إن الإخلاصَ هو أحد أكثر الخصال التي ترغب بها كل امرأةٍ في علاقتها طويلة الأمد مع شريكها.
كم ستكون حياتكِ أكثر سعادةٍ وبساطةٍ إن كان بإمكانكِ التنبؤ فيما إذا كان شريككِ الحالي أو المستقبلي يتمتع بهذه الصفة! وتشير دراسة جديدة أجراها جاكو أسبارا وزملاؤه (2018)، من كلية هانكن للاقتصاد (فنلندا) إلى أنّه عندما يتعلق الأمر باختيار الشريك، فإن فالشخص الأذكى هو الرهان الرابح.
ويشير مؤلفو الدراسة بأنّه ليس للذكاء آثارًا مباشرةً على قدرة الشريك الزوجي على العيش والتكاثر وحسب، بل آثارًا غير مباشرة حول قدرته على تدبير دخلٍ أكبر، إن كنت تتبعين هذا المنطق فإنّ قدرة الرجل العقلية هي التي تخلق الحتمية التطورية، يتوجب على الرجال التمتع بالدهاء لكي يكونوا قادرين على جذب النساء اللواتي يُردن أنّ يُنجبن أطفالاً منهم، وعلاوة على ذلك يقول مؤلفو الدراسة: «لا بدّ لفطنة الرجل الذكي أن تجعل قضاء الوقت برفقته مرغوبًا نظرًا لقدرته».
وأظهرت نتائج الدراسة أنّ الذكاء مرتبطٌ بالماضي الزوجيّ بالفعل، وفي كل فئةٍ من الفئات العمرية الخمس التي استخدمت لتصنيف الرجال، فإنّ أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و 45 عامًا، ارتفعت نسبة الذكاء الإجمالي لديهم بمحافظتهم على زواجهم وكما أنّ تحليلاتهم التفصيلية أكثر مقارنةً مع نوع القدرة الفكرية وأثر العمر والوضع الاجتماعي الذي يقاس بالدخل و السيارات بالغة الأهمية.
ولربما لأنّ الماضي الزوجي يميل إلى التقلب أكثر قبل سن الـ45، فإنّ تأثير الذكاء للرجال في هذه الدراسة تجلّى بوضوح أكبر في المجموعات الأصغر سنًا، كما أنّ احتمالية الزواج على وجه الخصوص مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالذكاء اللفظي، وكانت جميع المكونات الثلاثة للقدرة العقلية مرتبطةً باحتمالية الطلاق،فعلى الرغم من أنّ الرجال الذين يمتلكون سياراتٍ أحدث وأكبر كانت لهم الأفضلية في المعادلة الزوجية، إلا أن تأثير الذكاء ظلَّ كبيراً.
اذًا يبدو أنّ الذكاء اللفظي يتعلق بقدرة الرجل الشاب على اجتذاب الشريك، بينما يتعلق ذكاؤه العام في قدرته على تجنّب الانفصال عن الشريك، كما أنّ امتلاك سيارةً كبيرةً وحديثةً والتي تتعلّق بالتاريخ الزوجي أكثر من الذكاء، كانت صغيرةً إلى حد ما في تأثيرها.
يبدو أنّ النساء يرغبنّ برجالٍ أكثر ذكاءً، ولكنهم أيضًا يُردنّ رجالًا يملكون سياراتٍ رائعة، وبقدر ما تدعم النتائج ميزة الذكاء المرتفع -خاصةً اللفظي- للعلاقات طويلة الأمد، لا يزال المرء يتساءل عن الاستنتاج الذي توصل إليه المؤلفون بأنه (بالتوازي مع تأثير ذيل الطاووس الغامض على نجاحه في التزاوج، الذكاء البشري له تأثير إيجابي مباشر على آفاق التزاوج البشري فيما يتعلّق بالزواج ).
الرجال الذين هم أكثر ذكاءً، وخاصة أولئك الذين يمكنهم التعبير عن أنفسهم جيّدًا، قد يتمتّعون بقدرةٍ أكبر على مناقشة مشاعرهم بطريقةٍ يسهل فهمها أكثر، سواءً عند إرساء العلاقات أو عند الحفاظ عليها.
قد تتساءل الآن عن طبيعة النساء اللواتي يحكمنّ على القدرة العقلية لشركائهنّ أو الشركاء المحتملين، فيما إذا كنا نعتقد أنّ جميع الأمورالأخرى متساوية، وأن النساء تفضلنّ الرجال الأكثر ذكاءً، فالجزء الآخر من اللغز هو فيما إذا كان هؤلاء الرجال الأكثر ذكاء يجدون شريكاتهم متألقاتٍ بما فيه الكفاية ليجذبوهم على المدى البعيد.
هل هنّ قادرات على إجراء محادثاتٍ محفّزة فكريًا، وخاصة بعد مرور فورة الانجذاب الرومانسي؟
(من الجدير بالذكر بأن الدراسة وجدت أنّ النساء ذوات الذكاء المرتفع أنفسهن يتمتعنّ بزواجٍ أكثر استقرارًا وديمومةً).
وبما أنّ هذه الدراسة هي دراسة ارتباطية، فنحن لا نعلم فيما إذا كان الرجال الأكثر ذكاءً هم مرغوبون أكثر عند النساء، أو فيما إذا كان الرجال الأكثر ذكاءً لديهم رغبة أكبر في العلاقات طويلة الأمد.
المصدر:ibelieveinsci