كتشف الباحثون في مستشفى مكلين (McLean Hospital)، المتعاونة مع كلية الطب بهارفارد، للمرة الأولى أن التمرين المحوسب للدماغ قد يحسن نتائج الوظائف الإدراكية لمرضى اضطراب ثنائي القطب (bipolar disorder)، وقد اُقترِح في ورقةٍ بحثيةٍ نشرت في 17 أكتوبر 2017م في مجلة الطب النفسي (Journal of Clinical Psychiatry)، أن تمارين الدماغ لها تأثير علاجي على مرضى اضطراب ثنائي القطب.
تقول قائدة التحقيق إيفي ليفاندوفسكي (Eve Lewandowski)، ومديرة البرنامج الإكلينيكي للفصام، واضطراب ثنائي القطب: إن “المشاكل المتعلقة بالذاكرة والأوامر التنفيذية والمعالجة، هي أعراضٌ شائعةٌ لاضطراب ثنائي القطب، ولها تأثيرٌ سلبيٌ ومباشر على حياة الأفراد وجودة حياتهم، وإن تحسين هذا الخلل الوظيفي المتكرر، ضروريٌ لحياةٍ أفضل لهؤلاء المرضى في المجتمع”.
لقد عرفت ليفاندوفسكي وزملاؤها أن هذا التدخل لمرضى الفصام (schizophrenia)، قد ساعدهم في تحسين وظائفهم الإدراكية، وفي ذلك تقول: “هناك تشاركٌ في الأعراض الإدراكية بين اضطراب ثنائي القطب، والفصام”.
وقرر الباحثون اختبار تأثير تمارين الدماغ على مرضى اضطراب ثنائي القطب، فقاموا بتقسيم المرضى عشوائيًا، بين أعمار 18 و 50 عامًا، لمجموعتين، إحداهما يتدخل فيها الباحثون، والأخرى تتحكَّم، وطُلب من مجموعة التدخل أن تستخدم نظامًا خاصًا من أنظمة تمارين الدماغ المبنية على المرونة العصبية (neuroplasticity-based exercise) من بوسيت ساينس (Posit Science) صانع برامج (BrainHQ)، وذلك لمدة 70 ساعة خلال 24 أسبوعًا، وتستخدم التمارين مقاربةً من أسفل لأعلى، كونها تهدف لتمرين العمليات الإدراكية الأساسية أولًا، ثم الأكثر تعقيدًا بعد ذلك، وسئلت مجموعة التحكم أن تقضي مدةً مماثلةً على ألعابٍ لحل المسائل، مثل: تحديد الأماكن، والخرائط، وحل مشاكل الرياضيات، أو الإجابة على الأسئلة حول الثقافة العامة.
وفي نهاية الدراسة، أظهر المشاركون في المجموعة التي تدخَّل فيها الباحثون تحسُّنًا ملحوظًا في الأداء الإدراكي العام، وفروعٍ محددةٍ، مثل: السرعة الإدراكية، والتعليم البصري، والذاكرة، تقول ليفاندوفسكي: “حافظت مجموعة التدخل على تحسن الإدراك لمدة 6 أشهر بعد نهاية العلاج، وفي مناطق أخرى أظهروا تحسنًا مستمرًا”.
وتقول: «هذا النوع من التدخل العلاجي غير الدوائي، بإمكانه تحسين الإدراك لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب، وهذه النتائج تقترح أن الدماغ بمجرد أن يتحسن في هذه الوظائف الإدراكية، سيستمر في تقوية هذه العمليات حتى بعد توقف العلاج، وتشير الدراسة أن هذه التدخلات الرخيصة والسهلة ستكون فعالةً لمعظم المرضى”.
وبالرغم من ذلك فإنها تؤكد على أن الأبحاث لا تزال مستمرةً؛ لتحديد كيف أن التحسن في هذه الوظائف، بإمكانه التأثير على علاج المرضى باضطراب ثنائي القطب.
المصدر:.ibelieveinsci