أدباء سوريون في المهجر
الياس قنصل
1911 ـ 1981
المهندس جورج فارس رباحية
وُلِدَ الياس قنصل (1) في مدينة يبرود (محافظة ريف دمشق ) سنة1911 وهو الشقيق الأكبر للشاعر زكي قنصل والتحق بمدارسها الابتدائية حوالي سنتين وسافر مغترباً مع والده إلى البرازيل وبقي فيها أربع سنوات ثم انتقل إلى الأرجنتين . وفي عام 1923 عاد إلى مسقط رأسه مع أهله ودخل المدرسة ثانية وبقي في بيرود حتى بداية عام 1929 حيث سبق أهله وعاد إلى البرازيل ، ولما وصل أهله إلى البرازيل واستقروا بها فترة بسيطة انتقلوا بعدها جميعاً إلى الأرجنتين وعمل تاجراً متجوّلاً ( بالكشّة ) وبدأ ينظم الشِّعْر ليلاً بعد انتهاء عمله النهاري . وينشرأعماله بالصحف مأجوراً ، ثم تولّى رئاسة تحرير ( الجريدة السورية اللبنانية ) التي كان يصدرها موسى يوسف عزيزة وبقي مدة ثلاث سنوات ، ثم أنشأ لحسابه مجلة أسمّاها ( المناهل ) عاشت ثلاث سنوات ( 1937 ـ 1940 ) . وقد أسّس سنة 1939 مع أخيه زكي محلاً تجارياً صغيراً في إحدى ضواحي بوينس آيرس . وكان الياس يجيد الاسبانية والفرنسية وترجم عنهما الكثير وبدأ يطبع كتاباته في كُتيّبات صغيرة متتابعة فالديوان يلحق القصّة والقصة تتلو الرواية والرباعيات تنتثر هنا وهناك ، وحتى الخمسينات من القرن الماضي كان لا يزال نصف تناجه مخطوطاً .
وفي سبعينات القرن الماضي كان له الفضل الأكبر بإقامة ندوات أدبية أسبوعية في بونس أيرس يقصدها الكثير من أدباء وشعراء الجالية العربية .
قام خلال سنة واحدة بزيارة العديد من البلدان العربية وقابل كبار الشعراء والأدباء فيها ونشرت مجلاتها وصحفها العديد من أعماله. وأخيراً فتح متجراً لبيع ( الخردة ) وأمّن لنفسه الاستقرار والاستقلال المالي . توفي الياس قنصل في الأرجنتين سنة 1981 .
كان شاعرنا صاحب مقدرة أدبية فذّة وشاعرية ملهمة بلغة متينة وذكاء شديد وروح مرحة ويُعتبر أخصب أديب عربي من أدباء المهجر الجنوبي ، برع في فن الخطابة فكان يُثير الحماسة والإعجاب في كل حفل تكلّم فيه كما يُثير السخط والنقمة في صدور الأثرياء بحملاته الشعواء عليهم . لا نجد بشعره سوى القليل من الصوَر الشعرية ، بينما آثاره النثرية كانت على عكس ذلك فيسيطر فيها على البيان ويُلْبِس المعاني ما شاء من الحلل والألوان ويُشغف القارئ برشاقة الأسلوب وأناقة التصوير وحارة الحوار وطرافة الحوادث والمفاجآت ، ويخوض المعارك القلمية بجرأة نادرة ويُهاجم خصومه بالسّوْط بدلاً من مهاجمتهم بالحجّة .
مؤلّفاته الشعرية :ديوان على مذبح الوطنية ـ العبارات الملتهبة ـ الأسلاك الشائكة ـ
نسمات الفجر ـ الرباعيات ـ السّهام .
مؤلّفاته النثرية : في الرواية على ضفاف بردى ) ـ في القصة : ( صديقي أبو حسن )
في النقد : (أصنام الأدب ) ـ في النثر : ( البقايا ) .
مؤلّفاته المخطوطة :أوراق مبعثرة ـ وقصة دولة المجانين .
مقتطفات من أعماله النثرية :
ـ فقصّته ( صديقي أبو حسن ) : تتمنّى لو طالت أضعاف ما هي لأنك تخرج من كل فصل
بمتعة وعِظة .
ـ وقصّته ( دولة المجانين ) : تأخذك فيها نشوة المرح حتى لتشدّ على خاصرتيك من شدة
الضحك ، لاسيما عندما تصـل إلى سائق الحافـــلة ذي
الشاربين الطويلين العريضين اللذين لو باعهما بالكيلو لمـا
احتاج إلى العمل بقية حياته .
ـ وفي كتابه ( أصنام الأدب ) : سدّد فيه سهامه الحادة إلى صدور خمسة عشر شاعراً هم
في اعتقاده إنهم الزوان الذي يجب عزله عن قمح المهجر .
ـ ونقرأ قي مخطوطته ( أوراق مبعثرة ) :
ـ تظلّ المرأة من الجنس اللطيف إلى أن تتزوّج .
ـ الصراحة . دواء قليله يُشفي وكثيره يُميت .
ـ إذا ذهبت إلى حفلة راقصة برفقة زوجتك فكأنك ذاهب إلى وليمة وأنت شبعان .
ـ شعورك بأنك محسود ، فضل للحاسد عليك .
ـ مهمة الأطباء . شفاء المرض والقضاء على المريض .
ـ مَنْ لا يُحسِن السباحة ، عليه أن يُحسِن الاستنجاد .
ـ إن أردت من الأحمق أن ينوب عنك بعمل ، قل له إن زنوده قوية .
مقتطفات من أعماله الشِعرية :
1 ـ قال في الحنين إلى الوطن :
أبعدَ ربوع رضع المجد أرضها **** نرى لذّة العيش في وطن ثان ؟
وهل بعد سوريا تروق لشـــاعر ***** بلاد ولو كانت كجنّة رضـوان
2 ـ وقال في الحكمة :
والمرء في الإدراك والإحساس لا ***** بالوجه يحمل صورة الرحمن
ما كل نفس بالحقــيقة تهــــــــتدي ***** بعض النّفوس تُقاد بالأرسـان
مَن كان في حجر الأفاعي ناشـــِئاً ***** غلبـت عليه طبائع الثعبـــــان
3 ـ وقال هذه النصيحة في رباعيّاته :
كُن قوياً لتجعل الحـق فرضـاً ***** يتولّــى بقسطه الأحكـــــاما
ظالم يفتـح النواظـر خيـــــــر ***** من رحيم يغيث من يتعامـى
إن حق الضّعيف حقٌ ضعيفُ ***** عَصَـرَ الدّاءُ لحمه والعظاما
أسخف الناس ناعم بخمـــــول ***** يتمنّـى من القوي احتــــراما
4 ـ وقال أيضاً عن مأساة فلسطين في رباعياته :
هذي فلسطين في الأغلال راسِفة ***** تُكابدُ الجوعَ والتشريدَ والـــــداءَ
يعتُمْ لأهلِ الخَنا بالفلس حُرْمتَـــها ***** ولم تُبــالوا بأنْ تَحْــــــيَوْا أذلاّءَ
يا حاكمين وسوط الزّور يَحْرُسُكُمْ ***** إنَّـا لقينا بكـمْ ذُلاًّ وإغْضـــــــــاءَ
لو كان عندكم أو عندنا شـــــــفٌ ***** لمْ تلبثوا في كراسي الحكم أحياءَ
-----------------
المهندس جورج فارس رباحية
المفــــــــــــــــــردات :
ـ أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية : جورج صيدح . بيروت 1957
ـ أدب المهجر : عيسى الناعوري . القاهرة 1977
ـ مواقع على الإنترنت :
image widget
الياس قنصل
1911 ـ 1981
المهندس جورج فارس رباحية
وُلِدَ الياس قنصل (1) في مدينة يبرود (محافظة ريف دمشق ) سنة1911 وهو الشقيق الأكبر للشاعر زكي قنصل والتحق بمدارسها الابتدائية حوالي سنتين وسافر مغترباً مع والده إلى البرازيل وبقي فيها أربع سنوات ثم انتقل إلى الأرجنتين . وفي عام 1923 عاد إلى مسقط رأسه مع أهله ودخل المدرسة ثانية وبقي في بيرود حتى بداية عام 1929 حيث سبق أهله وعاد إلى البرازيل ، ولما وصل أهله إلى البرازيل واستقروا بها فترة بسيطة انتقلوا بعدها جميعاً إلى الأرجنتين وعمل تاجراً متجوّلاً ( بالكشّة ) وبدأ ينظم الشِّعْر ليلاً بعد انتهاء عمله النهاري . وينشرأعماله بالصحف مأجوراً ، ثم تولّى رئاسة تحرير ( الجريدة السورية اللبنانية ) التي كان يصدرها موسى يوسف عزيزة وبقي مدة ثلاث سنوات ، ثم أنشأ لحسابه مجلة أسمّاها ( المناهل ) عاشت ثلاث سنوات ( 1937 ـ 1940 ) . وقد أسّس سنة 1939 مع أخيه زكي محلاً تجارياً صغيراً في إحدى ضواحي بوينس آيرس . وكان الياس يجيد الاسبانية والفرنسية وترجم عنهما الكثير وبدأ يطبع كتاباته في كُتيّبات صغيرة متتابعة فالديوان يلحق القصّة والقصة تتلو الرواية والرباعيات تنتثر هنا وهناك ، وحتى الخمسينات من القرن الماضي كان لا يزال نصف تناجه مخطوطاً .
وفي سبعينات القرن الماضي كان له الفضل الأكبر بإقامة ندوات أدبية أسبوعية في بونس أيرس يقصدها الكثير من أدباء وشعراء الجالية العربية .
قام خلال سنة واحدة بزيارة العديد من البلدان العربية وقابل كبار الشعراء والأدباء فيها ونشرت مجلاتها وصحفها العديد من أعماله. وأخيراً فتح متجراً لبيع ( الخردة ) وأمّن لنفسه الاستقرار والاستقلال المالي . توفي الياس قنصل في الأرجنتين سنة 1981 .
كان شاعرنا صاحب مقدرة أدبية فذّة وشاعرية ملهمة بلغة متينة وذكاء شديد وروح مرحة ويُعتبر أخصب أديب عربي من أدباء المهجر الجنوبي ، برع في فن الخطابة فكان يُثير الحماسة والإعجاب في كل حفل تكلّم فيه كما يُثير السخط والنقمة في صدور الأثرياء بحملاته الشعواء عليهم . لا نجد بشعره سوى القليل من الصوَر الشعرية ، بينما آثاره النثرية كانت على عكس ذلك فيسيطر فيها على البيان ويُلْبِس المعاني ما شاء من الحلل والألوان ويُشغف القارئ برشاقة الأسلوب وأناقة التصوير وحارة الحوار وطرافة الحوادث والمفاجآت ، ويخوض المعارك القلمية بجرأة نادرة ويُهاجم خصومه بالسّوْط بدلاً من مهاجمتهم بالحجّة .
مؤلّفاته الشعرية :ديوان على مذبح الوطنية ـ العبارات الملتهبة ـ الأسلاك الشائكة ـ
نسمات الفجر ـ الرباعيات ـ السّهام .
مؤلّفاته النثرية : في الرواية على ضفاف بردى ) ـ في القصة : ( صديقي أبو حسن )
في النقد : (أصنام الأدب ) ـ في النثر : ( البقايا ) .
مؤلّفاته المخطوطة :أوراق مبعثرة ـ وقصة دولة المجانين .
مقتطفات من أعماله النثرية :
ـ فقصّته ( صديقي أبو حسن ) : تتمنّى لو طالت أضعاف ما هي لأنك تخرج من كل فصل
بمتعة وعِظة .
ـ وقصّته ( دولة المجانين ) : تأخذك فيها نشوة المرح حتى لتشدّ على خاصرتيك من شدة
الضحك ، لاسيما عندما تصـل إلى سائق الحافـــلة ذي
الشاربين الطويلين العريضين اللذين لو باعهما بالكيلو لمـا
احتاج إلى العمل بقية حياته .
ـ وفي كتابه ( أصنام الأدب ) : سدّد فيه سهامه الحادة إلى صدور خمسة عشر شاعراً هم
في اعتقاده إنهم الزوان الذي يجب عزله عن قمح المهجر .
ـ ونقرأ قي مخطوطته ( أوراق مبعثرة ) :
ـ تظلّ المرأة من الجنس اللطيف إلى أن تتزوّج .
ـ الصراحة . دواء قليله يُشفي وكثيره يُميت .
ـ إذا ذهبت إلى حفلة راقصة برفقة زوجتك فكأنك ذاهب إلى وليمة وأنت شبعان .
ـ شعورك بأنك محسود ، فضل للحاسد عليك .
ـ مهمة الأطباء . شفاء المرض والقضاء على المريض .
ـ مَنْ لا يُحسِن السباحة ، عليه أن يُحسِن الاستنجاد .
ـ إن أردت من الأحمق أن ينوب عنك بعمل ، قل له إن زنوده قوية .
مقتطفات من أعماله الشِعرية :
1 ـ قال في الحنين إلى الوطن :
أبعدَ ربوع رضع المجد أرضها **** نرى لذّة العيش في وطن ثان ؟
وهل بعد سوريا تروق لشـــاعر ***** بلاد ولو كانت كجنّة رضـوان
2 ـ وقال في الحكمة :
والمرء في الإدراك والإحساس لا ***** بالوجه يحمل صورة الرحمن
ما كل نفس بالحقــيقة تهــــــــتدي ***** بعض النّفوس تُقاد بالأرسـان
مَن كان في حجر الأفاعي ناشـــِئاً ***** غلبـت عليه طبائع الثعبـــــان
3 ـ وقال هذه النصيحة في رباعيّاته :
كُن قوياً لتجعل الحـق فرضـاً ***** يتولّــى بقسطه الأحكـــــاما
ظالم يفتـح النواظـر خيـــــــر ***** من رحيم يغيث من يتعامـى
إن حق الضّعيف حقٌ ضعيفُ ***** عَصَـرَ الدّاءُ لحمه والعظاما
أسخف الناس ناعم بخمـــــول ***** يتمنّـى من القوي احتــــراما
4 ـ وقال أيضاً عن مأساة فلسطين في رباعياته :
هذي فلسطين في الأغلال راسِفة ***** تُكابدُ الجوعَ والتشريدَ والـــــداءَ
يعتُمْ لأهلِ الخَنا بالفلس حُرْمتَـــها ***** ولم تُبــالوا بأنْ تَحْــــــيَوْا أذلاّءَ
يا حاكمين وسوط الزّور يَحْرُسُكُمْ ***** إنَّـا لقينا بكـمْ ذُلاًّ وإغْضـــــــــاءَ
لو كان عندكم أو عندنا شـــــــفٌ ***** لمْ تلبثوا في كراسي الحكم أحياءَ
-----------------
المهندس جورج فارس رباحية
المفــــــــــــــــــردات :
- ـ بعض المصادر حدّدت مولده سنة 1912 ومصادر أخرى حدّدته سنة 1914
ـ أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية : جورج صيدح . بيروت 1957
ـ أدب المهجر : عيسى الناعوري . القاهرة 1977
ـ مواقع على الإنترنت :
image widget