المصدر:حوار: ريم الكمالي
التاريخ: 25 يونيو 2021
يقودنا هذا الحوار إلى رحلة ثقافية أنيقة ومتنوعة مع الروائية والكاتبة المصرية رشا سمير، التي ترى في الكتابة شغفاً وليست حرفة، والتي يكاد نشاطها الثقافي أيضاً يتنوع ويتكثف ليصل إلى مجالات لا يمكن حصرها في مقدمة، بين كتابة السرد والقصص، إلى إدارة نوادٍ قرائية متعددة، ومسؤوليتها عن إدارة صالون إحسان عبدالقدوس الثقافي الشهير في القاهرة، وعضوة في لجان في مؤسسات ثقافية مختلفة، ومتحدثة في مؤتمرات إعلامية تعنى بالشأن الثقافي.
وقيامها بورش كتابة في مدارس مختلفة، وصاحبة مبادرات ثقافية، هذا ورصيدها الأدبي يصل إلى عشر مجموعات قصصية وروائية، وجوائز مختلفة، فكان لـ«البيان» معها هذا الحوار:
إدارة صالون
- رغم أنكِ أديبة وطبيبة أسنان، ولكن نشاطك الثقافي بارز جداً، بين مقالات في الصحف، ومبادرات ثقافية، وعضوة في لجان ومؤسسات، وإدارة نوادي الكتب... ولكن بين كل هذا حدثينا عن إدارتك صالون «إحسان عبدالقدوس الثقافي» الشهير في القاهرة؟
صالون إحسان عبدالقدوس خطوة قادتني أقداري إليها، فأنا من عشاق الكاتب وتربيت مثل أغلب المصريين على رواياته، تعودتُ أن أكتب عنه يوم مولده أي يوم الأول من يناير من كل عام، كما أن نجله محمد صحافي وزميل يتابع كتاباتي ويثني عليها، ولكن بعد الكتابة عن والده، هاتفني يعرض علي هو ونجله الآخر أحمد، تولي إدارة صالون إحسان عبدالقدوس واللذان قاما بإنشائه بعد وفاة والدهما، وتولاه كبار المثقفين في مصر، حتى أصبحتُ أول سيدة وكاتبة تتولاه بحسب ما قالاه لي، إلا أنه شرف كبير لي أن يقترن اسمي باسم روائي عظيم هو قدوتي، وتسعدني اليوم شهاداتهم الدائمة في كل المحافل، إذ تغير وجه الصالون، واستطعت أن أتشرف بمتحدثين أضافوا للصالون بندوات ثرية.
مكان وزمن
- متى تكتب رشا سمير الروائية؟ وأين؟
لا أتخذ من الكتابة حرفة بل أعدها شغفاً وعشقاً، وربما هذا هو سبب قلة إصداراتي الروائية، وأكتب عادة في الصباح الباكر، فأنا كائن نهاري بامتياز، كما أنني لا أكتب بشكل يومي، فقط حين أكون في حالة مزاجية جيدة، بل حين يكون لدي ما أكتبه أو أضيفه لمشواري الأدبي الطويل، أما عن المكان فأجلس في ركن هادئ بالمنزل، بعيداً عن أي ضوضاء أو حتى موسيقى قد تشتت ذهني.
- كامرأة قاصة وساردة، هل استفدت من أمومتك العاطفية والكونية بأن تكتبي بدقة وغواية؟ وإلى أي حد؟
بالقطع كوني امرأة وأُماً جعلني أَدَق وأقْرَب إلى التفاصيل، وأما في العادي فأنا شخص مهتم جداً بالتفاصيل، ولأنني أحاول أن أقوم بالعمل على أكمل وجه، فإنني أسعى للتفاصيل في عملي وما أقوم به. الكتابة أغوتني أو باستعارةٍ من وصف يوسف إدريس: «الكتابة هي النداهة التي ندهتني، فلم يسعني إلا أن أجيب». نعم أغواني القلم إلى أبعد مدى. وهكذا أنا منذ نعومة أظفاري، غير أن المرأة بطبعها كائن مهتم بالتفاصيل والألوان، بل بكل ما يضفي على الحياة جمالاً واختلافاً.
اللغة الشعرية
- إلى أي مدى لا تغرق رشا سمير في الشعرية أثناء كتابة الرواية التي هي في أصلها عقدة وحبكة وتشويق...؟
رغماً عني أنجرف أحياناً إلى الشعرية، لغة ووصفاً وكنايات واستعارات، فقد وقعت في عشق اللغة العربية منذ نعومة أظفاري، لا أكتب الشعر ولكنني أعشقه وأحفظ أبياته عن ظهر قلب، ولم يكن بوسعي سهولة الهرب من استعمال مفردات اللغة الجميلة التي أسرتني، في بعض الفقرات داخل الفصول، إلا أنني عادة وأثناء مراجعة الروايات قبل طباعتها، أعود لأقتص قليلاً من الوصف الشعري حتى أمنح الحكي الحبكة والسرد المساحة الكافية للظهور والتمكن من مفاصل الرواية حتى لا تتوه الفكرة وسط الشعرية المفرطة.
كيف ترين اليوم الوضع الاعتباري للروائية والكاتبة في مجتمعاتنا العربية؟
لن أتنصل من رأيي في أن المجتمعات العربية مجتمعات ذكورية بامتياز، ولكن دعيني أؤكد لك أن سعادتي بالغة بأن هناك صحوة ثقافية نسوية (وإن كنت لا أحب استعمال هذا المصطلح كثيراً لأن الأدب لا يصنف) ولكن هناك طفرة حقيقية في ظهور كاتبات عربيات مبدعات وبشكل كبير وهو ما يشعرني بالسعادة والفخر معاً لما حققته المرأة العربية ككاتبة وروائية إذ حققن النجاح وحصلن على جوائز مهمة، وخاصة في مجال الكتابة التاريخية. المشكلة فقط أن التشجيع المطلوب غير كافٍ.
- ما شعورك وما قيمة أن يكتب النقاد الكبار عن أعمالك الأدبية في الصحف، أمثال د. صلاح فضل، ود. جابر عصفور، وحتى الآثاري د. زاهي حواس، والأديب جمال الغيطاني؟
النقد شيء إيجابي وتقدير يسعد أي كاتب، وكتابة كل هؤلاء الأساتذة عني هي شرف كبير وإطار يوضع حول أعمالي الأدبية، ليزيدها رونقاً ونجاحاً، ويبقى رأي قرائي ونقدهم لما أكتب هو السلم الحقيقي الذي ارتقيته للصعود إلى أن أعلنوا الدافع الذي يجعلني دائماً تقديم الأفضل.
أعمال أدبية
صدرت لها المجموعة القصصية الأولى (حواديت عرافة) عام 1995م عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
(معبد الحب) عام 2000م عن الهيئة العامة للكتاب.
(حب خلف المشربية) مجموعة قصصية عام 2005م.
المجموعة القصصية من النوع الساخر (يعني إيه راجل؟) في عام 2011م.
مجموعة قصصية عام 2011م بعنوان (دويتو).
جزء ثانٍ للمجموعة القصصية (يعني إيه راجل؟) عام 2019م.