أضواء على المهرجان
الحفل الفني بقلم الاستاذ زكريا أبو كانون
إن تظاهرة اليوبيل الذهبي تأتي تفاعلا ثورياً ، من التقديس والتكريس لأهمية ماتقدمه أهم معطياتها دور العلم من إشعاع فكري وروحي ، يربط لبنات المجتمع بشكل متماسك ومنسجم ، يهدف إلى صناعة الغد العربي تلك المجالات المختلفة من الفنون ، من رسم وموسيقى ومعارض اجتماعية ، ومعارض علمية ، وأعمال يدوية . وروائع أدبية ، ورياضة ، نسجتها الأنامل الغضة بخطوط من نور الأفضل . . مؤكدة أن الانسان العربي معطاء خير ينشر بتفاعله المحبة والإنسانية . وكان ذلك كله لوحة رائعة حوت الفن والأدب بأسمى معانيه ، نسجت بأيدي نخبة من المربين المخلصين ، هتفوا بقلوبهم متنافسين في مجالات العطاء ، مؤكدين أن الفن للحياة ، أن الفن مرآة صادقة لتقدم الأمة ، تعكس صورتها في فترة من الفترات * من ثنايا تلك اللوحة . تصل إلى مسامعات ألحان منبعثة الالتصاق بأرض الوطن ، بتراب من الضمير المعهد . بالعرق المبذول ، بالجهد المتواصل ، بالفيض
الروحي ، يأتي متواتراً كالشلال ، ليرفد النهر الكبير مسيرة الأمة وقد تجسدت هذه الألحان بأناشيد عذبة الأنغام ، وهذا مانحن بصدده تحليلا " وعرضاً . فمن نشيد اليوبيل الذهبي إلى نشيد بلادي الحلوة ، ومن نشيد جيش الشعب إلى اغرودة طيارات الميغ معهدي يا مهد أمســـــــي وغدي شعلة العلم أضـاءت بلـــــدي . أنت يا جار العـلى والــــــــــود بهذه الكلمات انطلقت افتتاحية التظاهرة وشعارها ، لتسيل لحناً يقدس العلم تلك الشعلة التي لا تنطفىء ، زيتها أدمغة المربين من أبناء الوطن - ( أوقدتهـا نـار هذا الموقـد من قلب شاعر عاصر المعهد زمنا طويلا وهو الاستاذ موریس حداد ، نسكب من روحه ووجدانه دفقات حب ووفاء ، وصاغ لها لحناً الأنعام . فمن مقام عجم على ( الدو ) إلى مقام الحجاز ( كار ) ، إلى مقام ( النهاوند ) ، ثم مروره بمقام النوا أثر وعودته إلى النغم الأساسي لينتهي على جواب المقام ، في رحلة موفقة صورت بصدق ودقة ما يكنه المؤلف والملحن ، ومما زاد النشيد جمالا العزف الجيد والأداء المنسجم ، العزف من الفرقة الموسيقية المؤلفة من نخبة من المربين ، لهم الباع الطويل في هذا المضمار وهم : محمد ريس علي على الناي ، بشير أوزو ن ، على الأكورديون وبسام نتيفه على العود وكاتب هذه السطور على العود ، ومحمد رجب على الجاز ، وعبد الرحمن نتيفه على الكمان ، وخاشيك اشخانيان على الأكورديون أما الأداء فلقد أبدعته حناجر نخبة ممتازة من طلاب ثانوية جول جمال وطالبات ثانوية البنات ( البعث ) أما نشيد :
بلادي الحلوه سوريـه
قلبي وعقلي بعطيهـا
روحي ودمي يرخص لها
كرما لهـا الدنيا وما فيهـا
بلادي الحلوة سوريه
أفلح و ازرع يافلاح
بلادك حلوه أراضيهـا
خلي الأرض تصــــر خضراء
ســـــد الفرات بيرويها
تأتي حناجر البراعم لتصدح مرة ثانية لتؤكد المحبة والولاء للأرض المعطاء ، للارض الحيرة ، ثم تنقل السائر عبر المروج لتصل إلى النهر العظيم الذي يحمل لنا التفاؤل بالمستقبل الأفضل ، ينقل هذا التفاول من على خشبة المسرح زهرات ملونة من بنات مدرسة الفضيلة يحتضن تلك الحناجر إشرافاً كل من الأستاذين : بشير أوزون وزكريا أبو كانون . ونصل في رحلتنا مع زاوية الأناشيد إلى النشيد الوطني المعبر ، نشيد جيش الشعب الذي يؤديه جيش لجب من طلاب ثانوية جول جمال بإشراف الأستاذ رشيد شخيص ، هذا الحشد الكبير من الطلاب أتى ليعبر من خلال هذا النشيد أن الشعب بكل فئاته بكل قدراته رافد عظيم لجيشه المغوار الذي حطم اسطورة الطغيان ومن جيش الشعب إلى نوره البواسل إلى الجبابرة الذين زرعوا السماء بخطوط من اللهيب ، نحرف من يدنس سماءها وتحيلهم حطاماً إلى الجحيم .
طارت طيارات الميغ
عالغاصب ترمي حمالها
بالمعارك هم أسود
كلهم خفة ومهارة
يا نسر بلادي يا طيار
بهذه الأغرودة خاطبت حناجر الصغار النسور بناة العزة ، بناة الشموخ والإباء ، فمهما قيل في الثناء والوفاء لهم فذلك لن يفي عشر معشار تكريمهم . إن إلى السماء لتصان وهن " بدعين إلى الله ويغنين ، فأسبغن على المسرح بهجة شدت الحاضرين فما كان منهم إلا أن هتفوا بتلك الأغنية مرددين مع الصوت المنساب إلى نفوسهم ، إلى أعماقهم بنات النسور في هذه الأغرودة بمجدن ويرفعن العيون ولا بد من عودة إلى الغناء بلون آخر . بأسلوب المحاورة الغنائية إلى ديالوج الزجل بين طالب ومعلم من ثانوية جول جمال ، لقد صور لنا ذلك المربي تلك الشمعة التي تحترق لتشير الدرب ، في تلك المحاورة ، التي وضع كلماتها وأشرف على إخراجها الأستاذ رشيد شخيص . متدفقاً في نهاية الجولة اعتراف حقيقي وإجماع لتسجيل الدور الذي يلعبه المعلم المربي في بناء الأمم ، واللفتة البارعة إلى الاهتمام به ، ليكون أكثر عطاء وقدرة ، ويأتي الدور الآن إلى جمهور الحضور ، العنصر الأهم في العملية الفنية التي هي مجال تحليلنا . فلقد كان سيلا لم ينقطع خلال دوام التظاهرة وكله لهفة لأن تمتد به الزمن لبرشف أحلى أيام قضتها المحافظة ، متنقلة مع الفنون من فن إلى آخر ، فليس بالخبز وحده يحيا الانسان ، وصورة الجمهور هذه دليل قاطع على نجاح هذه التظاهرة وأمثالها ، جاء بأساليب مختلفة من اطراء شفوي وكتابي خطته الحضور في سجلات اليوبيل وحملته إلى إذاعـة اليوبيل لبثه مباشرة على الهواء وبناء على طلباتهم الملحة التي قدموها هاتفياً وشخصياً للزميل المسؤول الإذاعي أسامه فاروسي ، كل ذلك إثبات على التفاعل العميق والمترابط بين من قدموا ومن قدم هم ، فكأنما استحالت العملية إلى كل واحد وتمثل الجمهور العطاء هـذا ، وزاد من شحنات المحبة والالتصاق بالأرض تمثل الجهود المبذولة الذي أعطى الحنان والمحبة لكل من ساهموا في هذه التظاهرة . . .
الحفل الفني بقلم الاستاذ زكريا أبو كانون
إن تظاهرة اليوبيل الذهبي تأتي تفاعلا ثورياً ، من التقديس والتكريس لأهمية ماتقدمه أهم معطياتها دور العلم من إشعاع فكري وروحي ، يربط لبنات المجتمع بشكل متماسك ومنسجم ، يهدف إلى صناعة الغد العربي تلك المجالات المختلفة من الفنون ، من رسم وموسيقى ومعارض اجتماعية ، ومعارض علمية ، وأعمال يدوية . وروائع أدبية ، ورياضة ، نسجتها الأنامل الغضة بخطوط من نور الأفضل . . مؤكدة أن الانسان العربي معطاء خير ينشر بتفاعله المحبة والإنسانية . وكان ذلك كله لوحة رائعة حوت الفن والأدب بأسمى معانيه ، نسجت بأيدي نخبة من المربين المخلصين ، هتفوا بقلوبهم متنافسين في مجالات العطاء ، مؤكدين أن الفن للحياة ، أن الفن مرآة صادقة لتقدم الأمة ، تعكس صورتها في فترة من الفترات * من ثنايا تلك اللوحة . تصل إلى مسامعات ألحان منبعثة الالتصاق بأرض الوطن ، بتراب من الضمير المعهد . بالعرق المبذول ، بالجهد المتواصل ، بالفيض
الروحي ، يأتي متواتراً كالشلال ، ليرفد النهر الكبير مسيرة الأمة وقد تجسدت هذه الألحان بأناشيد عذبة الأنغام ، وهذا مانحن بصدده تحليلا " وعرضاً . فمن نشيد اليوبيل الذهبي إلى نشيد بلادي الحلوة ، ومن نشيد جيش الشعب إلى اغرودة طيارات الميغ معهدي يا مهد أمســـــــي وغدي شعلة العلم أضـاءت بلـــــدي . أنت يا جار العـلى والــــــــــود بهذه الكلمات انطلقت افتتاحية التظاهرة وشعارها ، لتسيل لحناً يقدس العلم تلك الشعلة التي لا تنطفىء ، زيتها أدمغة المربين من أبناء الوطن - ( أوقدتهـا نـار هذا الموقـد من قلب شاعر عاصر المعهد زمنا طويلا وهو الاستاذ موریس حداد ، نسكب من روحه ووجدانه دفقات حب ووفاء ، وصاغ لها لحناً الأنعام . فمن مقام عجم على ( الدو ) إلى مقام الحجاز ( كار ) ، إلى مقام ( النهاوند ) ، ثم مروره بمقام النوا أثر وعودته إلى النغم الأساسي لينتهي على جواب المقام ، في رحلة موفقة صورت بصدق ودقة ما يكنه المؤلف والملحن ، ومما زاد النشيد جمالا العزف الجيد والأداء المنسجم ، العزف من الفرقة الموسيقية المؤلفة من نخبة من المربين ، لهم الباع الطويل في هذا المضمار وهم : محمد ريس علي على الناي ، بشير أوزو ن ، على الأكورديون وبسام نتيفه على العود وكاتب هذه السطور على العود ، ومحمد رجب على الجاز ، وعبد الرحمن نتيفه على الكمان ، وخاشيك اشخانيان على الأكورديون أما الأداء فلقد أبدعته حناجر نخبة ممتازة من طلاب ثانوية جول جمال وطالبات ثانوية البنات ( البعث ) أما نشيد :
بلادي الحلوه سوريـه
قلبي وعقلي بعطيهـا
روحي ودمي يرخص لها
كرما لهـا الدنيا وما فيهـا
بلادي الحلوة سوريه
أفلح و ازرع يافلاح
بلادك حلوه أراضيهـا
خلي الأرض تصــــر خضراء
ســـــد الفرات بيرويها
تأتي حناجر البراعم لتصدح مرة ثانية لتؤكد المحبة والولاء للأرض المعطاء ، للارض الحيرة ، ثم تنقل السائر عبر المروج لتصل إلى النهر العظيم الذي يحمل لنا التفاؤل بالمستقبل الأفضل ، ينقل هذا التفاول من على خشبة المسرح زهرات ملونة من بنات مدرسة الفضيلة يحتضن تلك الحناجر إشرافاً كل من الأستاذين : بشير أوزون وزكريا أبو كانون . ونصل في رحلتنا مع زاوية الأناشيد إلى النشيد الوطني المعبر ، نشيد جيش الشعب الذي يؤديه جيش لجب من طلاب ثانوية جول جمال بإشراف الأستاذ رشيد شخيص ، هذا الحشد الكبير من الطلاب أتى ليعبر من خلال هذا النشيد أن الشعب بكل فئاته بكل قدراته رافد عظيم لجيشه المغوار الذي حطم اسطورة الطغيان ومن جيش الشعب إلى نوره البواسل إلى الجبابرة الذين زرعوا السماء بخطوط من اللهيب ، نحرف من يدنس سماءها وتحيلهم حطاماً إلى الجحيم .
طارت طيارات الميغ
عالغاصب ترمي حمالها
بالمعارك هم أسود
كلهم خفة ومهارة
يا نسر بلادي يا طيار
بهذه الأغرودة خاطبت حناجر الصغار النسور بناة العزة ، بناة الشموخ والإباء ، فمهما قيل في الثناء والوفاء لهم فذلك لن يفي عشر معشار تكريمهم . إن إلى السماء لتصان وهن " بدعين إلى الله ويغنين ، فأسبغن على المسرح بهجة شدت الحاضرين فما كان منهم إلا أن هتفوا بتلك الأغنية مرددين مع الصوت المنساب إلى نفوسهم ، إلى أعماقهم بنات النسور في هذه الأغرودة بمجدن ويرفعن العيون ولا بد من عودة إلى الغناء بلون آخر . بأسلوب المحاورة الغنائية إلى ديالوج الزجل بين طالب ومعلم من ثانوية جول جمال ، لقد صور لنا ذلك المربي تلك الشمعة التي تحترق لتشير الدرب ، في تلك المحاورة ، التي وضع كلماتها وأشرف على إخراجها الأستاذ رشيد شخيص . متدفقاً في نهاية الجولة اعتراف حقيقي وإجماع لتسجيل الدور الذي يلعبه المعلم المربي في بناء الأمم ، واللفتة البارعة إلى الاهتمام به ، ليكون أكثر عطاء وقدرة ، ويأتي الدور الآن إلى جمهور الحضور ، العنصر الأهم في العملية الفنية التي هي مجال تحليلنا . فلقد كان سيلا لم ينقطع خلال دوام التظاهرة وكله لهفة لأن تمتد به الزمن لبرشف أحلى أيام قضتها المحافظة ، متنقلة مع الفنون من فن إلى آخر ، فليس بالخبز وحده يحيا الانسان ، وصورة الجمهور هذه دليل قاطع على نجاح هذه التظاهرة وأمثالها ، جاء بأساليب مختلفة من اطراء شفوي وكتابي خطته الحضور في سجلات اليوبيل وحملته إلى إذاعـة اليوبيل لبثه مباشرة على الهواء وبناء على طلباتهم الملحة التي قدموها هاتفياً وشخصياً للزميل المسؤول الإذاعي أسامه فاروسي ، كل ذلك إثبات على التفاعل العميق والمترابط بين من قدموا ومن قدم هم ، فكأنما استحالت العملية إلى كل واحد وتمثل الجمهور العطاء هـذا ، وزاد من شحنات المحبة والالتصاق بالأرض تمثل الجهود المبذولة الذي أعطى الحنان والمحبة لكل من ساهموا في هذه التظاهرة . . .
تعليق