أظهرت دراسة حديثة أنّ التعرض للتنمر (الترهيب) يمكن أن يحمل على المدى الطويل تأثيرات وخيمة على النوم والوظائف المرتبطة بالنَظْم اليومي* كما قد يؤدي إلى ظهور أعراض وصفية للاكتئاب السريري وأمراض عقلية أخرى ناتجة عن التوتر والضغط النفسي، وبالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون أنّ استخدام صنف تجريبي من الأدوية المؤثرة على التوتر النفسي يمكن أن يخفف من تلك التأثيرات.
يقول د.وليام كارليزون «William Carlezon» وهو بروفيسور في الطب النفسي وأحد القائمين على هذه الدراسة في مشفى ماكلين التابعة لجامعة هارفرد: «بينما وجدت دراستنا أنّ بعض التأثيرات المتعلقة بالتوتر قصيرة الأمد، وجدت أيضًا تأثيرات أخرى طويلة الأمد»، ويضيف: «تعريف هذه التغيرات وفهم معناها خطوة مهمة لتطوير وسائل للسيطرة على التأثيرات طويلة الأمد الناتجة عن التجارب المؤلمة نفسيًا على الصحة العقلية».
من المعروف أنّ التوتر والجهد النفسي سببًا لإطلاق أمراضًا واضطرابات نفسية كالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وفي هذه الاضطرابات دائمًا ما يتأثر النوم فالبعض منهم ينام أقل من الطبيعي وآخرين العكس بينما يعاني البعض من نوبات متكررة من اليقظة والنوم.
ولإثبات تأثيرات التنمر قام الباحثون باستخدام نموذج حيواني بطريقة تحاكي أو تشابه الظروف الموترة العاطفية والجسدية التي يتعرض لها الإنسان في التنمر أو القهر الاجتماعي المزمن، وللقيام بذلك تم وضع فئران صغيرة الحجم والعمر في أقفاص فئران أخرى أكبر حجمًا وعمرًا وأكثر عدوانية وفي الحال بدأت هذه الأخيرة بالقيام بممارسات عدوانية تجاه الفئران الجديدة على القفص ففي تواصل استمر لدقائق قامت الفئران الكبيرة بملاحقة الفئران الصغيرة مع إظهار سلوك عنيف تجاهها انتهى بفرض سيطرة الفئران الكبيرة وإخضاع الصغيرة.
فُصلَت بعدها الفئران الصغيرة عن الكبيرة بواسطة حاجز يقسم القفص إلى نصفين، وفي هذا تم استخدام حاجز شفاف ومثقب بشكل يسمح للفئران برؤية وشم وسماع بعضها البعض ولكن من دون تواصل جسدي وبهذا تبقى الفئران الصغيرة تحت تهديد الفئران الأخرى لباقي اليوم، ولإتمام ذلك تم تكرار هذه العملية لعشرة أيام متواصلة بإضافة فئران معتدية جديدة كل يوم.
قام الباحثون بتزويد الفئران الصغيرة بأجهزة صغيرة مشابهة لأجهزة المتابعة التي يستخدمها الإنسان لمراقبة التمارين التي يقوم بها وسرعة نظم القلب والنوم وذلك لجمع البيانات بشكل دقيق ومستمر فهذه الأجهزة الصغيرة تقوم بجمع بيانات متعلقة بالنوم ونشاط العضلات ودرجة حرارة الجسم، وعن طريق ذلك وجد الباحثون أنّ التغيرات لدى هذه الفئران طالت جميع مراحل حلقة النوم وأكبر تأثير كان على عدد المرات التي دخلت فيها الفئران مرحلة النوم المتناقض وخرجت منها وهذه المرحلة تشبه نوم حركة العين السريعة «REM» لدى الإنسان وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام وتتعزز فيها الذكريات.
أظهرت الفئران الصغيرة المتعرضة للاعتداء أو التنمر نوبات كثيرة من النوم المتناقض بشكل يشابه خلل النوم المشاهد لدى مرضى الاكتئاب كما أبدت نمط مسطح في مخطط تقلبات درجة حرارة الجسم وهذا ما يشاهد لدى مرضى الاكتئاب أيضًا.
يقول كارليزون: «كلا تغيرات النوم ودرجة الحرارة تبقى لدى الفئران الصغار بعد إبعادهم عن بيئة التهديدات العاطفية والجسدية مما يقترح تطوير الفئران لأعراض تبدو مشابهة جدًا لتلك المشاهدة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب طويل الأمد»، ويضيف: «على الرغم من ذلك هذه التأثيرات انخفضت من حيث الشدة والمدة عند معالجة الفئران بمعاكسة مستقبلات كابّا الأفيونية، وهو دواء يوقف نشاط أحد أنظمة الدماغ الأفيونية».
يشرح كارليزون أنّ هذه الموجودات لا تكشف فقط كيف يمكن للتجارب المؤلمة والمؤذية أن تؤثر على الأشخاص الذين يمرون بها بل تظهر أيضًا أننا قد نكون قادرين يومًا ما على تخفيف التأثيرات الناتجة عنها.
يقول كارليزون في النهاية: «هذه الدراسة توضّح كيف أنّ قياس نفس أنماط نقاط النهاية في حيوانات المخبر والإنسان يمكن أن يسرّع من وتيرة التقدُّم في البحث الطبي النفسي، إذا كنا نستطيع هزيمة التوتر النفسي بعلاجات جديدة فإننا قد نكون قادرين على إيقاف بعض أشكال الأمراض العقلية».
*وهو السلوك الذي يتبعه الجسم وتحكمه الساعة البيولوجية.
المصدر:.ibelieveinsci
يقول د.وليام كارليزون «William Carlezon» وهو بروفيسور في الطب النفسي وأحد القائمين على هذه الدراسة في مشفى ماكلين التابعة لجامعة هارفرد: «بينما وجدت دراستنا أنّ بعض التأثيرات المتعلقة بالتوتر قصيرة الأمد، وجدت أيضًا تأثيرات أخرى طويلة الأمد»، ويضيف: «تعريف هذه التغيرات وفهم معناها خطوة مهمة لتطوير وسائل للسيطرة على التأثيرات طويلة الأمد الناتجة عن التجارب المؤلمة نفسيًا على الصحة العقلية».
من المعروف أنّ التوتر والجهد النفسي سببًا لإطلاق أمراضًا واضطرابات نفسية كالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وفي هذه الاضطرابات دائمًا ما يتأثر النوم فالبعض منهم ينام أقل من الطبيعي وآخرين العكس بينما يعاني البعض من نوبات متكررة من اليقظة والنوم.
ولإثبات تأثيرات التنمر قام الباحثون باستخدام نموذج حيواني بطريقة تحاكي أو تشابه الظروف الموترة العاطفية والجسدية التي يتعرض لها الإنسان في التنمر أو القهر الاجتماعي المزمن، وللقيام بذلك تم وضع فئران صغيرة الحجم والعمر في أقفاص فئران أخرى أكبر حجمًا وعمرًا وأكثر عدوانية وفي الحال بدأت هذه الأخيرة بالقيام بممارسات عدوانية تجاه الفئران الجديدة على القفص ففي تواصل استمر لدقائق قامت الفئران الكبيرة بملاحقة الفئران الصغيرة مع إظهار سلوك عنيف تجاهها انتهى بفرض سيطرة الفئران الكبيرة وإخضاع الصغيرة.
فُصلَت بعدها الفئران الصغيرة عن الكبيرة بواسطة حاجز يقسم القفص إلى نصفين، وفي هذا تم استخدام حاجز شفاف ومثقب بشكل يسمح للفئران برؤية وشم وسماع بعضها البعض ولكن من دون تواصل جسدي وبهذا تبقى الفئران الصغيرة تحت تهديد الفئران الأخرى لباقي اليوم، ولإتمام ذلك تم تكرار هذه العملية لعشرة أيام متواصلة بإضافة فئران معتدية جديدة كل يوم.
قام الباحثون بتزويد الفئران الصغيرة بأجهزة صغيرة مشابهة لأجهزة المتابعة التي يستخدمها الإنسان لمراقبة التمارين التي يقوم بها وسرعة نظم القلب والنوم وذلك لجمع البيانات بشكل دقيق ومستمر فهذه الأجهزة الصغيرة تقوم بجمع بيانات متعلقة بالنوم ونشاط العضلات ودرجة حرارة الجسم، وعن طريق ذلك وجد الباحثون أنّ التغيرات لدى هذه الفئران طالت جميع مراحل حلقة النوم وأكبر تأثير كان على عدد المرات التي دخلت فيها الفئران مرحلة النوم المتناقض وخرجت منها وهذه المرحلة تشبه نوم حركة العين السريعة «REM» لدى الإنسان وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام وتتعزز فيها الذكريات.
أظهرت الفئران الصغيرة المتعرضة للاعتداء أو التنمر نوبات كثيرة من النوم المتناقض بشكل يشابه خلل النوم المشاهد لدى مرضى الاكتئاب كما أبدت نمط مسطح في مخطط تقلبات درجة حرارة الجسم وهذا ما يشاهد لدى مرضى الاكتئاب أيضًا.
يقول كارليزون: «كلا تغيرات النوم ودرجة الحرارة تبقى لدى الفئران الصغار بعد إبعادهم عن بيئة التهديدات العاطفية والجسدية مما يقترح تطوير الفئران لأعراض تبدو مشابهة جدًا لتلك المشاهدة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب طويل الأمد»، ويضيف: «على الرغم من ذلك هذه التأثيرات انخفضت من حيث الشدة والمدة عند معالجة الفئران بمعاكسة مستقبلات كابّا الأفيونية، وهو دواء يوقف نشاط أحد أنظمة الدماغ الأفيونية».
يشرح كارليزون أنّ هذه الموجودات لا تكشف فقط كيف يمكن للتجارب المؤلمة والمؤذية أن تؤثر على الأشخاص الذين يمرون بها بل تظهر أيضًا أننا قد نكون قادرين يومًا ما على تخفيف التأثيرات الناتجة عنها.
يقول كارليزون في النهاية: «هذه الدراسة توضّح كيف أنّ قياس نفس أنماط نقاط النهاية في حيوانات المخبر والإنسان يمكن أن يسرّع من وتيرة التقدُّم في البحث الطبي النفسي، إذا كنا نستطيع هزيمة التوتر النفسي بعلاجات جديدة فإننا قد نكون قادرين على إيقاف بعض أشكال الأمراض العقلية».
*وهو السلوك الذي يتبعه الجسم وتحكمه الساعة البيولوجية.
المصدر:.ibelieveinsci