانحصرت المنافسة آنذاك بين فيلمي “الجريمة” بطولة أحمد عز، و”من أجل زيكو” بطولة كريم عبدالعزيز، وشاركت في بطولة الفيلمين الفنانة منة شلبي.
وواجهت الأفلام المعروضة جملة من الانتقادات لضعف المستوى الفني وعدم قدرتها على تقديم كوميديا تتماشى مع عهود سابقة للسينما المصرية استطاعت فيها أن تجذب قطاعات واسعة من المواطنين عبر الأعمال الكوميدية المقدمة.
وبدا من الواضح أن هناك حالة من الانفصال بين القائمين على إعداد المحتويات الفنية المقدمة وبين طبيعة الجمهور الذي تراجع فيه حضور الأسرة لصالح الشباب الذين هم بحاجة إلى أعمال تتماشى مع التطورات الفنية المحيطة بهم لتدفعهم للذهاب إليها.
وبات معروفا أن دور العرض السينمائي تظل فارغة أو تضطر لتشغيل الأفلام لأفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وحاول بعضها تأخير مواعيد العرض إلى النصف الثاني من شهر يناير قبل انطلاق إجازة نصف العام خشية رفعها سريعًا من دور العرض السينمائي واستهدفت البقاء في دور العرض خلال الإجازة الدراسية التي دائما ما تشهد إقبالا من المواطنين.
ودائما ما كانت الأوضاع الاقتصادية من أبرز عوامل غياب الجمهور عن الفعاليات الفنية، وكان ذلك سببا في اختفاء المسارح الخاصة قبل عقد أو أكثر. وبدأت دور العرض السينمائي تأخذ المسار ذاته مع ارتفاع أسعار تذاكر ما يسمى “سينما المولات” أو الأسواق التجارية الكبيرة، والتي تعد الرافد الرئيسي للجمهور مع إغلاق العديد من دور العرض الشعبية المنتشرة في محافظات ومدن مصرية مختلفة.
◙ الأفلام المعروضة واجهت جملة من الانتقادات لضعف المستوى الفني وعدم قدرتها على تقديم كوميديا تتماشى مع عهود سابقة للسينما المصرية
وتجذب “سينما المولات” نوعية محددة من الجمهور لا تتماشى معها القضايا الخفيفة التي تعتمد عليها الأفلام الكوميدية، وتحقق الأفلام الأجنبية المعروضة في نفس التوقيت عوائد مرتفعة عن نظيرتها المصرية، لكن تلك الشريحة لا يمكن الاعتماد عليها لتحقيق نجاحات جماهيرية واسعة تعول عليها شركات الإنتاج المحلية.
وقالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي لـ”العرب” إن تراجع جودة الأفلام المقدمة لا يساعد الجمهور على اقتطاع جزء من ميزانيته المأزومة بسبب استمرار موجات الغلاء للذهاب إلى دور العرض، وإذا كانت السينما المصرية تعتمد على حضور أفراد الأسرة فذلك صار بحاجة إلى كلفة كبيرة للمواطنين، ويجد رب الأسرة نفسه أمام إنفاق مبلغ لا يقل عن ألف جنيه مصري (30 دولارا) لمشاهدة الفيلم مع أبنائه، وهي رفاهية لم تعد موجودة بالنسبة إلى كثيرين.
وأضافت أن الذهاب إلى دور العرض هو جزء من فسحة عائلية تقليدية في ظل وجود ثقافة استهلاكية تهيمن على اتجاهات المواطنين دون التفكير في الذهاب إلى مشاهدة أفلام تعاني مشكلة حقيقية في محتواها مع اندثار جزء كبير من أعضاء الطبقة المتوسطة التي كانت تولي اهتماماً بالذهاب إليها، فضلا عن أجواء الشتاء الباردة، والتي لم تخدم أفلام رأس السنة بشكل كبير.
وأشارت هنداوي إلى أن الأزمة أيضا تكمن في اختيار نجوم شباك التذاكر للموضوعات التي يقدمونها، وليس من الممكن أن يقنع الفنان محمد هنيدي مثلا جمهوره الذي شاهده منذ 30 عاما، أي وهو في مرحلة الشباب، وأن الخلفية التاريخية للفنان تبقى حاضرة في أذهان الجمهور ودائما ما تؤثر على مصداقية ما يقدم لهم من أعمال فنية.
◙ مشروع "سينما الشعب" الذي أطلقته وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدايم يعد أحد الحلول المهمة
وتعاني السينما المصرية من أزمة تراجع في المحتوى، وخلال العام الماضي جرى تقديم 24 فيلمًا لم تحقق جماهيرية لافتة باستثناء “كيرة والجن” الذي تغلب على جميع ما تم تقديمه بسبب موضوعه الذي جذب الجمهور، وحققت السينما في موسم الصيف الماضي إيرادات بلغت 12.5 مليون دولار، نصفها تقريبًا من نصيب “كيرة والجن”.
وشددت هنداوي على أن الحكومة المصرية مطالبة بالتدخل لوقف التدهور الحالي، ودعم منظومة السينما وتشجيع تقديم محتويات قادرة على جذب الجمهور تساعدهم على الانجذاب لدور العرض وتجاوز مشكلاتهم الاقتصادية، بجانب إنشاء دور عرض جديدة واستعادة بعض الدور التي كانت تمتلكها الحكومة في السابق والسعي لإعادة تجهيزها بشكل سريع وإتاحتها أمام الجمهور بأسعار مخفضة.
ويعد مشروع “سينما الشعب” الذي أطلقته وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدايم أحد الحلول المهمة، لكنها لا تكفي لدعم قطاع السينما بشكل عام، وأن تقديم مبادرات لجذب الجمهور من المهم أن توازيها مشروعات أخرى لشركات الإنتاج والموزعين ودور العرض السينمائي التي تتضرر من الأزمة الراهنة.
ويساهم تجاهل الحكومة للنظر إلى باقي عناصر إنتاج السينما في تعزيز توجهات شركات الإنتاج لإنتاج أعمال تتماشى مع السوق العربية قبل المصرية، مع تحقيق العديد من الأفلام لعوائد مادية كبيرة في أثناء عرضها بموسم الرياض، وهو أحد أبرز الأسباب التي جعلت هناك ما يسمى بـ”موسم رأس السنة” وطرح أعمال في شهر ديسمبر تزامنًا مع انطلاق المهرجان السعودي.
وأظهر منتجو الأفلام المصرية اهتماماً بالسوق السعودية مؤخرا، وقام العديد من الموزعين بجولات ترويجية وعروض خاصة للأفلام في الرياض، واستطاع فيلم “بحبك” بطولة تامر حسني الذي عرض الصيف الماضي أن يحقق إيرادات بلغت 59 مليون ريال سعودي (15 مليون دولار).
في حين لم يتصدر الفيلم قائمة الإيرادات في مصر، وحقق 50 مليون جنيه (مليون ونصف المليون دولار تقريبًا)، كذلك الوضع بالنسبة إلى فيلم “من أجل زيكو” الذي قاربت إيراداته 11 مليون دولار في السعودية مقابل مليون ونصف المليون دولار في مصر فقط.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
تراجع جودة الأفلام لا يشجع الجمهور على اقتطاع جزء من ميزانيته للترفيه.
الثلاثاء 2023/02/14
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مواضيع تفقد الممثلين مصداقيتهم
تعيش السينما المصرية أزمة لم تعهدها طوال القرن الماضي، حيث تشهد دور العرض عزوفا كبيرا يرى النقاد الفنيون أنه بسبب تراجع محتوى الأفلام التي انساق أغلبها نحو كوميديا ومواضيع غير مقنعة، في حين يرجعه البعض الآخر إلى الأزمة الاقتصادية الراهنة التي جعلت الذهاب إلى السينما رفاهية تثقل جيب المواطن.
القاهرة- لم تحقق سبعة أفلام طغى عليها الجانب الكوميدي في موسم رأس السنة في مصر النجاح المتوقع كما هو الحال بالنسبة إلى الأفلام المعروضة في التوقيت ذاته العام الماضي، وهيمنت الحالة الاقتصادية الصعبة للملايين من الأسر من أبناء الطبقة المتوسطة الذين يشكلون أساس جمهور السينما على قرارات الذهاب إلى دور العرض وساعدت قلة جودة الأعمال المقدمة على تأكيد هذا الواقع.
وأعلنت غرفة صناعة السينما المصرية أن إيرادات أفلام موسم رأس السنة الذي بدأ في أواخر ديسمبر الماضي وانتهى مع نهاية إجازة نصف العام الدراسي، الأسبوع الماضي، لم تتجاوز مليوني دولار بما يعادل 62 مليون جنيه مصري، في حين أن كلفة إنتاج الأفلام كانت ضعف هذا الرقم ما يعني خسارة شركات الإنتاج الكثير من أموالها، ويظل أملها معلقا على انتظار عوائد العروض الخارجية.
وضمت قائمة الأفلام المعروضة “نبيل الجميل أخصائي تجميل” بطولة محمد هنيدي الذي تصدر إجمالي الإيرادات بقيمة 31 مليون جنيه (مليون دولار تقريبًا)، وفيلم “شلبي” بطولة كريم محمود عبدالعزيز وجاء في المركز الثاني محققا 12.5 مليون جنيه (نحو 450 ألف دولار).
فايزة هنداوي: الذهاب إلى السينما رفاهية لم تعد ممكنة للكثير من المصريين
وشاركت في موسم رأس السنة أفلام: “أخي فوق الشجرة” بطولة رامز جلال، و”المطاريد” بطولة أحمد حاتم، و”اتنين (إثنان) للإيجار”، بطولة بيومي فؤاد ومحمد ثروت، و”أنا لحبيبي” بطولة كريم فهمي وياسمين رئيس، و”جروب الماميز” بطولة الفنانة روبي.
ووصف العديد من النقاد إيرادات موسم رأس السنة الحالي بأنها جاءت صادمًة، وأقل ما حققه في السنوات الثلاث الماضية، على الرغم من أن أسعار تذاكر السينما شهدت زيادة العام الجاري، وبالمقارنة بالعام الماضي فإن دور العرض حققت إيرادات تصل إلى 90 مليون جنيه (3 ملايين دولار)، وانحصرت المنافسة آنذاك بين فيلمي “الجريمة” بطولة أحمد عز، و”من أجل زيكو” بطولة كريم عبدالعزيز، وشاركت في بطولة الفيلمين الفنانة منة شلبي.
وواجهت الأفلام المعروضة جملة من الانتقادات لضعف المستوى الفني وعدم قدرتها على تقديم كوميديا تتماشى مع عهود سابقة للسينما المصرية استطاعت فيها أن تجذب قطاعات واسعة من المواطنين عبر الأعمال الكوميدية المقدمة.
وبدا من الواضح أن هناك حالة من الانفصال بين القائمين على إعداد المحتويات الفنية المقدمة وبين طبيعة الجمهور الذي تراجع فيه حضور الأسرة لصالح الشباب الذين هم بحاجة إلى أعمال تتماشى مع التطورات الفنية المحيطة بهم لتدفعهم للذهاب إليها.
وبات معروفا أن دور العرض السينمائي تظل فارغة أو تضطر لتشغيل الأفلام لأفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وحاول بعضها تأخير مواعيد العرض إلى النصف الثاني من شهر يناير قبل انطلاق إجازة نصف العام خشية رفعها سريعًا من دور العرض السينمائي واستهدفت البقاء في دور العرض خلال الإجازة الدراسية التي دائما ما تشهد إقبالا من المواطنين.
ودائما ما كانت الأوضاع الاقتصادية من أبرز عوامل غياب الجمهور عن الفعاليات الفنية، وكان ذلك سببا في اختفاء المسارح الخاصة قبل عقد أو أكثر. وبدأت دور العرض السينمائي تأخذ المسار ذاته مع ارتفاع أسعار تذاكر ما يسمى “سينما المولات” أو الأسواق التجارية الكبيرة، والتي تعد الرافد الرئيسي للجمهور مع إغلاق العديد من دور العرض الشعبية المنتشرة في محافظات ومدن مصرية مختلفة.
◙ الأفلام المعروضة واجهت جملة من الانتقادات لضعف المستوى الفني وعدم قدرتها على تقديم كوميديا تتماشى مع عهود سابقة للسينما المصرية
وتجذب “سينما المولات” نوعية محددة من الجمهور لا تتماشى معها القضايا الخفيفة التي تعتمد عليها الأفلام الكوميدية، وتحقق الأفلام الأجنبية المعروضة في نفس التوقيت عوائد مرتفعة عن نظيرتها المصرية، لكن تلك الشريحة لا يمكن الاعتماد عليها لتحقيق نجاحات جماهيرية واسعة تعول عليها شركات الإنتاج المحلية.
وقالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي لـ”العرب” إن تراجع جودة الأفلام المقدمة لا يساعد الجمهور على اقتطاع جزء من ميزانيته المأزومة بسبب استمرار موجات الغلاء للذهاب إلى دور العرض، وإذا كانت السينما المصرية تعتمد على حضور أفراد الأسرة فذلك صار بحاجة إلى كلفة كبيرة للمواطنين، ويجد رب الأسرة نفسه أمام إنفاق مبلغ لا يقل عن ألف جنيه مصري (30 دولارا) لمشاهدة الفيلم مع أبنائه، وهي رفاهية لم تعد موجودة بالنسبة إلى كثيرين.
وأضافت أن الذهاب إلى دور العرض هو جزء من فسحة عائلية تقليدية في ظل وجود ثقافة استهلاكية تهيمن على اتجاهات المواطنين دون التفكير في الذهاب إلى مشاهدة أفلام تعاني مشكلة حقيقية في محتواها مع اندثار جزء كبير من أعضاء الطبقة المتوسطة التي كانت تولي اهتماماً بالذهاب إليها، فضلا عن أجواء الشتاء الباردة، والتي لم تخدم أفلام رأس السنة بشكل كبير.
وأشارت هنداوي إلى أن الأزمة أيضا تكمن في اختيار نجوم شباك التذاكر للموضوعات التي يقدمونها، وليس من الممكن أن يقنع الفنان محمد هنيدي مثلا جمهوره الذي شاهده منذ 30 عاما، أي وهو في مرحلة الشباب، وأن الخلفية التاريخية للفنان تبقى حاضرة في أذهان الجمهور ودائما ما تؤثر على مصداقية ما يقدم لهم من أعمال فنية.
◙ مشروع "سينما الشعب" الذي أطلقته وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدايم يعد أحد الحلول المهمة
وتعاني السينما المصرية من أزمة تراجع في المحتوى، وخلال العام الماضي جرى تقديم 24 فيلمًا لم تحقق جماهيرية لافتة باستثناء “كيرة والجن” الذي تغلب على جميع ما تم تقديمه بسبب موضوعه الذي جذب الجمهور، وحققت السينما في موسم الصيف الماضي إيرادات بلغت 12.5 مليون دولار، نصفها تقريبًا من نصيب “كيرة والجن”.
وشددت هنداوي على أن الحكومة المصرية مطالبة بالتدخل لوقف التدهور الحالي، ودعم منظومة السينما وتشجيع تقديم محتويات قادرة على جذب الجمهور تساعدهم على الانجذاب لدور العرض وتجاوز مشكلاتهم الاقتصادية، بجانب إنشاء دور عرض جديدة واستعادة بعض الدور التي كانت تمتلكها الحكومة في السابق والسعي لإعادة تجهيزها بشكل سريع وإتاحتها أمام الجمهور بأسعار مخفضة.
ويعد مشروع “سينما الشعب” الذي أطلقته وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبدالدايم أحد الحلول المهمة، لكنها لا تكفي لدعم قطاع السينما بشكل عام، وأن تقديم مبادرات لجذب الجمهور من المهم أن توازيها مشروعات أخرى لشركات الإنتاج والموزعين ودور العرض السينمائي التي تتضرر من الأزمة الراهنة.
ويساهم تجاهل الحكومة للنظر إلى باقي عناصر إنتاج السينما في تعزيز توجهات شركات الإنتاج لإنتاج أعمال تتماشى مع السوق العربية قبل المصرية، مع تحقيق العديد من الأفلام لعوائد مادية كبيرة في أثناء عرضها بموسم الرياض، وهو أحد أبرز الأسباب التي جعلت هناك ما يسمى بـ”موسم رأس السنة” وطرح أعمال في شهر ديسمبر تزامنًا مع انطلاق المهرجان السعودي.
وأظهر منتجو الأفلام المصرية اهتماماً بالسوق السعودية مؤخرا، وقام العديد من الموزعين بجولات ترويجية وعروض خاصة للأفلام في الرياض، واستطاع فيلم “بحبك” بطولة تامر حسني الذي عرض الصيف الماضي أن يحقق إيرادات بلغت 59 مليون ريال سعودي (15 مليون دولار).
في حين لم يتصدر الفيلم قائمة الإيرادات في مصر، وحقق 50 مليون جنيه (مليون ونصف المليون دولار تقريبًا)، كذلك الوضع بالنسبة إلى فيلم “من أجل زيكو” الذي قاربت إيراداته 11 مليون دولار في السعودية مقابل مليون ونصف المليون دولار في مصر فقط.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري