لو رجعت ببصرك في هذا الوجود لتبينت أن الفكر أعظم ما خلق والعقل أرفع ما وجد وبالفكر والعقل فالعلم والفن قطبان متلازمان انبثق العلم والفن مع الزمن ، ينبلج عنهما النور ليصدع الظلام وتظهر معالم الدروب التي تنتهي حيث السعادة والرخاء وعلى الفكر والعقل بنيت ثانوية جول جمال التي كانت تسمى سابقاً ثانوية التجهيز ..
ومرت الأيام وتوالت السنون لتكون قصة حياة ثانوية جول جمال في ذكرى يوبيلها الذهبي ذكرى مرور خمسين عاماً من عمرها . تستعرض هذه الذكرى تاريخ حياتها الرائعة وعطائها العظيم من ضمن إطارها المزدان بالعلم والفن .
وانبرى من أبنائها بعض المعلمين الذين عاشوا تر عرعوا بین أحضانها ، واندفعوا كالسيل يجسدون حياتها في لوحات خالدة تعيق بالسحر والعاطفة الصادقة . يعكسونها نقية صافية تنبض بالحياة . ولقد استطاء هؤلاء المعلمون بالشخصية الفذة . والارادة القوية و الشعر . وبين التاريخ والعلوم ، وبين الموسيقا والغناء . وبين الرياضة والتمثيل بين كل شيق ومفيد والصمت الصامد . أن يعرضوا الماضي في شريط وثائقي أخرجته أقلامهم الخضراء ، وفراشيهم الملونة وأنغامهم الممراحة . حتى غدا كل عمل مكمل للآخر . وإذا بنا أمام مجتمع بشري تكتمل به مناقب العلم والفن - نشأ وترعرع في أحضان ثانوية جول جمال بين الأدب .
أليست هذه هي التربية بكل معانيها ؟ ؟ لقد أصبح هذا العمل الكبير أيضاً ذكرى ذائعة الصيت تتناقلها الألسن ، بعثت على الأثير بذبذبات ، وقد خلقت ذكرى حلوة من ذكرى أحلى ما تذبل على مر السنين لتمزج بذكرى اليوبيل الماسي القادم بإذن الله التي ومما لاشك فيه أن إحياء ذكرى اليوبيل الذهبي دامت اسبوعا كاملا " كانت عامرة بالكثير : بالرسم والأشغال ، بالشعر والأدب ، بالعلوم والتشريح ، بالتاريخ والجغرافية ، بالموسيقا والغناء ، بالرقص والرياضة . . . وقبل أن أبدأ باستعراض بعض فقرات الرقص التي قدمت بهذه المناسبة على مسرح المركز الثقافي العربي لا بد أن أوضح شيئاً مما يجول بخاطري وهو إن كثيراً من الناس أخطأوا وأوغلوا في الخطأ عندما اعتقدوا أن الرقص فن رخيص ومتاجرة بالقيم والشرف ، وهو مهين للكرامة والأخلاق ، فالفن الرخيص ليس بفن . وإنما الفن هو أسمى من أن يكون تجارة رخيصة كما يدعي - فالرقص منه الشيء الذي يعتمد على الهز والغنج القصد منه الإثارة والجنس المغمور بالسكر والعربدة فهذا النوع من الرقص طابعه الفن الرخيص بعيد بعداً أهداف التربية وهو فعلاً للكرامة مهین شاسعاً عن والأخلاق ولكن هناك نوعاً من الرقص جيداً ومجديا نسيه من يمقتون الرقص ، رقص مبتكر من الفن بكل معانيه يعكس العناية السامية التي تبلورت في نفس المبتكر في قصة أو حادثة أو في فكرة بجسد بها الحقيقة . وهو الرقص التعبيري ومن بين الفقرات الفنية أستعرض بعض الرقصات قدمت إحياء لذكرى اليوبيل : التي رقصة قلب الأم : قدمتها تلميذات صغيرات بحركات وتشكيلات عبرن فيها عن قدسية الأم وقلبها الكبير وعن الحب العظيم الذي يكمن فيه ، فرسمن بأجسادهن على المسرح شكلا لقلب تتوسطه طفلة صغيرة ذات ضفائر طويلة ذهبية بثغر صاحك وحركات الواثق بالارتياح والأمان في ظل حنان الأم . ثم يتغير الشكل وتخرج الصغيرة من القلب لتحوم حوله من الخارج تعبر عن الوفاء للأم والتضحية في سبيل إسعادها والاعتراف بجميلها . ثم يتغير الشكل إلى أشكال ، والحركة إلى حركات ، بخطوط وسطور ودوائر وأقواس وكتل ومجسمات . فبحبهن للأم عبرن بحركات ، وبالوفاء لها عبرن بكلمات وأغنية وبحبهن ووفائهن لها عبرن بالنغم والإيقاع . فكان النغم يصدح عن أوتار قلوبهن الصغيرة التي عكس دقاتها الرق والإيقاع . فالايقاع قلوبهن والانغام اوتارهـا مع تلك الكلمات الحلوة . يا أحـــلى الأزاهـر عا قلبي أنا يا أغلى الجواهـر غيرك مالنـا إن شكينـا أو بكين عطفت علينــــــا يا ما متنـا قلبك كبير وحبك كتير وغيرك ما إلي يا مامتنا ما أبدع هذا التعبير وما أروع هذا الوفاء وما أعذب هذا النغم وما أروع تلك الحركات وما أقوى هذا الحب أما رقصة اليوبيل الذهبي فهي التي عكست ما في قلب الثانوية من منتهى النشاط وقد بدأت الرقصة بدخول عشر تلميذات مثلن عشر شمعات كل شمعة تمثل خمس سنوات ، أي خمسون سنة مضت على عمر الثانوية . كانت أضواء المسرح الملونة تنعكس على أثواب التلميذات الناصعة البياض فتزيدها ، رونقاً وروعـة ألوان العطاء والإنتاج في خمسين عاماً : لقد عبرت هذه الرقصة عن الخير والعطاء من الثانوية الخالدة ، العطاء الذي جعل من أبنائها كائنات واعية تحقق السعادة نمثل بالعمل والعدالة . 4 ورقصة الباليه قدمتها فتاة من الطالبات في العقد الثاني من عمرها أزيحت ستارة المسرح عن ظلام يتخلله لون بنفسجي وسط سكون مخيف تعبر عنه الموسيقا بصدى بعيد ومن هذا المشهد ظهرت الفتاة بحركات رياضية من خلال الأنوار التي بدأت تتصاعد بألوان شتى تعبر في رقصتها عن الصراع بين النور والظلام ، بين اليأس والرجاء ، فأحياناً كنت تراها تقوم بحركات قوية ضاربة تتحدى فيها الموت وتمزق بها سدل الصمت والظلام ، بعملها ، بعطائها ، بثباتها ، بقوة جأشها 6 وأحياناً تستكين وتفتر قوتها وتضعف حركتها وتستلقي على الأرض يائسة بائسة مستسلمة لليأس والظلام ثم تنتفض من جديد وتجمع قوتها بحركات جيدة وكأنها تحكي وتقول : و انه لاحياة مع اليأس ، فتقسم اليمين على أن لا تضعف ولا تستكين مهما كانت التضحية . وتنتصر ويتلاشى الظلام وينبلج الفجر ليصبح نهاراً مبصراً والزهرة المتفتحة التي تنشر عبيرها لتؤدي أكلاً حقاً انها للوحة رائعة مثلت العمل والنضال والتضحية في سبيل الحياة الشريفة النظيفة . طيباً كثير الألوان والأشكال . ولا بد في ختام مطافي هذا إلا أن أقدم ما يكنه قلبي من حب وإعجاب لايوصف لكل من عمل على إحياء ذكرى هذا اليوبيل العظيم وألقى فيه عصاه السحرية التي جسدت الماضي في خمسين عاماً
***
ومرت الأيام وتوالت السنون لتكون قصة حياة ثانوية جول جمال في ذكرى يوبيلها الذهبي ذكرى مرور خمسين عاماً من عمرها . تستعرض هذه الذكرى تاريخ حياتها الرائعة وعطائها العظيم من ضمن إطارها المزدان بالعلم والفن .
وانبرى من أبنائها بعض المعلمين الذين عاشوا تر عرعوا بین أحضانها ، واندفعوا كالسيل يجسدون حياتها في لوحات خالدة تعيق بالسحر والعاطفة الصادقة . يعكسونها نقية صافية تنبض بالحياة . ولقد استطاء هؤلاء المعلمون بالشخصية الفذة . والارادة القوية و الشعر . وبين التاريخ والعلوم ، وبين الموسيقا والغناء . وبين الرياضة والتمثيل بين كل شيق ومفيد والصمت الصامد . أن يعرضوا الماضي في شريط وثائقي أخرجته أقلامهم الخضراء ، وفراشيهم الملونة وأنغامهم الممراحة . حتى غدا كل عمل مكمل للآخر . وإذا بنا أمام مجتمع بشري تكتمل به مناقب العلم والفن - نشأ وترعرع في أحضان ثانوية جول جمال بين الأدب .
أليست هذه هي التربية بكل معانيها ؟ ؟ لقد أصبح هذا العمل الكبير أيضاً ذكرى ذائعة الصيت تتناقلها الألسن ، بعثت على الأثير بذبذبات ، وقد خلقت ذكرى حلوة من ذكرى أحلى ما تذبل على مر السنين لتمزج بذكرى اليوبيل الماسي القادم بإذن الله التي ومما لاشك فيه أن إحياء ذكرى اليوبيل الذهبي دامت اسبوعا كاملا " كانت عامرة بالكثير : بالرسم والأشغال ، بالشعر والأدب ، بالعلوم والتشريح ، بالتاريخ والجغرافية ، بالموسيقا والغناء ، بالرقص والرياضة . . . وقبل أن أبدأ باستعراض بعض فقرات الرقص التي قدمت بهذه المناسبة على مسرح المركز الثقافي العربي لا بد أن أوضح شيئاً مما يجول بخاطري وهو إن كثيراً من الناس أخطأوا وأوغلوا في الخطأ عندما اعتقدوا أن الرقص فن رخيص ومتاجرة بالقيم والشرف ، وهو مهين للكرامة والأخلاق ، فالفن الرخيص ليس بفن . وإنما الفن هو أسمى من أن يكون تجارة رخيصة كما يدعي - فالرقص منه الشيء الذي يعتمد على الهز والغنج القصد منه الإثارة والجنس المغمور بالسكر والعربدة فهذا النوع من الرقص طابعه الفن الرخيص بعيد بعداً أهداف التربية وهو فعلاً للكرامة مهین شاسعاً عن والأخلاق ولكن هناك نوعاً من الرقص جيداً ومجديا نسيه من يمقتون الرقص ، رقص مبتكر من الفن بكل معانيه يعكس العناية السامية التي تبلورت في نفس المبتكر في قصة أو حادثة أو في فكرة بجسد بها الحقيقة . وهو الرقص التعبيري ومن بين الفقرات الفنية أستعرض بعض الرقصات قدمت إحياء لذكرى اليوبيل : التي رقصة قلب الأم : قدمتها تلميذات صغيرات بحركات وتشكيلات عبرن فيها عن قدسية الأم وقلبها الكبير وعن الحب العظيم الذي يكمن فيه ، فرسمن بأجسادهن على المسرح شكلا لقلب تتوسطه طفلة صغيرة ذات ضفائر طويلة ذهبية بثغر صاحك وحركات الواثق بالارتياح والأمان في ظل حنان الأم . ثم يتغير الشكل وتخرج الصغيرة من القلب لتحوم حوله من الخارج تعبر عن الوفاء للأم والتضحية في سبيل إسعادها والاعتراف بجميلها . ثم يتغير الشكل إلى أشكال ، والحركة إلى حركات ، بخطوط وسطور ودوائر وأقواس وكتل ومجسمات . فبحبهن للأم عبرن بحركات ، وبالوفاء لها عبرن بكلمات وأغنية وبحبهن ووفائهن لها عبرن بالنغم والإيقاع . فكان النغم يصدح عن أوتار قلوبهن الصغيرة التي عكس دقاتها الرق والإيقاع . فالايقاع قلوبهن والانغام اوتارهـا مع تلك الكلمات الحلوة . يا أحـــلى الأزاهـر عا قلبي أنا يا أغلى الجواهـر غيرك مالنـا إن شكينـا أو بكين عطفت علينــــــا يا ما متنـا قلبك كبير وحبك كتير وغيرك ما إلي يا مامتنا ما أبدع هذا التعبير وما أروع هذا الوفاء وما أعذب هذا النغم وما أروع تلك الحركات وما أقوى هذا الحب أما رقصة اليوبيل الذهبي فهي التي عكست ما في قلب الثانوية من منتهى النشاط وقد بدأت الرقصة بدخول عشر تلميذات مثلن عشر شمعات كل شمعة تمثل خمس سنوات ، أي خمسون سنة مضت على عمر الثانوية . كانت أضواء المسرح الملونة تنعكس على أثواب التلميذات الناصعة البياض فتزيدها ، رونقاً وروعـة ألوان العطاء والإنتاج في خمسين عاماً : لقد عبرت هذه الرقصة عن الخير والعطاء من الثانوية الخالدة ، العطاء الذي جعل من أبنائها كائنات واعية تحقق السعادة نمثل بالعمل والعدالة . 4 ورقصة الباليه قدمتها فتاة من الطالبات في العقد الثاني من عمرها أزيحت ستارة المسرح عن ظلام يتخلله لون بنفسجي وسط سكون مخيف تعبر عنه الموسيقا بصدى بعيد ومن هذا المشهد ظهرت الفتاة بحركات رياضية من خلال الأنوار التي بدأت تتصاعد بألوان شتى تعبر في رقصتها عن الصراع بين النور والظلام ، بين اليأس والرجاء ، فأحياناً كنت تراها تقوم بحركات قوية ضاربة تتحدى فيها الموت وتمزق بها سدل الصمت والظلام ، بعملها ، بعطائها ، بثباتها ، بقوة جأشها 6 وأحياناً تستكين وتفتر قوتها وتضعف حركتها وتستلقي على الأرض يائسة بائسة مستسلمة لليأس والظلام ثم تنتفض من جديد وتجمع قوتها بحركات جيدة وكأنها تحكي وتقول : و انه لاحياة مع اليأس ، فتقسم اليمين على أن لا تضعف ولا تستكين مهما كانت التضحية . وتنتصر ويتلاشى الظلام وينبلج الفجر ليصبح نهاراً مبصراً والزهرة المتفتحة التي تنشر عبيرها لتؤدي أكلاً حقاً انها للوحة رائعة مثلت العمل والنضال والتضحية في سبيل الحياة الشريفة النظيفة . طيباً كثير الألوان والأشكال . ولا بد في ختام مطافي هذا إلا أن أقدم ما يكنه قلبي من حب وإعجاب لايوصف لكل من عمل على إحياء ذكرى هذا اليوبيل العظيم وألقى فيه عصاه السحرية التي جسدت الماضي في خمسين عاماً
***
تعليق