كلمة العدد ..
صور الحرب . . . والأمنية الكبرى
لأن الصورة لا بد وان تكون نابعة عن حدث ما ، ولان المصور في موقعه يصبح جزء لا يتجزء من الأحداث الكبيرة التي تقع على ارضه نجد أنفسنا معنيين بشكل واسع بما يجري على ارضنا بين يوم وآخر ... كذلك كنا دائماً وكذلك نحن منذ تسع سنوات بوجه خاص .. حياديون ابدأ بنقل صورة الحدث للآخرين باعتبار الصورة هي موقف بحد ذاتها ، وما أكثر المواقف التي طرحناها كمصورين بالعديد من الصور التي تناقلتها كل الوسائل الاعلامية محلياً ودولياً ، وكل هذه الصورتكاد تصب في خانة واحدة إلا وهي رفض مبدأ الاقتتال والتدمير على أرض الوطن الذي وجدنا لبنائه لا العكس ... ! واحداث الأيام الأخيرة حلقة من حلقات السنوات التسع المتتالية والمتعددة الاتجاهات والأهداف ويبقى موقفنا واحد وصرختنا واحدة كصحافة بوجه عام وكمصورين بوجه خاص صرختنا التي لم تنقطع منذ البداية مطالبة بوقف هذا الاقتتال الذي نتفق جميعاً على انه لا يخدم سوى عدو وطننا وعدو منطقتنا باسرها ، هذه صرختنا نحن الذين نجد أنفسنا مجبرين ابدأ بنقل صور هذه الحرب .. تلك الصور التي تملا الصحف والمجلات والتي آثرنا نحن في فن التصوير إظهار عددنا خاليا منها رغم إمكانياتنا الهائلة في هذا المجال وليس تهربا من أمرها إنما يقينا واملا بأن يصدر عددنا مع إنجلاء هذه الغيمة الكبرى ، تاركين تغطية هذه الأحداث لما يزيد عن الخمسماية مصور وصحفي ومندوبي تلفزيون متواجدين لتسجيل إنسانية الانسان في القرن العشرين . وها نحن نقول بكل صراحة ان هذه الصور والتي تحصل على الكثير كلام المديح والثناء واحياناً لشهادات التقدير والجوائز على تحقيقها ، نرفضها رافضين ان تكون عطاءاتنا محصورة بين الركام والدماء ، ليس في وطننا فحسب بل على كل الأرض وحيث يوجد إنسان واحد في اي زاوية من زوايا المعمورة .. نحن الذين ننقل لكم صور الحرب ذقنا مرارة الموت والدمار على ارضنا وبين ابناء شعبنا على درجة عالية . تكاد تحولنا الى كتلة من اعصاب وهواجس مع كل صوت إنفجار .. نحن المصورون الذين ننال تقديركم على التقاط الصور النادرة والمثيرة عن الحرب نعلن أمنيتنا الكبرى : ليت صور الحرب تتحول الى شيء من الماضي ... ! رئيس التحرير
فلاش يقدمه : نبيل إسماعيل
صورة وخبر ... مجانا ؟
المصور الصحفي ، هذا المتعب الدائم .. المنتظر المستعد ، لا حدود لدوامه .. لا نظام المواعيده والأيام لا تحسب تباعا في ذاكرته .. عمليا لا مساحة مسبقا لصورة يلتقطها . كل الصفحات له شاء وكل الكلمات تسقط إن وصلت مادته في الله الحاسمة .. واللحظة قائمة أبدا إنما عليه أن ينفجر مع الانفجار ، عليه أن يسقط بين القتلى ان يجرح مع الجرحي ! سيارات الصليب الأحمر والدفاع المدني تسير خلفه . يسابقها سيرا على الأقدام ، مع حدوث الانفجار . مع إنفجار الحدث ... ! سقوط و إرتقاء ، لقاء وفراق ، وفاق وخلاف حرب وسلام ، حزن وفرح ... كل المتناقضات متشابهة والهدف عنده واحد كل العيون بانتظاره .. نوافذ الجريدة تحتضن العيون التي تترقب باتجاهه وعيونهم شاخصة نحو وجهه .. آذانهم تتلقف حركات شفاهه لتنطق بما حدث !! این وقع الانفجار ؟ كم هو عدد القتلى ؟ الكل متلهف لوصوله .. إنها اللحظة الوحيدة التي يتحرك فيها الجميع عليك ان تتمتع بذاكرة جيدة .. طارداً اللهفة والشفقة و ... الضمير : مطلوب منك الاحصاء الدقيق لعدد القتلى والجرحى ولنوعية الاصابة وخطورة الجرح . عليك أن تنسي كونك متزوجا وأبا تحب أن تسمع يوميا كلمة ، بابا ، وتهمك جدا مداعبة أولادك ... ولا غرابة في أن تغيب عن بالك صورة زوجتك وعنوان بيتك .. واحيانا إسمك ! مطلوب منك فقط ان تنفجر مع الانفجار وتعيش معه تسابق الجميع للوصول إلى الضحية يا هذا المتعب الدائم ... أيها المنتظر المستعد ، يا حالما بلحظة تغفو فيها دون إيقاظ مفاجيء - الم تتعب يداك بعد ؟ ألم تسامك الكاميرا وتكرهك الصورة ؟ والفيلم ... اما مزقه إزعاجك المتواصل له ... أيها المجهول المنسي الذي لا يعرفك سوى الانفجار والقتلى ... أنت منهم من كل الأسواق المدمرة والجدران المحترفة والشوارع الممزقة بانك ... ولا احد سواك كنت الزائر الدائم لمواقع الخطر .
ايها الباسم ـ المنقبض .. القلق - المطمئن اتريد إيهامنا بانك غير مبال لسقوط الكلمات من قاموسك وإلتصاق الكاميرا بجسدك كامر حتمي ، وان لا مهنة بديلة لديك غير سجل العاطلين عن العمل .. او تريد الايهام بانك تهوى المغامرة وأن متاعب المهنة هي الداء والدواء وان المشقة في دمك بسلاسة ؟ ! لا شك أن ذلك يحتاج لمقدرة هائلة على التحمل ، فهل أنت متأكد بأنك لا تسير بوحي من قوى خارقة أو اقمار إصطناعية !! وهل انت متأكد أنك بشر مثلنا تأكل وتشرب ؟ هل انت متأكد أخيراً من ذاتك ... من انت وماذا تشتغل ؟ - أنا مصور صحفي مصور صحفي .. يا للكارثة .. واين مكتبك ؟ - أنا متجول أخاف ان يسبقني الحدث . تراني دائم الاستعداد بلا مقر او مكتب . يفرحني التكلم معي أحيانا .. وتسعدني الكتابة عني لمرة واحدة على الأقل . نحن معشر المصورين الصحفيين نقرأ ما يكتب ونتابع ما ينشر من صور وقد سئمنا أن نكون الشاهد الوحيد على الحرب وأوائل المدعوين الى حفلات السلم . هذه كاميرتي وتلك صورتي بالأبيض والأسود أنا أحبها لأنها تريحني ولانني أستطيع من خلالها الابداع اكثر ... استطيع اللعب على الظل والتحكم بمصادر الضوء وتحديد المسافات ... لا يكفي نوع الفيلم الإضاءة عامل أساسي في التصوير ، والتحميض مهم جدا .. الصورة الجيدة ضرورية لاستمرار الجريدة وضرورية لاستمراري في العمل وإلا ... فمذكرة بانهاء الخدمات جاهزة تنتظر توقيع المسؤول ذكرني فقط ماذا تشتغل ؟ - مصورا صحفيا يا إلهي ... إنك لا تستحق اكثر من خبر في صفحة الوفيات ولانك كنت تعمل عندنا في الصحيفة ، فصورتك تنشر مع الخبر ... مجانا !
صور الحرب . . . والأمنية الكبرى
لأن الصورة لا بد وان تكون نابعة عن حدث ما ، ولان المصور في موقعه يصبح جزء لا يتجزء من الأحداث الكبيرة التي تقع على ارضه نجد أنفسنا معنيين بشكل واسع بما يجري على ارضنا بين يوم وآخر ... كذلك كنا دائماً وكذلك نحن منذ تسع سنوات بوجه خاص .. حياديون ابدأ بنقل صورة الحدث للآخرين باعتبار الصورة هي موقف بحد ذاتها ، وما أكثر المواقف التي طرحناها كمصورين بالعديد من الصور التي تناقلتها كل الوسائل الاعلامية محلياً ودولياً ، وكل هذه الصورتكاد تصب في خانة واحدة إلا وهي رفض مبدأ الاقتتال والتدمير على أرض الوطن الذي وجدنا لبنائه لا العكس ... ! واحداث الأيام الأخيرة حلقة من حلقات السنوات التسع المتتالية والمتعددة الاتجاهات والأهداف ويبقى موقفنا واحد وصرختنا واحدة كصحافة بوجه عام وكمصورين بوجه خاص صرختنا التي لم تنقطع منذ البداية مطالبة بوقف هذا الاقتتال الذي نتفق جميعاً على انه لا يخدم سوى عدو وطننا وعدو منطقتنا باسرها ، هذه صرختنا نحن الذين نجد أنفسنا مجبرين ابدأ بنقل صور هذه الحرب .. تلك الصور التي تملا الصحف والمجلات والتي آثرنا نحن في فن التصوير إظهار عددنا خاليا منها رغم إمكانياتنا الهائلة في هذا المجال وليس تهربا من أمرها إنما يقينا واملا بأن يصدر عددنا مع إنجلاء هذه الغيمة الكبرى ، تاركين تغطية هذه الأحداث لما يزيد عن الخمسماية مصور وصحفي ومندوبي تلفزيون متواجدين لتسجيل إنسانية الانسان في القرن العشرين . وها نحن نقول بكل صراحة ان هذه الصور والتي تحصل على الكثير كلام المديح والثناء واحياناً لشهادات التقدير والجوائز على تحقيقها ، نرفضها رافضين ان تكون عطاءاتنا محصورة بين الركام والدماء ، ليس في وطننا فحسب بل على كل الأرض وحيث يوجد إنسان واحد في اي زاوية من زوايا المعمورة .. نحن الذين ننقل لكم صور الحرب ذقنا مرارة الموت والدمار على ارضنا وبين ابناء شعبنا على درجة عالية . تكاد تحولنا الى كتلة من اعصاب وهواجس مع كل صوت إنفجار .. نحن المصورون الذين ننال تقديركم على التقاط الصور النادرة والمثيرة عن الحرب نعلن أمنيتنا الكبرى : ليت صور الحرب تتحول الى شيء من الماضي ... ! رئيس التحرير
فلاش يقدمه : نبيل إسماعيل
صورة وخبر ... مجانا ؟
المصور الصحفي ، هذا المتعب الدائم .. المنتظر المستعد ، لا حدود لدوامه .. لا نظام المواعيده والأيام لا تحسب تباعا في ذاكرته .. عمليا لا مساحة مسبقا لصورة يلتقطها . كل الصفحات له شاء وكل الكلمات تسقط إن وصلت مادته في الله الحاسمة .. واللحظة قائمة أبدا إنما عليه أن ينفجر مع الانفجار ، عليه أن يسقط بين القتلى ان يجرح مع الجرحي ! سيارات الصليب الأحمر والدفاع المدني تسير خلفه . يسابقها سيرا على الأقدام ، مع حدوث الانفجار . مع إنفجار الحدث ... ! سقوط و إرتقاء ، لقاء وفراق ، وفاق وخلاف حرب وسلام ، حزن وفرح ... كل المتناقضات متشابهة والهدف عنده واحد كل العيون بانتظاره .. نوافذ الجريدة تحتضن العيون التي تترقب باتجاهه وعيونهم شاخصة نحو وجهه .. آذانهم تتلقف حركات شفاهه لتنطق بما حدث !! این وقع الانفجار ؟ كم هو عدد القتلى ؟ الكل متلهف لوصوله .. إنها اللحظة الوحيدة التي يتحرك فيها الجميع عليك ان تتمتع بذاكرة جيدة .. طارداً اللهفة والشفقة و ... الضمير : مطلوب منك الاحصاء الدقيق لعدد القتلى والجرحى ولنوعية الاصابة وخطورة الجرح . عليك أن تنسي كونك متزوجا وأبا تحب أن تسمع يوميا كلمة ، بابا ، وتهمك جدا مداعبة أولادك ... ولا غرابة في أن تغيب عن بالك صورة زوجتك وعنوان بيتك .. واحيانا إسمك ! مطلوب منك فقط ان تنفجر مع الانفجار وتعيش معه تسابق الجميع للوصول إلى الضحية يا هذا المتعب الدائم ... أيها المنتظر المستعد ، يا حالما بلحظة تغفو فيها دون إيقاظ مفاجيء - الم تتعب يداك بعد ؟ ألم تسامك الكاميرا وتكرهك الصورة ؟ والفيلم ... اما مزقه إزعاجك المتواصل له ... أيها المجهول المنسي الذي لا يعرفك سوى الانفجار والقتلى ... أنت منهم من كل الأسواق المدمرة والجدران المحترفة والشوارع الممزقة بانك ... ولا احد سواك كنت الزائر الدائم لمواقع الخطر .
ايها الباسم ـ المنقبض .. القلق - المطمئن اتريد إيهامنا بانك غير مبال لسقوط الكلمات من قاموسك وإلتصاق الكاميرا بجسدك كامر حتمي ، وان لا مهنة بديلة لديك غير سجل العاطلين عن العمل .. او تريد الايهام بانك تهوى المغامرة وأن متاعب المهنة هي الداء والدواء وان المشقة في دمك بسلاسة ؟ ! لا شك أن ذلك يحتاج لمقدرة هائلة على التحمل ، فهل أنت متأكد بأنك لا تسير بوحي من قوى خارقة أو اقمار إصطناعية !! وهل انت متأكد أنك بشر مثلنا تأكل وتشرب ؟ هل انت متأكد أخيراً من ذاتك ... من انت وماذا تشتغل ؟ - أنا مصور صحفي مصور صحفي .. يا للكارثة .. واين مكتبك ؟ - أنا متجول أخاف ان يسبقني الحدث . تراني دائم الاستعداد بلا مقر او مكتب . يفرحني التكلم معي أحيانا .. وتسعدني الكتابة عني لمرة واحدة على الأقل . نحن معشر المصورين الصحفيين نقرأ ما يكتب ونتابع ما ينشر من صور وقد سئمنا أن نكون الشاهد الوحيد على الحرب وأوائل المدعوين الى حفلات السلم . هذه كاميرتي وتلك صورتي بالأبيض والأسود أنا أحبها لأنها تريحني ولانني أستطيع من خلالها الابداع اكثر ... استطيع اللعب على الظل والتحكم بمصادر الضوء وتحديد المسافات ... لا يكفي نوع الفيلم الإضاءة عامل أساسي في التصوير ، والتحميض مهم جدا .. الصورة الجيدة ضرورية لاستمرار الجريدة وضرورية لاستمراري في العمل وإلا ... فمذكرة بانهاء الخدمات جاهزة تنتظر توقيع المسؤول ذكرني فقط ماذا تشتغل ؟ - مصورا صحفيا يا إلهي ... إنك لا تستحق اكثر من خبر في صفحة الوفيات ولانك كنت تعمل عندنا في الصحيفة ، فصورتك تنشر مع الخبر ... مجانا !
تعليق