"بشتقلك ساعات" فيلم مصري يثير ضجة لجرأته في طرح قضية المثلية
عمل فني جديد يكسر القيود ويثير جدلا واسعا داخل الوسط الفني في مصر.
الخميس 2022/02/17
مواضيع يرفض الجمهور الخوض فيها
القاهرة - لم تكد الضجة حول فيلم “أصحاب ولا أعز” تخفت حتى عادت من جديد مع فيلم “بشتقلك ساعات” حيث يتعرض منتجو الفيلم إلى حملة انتقادات واسعة من قبل وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للجرأة الكبيرة التي طرح بها قضية المثلية الجنسية.
وتدور أحداث الفيلم الذي عرض مؤخرا ضمن الدورة الثانية والسبعين لمهرجان برلين السينمائي حول قصة حب بين شابين، تتوتر في ما بعد بسبب غيرة أحدهما من الآخر بسبب علاقاته المتعددة التي اعتبرها خيانة له. والعمل من إخراج محمد شوقي حسن، وهو مخرج مصري يعيش في ألمانيا.
وتم تصوير الفيلم الذي تصل مدته إلى 66 دقيقة بالكامل في برلين، وهو من بطولة أحمد الجندي، ويشاركه في العمل الفنانة دنيا مسعود التي تقوم بدور الراوي على طريقة “شهرزاد” في حكايات “ألف ليلة وليلة”، والممثلين سليم مراد وحسن ديب وأحمد عوض الله ونديم بحسون وريتشارد جبريال جرش.
ويصف المخرج فيلمه بأنه عابر للتصنيف يبحث في الطرق التي يمكن أن تخرج خطابا جديدا عن المثليين، انطلاقا من أساليب الحكاية التقليدية ومستويات اللغة المختلفة المتجذرة في الثقافة العربية الشعبية.
بمجرد طرح البوستر الرسمي للفيلم، هاجم الجمهور المخرج المصري معتبرين أن فيلمه يهدم قيم المجتمع العربي
و”بشتقلك ساعات” إنتاج مصري لبناني ألماني مشترك، وشارك في إنتاجه كل من محمد شوقي حسن، ماكسيميليان هاسلبرجر، هشام مارولد، كريم مارولد، بالتازار بوسمان. وهو الفيلم العربي الوحيد الذي عرض في الدورة الحالية لمهرجان برلين السينمائي.
ورغم ذلك، فقد رأى نشطاء مصريون أنه فيلم مصري ويتحدث عن حالات من المجتمع المصري كون أغلب أبطاله مصريين، فضلا عن أن الفيلم من تأليف وإخراج مصري، وتم الاستعانة بأكثر من أغنية مصرية للمطربين عمرو دياب وأنغام.
وكعادة الجدل الحاصل منذ فترة على الأعمال الفنية، انقسمت آراء الجمهور بين الرفض للتطرق لمثل هذه الموضوعات في السينما المصرية، في حين يرى بعض النقاد أن تجسيد مثل هذه القضايا فنيا أمر إيجابي.
وتقدم المحامي المصري أيمن محفوظ بإنذار لرئاسة الوزراء المصرية يطالب فيه بإسقاط الجنسية المصرية عن مخرج العمل، متهما إياه بالترويج للشذوذ الجنسي.
كما ندد الشاعر الغنائي عماد حسن بالفيلم وهو مؤلف أغنية “بشتقلك ساعات” للفنانة المغربية سميرة سعيد والتي اقتبس منها عنوان الفيلم.
وشدد على أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد منتجي الفيلم بسبب اقتباس كلمات من أغنيته دون إذن منه، مؤكدا أنه لن يوافق على الصلح “المالي” ولن يسمح لهم باستخدام إبداعه في عمل غير أخلاقي.
ورغم أن الفيلم لم يشاهده سوى عدد قليل حضروا العرض الأول في 11 فبراير الحالي ضمن فعاليات مهرجان برلين الدولي، إلا أنه بمجرد طرح البوستر الرسمي للفيلم، هاجم الجمهور المخرج المصري معتبرين أن فيلمه يهدم قيم المجتمع المصري والعربي، ومنددين بتوجه فني عام يهدف للترويج إلى مثل هذه القضايا الغربية داخل المجتمعات العربية.
وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي إن “بشتقلك ساعات” لن يعرض في مصر، مشيرا إلى أن الفيلم ليس مصريا وإن كان مخرجه مصريا درس في الولايات المتحدة، لكن الفيلم يتبع جهة إنتاج تابعة لشركة ألمانية.
فيلم "بشتقلك ساعات" يتعرض إلى حملة انتقادات واسعة من قبل وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للجرأة الكبيرة التي طرح بها قضية المثلية الجنسية
وأضاف الشناوي في تصريحات تلفزيونية أن الفيلم يعرض علاقة مثلية بين شخصين لكنه لا يناقش قضية المثلية الجنسية بالسلب أو الإيجاب وهو لا يدافع ولا يروج للمثلية.
وأوضح أنّ هيئة الرقابة على المصنفات الأدبية والفنية لم تقرأ نص الفيلم، وأن التصوير لم يكن في مصر من الأساس، كما أن الفيلم يعدّ فيلما ألمانيا وليس مصريا طبقا لرواية مخرج العمل.
ودرس مخرج فيلم “بشتقلك ساعات” محمد شوقي حسن الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون وتكنولوجيا السينما في القاهرة، ثم انتقل للدراسة في ألمانيا، وفي حصيلته العديد من الأفلام المتنوعة بين الأفلام الوثائقية الطويلة والقصص القصيرة، ومن بين أعماله فيلم “يالي بتسأل عن الحياة” و”دنيا تانية”.
وعلق شوقي حسن على الهجوم الذي طال فيلمه قائلا إن قضية المثلية الجنسية ليست هي المحور الرئيسي للفيلم، بل إن ما قصده في الفيلم هو التعرض لتجربة الزمان والمكان والعلاقات المتوازية بنفس الوقت.
وأضاف أنه بدأ العمل على الفيلم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتم تصويره في عامين، واستوحى فكرته من المجموعة القصصية الشهيرة “ألف ليلة وليلة”، حيث يعتمد على السرد في الخلفية.
وبالرغم من إثارته للجدل إلا أن “بشتقلك ساعات” ليس الفيلم المصري الأول من نوعه الذي يتطرق لنفس القضية ويتناول أحوال المثليين، فقد سبق لدور السينما أن عرضت أفلاما تجارية تتناول هذه الثيمة منها فيلم “أسرار عائلية”(2013) وفيلم “المزاج” (1991) وفيلم الملاطيلي” (1973).