"زومبي".. فيلم مصري كوميدي عن مطاردات الزومبي للبشر
الفيلم نجح في تحقيق إقبال جماهيري رغم تناوله لأسطورة الزومبي بسطحية جعلت العمل تجاريا لا يقدّم الجديد.
الاثنين 2022/05/16
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الزومبي لم يعد مرعبا
القاهرة- تعالج السينما العالمية ثيمة “الزومبي” والأشخاص المتحولين بفعل الأوبئة وغيرها من الأسباب بكثير من الجدية والدراما الممزوجة بحركات الأكشن، إلا أن “الزومبي” باعتباره مادة فيلمية مرعبة صار في أول تجسيد له في السينما المصرية فيلما كوميديا أبطاله عدد من ممثلي “مسرح مصر”.
وظهر مصطلح “زومبي” لأول مرة في السينما العالمية عام 1932 من خلال الفيلم الأميركي “الزومبي الأبيض” الذي أخرجه فيكتور هالبرين، وتدور قصته حول فتاة شابة وجميلة تنتابها رؤى غريبة لأشخاص عادوا من الموت بطرق مريبة على نحو يثير الفزع. ثم انتشر المصطلح والموضوع في السينما الأميركية والعالمية التي صارت تحوي العشرات من أفلام الأكشن والخيال العلمي حولها. إلى أن وصلت في العام 2022 إلى السينما المصرية.
واحتلّ فيلم “زومبي” الذي عرض بدءا من موسم عيد الفطر الماضي المركز الثالث في شباك الإيرادات، معلنا بذلك نجاحه في تحقيق إقبال جماهيري رغم تناوله لأسطورة الزومبي بسطحية جعلت الفيلم تجاريا لا يقدّم الجديد سوى أنه أول فيلم مصري عن عالم الزومبي أو الموتى الأحياء.
والفيلم من تأليف أمين جمال وإخراج عمرو صلاح وبطولة علي ربيع، وحمدي الميرغني، وكريم عفيفي، وهاجر أحمد، ومحمد أوتاكا، وعارفة عبدالرسول، ومحمد محمود وعدد آخر من الفنانين. وهو من إنتاج كريم السبكي ومحمد أحمد السبكي.
وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول فرقة غناء شعبية بقيادة علي ربيع الذي يقدم مطرب مهرجانات وحمدي الميرغني شاعرا، وتمر الفرقة بالعديد من المواقف الكوميدية المعتمدة على الإفيهات طوال أحداثه.
ويلعب علي ربيع دور مطرب مهرجانات يدعى حماده بطة، حلمه الوصول إلى الشهرة برفقة أصدقائه من محبي الموسيقى، مثل كاتب كلمات الأغاني الذي يلعب دوره حمدي الميرغني وعدد من أصدقائه، وبعد تعاقد الفرقة على إحياء فرح شعبي في سوهاج، ثم تعرضها لهجوم الزومبي، تبدأ رحلة هربها من المطاردات.
ويظهر الزومبي في المدينة نتيجة بحوث وتجارب طبية مريبة يجريها أحد الأطباء في جنوب مصر، فتفشل التجارب ويتحول العشرات من الأشخاص الذين خضعوا لها إلى نسخة محلية من الموتى الأحياء.
وهكذا برر مؤلفا الفيلم أمين جمال ووليد أبوالمجد ظهور الزومبي في العمل من خلال حيلة درامية متداولة في العديد من أفلام السينما العالمية.
ويجمع الفيلم عددا من الممثلين الكوميديين ممن كان “مسرح مصر” سببا في نجوميتهم، فيبدو وكأنه مباراة جماعية بين أبطاله ويفجر العديد من المواقف المضحكة لاعتماده على كوميديا الموقف وليس الارتجال.
ولم يتغافل مؤلفا الفيلم عن إضافة بعض المسارات الثانوية للأحداث التي جعلت العمل في بعض الأحيان ينقلب إلى عمل اجتماعي رومانسي، حيث توضح بعض المشاهد العلاقات بين الشخصيات، وخاصة ارتباط حمادة بطة (علي ربيع) بحبيبته (الفنانة هاجر أحمد) وتفاصيل قصة الحب التي تجمع الثنائي لكنهما يتعرضان لمشاكل ويواجهان اعتراضا من قبل أهل البنت على تزويجها لحبيبها بسبب أنه يعمل مطربا شعبيا، ما يجعلهما يدخلان في صراع خاصة بعد ظهور الزومبي ومصاصي الدماء ضمن الأحداث.
وفيما حظي الفيلم بإعجاب الكثيرين حتى أنه حصد مبالغ مالية كبرى ضمن إيرادات السينما خلال عرضه في الأسبوع الأول من مايو الجاري، إلا أنه تعرض لكثير من الانتقادات حيث لم يرتق إلى سقف توقعات محبي السينما الذين انتظروا مشاهدة فيلم لا يعالج ثيمة الزومبي وفق طرح كوميدي كما لا يقدم أبطاله نسخا متشابهة عن أدوارهم المسرحية.
ورأت بعض الآراء أن الفيلم لا يختلف كثيرا عن مسرحيات “مسرح مصر”، في حين اعتبر البعض الآخر أن الفيلم لا يخرج عن الخلطة السينمائية لأفلام السبكي التجارية التي تجمع بين النكت والإفيهات وأغاني المهرجانات.
ولم يكن ربيع ومن معه مقنعين في تقديم عمل كوميدي يعتمد على كوميديا الموقف أو قصة متماسكة، بل جاء الفيلم في مجموعة من المشاهد غير المترابطة، فيه القليل من الارتجال وبعض النكات والمواقف المضحكة التي شُبهت بمسرحيات “مسرح مصر” التي تستجدي الضحك من الجمهور عنوة.
أما من ناحية تقنية، فقد جاء الفيلم متقنا حيث نفذ المخرج عمرو صلاح مشاهد الحركة التي تخللها العديد من المعارك بدقة، كما بدا لجوء أبطال العمل إلى الأسلحة النارية وأصابع الديناميت للتخلص من مطاردة الزومبي لهم مقنعا، بالإضافة إلى تصميم شخصيات الموتى الأحياء الذي كان قريبا ومشابها لأولئك الموتى الأحياء الذين تعرضهم الأفلام العالمية.
الفيلم نجح في تحقيق إقبال جماهيري رغم تناوله لأسطورة الزومبي بسطحية جعلت العمل تجاريا لا يقدّم الجديد.
الاثنين 2022/05/16
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الزومبي لم يعد مرعبا
القاهرة- تعالج السينما العالمية ثيمة “الزومبي” والأشخاص المتحولين بفعل الأوبئة وغيرها من الأسباب بكثير من الجدية والدراما الممزوجة بحركات الأكشن، إلا أن “الزومبي” باعتباره مادة فيلمية مرعبة صار في أول تجسيد له في السينما المصرية فيلما كوميديا أبطاله عدد من ممثلي “مسرح مصر”.
وظهر مصطلح “زومبي” لأول مرة في السينما العالمية عام 1932 من خلال الفيلم الأميركي “الزومبي الأبيض” الذي أخرجه فيكتور هالبرين، وتدور قصته حول فتاة شابة وجميلة تنتابها رؤى غريبة لأشخاص عادوا من الموت بطرق مريبة على نحو يثير الفزع. ثم انتشر المصطلح والموضوع في السينما الأميركية والعالمية التي صارت تحوي العشرات من أفلام الأكشن والخيال العلمي حولها. إلى أن وصلت في العام 2022 إلى السينما المصرية.
واحتلّ فيلم “زومبي” الذي عرض بدءا من موسم عيد الفطر الماضي المركز الثالث في شباك الإيرادات، معلنا بذلك نجاحه في تحقيق إقبال جماهيري رغم تناوله لأسطورة الزومبي بسطحية جعلت الفيلم تجاريا لا يقدّم الجديد سوى أنه أول فيلم مصري عن عالم الزومبي أو الموتى الأحياء.
والفيلم من تأليف أمين جمال وإخراج عمرو صلاح وبطولة علي ربيع، وحمدي الميرغني، وكريم عفيفي، وهاجر أحمد، ومحمد أوتاكا، وعارفة عبدالرسول، ومحمد محمود وعدد آخر من الفنانين. وهو من إنتاج كريم السبكي ومحمد أحمد السبكي.
وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول فرقة غناء شعبية بقيادة علي ربيع الذي يقدم مطرب مهرجانات وحمدي الميرغني شاعرا، وتمر الفرقة بالعديد من المواقف الكوميدية المعتمدة على الإفيهات طوال أحداثه.
ويلعب علي ربيع دور مطرب مهرجانات يدعى حماده بطة، حلمه الوصول إلى الشهرة برفقة أصدقائه من محبي الموسيقى، مثل كاتب كلمات الأغاني الذي يلعب دوره حمدي الميرغني وعدد من أصدقائه، وبعد تعاقد الفرقة على إحياء فرح شعبي في سوهاج، ثم تعرضها لهجوم الزومبي، تبدأ رحلة هربها من المطاردات.
ويظهر الزومبي في المدينة نتيجة بحوث وتجارب طبية مريبة يجريها أحد الأطباء في جنوب مصر، فتفشل التجارب ويتحول العشرات من الأشخاص الذين خضعوا لها إلى نسخة محلية من الموتى الأحياء.
وهكذا برر مؤلفا الفيلم أمين جمال ووليد أبوالمجد ظهور الزومبي في العمل من خلال حيلة درامية متداولة في العديد من أفلام السينما العالمية.
ويجمع الفيلم عددا من الممثلين الكوميديين ممن كان “مسرح مصر” سببا في نجوميتهم، فيبدو وكأنه مباراة جماعية بين أبطاله ويفجر العديد من المواقف المضحكة لاعتماده على كوميديا الموقف وليس الارتجال.
ولم يتغافل مؤلفا الفيلم عن إضافة بعض المسارات الثانوية للأحداث التي جعلت العمل في بعض الأحيان ينقلب إلى عمل اجتماعي رومانسي، حيث توضح بعض المشاهد العلاقات بين الشخصيات، وخاصة ارتباط حمادة بطة (علي ربيع) بحبيبته (الفنانة هاجر أحمد) وتفاصيل قصة الحب التي تجمع الثنائي لكنهما يتعرضان لمشاكل ويواجهان اعتراضا من قبل أهل البنت على تزويجها لحبيبها بسبب أنه يعمل مطربا شعبيا، ما يجعلهما يدخلان في صراع خاصة بعد ظهور الزومبي ومصاصي الدماء ضمن الأحداث.
وفيما حظي الفيلم بإعجاب الكثيرين حتى أنه حصد مبالغ مالية كبرى ضمن إيرادات السينما خلال عرضه في الأسبوع الأول من مايو الجاري، إلا أنه تعرض لكثير من الانتقادات حيث لم يرتق إلى سقف توقعات محبي السينما الذين انتظروا مشاهدة فيلم لا يعالج ثيمة الزومبي وفق طرح كوميدي كما لا يقدم أبطاله نسخا متشابهة عن أدوارهم المسرحية.
ورأت بعض الآراء أن الفيلم لا يختلف كثيرا عن مسرحيات “مسرح مصر”، في حين اعتبر البعض الآخر أن الفيلم لا يخرج عن الخلطة السينمائية لأفلام السبكي التجارية التي تجمع بين النكت والإفيهات وأغاني المهرجانات.
ولم يكن ربيع ومن معه مقنعين في تقديم عمل كوميدي يعتمد على كوميديا الموقف أو قصة متماسكة، بل جاء الفيلم في مجموعة من المشاهد غير المترابطة، فيه القليل من الارتجال وبعض النكات والمواقف المضحكة التي شُبهت بمسرحيات “مسرح مصر” التي تستجدي الضحك من الجمهور عنوة.
أما من ناحية تقنية، فقد جاء الفيلم متقنا حيث نفذ المخرج عمرو صلاح مشاهد الحركة التي تخللها العديد من المعارك بدقة، كما بدا لجوء أبطال العمل إلى الأسلحة النارية وأصابع الديناميت للتخلص من مطاردة الزومبي لهم مقنعا، بالإضافة إلى تصميم شخصيات الموتى الأحياء الذي كان قريبا ومشابها لأولئك الموتى الأحياء الذين تعرضهم الأفلام العالمية.