تركتموني
تركتموني بين انياب الردى عالقة ،،
تركتم البراءة في العراء قرابينا للفناء وزعمتم أن الطفولة تحيا منعمة ،،،
البرد يصفع طرفي و الركام يؤرقني و رياح الغدر تمضغ لعبتي ،،
شامية انا ، من تحت الأنقاض ارسم حيرة و اجول بين ضمائر منزوعة الفقه ،،،،
اتتركوني ايها الرفاق بين صخرة و حسرة ؟
اتتركون زهرة اموية وسط الزحام تبكي محياها ،،،
و تذرفون دمع التماسيح في صحف الزيف عنوة ،،،
لا و رب الخلق لن اجاري دمعا اصفر الطلع بلا نبت ،،،
و لن اجاريكم ما دام فيكم ظل بلا نزل،،،
سأقول للملائكة حين اصعد إلى عليائي إنهم ابصروني بأعين مفطومة الدمع،،،
هذا فراق بيننا و لست وحدي في لوائح الفراق سارية ،،،
إنما ازهار كينونتنا تصعد و الفراق إلى الحوراء و الثرى،،،
سأترككم تعومون في مدارككم ،وما يدرك الصم البكم إلا ظلام و عاقبة ،،،
سأفرش مقعدي بنخيل السماء و أغصان كينونتي ،،،
و في مرقدي الوردي ساحتفي ترفا ،
و هل للطير العغي إلا جنة يحلق حول لذائذها ؟
فكيف للطائر الجريح أن لا يتبوأ من الجنان جزاء عما جرح ؟
وداعا يا شام يا مرافئ غابت عنها السفن الخضراء خلسة ،،،،
فتيبست أجنحة الطيور في أعشاش العروبة مقتا ،،،
عبدالله ابراهيم جربوع