البنكرياس الصناعي أصبح حقيقة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البنكرياس الصناعي أصبح حقيقة.

    يحلم ما يقرب من 400 مليون شخص في العالم باليوم الذي يستطيعون فيه الاستغناء عن جرعات الأنسولين اليومية وعن حاجتهم المستمرة إلى متابعة مستوى السكر في الدم. وبعد عقود من المجهودات المضنية للعلماء والباحثين الراغبين في التوصل إلى علاج لمرضى السكري وتمكينهم من الحياة بصورة طبيعية، أخيرًا تُوجت تلك المجهودات بالنجاح. ففي الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2016، اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أول بنكرياس صناعي أنتجته شركة ميدترونيك (Medtronic)، وأطلقت عليه اسم MiniMed 670G، وكان ذلك بمثابة إنجاز على طريق علاج مرض السكري.

    ولا يستطيع بنكرياس الشخص المصاب بمرض السكري من النوع الأول إفراز الأنسولين فيلزم الحصول عليه من خارج الجسم، ولذلك صُمم البنكرياس الصناعي بشكل أساسي لمرضى السكري من هذا النوع الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا فأكثر. فيُعد البنكرياس الصناعي هو الجهاز الأول من نوعه الذي يجمع بين مضخة الأنسولين والمستشعر الذي يقيس مستوى السكر في الدم، ومن ثم يُضخ الأنسولين أو يُوقفه؛ فيحافظ على مستوى الأنسولين في الدم. ولكن يحتاج المريض إلى إدخال كمية الكربوهيدرات التي سيتناولها إلى الجهاز للحصول على جرعة الأنسولين اللازمة، لذلك يُطلق عليه الحلقة المغلقة الهجينة (Hybrid Closed Loop) نظرًا لتدخل المستخدم في آلية عمل الجهاز.

    يحاكي الجهاز البنكرياس الطبيعي؛ حيث يتكون من مستشعر يوضع تحت جلد المريض ويقيس مستوى السكر في الدم كل خمس دقائق، ومن ثم يرسل هذه البيانات إلى معالج خارجي يحتوي على برنامج يقوم بسلسلة من المعادلات الحسابية تُحدد على أساسها جرعة الأنسولين المطلوبة، وتُرسل بدورها إلى مضخة الأنسولين التي يرتديها الإنسان حول جسده، وتصدر المضخة الأنسولين من خلال قسطرة إلى داخل الجسم. يختلف البنكرياس الصناعي عن مضخة الأنسولين في كون الأخيرة منفصلة عن المستشعر؛ فلا تنتقل البيانات بينهما مما يستلزم ضبطها لتنتج كميات معينة من الأنسولين على عكس البنكرياس الصناعي الذي يحدث ذلك بداخله تلقائيًا.

    أثبت الجهاز نجاحه في التجارب السريرية التي أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في المضاعفات التي تحدث لمرضى السكري على المدى الطويل؛ مثل: التهاب الأعصاب، وأمراض القلب والكلى، واعتلال شبكية العين. كذلك لم تُسجل أي أعراض خطيرة كتلك التي تحدث أثناء استخدام الطرق التقليدية كاستخدام الإبر أومضخة الأنسولين؛ مثل: هبوط مستوى السكر بشدة أو ارتفاعه، وتكون الأجسام الكيتونية. فتمثلت الأعراض الجانبية فقط في ظهور احمرار أو التهاب حول المنطقة المتصلة بالقسطرة التي يُضخ خلالها الأنسولين.

    في عام 2018، تمكنت شركة ميدترونيك (Medtronic) من انتزاع اعتماد هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدام البنكرياس الصناعي في الفئة العمرية من 7 إلى 14 عام ليتمكن بذلك الأطفال من استخدام الجهاز بأمان. تعتبر تلك الخطوة خطوة عظيمة نظرًا لصعوبة اعتماد الأطفال على أنفسهم في تحديد أو أخذ جرعات الأنسولين. ولا يستخدم الجهاز في الأطفال أقل من 7 سنوات، ولا في أولئك الذين تقل جرعتهم اليومية عن 8 وحدات من الأنسولين، إذ لم تُختبر فاعلية وأمان الجهاز في هذه الحالات.

    على الرغم من هذة القفزة في علاج سكري النوع الأول، مازال العلماء يواصلون البحث لإنتاج بنكرياس صناعي يعمل بصورة آلية بالكامل دون تدخل المستخدم، ويعدون بتحقيق ذلك في المستقبل القريب.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_20220129-102520-1.jpg 
مشاهدات:	22 
الحجم:	17.5 كيلوبايت 
الهوية:	6753
يعمل...
X