"أرتيميس" مهمة أميركية – أوروبية لعودة الإنسان إلى القمر
المهمة تثبت أن ناسا والأوروبيين لا يزالون قادرين على منافسة الصين وشركة "سبايس إكس".
الأحد 2023/02/12
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تحد كبير
بريمن (ألمانيا) – فكرة أن تطأ قدما أوروبي سطح القمر في السنوات القليلة المقبلة لم تعد من ضروب الخيال العلمي بفضل مهمة “أرتيميس” التي تشرف عليها وكالة ناسا مع مركبتها “أورايون”.
فقد أوكلت الولايات المتحدة للمرة الأولى وكالة الفضاء الأوروبية وشركة إيرباص العملاقة في مجال الطيران، المسؤولية عن نظام بالغ الأهمية لنجاح أي مهمة مأهولة مستقبلية.
في المقابل، يتمتع الأوروبيون بثلاثة مقاعد مضمونة على رحلات ضمن المهمة، على الأرجح اعتباراً من 2027، رغم أن محادثات لا تزال دائرة للحصول على مقعد في رحلة تنطلق قبل هذا التاريخ.
ويضطلع الأوروبيون بدور طليعي، إذ يوفرون “نصف المركبة الفضائية التي ستنقل بشراً إلى القمر، وبطبيعة الحال، ستعيدهم إلى الأرض بأمان”، وفق المسؤول عن مشاريع الاستكشاف الفضائي لدى إيرباص مارك ستيكلينغ.
والتحدي هنا كبير، إذ ستسجل هذه المهمات عودة الإنسان إلى القمر بعد حوالي نصف قرن على آخر مهمة لبرنامج “أبولو”.
ويتعين على مهمة “أرتيميس” بذلك أن تثبت أن ناسا والأوروبيين لا يزالون قادرين على منافسة الصين وشركة “سبايس إكس” اللتين تقود كل منهما برنامجاً خاصاً في هذا المجال.
وهذه المركبات المكونة من أسطوانات يقرب قطرها وعلوها من أربعة أمتار، وتتألف من حوالي 22 ألف قطعة متأتية من عشرة بلدان، تُجمع وفق عمليات دقيقة في غرف بيضاء في مقر إيرباص في مدينة بريمن في شمال ألمانيا. وفور الانتهاء من تجهيزها، تُنقل المركبة إلى مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا.
وقد سُلمت المركبة الثانية، فيما المركبات الثلاث التالية قيد التجميع.
ويقول ستيكلينغ وهو أحد قادة المشروع الضخم البالغة تكلفته أكثر من ملياري دولار “نحن على الطريق الصحيح لتلبية متطلبات ناسا وتسليم مركبة واحدة سنوياً”.
وتكللت مهمة أولى لبرنامج “أرتيميس”، وهي رحلة غير مأهولة حول القمر، بالنجاح نهاية 2022. وأُنجزت العودة الدقيقة في الغلاف الجوي بسرعة قاربت 40 ألف كيلومتر في الساعة من دون مشكلات.
ويجري العمل حالياً على مهمة “أرتيميس 2” التي من المقرر أن ترسل في 2024 رواد فضاء إلى المدار حول القمر.
ويُتوقع تسيير مهمة “أرتيميس 3” في العام التالي على أقرب تقدير، ومن شأنها أن تسمح بنزول رائدي فضاء على القمر، هما أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة، ليخلفا الرجال الاثني عشر الذين وطأت أقدامهم سطح القمر.
بكين ستصبح أكبر منافس لواشنطن في غزو الفضاء بعدما كان السباق محتدما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي
وسيكون دور المركبة الأوروبية الموضوعة على كبسولة “أورايون”، جوهرياً، إذ ستوفر الكهرباء بالاستعانة بأربعة ألواح شمسية، والمياه والأكسجين والتحكم الحراري لرواد فضاء، وهي عناصر ضرورية لحياتهم.
وستجري المركبة أيضا مناورات في المدار، وقد تُستخدم أيضاً لنقل مؤونة إلى المحطة القمرية المدارية المستقبلية “غايتواي”.
ويكمن الهدف النهائي في إقامة منظومة قمرية ترمي إلى تحسين فهم القمر واستكشافه، وعلى المدى الطويل، إرسال مهمات مأهولة إلى المريخ.
ويعتبر مدير الاستكشاف في وكالة الفضاء الأوروبية ديفيد باركز أن “ثمة أسبابا مقنعة جيدة كثيرة للذهاب إلى القمر”.
ويوضح رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست الذي أقام مرتين في محطة الفضاء الدولية، أن “القمر كتاب تاريخ يمكننا التعلم منه، خصوصاً بفضل دراسة النيازك الموجودة في المكان، وكيفية تشكل الأرض وأي مستقبل لها”.
ويقول مسؤول تنسيق البرنامج في وكالة الفضاء الأوروبية فيليب بيرت من جانبه إن “القمر بمثابة موقع حفظ للمجموعة الشمسية منذ تكوّنها، وقد بقي بحالته الأصلية نسبياً إذ لا يوجد فيه غلاف جوي أو عوامل تعرية”.
كما يضم القمر موارد قابلة للاستكشاف، خصوصاً في قطبه الجنوبي الذي قد يحوي وفق بيرت، جليداً مائياً يمكن استخدامه في المكان لصنع الوقود.
وفي النهاية، وبعدما كان السباق على غزو الفضاء مستعراً في نهاية ستينات القرن الماضي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، باتت بكين أكبر منافس لواشنطن في هذا المجال.
وتعد الصين ثالث دولة في التاريخ ترسل روادا إلى الفضاء وتبني محطة فضائية، بعد الاتحاد السوفياتي (روسيا حاليا) والولايات المتحدة.
PreviousNext
وتطمح الصين إلى أن تصبح محطة تيانقونغ ذات شأن بارز، كما تأمل في أن تحل محل محطة الفضاء الدولية، التي من المقرر وقف نشاطها في عام 2031.
وكانت الولايات المتحدة قد استبعدت رواد فضاء صينيين من محطة الفضاء الدولية نظرا لأن القانون الأميركي يحظر على وكالة الفضاء التابعة لها (ناسا) مشاركة معلوماتها مع الصين.
وأرسلت مهمة بدون طاقم إلى القمر أطلقت عليها اسم “شانغي 5” بغية جمع عينات صخرية وإعادتها، كما وضعت علم الصين على سطح القمر، وتعمدت أن يكون أكبر حجما من الأعلام الأميركية السابقة.
ولا يخلو الأمر من حدوث إخفاقات، ففي عام 2021 سقط جزء من صاروخ صيني من المدار ووقع في المحيط الأطلسي، فضلا عن إخفاق عمليتي إطلاق في عام 2020.
وتعتزم الصين إرسال بشر إلى القمر بحلول سنة 2030، فيما لا ينوي الأميركيون والأوروبيون الوقوف متفرجين في هذا المجال.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المهمة تثبت أن ناسا والأوروبيين لا يزالون قادرين على منافسة الصين وشركة "سبايس إكس".
الأحد 2023/02/12
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تحد كبير
بريمن (ألمانيا) – فكرة أن تطأ قدما أوروبي سطح القمر في السنوات القليلة المقبلة لم تعد من ضروب الخيال العلمي بفضل مهمة “أرتيميس” التي تشرف عليها وكالة ناسا مع مركبتها “أورايون”.
فقد أوكلت الولايات المتحدة للمرة الأولى وكالة الفضاء الأوروبية وشركة إيرباص العملاقة في مجال الطيران، المسؤولية عن نظام بالغ الأهمية لنجاح أي مهمة مأهولة مستقبلية.
في المقابل، يتمتع الأوروبيون بثلاثة مقاعد مضمونة على رحلات ضمن المهمة، على الأرجح اعتباراً من 2027، رغم أن محادثات لا تزال دائرة للحصول على مقعد في رحلة تنطلق قبل هذا التاريخ.
ويضطلع الأوروبيون بدور طليعي، إذ يوفرون “نصف المركبة الفضائية التي ستنقل بشراً إلى القمر، وبطبيعة الحال، ستعيدهم إلى الأرض بأمان”، وفق المسؤول عن مشاريع الاستكشاف الفضائي لدى إيرباص مارك ستيكلينغ.
والتحدي هنا كبير، إذ ستسجل هذه المهمات عودة الإنسان إلى القمر بعد حوالي نصف قرن على آخر مهمة لبرنامج “أبولو”.
ويتعين على مهمة “أرتيميس” بذلك أن تثبت أن ناسا والأوروبيين لا يزالون قادرين على منافسة الصين وشركة “سبايس إكس” اللتين تقود كل منهما برنامجاً خاصاً في هذا المجال.
وهذه المركبات المكونة من أسطوانات يقرب قطرها وعلوها من أربعة أمتار، وتتألف من حوالي 22 ألف قطعة متأتية من عشرة بلدان، تُجمع وفق عمليات دقيقة في غرف بيضاء في مقر إيرباص في مدينة بريمن في شمال ألمانيا. وفور الانتهاء من تجهيزها، تُنقل المركبة إلى مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا.
وقد سُلمت المركبة الثانية، فيما المركبات الثلاث التالية قيد التجميع.
ويقول ستيكلينغ وهو أحد قادة المشروع الضخم البالغة تكلفته أكثر من ملياري دولار “نحن على الطريق الصحيح لتلبية متطلبات ناسا وتسليم مركبة واحدة سنوياً”.
وتكللت مهمة أولى لبرنامج “أرتيميس”، وهي رحلة غير مأهولة حول القمر، بالنجاح نهاية 2022. وأُنجزت العودة الدقيقة في الغلاف الجوي بسرعة قاربت 40 ألف كيلومتر في الساعة من دون مشكلات.
ويجري العمل حالياً على مهمة “أرتيميس 2” التي من المقرر أن ترسل في 2024 رواد فضاء إلى المدار حول القمر.
ويُتوقع تسيير مهمة “أرتيميس 3” في العام التالي على أقرب تقدير، ومن شأنها أن تسمح بنزول رائدي فضاء على القمر، هما أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة، ليخلفا الرجال الاثني عشر الذين وطأت أقدامهم سطح القمر.
بكين ستصبح أكبر منافس لواشنطن في غزو الفضاء بعدما كان السباق محتدما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي
وسيكون دور المركبة الأوروبية الموضوعة على كبسولة “أورايون”، جوهرياً، إذ ستوفر الكهرباء بالاستعانة بأربعة ألواح شمسية، والمياه والأكسجين والتحكم الحراري لرواد فضاء، وهي عناصر ضرورية لحياتهم.
وستجري المركبة أيضا مناورات في المدار، وقد تُستخدم أيضاً لنقل مؤونة إلى المحطة القمرية المدارية المستقبلية “غايتواي”.
ويكمن الهدف النهائي في إقامة منظومة قمرية ترمي إلى تحسين فهم القمر واستكشافه، وعلى المدى الطويل، إرسال مهمات مأهولة إلى المريخ.
ويعتبر مدير الاستكشاف في وكالة الفضاء الأوروبية ديفيد باركز أن “ثمة أسبابا مقنعة جيدة كثيرة للذهاب إلى القمر”.
ويوضح رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست الذي أقام مرتين في محطة الفضاء الدولية، أن “القمر كتاب تاريخ يمكننا التعلم منه، خصوصاً بفضل دراسة النيازك الموجودة في المكان، وكيفية تشكل الأرض وأي مستقبل لها”.
ويقول مسؤول تنسيق البرنامج في وكالة الفضاء الأوروبية فيليب بيرت من جانبه إن “القمر بمثابة موقع حفظ للمجموعة الشمسية منذ تكوّنها، وقد بقي بحالته الأصلية نسبياً إذ لا يوجد فيه غلاف جوي أو عوامل تعرية”.
كما يضم القمر موارد قابلة للاستكشاف، خصوصاً في قطبه الجنوبي الذي قد يحوي وفق بيرت، جليداً مائياً يمكن استخدامه في المكان لصنع الوقود.
وفي النهاية، وبعدما كان السباق على غزو الفضاء مستعراً في نهاية ستينات القرن الماضي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، باتت بكين أكبر منافس لواشنطن في هذا المجال.
وتعد الصين ثالث دولة في التاريخ ترسل روادا إلى الفضاء وتبني محطة فضائية، بعد الاتحاد السوفياتي (روسيا حاليا) والولايات المتحدة.
PreviousNext
وتطمح الصين إلى أن تصبح محطة تيانقونغ ذات شأن بارز، كما تأمل في أن تحل محل محطة الفضاء الدولية، التي من المقرر وقف نشاطها في عام 2031.
وكانت الولايات المتحدة قد استبعدت رواد فضاء صينيين من محطة الفضاء الدولية نظرا لأن القانون الأميركي يحظر على وكالة الفضاء التابعة لها (ناسا) مشاركة معلوماتها مع الصين.
وأرسلت مهمة بدون طاقم إلى القمر أطلقت عليها اسم “شانغي 5” بغية جمع عينات صخرية وإعادتها، كما وضعت علم الصين على سطح القمر، وتعمدت أن يكون أكبر حجما من الأعلام الأميركية السابقة.
ولا يخلو الأمر من حدوث إخفاقات، ففي عام 2021 سقط جزء من صاروخ صيني من المدار ووقع في المحيط الأطلسي، فضلا عن إخفاق عمليتي إطلاق في عام 2020.
وتعتزم الصين إرسال بشر إلى القمر بحلول سنة 2030، فيما لا ينوي الأميركيون والأوروبيون الوقوف متفرجين في هذا المجال.
انشرWhatsAppTwitterFacebook