الموسيقيون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية
العلاقة بين ممارسة الموسيقى والصحة النفسية معقدة للغاية.
الأحد 2023/02/12
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الأفراد لا يمارسون الموسيقى كرد فعل على مشكلاتهم
برلين – كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص النشطين موسيقيا لديهم في المتوسط مخاطر وراثية أعلى قليلا للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات ثنائية القطب.
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق بحث دولي بمشاركة معهد “ماكس بلانك” للجماليات التجريبية بمدينة فرانكفورت الألمانية.
وكان علماء توصلوا في عام 2019 إلى وجود علاقة بين ممارسة النشاط الموسيقي والمشكلات النفسية. وفي ذلك الحين، قدم أكثر من 10 آلاف سويدي معلومات حول أنشطتهم الموسيقية وسلامتهم النفسية.
وبحسب ما نشرته مجلة “ساينتفيك ريبورتس” آنذاك، تحدث الناشطون موسيقيا بصورة أكثر عن معاناتهم من أعراض اكتئاب أو احتراق نفسي أو ذهان.
ونظرا إلى أن المشاركين في الدراسة كانوا من التوائم، تمكن العلماء أيضا من أخذ التأثيرات العائلية مثل الجينات والتنشئة في الاعتبار.
ووجد فريق البحث في ذلك الحين أنه من غير المحتمل أن تكون الأنشطة الموسيقية ومشكلات الصحة النفسية نتاجا لبعضها البعض. وأوضحت الباحثة الرئيسية في تلك الدراسة لورا ويسيلديك، قائلة “هذا يعني أن الأفراد لا يمارسون الموسيقى كرد فعل على مشكلاتهم النفسية أو العكس (…) بل يمكن إرجاع هذا الارتباط على الأحرى إما إلى عوامل وراثية مشتركة أو تأثيرات المحيط الأسري”.
وقام العلماء في ما بعد بتوسيع نطاق أبحاثهم لتشمل طرقا من علم الوراثة الجزيئي، ووجدوا أن هناك بعض التداخل بين المتغيرات الجينية التي لها تأثير على الصحة النفسية وتلك التي تؤثر على الاهتمام بالممارسة الموسيقية.
وفي هذه الدراسة، تم فحص العلاقة الجينية بين ممارسة الموسيقى والصحة النفسية بناء على الحمض النووي لـ5648 شخصا.
وقد أظهر التحليل أن الرجال والنساء الذين لديهم مخاطر وراثية أعلى للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات ثنائية القطب كانوا في المتوسط أكثر انخراطا في النشاط الموسيقي وممارسة له، كما أنهم يحققون فيها أداء ذا مستوى فني أعلى، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون بالفعل من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية. في الوقت نفسه كان المشاركون الذين لديهم استعداد وراثي أعلى للموسيقى أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، بغض النظر عما إذا كانوا يمارسون الموسيقى أم لا.
وتلخص كبيرة الباحثين في هذه الدراسة ميريام موسينغ الاستنتاج، قائلة “العلاقة بين ممارسة الموسيقى والصحة النفسية إذن معقدة للغاية بوجه عام”.
وفي الوقت نفسه، أكدت موسينغ أن هذه النتائج لا تستبعد التأثيرات الإيجابية للموسيقى على الصحة النفسية، مضيفة أن من المؤكد أن ممارسة الموسيقى لها تأثير إيجابي أو أحيانا علاجي على الصحة النفسية.