في بقعة برية مُصانة في قلب كولومبيا، يجري نهرٌ تقول الأسطورة إنه هرب من الجنة ليزين الأرض ببهائه. يقع نهر كانيو كريستالز – ويُعرف أيضًا بالنهر ذي الخمسة ألوان وقوس القزح السائل – في حديقة سيرانيا دي لا ماكارينا الوطنية، في مقاطعة ميتا الكولومبية. يمتد النهر لنحو 100 كيلو متر تقريبًا، ويشتهر بظاهرة حيوية فريدة لا تحدث في أي مكان آخر على الأرض.
في الفترة من شهر يونية إلى شهر نوفمبر من كل عام، يزدان قاع النهر بطيف نابض بالحياة من درجات الأرجواني، والفوشيا، والوردي، والأصفر، والأخضر. تظهر تلك الألوان البديعة في أثناء تكاثر نوع متوطن نادر من النباتات يُعرف بماكارينيا كلافيجيرا أو Macarenia clavigera. وفي أثناء بقية العام، يظهر قاع النهر بدرجات الأخضر الداكن. هذا، ويتحدد نمو النبات ولونه وفقًا لعددٍ من العوامل؛ منها: هطول الأمطار، والحرارة، وضوء الشمس. وبموجب تلك المتغيرات، يبدو النهر مختلفًا كل عام. كما يضم نهر كانيو كريستالز شلالات وبركًا وكهوفًا، ما يجعل المشهد بديعًا للغاية.
نبات ماكارينيا كلافيجيرا نوع حي نادر يتطلب ظروفًا إيكولوجية خاصة لينمو؛ فيجعل التكوين الجيولوجي الفريد من نوعه للمكان والظروف المناخية المواتية من تلك المنطقة الموطن الوحيد لهذا النبات على كوكب الأرض. يجري نهر كانيو كريستالز فوق تكوين صخري ضخم يُعرف بدرع غيانا يمتد عبر معظم شمال شرق أمريكا الجنوبية. ويعود درع غيانا إلى 1.7 مليار سنة؛ فيُعدُّ أحد أقدم التكوينات الجيولوجية على الكوكب. وهو غني بالمعادن، مثل: الفسفور، والحديد، والكوارتز، وغيرها من المعادن التي تدعم نمو نبات ماكارينيا كلافيجيرا.
لقد تفاجأتُ عندما علِمتُ أن مثل هذا المكان المذهل لم يكن معروفًا للعالم حتى وقتٍ قريب. فعلاوة على مكانه المعزول الذي يتطلب الاستعانة بمرشدين متخصصين للوصول إليه، فقد شهدت المنطقة برمتها حربًا طويلة بين السلطات الكولومبية وتجار المخدرات من ناحية والقوات المسلحة الكولومبية الثورية من ناحية أخرى. نتيجة لهذا، ظلت المنطقة خطرة للغاية بالنسبة إلى عامة الزوار.
ولكن في عام 1989، ذهب صحافي كولومبي يُدعى أندريه هيرتادو جراثيا في مغامرة مختبئًا من القوات الثورية. مشدوهًا بجمال نهر كانيو كريستالز، والتقط صورًا فوتوغرافية ونشرها في جريدة محلية، واصفًا إياه «بأجمل نهر في العالم». ولحسن الحظ، فرضت القوات الكولومبية سيطرتها على المنطقة بعدما توصلت إلى اتفاق مع الثوار في عام 2016، ما سمح لآلاف المغامرين من حول العالم لزيارة النهر سنويًّا.
نظرًا لهشاشة النظام الإيكولوجي، اتخذت الحكومة تدابير صارمة لحماية النبات. على سبيل المثال، لا يسمح لأكثر من 200 شخص بدخول المنطقة يوميًّا، في مجموعات لا تزيد على سبعة أشخاص. كما لا يسمح للزائرين بإحضار أي مستحضرات كيميائية قد تلوث المياه، بما في ذلك مستحضرات التجميل والمنتجات الواقية من الشمس. وخلال المواسم الجافة، يتم إغلاق المنطقة حتى يتعافى النظام الإيكولوجي.
وتُعدُّ إزالة الغابات الكولومبية المحيطة من التحديات الرئيسية التي تهدد النظام الإيكولوجي للنهر. فإزالة الغابات تؤثر بشكل مباشر في أنماط هطول الأمطار في المنطقة؛ ما يؤثر تأثيرًا مباشرًا في صفاء مياه النهر. ومن شأن الإضرار بظروف موطن نبات ماكارينيا كلافيجيرا أن يتسبب بدوره في انقراضه.
في الفترة من شهر يونية إلى شهر نوفمبر من كل عام، يزدان قاع النهر بطيف نابض بالحياة من درجات الأرجواني، والفوشيا، والوردي، والأصفر، والأخضر. تظهر تلك الألوان البديعة في أثناء تكاثر نوع متوطن نادر من النباتات يُعرف بماكارينيا كلافيجيرا أو Macarenia clavigera. وفي أثناء بقية العام، يظهر قاع النهر بدرجات الأخضر الداكن. هذا، ويتحدد نمو النبات ولونه وفقًا لعددٍ من العوامل؛ منها: هطول الأمطار، والحرارة، وضوء الشمس. وبموجب تلك المتغيرات، يبدو النهر مختلفًا كل عام. كما يضم نهر كانيو كريستالز شلالات وبركًا وكهوفًا، ما يجعل المشهد بديعًا للغاية.
نبات ماكارينيا كلافيجيرا نوع حي نادر يتطلب ظروفًا إيكولوجية خاصة لينمو؛ فيجعل التكوين الجيولوجي الفريد من نوعه للمكان والظروف المناخية المواتية من تلك المنطقة الموطن الوحيد لهذا النبات على كوكب الأرض. يجري نهر كانيو كريستالز فوق تكوين صخري ضخم يُعرف بدرع غيانا يمتد عبر معظم شمال شرق أمريكا الجنوبية. ويعود درع غيانا إلى 1.7 مليار سنة؛ فيُعدُّ أحد أقدم التكوينات الجيولوجية على الكوكب. وهو غني بالمعادن، مثل: الفسفور، والحديد، والكوارتز، وغيرها من المعادن التي تدعم نمو نبات ماكارينيا كلافيجيرا.
لقد تفاجأتُ عندما علِمتُ أن مثل هذا المكان المذهل لم يكن معروفًا للعالم حتى وقتٍ قريب. فعلاوة على مكانه المعزول الذي يتطلب الاستعانة بمرشدين متخصصين للوصول إليه، فقد شهدت المنطقة برمتها حربًا طويلة بين السلطات الكولومبية وتجار المخدرات من ناحية والقوات المسلحة الكولومبية الثورية من ناحية أخرى. نتيجة لهذا، ظلت المنطقة خطرة للغاية بالنسبة إلى عامة الزوار.
ولكن في عام 1989، ذهب صحافي كولومبي يُدعى أندريه هيرتادو جراثيا في مغامرة مختبئًا من القوات الثورية. مشدوهًا بجمال نهر كانيو كريستالز، والتقط صورًا فوتوغرافية ونشرها في جريدة محلية، واصفًا إياه «بأجمل نهر في العالم». ولحسن الحظ، فرضت القوات الكولومبية سيطرتها على المنطقة بعدما توصلت إلى اتفاق مع الثوار في عام 2016، ما سمح لآلاف المغامرين من حول العالم لزيارة النهر سنويًّا.
نظرًا لهشاشة النظام الإيكولوجي، اتخذت الحكومة تدابير صارمة لحماية النبات. على سبيل المثال، لا يسمح لأكثر من 200 شخص بدخول المنطقة يوميًّا، في مجموعات لا تزيد على سبعة أشخاص. كما لا يسمح للزائرين بإحضار أي مستحضرات كيميائية قد تلوث المياه، بما في ذلك مستحضرات التجميل والمنتجات الواقية من الشمس. وخلال المواسم الجافة، يتم إغلاق المنطقة حتى يتعافى النظام الإيكولوجي.
وتُعدُّ إزالة الغابات الكولومبية المحيطة من التحديات الرئيسية التي تهدد النظام الإيكولوجي للنهر. فإزالة الغابات تؤثر بشكل مباشر في أنماط هطول الأمطار في المنطقة؛ ما يؤثر تأثيرًا مباشرًا في صفاء مياه النهر. ومن شأن الإضرار بظروف موطن نبات ماكارينيا كلافيجيرا أن يتسبب بدوره في انقراضه.