جورج فالوب .. الصورة الصحفية .. امر واقع وليس عمل فني
تعرفت على التصوير ، وعمري وقتها اربع عشرة سنة وكنت ازل على مقاعد الدراسة حيث التقط أحد المصورين في ولزملائي المتجولين صورة على البحر وبعدها نزلت الى الأستيديو في ساحة البرج لأتسلم الصورة وكم كان منظر لمجموعة كاميرات موضوعة على طاولة في الاستيديو شيقا هذا المنظر الذي طالما شدني لشراء كاميرا من نوع بوكس وكان ثمنها وقتئذ أحدى عشرة ليرة لبنانية ، حيث جمعت مصروف شهرين لأتمكن من شرائها مع فيلمها ، وكان من عيار ۱۲۰ ملم ثم علمني صاحب الاستيديو على كيفية استعمالها وبعدها تركت المدرسة حيث كنت كسولا جدا ولا رغبة لي بالدراسة ، وكانت مهنة التصوير تستهويني . وقد بدأت تتضح لي معالمها وكان شعوري بأن هذه المهنة قد خلقت في ثم عملت بعدئذ في استيديو بملكه المصور هاكوب دمارجيان وعلمني التصوير وأعطاني أيضا أحدى کامیرانه وكانت من نوع « سبرايكوننا مع الفلاش وكان الفيلم من ثماني صور وبعد مرور ثلاث سنوات كان أن تعرفت على أحد المصورين الصحفيين وعرض على العمل عنده وقتها وبالفعل فقد أنشا استيديو حيث عملت فيه مدة ستة أشهر متتالية ثم أخذت اعمل بعدها في - استيديو موزار في فرن الشباك لوقت غير يسير وفي أحد الأيام اتفق أن تعرفت وأنا اصور على البحر ، بالأستاذ عبد الله المشنوق وكان أن تم اتفاق بيننا على أن أعمل كمصور في جريدة بيروت المساء حيث اشترى لي كاميرا - رول فلکس - استخدمتها خلال سنتين ثم عملت بعدها في مؤسسة دالاتي ونهرا » مدة ستة أشهر ومن المؤسف حقا أن الجو في هذه المؤسسة لم يكن جو عمل صحفي ، ومن هناك انتقلت للعمل في جريدة الحياة فمكثت فيها سنة ، وبعدها كنت مصورا في مجلة الأسبوع العربي » الماغازين الى جانب زميلي المصور بيار معدانجيان وهنا كان عملي على امتداد ثماني عشرة سنة متواصلة وحتى العام 1981 والآن ، فانني اعمل في جريدة الريفي ومجلة النهار - العربي وا لدولي .
هذا هو مشواري مع الكاميرا الذي لم ينته بعد فمنذ خمس وعشرين سنة و لا أزال أجول في هذا الحقل الصحفي أسمي جورج فالوف من مواليد بيروت عام ١٩٤٢ متزوج و لي ثلاثة أولاد واتقاضی شهريا ما يقارب 3 الأف ليرة فن التصوير » حاورت ه جورج فالوف كمصور صحفي لبناني لبنانية أمضى من عمره ٢٥ سنة في خدمة الصحافة اللبنانية جورج فالوف هذا دخلنا الى قليه والى كاميرته دخلنا اليه لنتعرف اكثر على كاميرا من الكاميرات التي عملت وما زالت تعمل في الصحافة لنتعرف الآن على تفاصيل عمله ودقة فنه ومقدرته تستعملها حالياً ه ما هو نوع الكاميرات التي nikon كاميرات متينة ه لماذا تستعمل « f nikon و اکسسوارها متوفر ، ولكنها غاليا الثمن وكل الكاميرات متشابهة والأساس في التصوير هو المصور أولا ثم الكاميرا ه ما هي الأشياء التي تحب الحصول على صورة الشيء الذي تصویرها أكثر من غيرها ؟ - لا فرق عندي المهم هو اريد تصویره ه برأيك هل هناك جمهور متخصص بالصورة ؟ رأيه بالصورة ولطالما اتصل بي - لا شك أن هناك جمهوراً يعطي عدد كبير من الناس يهنئونني حيناً ، وينتقدونني حينا آخر « nikon - _ • كم هي نسبة جمهور لو لا هؤلاء لما بقيت في المهنة مميزة في صحفنا • هل تحب التصوير الأضائي ، أو استعمال الفلاش - ـ لا أحب استعمال الفلاش أحب الاعتماد على الأضاءة الثابتة والتصوير في الظل والتصوير الليلي فالفلاش يقتل معالم الصورة الفنية فمثلا اذا كنا نريد أن نقوم يتصوير تمثال أو لوحة ما فمن غير المستحب أو بالأحرى ليس من الصحة اطلاقاً اعتماد الفلاش هنا لأنه في هذه الحال يكون قد أعطانا صورة ليس فيها شيء من الجلاء والوضوح بل على العكبر من ذلك ، فيها قدر كبير من الغموض والتشويه ه ما هو الفرق بين الصورة الملونة وصورة الأبيض والأسود الأبيض والأسود لأن فيها الشيء ـ الفرق كبير وانا افضل صورة الكثير من الفن بالاضافة هناك عيوب في متخصصي الصورة في لبنان ـ 5 / لا أكثر واعتقد ان هذه النسبة ستزداد في المستقبل وذلك لتقدير الناس لأهمية وجود صورة الصورة الملونة ، تخفيها صورة هي التي تظهر الصورة وتحمض الفيلم الملون بأكمله بينما الأبيض والأسود يعتمد على خبرتنا وفننا والصورة الصحفية جميلة لأنها أبيض كانتا بالألوان ه هل اشتركت بمعارض ؟ کلا اشترك في معرض مع زملائي فما اشتركت ، ولكنني فضلت الذهاب ثم قمت بتصوير الآثار الرومانية إلى ارتيريا لتصوير الحرب هناك روما وفي السودان صورت سكان الأبيض والأسود ثم أن للفن مجالا واسعا في الأبيض والأسود وهنا عظمتها حيث ان اقل خطأ اذا وقع يكون كافيا لإفسادها وللقضاء عليها كليا كما أن الآلات الحديثة وأسود الظل والضوء لا يمكن أن يكونا ملونين فالصورة الفنية و اللوحة ربما تكونان أجمل لو ه لماذا ـ لم يكن لدي الوقت الكافي أنني أهتم بتصوير الحدث فقط مثلا في احدى المرات ، كان على أن الريف ، وكذلك في قبرص وتركيا كما أنني عملت تحقيق مصور عن مع الاهتمام بانقاذ حياته من الموت أو الأصابة مثلاً خاصة بالحرب يقال عنها . ه الأحداث انتحت صورة فنية صورة حرب اليس كذلك ؟ حياة الشراكسة و صورت مهرجان كان - السينمائي ، اضافه ۸ سنوات من الحرب اللبنانية والحرب العربية - الاسرائيلية 1967 - و ۱۹۷۳ هل تفضل التصوير في الطبيعة مثلا على تصوير الأحداث - نعم أحب تصوير الطبيعة ه ماذا تعني لك - الاستقرار والهدوء الطبيعة تعني الفن بحد ذاته ، في الطبيعة أنتج ما أريده بصدق بينما الأحداث تفرض الصورة على فرضاً ه كمصور لبناني ماذا تعني لك الأحداث من الناحية الفنية - في الأحداث المصور الصحفي لا يعتمد على الصورة الفنية هناك صورة أمر واقع هم المصور أولا وأخيرا التقاط صورة الحدث أكيد ، هناك صورة حرب لها فنها ان كل مصور يستطيع أن ينتج صورة فنية عن الحرب وكوارثها اذا ما وضعته في مكان لا تيعرض فيه للموت بينما في الواقع نحن غالبا تكون في أماكن مكشوفة والطائرات تقصف والصواريخ تتساقط على رؤوستا من كل حدب وصوب وفي هذه الحالة بالذات . كيف تريدوننا ان ننتج صورة فنية صافية عن الحرب أن هذا شبه مستحيل أو لست أنت معي في ذلك ؟ أنظر أنا دخلت المستشفي مرتين من جراء الحرب لقد أصبت منها بانهيار عصبي واعتقلت لعدة مرات وباستطاعتنا القول بأن الأحداث قضت على كل فن أنها قضت حفاً على كل امكانية فنية أن ما في الحرب من بشاعة وقطاعات ما يكفي للقضاء على كل امكانية لالتقاط الصور الفنية لكن هذا الشيء لا يدوم فالفن التصويري ما زال قائما ولكن لا تطلبوا المستحيل وتطلبوا منا أن ننتج ونحن في الملاجيء تحت الأرض بينما في الخارج تقوم الطائرات بقذف حممها وازیز الطائرات يصم الآذان • ما هو الفارق برايك بين المصور اللبناني والمصور الأجنبي " - المصور الأجنبي مضمون ومؤمن على حياته كل التسهيلات موضوعة بتصرفه هناك نقابة قوية تدعمها الوكالات الأجنبية وتصرف كثيرا على مصوريها وموظفيها فالمهم عندهم هو الحصول على صورة الحدث ولا يهتمون بالتكاليف أو بأشياء أخرى ما يتقاضاه المصور اللبناني يدفعه المصور الأجنبي لسائق التاكسي بثلاثة أيام المصور اللبناني ، الله يساعده . فهو يتقاضى أضعف راتب ، قياسا بالمصورين في جميع أنحاء العالم أن المصور المحلي مصور جيد ، ومن أهم المصورين وهذه حقيقة قد اثبتتها الأحداث لأن هناك الكثيرين من المصورين الأجانب كانوا يأخذون منا الصورة ، ثم أن المصور اللبناني يمتاز بحس فني رغم افتقاده للمعدات والأجهزة المتطورة وذلك عائد الى ضعف من الناحية المادية حيث راتبه المتدني يشكل كارثة عليه فمثلا بعد 18 سنة عمل في الأسبوع العربي - الكاميرات كانت على حسابي الخاص ومع هذا كله ، فراتبي لا يتجاوز الـ ٢٠٠٠ ، ليرة الشهر كما انني كنت ملزماً باصلاح أي عطل كان يمكن أن يطرا على الكاميرات وذلك على نفقتي الخاصة وهنا أريد أن اضيف ملاحظة أخرى وهي أنني اخرجت أولادي من المدرسة لعدم قدرتي على أكمال تعليمهم فانصرفوا الى تعلم اللغة الأنكليزية ليستطيعوا بذلك أن يعملوا بطريقة أسرع ويقدموا العون لوالدهم في أعالتهم وبالتالي أنا دائم الشجار مع زوجتي ، لأن عملي لا وقت فيه أبداً للاهتمام بعائلتي أن المصور هو دائم الاستنفار يضحي بحياته في سبيل الصحافة والصحافة لا تعيره الاهتمام الكافي ولا الرعاية الكافية تشد بذلك من أزره فيضاعف بدوره النشاط ويبذل الجهد فيتبؤ عند ها المركز المرموق في عالم التصوير فيزداد تالقا ، ويصبح بحق في مصاف المصورين العالميين .
تعرفت على التصوير ، وعمري وقتها اربع عشرة سنة وكنت ازل على مقاعد الدراسة حيث التقط أحد المصورين في ولزملائي المتجولين صورة على البحر وبعدها نزلت الى الأستيديو في ساحة البرج لأتسلم الصورة وكم كان منظر لمجموعة كاميرات موضوعة على طاولة في الاستيديو شيقا هذا المنظر الذي طالما شدني لشراء كاميرا من نوع بوكس وكان ثمنها وقتئذ أحدى عشرة ليرة لبنانية ، حيث جمعت مصروف شهرين لأتمكن من شرائها مع فيلمها ، وكان من عيار ۱۲۰ ملم ثم علمني صاحب الاستيديو على كيفية استعمالها وبعدها تركت المدرسة حيث كنت كسولا جدا ولا رغبة لي بالدراسة ، وكانت مهنة التصوير تستهويني . وقد بدأت تتضح لي معالمها وكان شعوري بأن هذه المهنة قد خلقت في ثم عملت بعدئذ في استيديو بملكه المصور هاكوب دمارجيان وعلمني التصوير وأعطاني أيضا أحدى کامیرانه وكانت من نوع « سبرايكوننا مع الفلاش وكان الفيلم من ثماني صور وبعد مرور ثلاث سنوات كان أن تعرفت على أحد المصورين الصحفيين وعرض على العمل عنده وقتها وبالفعل فقد أنشا استيديو حيث عملت فيه مدة ستة أشهر متتالية ثم أخذت اعمل بعدها في - استيديو موزار في فرن الشباك لوقت غير يسير وفي أحد الأيام اتفق أن تعرفت وأنا اصور على البحر ، بالأستاذ عبد الله المشنوق وكان أن تم اتفاق بيننا على أن أعمل كمصور في جريدة بيروت المساء حيث اشترى لي كاميرا - رول فلکس - استخدمتها خلال سنتين ثم عملت بعدها في مؤسسة دالاتي ونهرا » مدة ستة أشهر ومن المؤسف حقا أن الجو في هذه المؤسسة لم يكن جو عمل صحفي ، ومن هناك انتقلت للعمل في جريدة الحياة فمكثت فيها سنة ، وبعدها كنت مصورا في مجلة الأسبوع العربي » الماغازين الى جانب زميلي المصور بيار معدانجيان وهنا كان عملي على امتداد ثماني عشرة سنة متواصلة وحتى العام 1981 والآن ، فانني اعمل في جريدة الريفي ومجلة النهار - العربي وا لدولي .
هذا هو مشواري مع الكاميرا الذي لم ينته بعد فمنذ خمس وعشرين سنة و لا أزال أجول في هذا الحقل الصحفي أسمي جورج فالوف من مواليد بيروت عام ١٩٤٢ متزوج و لي ثلاثة أولاد واتقاضی شهريا ما يقارب 3 الأف ليرة فن التصوير » حاورت ه جورج فالوف كمصور صحفي لبناني لبنانية أمضى من عمره ٢٥ سنة في خدمة الصحافة اللبنانية جورج فالوف هذا دخلنا الى قليه والى كاميرته دخلنا اليه لنتعرف اكثر على كاميرا من الكاميرات التي عملت وما زالت تعمل في الصحافة لنتعرف الآن على تفاصيل عمله ودقة فنه ومقدرته تستعملها حالياً ه ما هو نوع الكاميرات التي nikon كاميرات متينة ه لماذا تستعمل « f nikon و اکسسوارها متوفر ، ولكنها غاليا الثمن وكل الكاميرات متشابهة والأساس في التصوير هو المصور أولا ثم الكاميرا ه ما هي الأشياء التي تحب الحصول على صورة الشيء الذي تصویرها أكثر من غيرها ؟ - لا فرق عندي المهم هو اريد تصویره ه برأيك هل هناك جمهور متخصص بالصورة ؟ رأيه بالصورة ولطالما اتصل بي - لا شك أن هناك جمهوراً يعطي عدد كبير من الناس يهنئونني حيناً ، وينتقدونني حينا آخر « nikon - _ • كم هي نسبة جمهور لو لا هؤلاء لما بقيت في المهنة مميزة في صحفنا • هل تحب التصوير الأضائي ، أو استعمال الفلاش - ـ لا أحب استعمال الفلاش أحب الاعتماد على الأضاءة الثابتة والتصوير في الظل والتصوير الليلي فالفلاش يقتل معالم الصورة الفنية فمثلا اذا كنا نريد أن نقوم يتصوير تمثال أو لوحة ما فمن غير المستحب أو بالأحرى ليس من الصحة اطلاقاً اعتماد الفلاش هنا لأنه في هذه الحال يكون قد أعطانا صورة ليس فيها شيء من الجلاء والوضوح بل على العكبر من ذلك ، فيها قدر كبير من الغموض والتشويه ه ما هو الفرق بين الصورة الملونة وصورة الأبيض والأسود الأبيض والأسود لأن فيها الشيء ـ الفرق كبير وانا افضل صورة الكثير من الفن بالاضافة هناك عيوب في متخصصي الصورة في لبنان ـ 5 / لا أكثر واعتقد ان هذه النسبة ستزداد في المستقبل وذلك لتقدير الناس لأهمية وجود صورة الصورة الملونة ، تخفيها صورة هي التي تظهر الصورة وتحمض الفيلم الملون بأكمله بينما الأبيض والأسود يعتمد على خبرتنا وفننا والصورة الصحفية جميلة لأنها أبيض كانتا بالألوان ه هل اشتركت بمعارض ؟ کلا اشترك في معرض مع زملائي فما اشتركت ، ولكنني فضلت الذهاب ثم قمت بتصوير الآثار الرومانية إلى ارتيريا لتصوير الحرب هناك روما وفي السودان صورت سكان الأبيض والأسود ثم أن للفن مجالا واسعا في الأبيض والأسود وهنا عظمتها حيث ان اقل خطأ اذا وقع يكون كافيا لإفسادها وللقضاء عليها كليا كما أن الآلات الحديثة وأسود الظل والضوء لا يمكن أن يكونا ملونين فالصورة الفنية و اللوحة ربما تكونان أجمل لو ه لماذا ـ لم يكن لدي الوقت الكافي أنني أهتم بتصوير الحدث فقط مثلا في احدى المرات ، كان على أن الريف ، وكذلك في قبرص وتركيا كما أنني عملت تحقيق مصور عن مع الاهتمام بانقاذ حياته من الموت أو الأصابة مثلاً خاصة بالحرب يقال عنها . ه الأحداث انتحت صورة فنية صورة حرب اليس كذلك ؟ حياة الشراكسة و صورت مهرجان كان - السينمائي ، اضافه ۸ سنوات من الحرب اللبنانية والحرب العربية - الاسرائيلية 1967 - و ۱۹۷۳ هل تفضل التصوير في الطبيعة مثلا على تصوير الأحداث - نعم أحب تصوير الطبيعة ه ماذا تعني لك - الاستقرار والهدوء الطبيعة تعني الفن بحد ذاته ، في الطبيعة أنتج ما أريده بصدق بينما الأحداث تفرض الصورة على فرضاً ه كمصور لبناني ماذا تعني لك الأحداث من الناحية الفنية - في الأحداث المصور الصحفي لا يعتمد على الصورة الفنية هناك صورة أمر واقع هم المصور أولا وأخيرا التقاط صورة الحدث أكيد ، هناك صورة حرب لها فنها ان كل مصور يستطيع أن ينتج صورة فنية عن الحرب وكوارثها اذا ما وضعته في مكان لا تيعرض فيه للموت بينما في الواقع نحن غالبا تكون في أماكن مكشوفة والطائرات تقصف والصواريخ تتساقط على رؤوستا من كل حدب وصوب وفي هذه الحالة بالذات . كيف تريدوننا ان ننتج صورة فنية صافية عن الحرب أن هذا شبه مستحيل أو لست أنت معي في ذلك ؟ أنظر أنا دخلت المستشفي مرتين من جراء الحرب لقد أصبت منها بانهيار عصبي واعتقلت لعدة مرات وباستطاعتنا القول بأن الأحداث قضت على كل فن أنها قضت حفاً على كل امكانية فنية أن ما في الحرب من بشاعة وقطاعات ما يكفي للقضاء على كل امكانية لالتقاط الصور الفنية لكن هذا الشيء لا يدوم فالفن التصويري ما زال قائما ولكن لا تطلبوا المستحيل وتطلبوا منا أن ننتج ونحن في الملاجيء تحت الأرض بينما في الخارج تقوم الطائرات بقذف حممها وازیز الطائرات يصم الآذان • ما هو الفارق برايك بين المصور اللبناني والمصور الأجنبي " - المصور الأجنبي مضمون ومؤمن على حياته كل التسهيلات موضوعة بتصرفه هناك نقابة قوية تدعمها الوكالات الأجنبية وتصرف كثيرا على مصوريها وموظفيها فالمهم عندهم هو الحصول على صورة الحدث ولا يهتمون بالتكاليف أو بأشياء أخرى ما يتقاضاه المصور اللبناني يدفعه المصور الأجنبي لسائق التاكسي بثلاثة أيام المصور اللبناني ، الله يساعده . فهو يتقاضى أضعف راتب ، قياسا بالمصورين في جميع أنحاء العالم أن المصور المحلي مصور جيد ، ومن أهم المصورين وهذه حقيقة قد اثبتتها الأحداث لأن هناك الكثيرين من المصورين الأجانب كانوا يأخذون منا الصورة ، ثم أن المصور اللبناني يمتاز بحس فني رغم افتقاده للمعدات والأجهزة المتطورة وذلك عائد الى ضعف من الناحية المادية حيث راتبه المتدني يشكل كارثة عليه فمثلا بعد 18 سنة عمل في الأسبوع العربي - الكاميرات كانت على حسابي الخاص ومع هذا كله ، فراتبي لا يتجاوز الـ ٢٠٠٠ ، ليرة الشهر كما انني كنت ملزماً باصلاح أي عطل كان يمكن أن يطرا على الكاميرات وذلك على نفقتي الخاصة وهنا أريد أن اضيف ملاحظة أخرى وهي أنني اخرجت أولادي من المدرسة لعدم قدرتي على أكمال تعليمهم فانصرفوا الى تعلم اللغة الأنكليزية ليستطيعوا بذلك أن يعملوا بطريقة أسرع ويقدموا العون لوالدهم في أعالتهم وبالتالي أنا دائم الشجار مع زوجتي ، لأن عملي لا وقت فيه أبداً للاهتمام بعائلتي أن المصور هو دائم الاستنفار يضحي بحياته في سبيل الصحافة والصحافة لا تعيره الاهتمام الكافي ولا الرعاية الكافية تشد بذلك من أزره فيضاعف بدوره النشاط ويبذل الجهد فيتبؤ عند ها المركز المرموق في عالم التصوير فيزداد تالقا ، ويصبح بحق في مصاف المصورين العالميين .
تعليق