لنتعرف على منازل التولو الحصينة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتعرف على منازل التولو الحصينة.

    من البيئات الثلجية المتجمدة إلى الرملية لافحة الحرارة، استوطن بنو البشر معظم البقاع اليابسة على سطح الأرض. فقد سمح تنوع الظروف المناخية والموارد الطبيعية المتاحة من بقعة إلى أخرى بازدهار أنماط حياة فريدة حول العالم. أحد أوجه هذا الإرث الإنساني العمارة العامية؛ وهي العمارة المحلية الشائعة في منطقة ما. وتتجلى العمارة العامية في المنازل المصممة لتتناسب مع احتياجات المجتمع المحلي، وتعتمد على مواد البناء المتاحة. لنأخذ جولة حول العالم ونستعرض بعض الأمثلة لهذه المنازل التي – على الرغم من بساطتها – ترتكز على أساسات علمية.

    قلاع صينية

    ازدهرت أشكال عديدة من العمارة العامية في الصين عبر القرون، وبقي كثير منها إلى يومنا هذا. أحد الأمثلة المثيرة للاهتمام هي منازل جماعة الهاكَّا* المعروفة بالتولو؛ فعلى الرغم من أن من طبيعة الحروب أن تدمر العمارة، فقد نشأت منازل التولو الحصينة من رحم الحروب. فخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حوربت جماعة الهاكَّا من قبل جيوش مسلحة من أجل المواد المحلية. نتيجة لهذا، أقاموا بيوتًا دائرية ومربعة عملاقة لدرء الأعداء خارجها؛ مكونين بذلك مجتمعات صغيرة تحقق الاكتفاء الذاتي.

    كانت جدران منازل التولو تُبنى بسمك المتر ونصف المتر وتصل المنازل إلى ثلاثة أدوار أو أربعة ارتفاعًا. كان للبناء برمته مدخل واحد، ولم تكن له أي نوافذ في الطابق الأرضي. اسُتخدمت الطوابق الأرضية لتخزين الأسلحة، في حين اسُتخدم الطابق العلوي لتخزين الأطعمة والحبوب، وكان الطابقان الثالث والرابع للسكن. ولم تزل هذه الأبنية العتيقة مسكونة حتى يومنا هذا.

    كانت منازل التولو تُبنى من التربة المدكوكة الشائعة محليًّا، وهي تتكون من مواد خام؛ مثل التربة والطباشير والجير والحصى. وقد وفرت التربة المدكوكة الحماية اللازمة أثناء الحروب؛ لأنها غير قابلة للاشتعال وصلبة وقوية التحمل. وتسمح الكتلة الحرارية للتربة المدكوكة للمنزل بتخزين الحرارة وعزله عن تقلبات درجات الحرارة خارجه. ويسع منزل أو مجمع التولو السكني الواحد عشرين أسرة أي قرابة مائة شخص، في حين تسع الأكبر حجمًا ما يصل إلى ثمانين أسرة. اشتمل منزل التولو على مصادر دائمة للمياه، وشبكة صرف صحي متطورة، وه وهذا ما جعلها قائمة بذاتها لفترات طويلة.

    وأخيرًا، وبعد أن تناولنا هذه المنازل حان وقت للتحدث عن المنزل الكبير الذي يأوينا جميعًا وهو كوكب الأرض. فقد أمد هذا الكوكب جميع الثقافات بمواد بناء نظيفة يعتمد عليها؛ فساعدها على التأقلم مع الظروف المحيطة. وتحتضن الأرض جميع الأعراق والثقافات؛ داعية إيانا جميعًا إلى الاتحاد والاحتفاء باختلافاتنا والحفاظ على أعرافنا الفريدة.
    *الهاكَّا هم في الأصل جماعة من شمال الصين هاجروا إلى جنوبها عند سقوط سلالة سونغ الحاكمة عام 1270.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_20220129-095556-1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	50.2 كيلوبايت 
الهوية:	6742
يعمل...
X