حدد فريقٌ من الباحثين أنماط الدماغ لأكثر من 100 شخصٍ أثناء تصويرهم بجهاز الرنين المغناطيسي، بعد أن طُلب من المشاركين أن يركّزوا على نقطةٍ ثابتةٍ لمدّة خمس دقائق، وقد استخدم فريق البحث البيانات لتحديد جزء الدماغ الذي يعمل أثناء الانسجام، وبيّن البحث أنَّ الأنماط الدماغية التي تم قياسها خلال الحالة السابقة ترتبط بقدراتٍ إدراكيّةٍ مختلفةٍ، وما إن عرفوا طريقة عمل الدماغ خلال الراحة، حتى قارن فريق البحث البيانات مع اختباراتٍ أخرى قِيست فيها القدرة الإبداعيّة والفكريّة لدى المشاركين، كما ملأ المشاركون استبيانًا حول عدد مرات شرودهم خلال الحياة اليومية، فمن سجل أكبر تكرارٍ بأحلام اليقظة، كان يدل على أنه ذو قدرةٍ إبداعيّةٍ وفكريّةٍ أكبر حسب الاختبارات، وأن لديه جملة دماغيّة أكثر فاعليّة حسب فحوصات الرنين المغناطيسي.
يعتقد الناس أن أحلام اليقظة أمرًا سيئًا، وأنت تحاول تركيز انتباهك على أمرٍ ما لكنك لا تستطيع، وتظهر هذه الدراسة أنَّ هذا ليس صحيحًا دائمًا، فبعض من يملكون أحلام يقظةٍ يتمتعون بأدمغةٍ أكثر كفاءةً، وزيادة الكفاءة تعني القدرة الأكبر على التفكير، والاحتمالية الأكبر للشرود لدى أداء الدماغ لمهامٍ سهلةٍ، وتُذكّر هذه الدراسة بالبروفيسور شديد الذكاء، كثير الشرود، الذي يعيش في عالمه الخاص، وغالبًا ما يكون ذلك واضحاً للعيان، هناك كذلك أطفال المدرسة أصحاب الذكاء المرتفع مقارنةً مع أقرانهم، فبينما يستغرق أًصدقائهم خمس دقائق لتعلّم شيءٍ جديدٍ، يكفيهم هم دقيقة لتعملُّه، ثم يشردون، ويتابعون أحلام اليقظة.
ويعتقد فريق البحث أنَّ هذه الدراسة تفتح الباب أمام دراساتٍ لاحقةٍ للحصول على فهمٍ أكبر للحالات التي يكون فيها ضارًا ومفيدًا، كما يجب أخذ الفروقات الشخصية بعين الاعتبار، كدافع شخصٍ ما للبقاء منتبهًا ومركزًا على مهمةٍ ما.
المصدر:.ibelieveinsci