مهرجان الشعر في اليوبيل
قصيدة الشاعر الأستاذ شوقي بغدادي
ما أحلى بين الحين والحين أن يعود الانسان الى مستودع الذكريات القديمة . يلج في خشوع ، ينفض الغبار عن الدفاتر والصور والأشياء المتراكمة منذ سنين ، فإذا البعيد يقترب ، والغائب تحضر والميت يبعث حيا ، وإذا حياة بأكملها تنهض من بين الركام ، تعيد الزمان أحلى ما كان عليه ، ذلك أن الزمن يبدو دائماً أبهى وجها وأعمق حناناً حين يصير ملك الذاكرة وحدها ، غير أن هذا الماضي كان جميلاً حقاً من دون ماحاجة إلى تزويق ، وتحتل ذكريات جول جمال أو تجهيز البنين كما كانت تسمى في تلك الأيام ساحة فسيحة في أعماق هذا المخزن القديم . ففي مدرسة التجهيز قضيت خمس سنوات طالباً ، نلت الكفاءة في ختامها نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي هذه المدرسة نظمت قصائدي الأولى وألقيت بعضها في الحفلات المدرسية بنفس هذا المكان ، وفيها أصبحت صحافياً لأول مرة حين أصدرت مع صديق الطفولة محمد شيخ ديب مجلة اسميناها « التلميذ » كنا ننسخها بالأيدي ، وظللنا نصدرها بانتظام طوال عامين ، وكان ممن اشترك في تحريرها غيرنا آنذاك موريس تامر حداد ، ومصطفى قاسم السيد وعبد الله بنشي ومصطفى الحلاج وعدنان شومان وصبري بستنجي وغيرهم كثيرون ، وكان للمجلة رسام خاص من الطلبة اسمه : رفيق كمال معلا .
وفي التجهيز تألفت جمعية أدبية بمبادرة من مدير المدرسة آنذاك الأستاذ محمد حكمت خواج ورئاسة الأدب العربي الأديب المعروف محمد حاج حسين تألفت من الطلاب المتفوقين بالإنشاء العربي اسمها « جمعية عكاظ » كان لها نشاط ملحوظ وفي ساحة المدرسة شكلنا فريقاً منظماً لكرة القدم سميناه .
على ما أذكر فريق « الرشيد ، كان له نظام داخلي ورئيس وأمين سر وأمين صندوق ، وكان أعضاؤه المؤسسون صبري بستنجي وعبد الرحمن حكيم وكمال هلال وزين الدين عجان ونجدة صوفي وأنا وآخرون ولعب معنا اللاعب الرائع يومها عبد الوهاب عيسي بعض المباريات ثم انفرد بفريقه الخاص المشهور ر الأنصار » ثم الجلاء ولكم اجتزنا البراري والقفار كي نقابل الفرق الأخرى في القرى المجاورة مثل « بسنادا برئاسة لاعبها الفحل زميلنا « محمد نعیسه » رحمه الله وفي التجهيز تعلمنا لأول مرة بعضاً من أسرار الكيمياء والرياضيات والأدب واللغات الأجنبية والعلوم الأخرى على أيدي مدرسين أكفاء مثل : عز الدين الزين ومحمد اسرب ومحمد حاج حسين و أديب طيار وأحمد الخير وجميل طرانجان وعطا نعيسه الأولى في الوطنية من خلال مناوشاتنا السلطات مع وغيرهم . ومع جماهير الطلاب تعلمنا دروسنا العملية الاستعمارية في سبيل الجلاء والاستقلال واسترداد السيادة على الجيش الوطني . وتخرجت من التجهيز طالباً وعدت إليها مدرساً بعد بضع سنوات تماماً في هذه الصفوف وهذه الغرف التي وراثي وكانت ذكريات أخرى جديدة لاتقل عن الأولى طرافة وحلاوة . . ماذا أذكر منه وماذا ياله من شريط طويل أدع في هذه الاستعادة القصيرة . ماأكثر الحوادث والأسماء مدرسة تخرج منها أساتذة ومحامون وأطباء ومهندسون وأدباء وزعماء وطنيون وقادة جيوش ورئيس جمهورية يقود أمته بشجاعة وحكمة تدفع إلى الاعتزاز أكثر بمدرستنا القديمة . . . فأي تاريخ حافل هذا التاريخ هو تاريخها ، وأي موضوع ملهم . فالتحية إلى هؤلاء مدرسين ومدراء جميع وطلاباً ممن ذكرت ومن أنسيت ذكره . الحاضر بن بيننا الآن والغائبين قلبي ولايسعني في الختام إلا أن أهنىء من أعماة كل من عمل على تحقيق وانجاح فكرة هذا اليوبيل الذهبي شاكراً لهم لطفهم ورعايتهم الحلوة لنا نحن القادمين من بعيد للمشاركة في هذا العيد وفي مقدمة هؤلاء عطوفة المحافظ السيد عبد الرزاق شاكر ومدير الثانوية الأستاذ محمد شاكر عضيمة وبقية أعضاء اللجنة الفنية المشرفة من سيدات وأوانس وشباب . . . وما أكثر هم وما أحلاهم . . وهذه هي القصيدة الأساسية وعنوانها الموت في أحضـان الأمـيرة .
قصيدة الشاعر الأستاذ شوقي بغدادي
ما أحلى بين الحين والحين أن يعود الانسان الى مستودع الذكريات القديمة . يلج في خشوع ، ينفض الغبار عن الدفاتر والصور والأشياء المتراكمة منذ سنين ، فإذا البعيد يقترب ، والغائب تحضر والميت يبعث حيا ، وإذا حياة بأكملها تنهض من بين الركام ، تعيد الزمان أحلى ما كان عليه ، ذلك أن الزمن يبدو دائماً أبهى وجها وأعمق حناناً حين يصير ملك الذاكرة وحدها ، غير أن هذا الماضي كان جميلاً حقاً من دون ماحاجة إلى تزويق ، وتحتل ذكريات جول جمال أو تجهيز البنين كما كانت تسمى في تلك الأيام ساحة فسيحة في أعماق هذا المخزن القديم . ففي مدرسة التجهيز قضيت خمس سنوات طالباً ، نلت الكفاءة في ختامها نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي هذه المدرسة نظمت قصائدي الأولى وألقيت بعضها في الحفلات المدرسية بنفس هذا المكان ، وفيها أصبحت صحافياً لأول مرة حين أصدرت مع صديق الطفولة محمد شيخ ديب مجلة اسميناها « التلميذ » كنا ننسخها بالأيدي ، وظللنا نصدرها بانتظام طوال عامين ، وكان ممن اشترك في تحريرها غيرنا آنذاك موريس تامر حداد ، ومصطفى قاسم السيد وعبد الله بنشي ومصطفى الحلاج وعدنان شومان وصبري بستنجي وغيرهم كثيرون ، وكان للمجلة رسام خاص من الطلبة اسمه : رفيق كمال معلا .
وفي التجهيز تألفت جمعية أدبية بمبادرة من مدير المدرسة آنذاك الأستاذ محمد حكمت خواج ورئاسة الأدب العربي الأديب المعروف محمد حاج حسين تألفت من الطلاب المتفوقين بالإنشاء العربي اسمها « جمعية عكاظ » كان لها نشاط ملحوظ وفي ساحة المدرسة شكلنا فريقاً منظماً لكرة القدم سميناه .
على ما أذكر فريق « الرشيد ، كان له نظام داخلي ورئيس وأمين سر وأمين صندوق ، وكان أعضاؤه المؤسسون صبري بستنجي وعبد الرحمن حكيم وكمال هلال وزين الدين عجان ونجدة صوفي وأنا وآخرون ولعب معنا اللاعب الرائع يومها عبد الوهاب عيسي بعض المباريات ثم انفرد بفريقه الخاص المشهور ر الأنصار » ثم الجلاء ولكم اجتزنا البراري والقفار كي نقابل الفرق الأخرى في القرى المجاورة مثل « بسنادا برئاسة لاعبها الفحل زميلنا « محمد نعیسه » رحمه الله وفي التجهيز تعلمنا لأول مرة بعضاً من أسرار الكيمياء والرياضيات والأدب واللغات الأجنبية والعلوم الأخرى على أيدي مدرسين أكفاء مثل : عز الدين الزين ومحمد اسرب ومحمد حاج حسين و أديب طيار وأحمد الخير وجميل طرانجان وعطا نعيسه الأولى في الوطنية من خلال مناوشاتنا السلطات مع وغيرهم . ومع جماهير الطلاب تعلمنا دروسنا العملية الاستعمارية في سبيل الجلاء والاستقلال واسترداد السيادة على الجيش الوطني . وتخرجت من التجهيز طالباً وعدت إليها مدرساً بعد بضع سنوات تماماً في هذه الصفوف وهذه الغرف التي وراثي وكانت ذكريات أخرى جديدة لاتقل عن الأولى طرافة وحلاوة . . ماذا أذكر منه وماذا ياله من شريط طويل أدع في هذه الاستعادة القصيرة . ماأكثر الحوادث والأسماء مدرسة تخرج منها أساتذة ومحامون وأطباء ومهندسون وأدباء وزعماء وطنيون وقادة جيوش ورئيس جمهورية يقود أمته بشجاعة وحكمة تدفع إلى الاعتزاز أكثر بمدرستنا القديمة . . . فأي تاريخ حافل هذا التاريخ هو تاريخها ، وأي موضوع ملهم . فالتحية إلى هؤلاء مدرسين ومدراء جميع وطلاباً ممن ذكرت ومن أنسيت ذكره . الحاضر بن بيننا الآن والغائبين قلبي ولايسعني في الختام إلا أن أهنىء من أعماة كل من عمل على تحقيق وانجاح فكرة هذا اليوبيل الذهبي شاكراً لهم لطفهم ورعايتهم الحلوة لنا نحن القادمين من بعيد للمشاركة في هذا العيد وفي مقدمة هؤلاء عطوفة المحافظ السيد عبد الرزاق شاكر ومدير الثانوية الأستاذ محمد شاكر عضيمة وبقية أعضاء اللجنة الفنية المشرفة من سيدات وأوانس وشباب . . . وما أكثر هم وما أحلاهم . . وهذه هي القصيدة الأساسية وعنوانها الموت في أحضـان الأمـيرة .
تعليق