المرات التي قُلتَ فيها كلمة بطريقة غريبة وكنت تقصد قول كلمة أخرى، كأن تقول “sex” بدلًا من “Six”، يعزوها أغلب الناس إلى الزلة الفرويدية، التي تستند على نظرية عالم النفس سيغموند فرويد التي تشير إلى أن هذه الحوادث تكشف في الواقع عن رغبات العقل الباطن الخفية لديك. إذن، هل هذه النظرية السائدة منذ زمن بعيد صحيحة؟ لقد تبيّن أنّها ليست كذلك.
بحث فرويد حول العقل الباطن يدور حول الجنس بشكل كبير، لأنه اعتقد أن هذا هو الدافع رقم واحد لدينا. في الواقع، لقد اعتقد فرويد أن حتى الأطفال الصغار ينجذبون جنسيًا إلى الوالد من الجنس المقابل.
يفسّر هانك غرين أن العقل مقسّم إلى ثلاثة أجزاء: الهو والأنا والأنا العليا. الهو هو ذلك الجزء من الدماغ الذي يرتبط بالمتعة والغرائز الأساسية، بينما مهمّة الأنا العليا هي مساعدتك على إظهار سيطرتك على ذاتك وإظهار أخلاقك. الأنا هو الوسيط بين الإثنين، والذي يساعد على تحقيق التوازن بين جزأي شخصيتك كليهما. فكر في الأمر على أنه أشبه بملاك مقابل شيطان على كتفك، مع حَكَمٍ لإدارة التوجهات المتعارضة.
اعتقد فرويد أن رغباتك الأساسية تكشف عن نفسها عندما تتحدّث، ومع ذلك، فإن علماء النفس اليوم لا يعتقدون أن هذه الأخطاء تشير إلى أي شيء أعمق، بل يتعلّق الأمر بكيفية معالجة دماغك للغة.
يناقش غرين تجربةً أجريت في عام 1979 كدليلٍ يدحض نظرية فرويد تلك. إذ طُلِب من الطلاب الجامعيين الذكور قراءة قائمة من الكلمات التي تُقرأ بطريقة خاطئة بسهولة. قرأت المجموعة الأولى القائمة بمساعدة مساعدة مختبر جذّابةٍ في الغرفة، في حين تمّ وصل الآخرين بأقطاب كهربائية وأخبروهم بأنهم قد يُصعقون أثناء قراءتهم. ارتكبت المجموعة الأولى أخطاء أكثر متعلّقة بالكلمات الجنسية، في حين ارتكبت المجموعة الثانية أخطاء متعلقة بالكهرباء.
قاس الباحثون أيضًا مدى قلق المجموعة الأولى حول الجنس، معتقدين أن أولئك الذين لم يكونوا قلقين سيرتكبون أخطاء أكثر إن كانت نظرية فرويد صحيحة. ومع ذلك، فإن أولئك الذين صنّفوا أنفسهم على أنهم أكثر قلقًا بشأن الجنس كان لهم الحصة الأكبر من زلات فرويد. يعتقد الفريق القائم على الدراسة بحقيقة كونك تركّز على طريقة تفكير واحدة، كألا تُصعق بالتيار الكهربائي، فسيتجلّى ذلك في خطابك.
ووفقًا لما ذكرته غرين، فإن أدمغتنا عادة ما تقع بأخطاء اللغة، ولكن يزلّ لسان البعض بسبب الأخطاء. ومع ذلك، هذه الزلات لا تعني أنّ الجنس يكمن حقًا في عقولنا فقط. وعلى حدّ تعبير غرين: “اللغة والتحدث هما عسيران بالفعل”.
المصدر:.ibelieveinsci