- الموزايكو والفسيفساء
ان كلمة موزايكو Mosaico تطلق عادة على الرسم بتجميع قطع من مادة غير عضوية الى جوار بعضها ، وقد استخدمت مجازا في مجال التصوير الفوتوغرافي والفوتوجرا مترى لتعبر عن الصور الفوتوغرافية المأخوذة من الجو وتجمع الى جوار بعضها لتحدد موقعا معينا .
والموزايكو هو عمل فنى يعتبر كنوع من أنواع التصوير .. اذ يعمل به لوحات عن طريق تجميع قطع صغيرة من الزجاج الملون ، أو من الأحجار كالرخام الأبيض والأحمر والأسود والأخضر، أو من الأصداف أو الأزملدو أو الخزف مختلفة الالوان ، وتجمع هذه القطع الى جوار بعضها البعض وتثبت بمونة تعمل على تماسكها ) وغالبا ما تستعمل مونة الاسمنت الآن ) . وبهذه الطريقة يمكن تصوير تكوينات أو مناظر مختلفة على الحوائط الداخلية أو الخارجية وتكون أسطحها مقاومة للعوامل الجوية فلا تؤثر عليها . وقد اطلق العرب على الموزايكو وعلى الترابيع المختلفة التي تحلى الأفاريز على جدران المساجد الأثرية اسم الفسيفساء .
Gino Piva لم يمكن حتى الآن التحقق من تحديد أصل هذا الفن وتاريخه بشكل قاطع . ويقول « جينوبيفا » في كتابه عن تكتيكية التصوير أنه من المؤكد ان فن الموزايكو موروث ومتطور عن الفنون القديمة في منطقة البحر الابيض المتوسط كمصر والشرق العربي وبلاد الاغريق والرومان. ويميل البعض الى ارجاع أصل الموزايكو الى بعض الزخارف التي عملها انسان ما قبل التاريخ في العصر الحجري القديم بقطع من العظام أو الاسنان أو الأصداف والخرز في تكوينات على شكل عقود وحليات تحلى بها الراس .. ويظهر أنه بعد موت صاحب هذه الحليات كانت تزخرف بها جمجمته أو يزخرف بها غطاء الرأس الذى كان يمثله عادة في الاحتفالات الجنازية للقبيلة . ومن غينيا الجديدة بأتينا أقدم مثل من هذا النوع عثر عليه حتى الآن .. اذ وجدت جماجم واغطية للوجوه زخرفت بصفوف من الأصداف
اصل الموزايكو :
ولا شك فى أن الموزايكو عرف فى الشرق الأوسط وفي بلاد ما بين النهرين ميزوبوتاميا وهى العراق حاليا وقد تطور عبر العصور ما قبل التاريخ فيها مخاريط من الطين الاسود وبعضها دهنت نهايته باللون فنجد من عصر
الأحمر أو الاسود .. كما وجد منذ منتصف الألف الرابع قبل الميلاد مخاريط حمراء وسوداء وبيضاء مثبتة فى مبانى الطين المحروق ، وكذلك انواع من الطوب عرفت بعد ذلك ، وقد طليت بالالوان المزججة لتكسية الحوائط . وفي تكسيات الموزايكو فى القصور وفى بوابة عشتار وغيرها منذ الألف الأول قبل الميلاد .. فمن كل هذا وغيره يمكن القول ان الشرق العربي عرف هذا الفن وطوره منذ أقدم العصور
ولو رجعنا الى الحضارة المصرية لوجدنا أن أنواع التطعيم التي وجدت على الخشب بالعظم والعاج ( شكل ۳۷ ) منذ الاسرة الأولى والثانية ( ٣٢٠٠ )
شكل (۳۷) بعض الأشكال الزخرفية التي وجدت من العصر العتيق للتطعيم على الخشب بالعظم والعاج، وتعتبر هذا الأسلوب من الاتجاهات المماثلة للموزايكو أو التي ادت اليه عبر العصور في الحضارات التالية .
(- ۲۸۰۰ ق . م . ) ، وكذلك الرسوم الملونة التى وجدت لزخارف على الحوائط من نفس العهد شكل ۳۸ ( فهى كذلك يمكن أن نعتبرها تمثل نوعا من التطعيم الذي نرى فيه أساس فكرة الموزايكو التى ظهرت فى الأرضيات وعلى الحوائط بعد ذلك ، وكذلك انواع التطعيم بالأبنوس أو الذهب أو الصدف التي ظهرت على اثاث الملكة حتب حرس تثبت معرفة المصرى لأسلوب فن الموزايكو .. كما ان الآثار التي وجدت بسقارة وهى طبق من الأسرة الأولى ۳۲۰۰ ق.م. وقد صنع من الحجر الاسود وطعم بنماذج لحيوانات من الالبستر ( شكل ۳۹ ) تبين مقدار ما وصلت اليه صناعة التطعيم بالاحجار المختلفة ، وكذلك نجد في تكسية بعض الجدران والاسطوانة فوق الباب ) بالبلاطات الزرقاء ( في بیش
(شکل (۳۸) بعض زخارف هندسية من العصر العتيق .. اساسها الحصير وقلدت على الحوائط بالرسم وبالقيشاني أو الموزاييك في العصور التالية .
حجرات ودهاليز المقبرة الجنوبية من عصر الملك زوسر من الأسرة الثالثة ( ۲۸۰۰ - ۲۷۰۰ ق . م . ( ونجد ان الفنان هنا أراد أن يمثل شكل الحصير الذي كان يكسو الحوائط عادة ويغطى الفتحات في ذلك العصر. وهذا الأسلوب يشابه ما تعودنا ان نراه فى القيشانى الحالى ، وكذلك فى الموزايكو من ناحية الفكرة و التركيب . وقد ظهر جمال هذا الأسلوب الفنى فى الدولة الحديثة وخاصة في عصر اخناتون ، وكذلك فى المصور المتاخرة والعصر القبطى والعصر الاسلامي . ومن هذا يمكن أن نظن أن أول هذا الطريق الفني لصناعة الموزايكو كان منبعه من الشرق ومن مصر منذ عهد الفراعنة وفى الأسرة الثالثة على وجه التحديد أى حوالى عام ۲۸۰۰ ق . م .
هذا وقد اكتشف الزميل الأستاذ محمد حسن عبد الرحمن سنة ١٩٤٥ - بجهة كوم تروجة بمركز أبو المطامير بحيرة - قطعة من الموزايكو من الطراز السكندرى وترجع الى العهد الاغريقى الروماني شكل ٤٠ أ . وهى من نوع
) شکل ٣٦ ( طبق من الأسرة الأولى مطعم بالاليستر
) شکل ٤٠ ) ( موزايكو دقيق من كوم تروجة .
الموزايكو الدقيق اذ يبلغ قطرها ٤١ سم ويبلغ عدد القطع بالسنتيمتر المربع
حوالي ٥٠ قطعة فى رسم بالاسلوب الطبيعى الملون باللون الأحمر والأصفر والأخضر والبنى والأسود، ويمثل هذا التصوير رسم ديك أمامه وردة وتحته وفوقه طائران وزهرتان، وهو نموذج دقيق لفن الموزايكو الأفرو روماني . وقد قدم لنا الزميل الأستاذ شفيق فريد صورة من نفس الحفائر الأرضية من الموزايكو الأبيض والأسود لتكوين يشبه سمكتين وزهرتي لوتس . و به كتابة باليونانية وتعنى وانت كذلك .. بما يعنى الترحيب ) شکل ٤٠ ب ) ويظهر أنه كان بجوار المدخل Kaicy
وقد اكتشف كذلك بشبه جزيرة سينا بمنطقة تل الشب زبید ) بين رفح والعريش ( أرضية من الموزايكو المصنوع من الأحجار الملونة
KAICY
شکل ٤٠ ب ارضية زخرفية من الموزايكو بكوم تروجة .
ان كلمة موزايكو Mosaico تطلق عادة على الرسم بتجميع قطع من مادة غير عضوية الى جوار بعضها ، وقد استخدمت مجازا في مجال التصوير الفوتوغرافي والفوتوجرا مترى لتعبر عن الصور الفوتوغرافية المأخوذة من الجو وتجمع الى جوار بعضها لتحدد موقعا معينا .
والموزايكو هو عمل فنى يعتبر كنوع من أنواع التصوير .. اذ يعمل به لوحات عن طريق تجميع قطع صغيرة من الزجاج الملون ، أو من الأحجار كالرخام الأبيض والأحمر والأسود والأخضر، أو من الأصداف أو الأزملدو أو الخزف مختلفة الالوان ، وتجمع هذه القطع الى جوار بعضها البعض وتثبت بمونة تعمل على تماسكها ) وغالبا ما تستعمل مونة الاسمنت الآن ) . وبهذه الطريقة يمكن تصوير تكوينات أو مناظر مختلفة على الحوائط الداخلية أو الخارجية وتكون أسطحها مقاومة للعوامل الجوية فلا تؤثر عليها . وقد اطلق العرب على الموزايكو وعلى الترابيع المختلفة التي تحلى الأفاريز على جدران المساجد الأثرية اسم الفسيفساء .
Gino Piva لم يمكن حتى الآن التحقق من تحديد أصل هذا الفن وتاريخه بشكل قاطع . ويقول « جينوبيفا » في كتابه عن تكتيكية التصوير أنه من المؤكد ان فن الموزايكو موروث ومتطور عن الفنون القديمة في منطقة البحر الابيض المتوسط كمصر والشرق العربي وبلاد الاغريق والرومان. ويميل البعض الى ارجاع أصل الموزايكو الى بعض الزخارف التي عملها انسان ما قبل التاريخ في العصر الحجري القديم بقطع من العظام أو الاسنان أو الأصداف والخرز في تكوينات على شكل عقود وحليات تحلى بها الراس .. ويظهر أنه بعد موت صاحب هذه الحليات كانت تزخرف بها جمجمته أو يزخرف بها غطاء الرأس الذى كان يمثله عادة في الاحتفالات الجنازية للقبيلة . ومن غينيا الجديدة بأتينا أقدم مثل من هذا النوع عثر عليه حتى الآن .. اذ وجدت جماجم واغطية للوجوه زخرفت بصفوف من الأصداف
اصل الموزايكو :
ولا شك فى أن الموزايكو عرف فى الشرق الأوسط وفي بلاد ما بين النهرين ميزوبوتاميا وهى العراق حاليا وقد تطور عبر العصور ما قبل التاريخ فيها مخاريط من الطين الاسود وبعضها دهنت نهايته باللون فنجد من عصر
الأحمر أو الاسود .. كما وجد منذ منتصف الألف الرابع قبل الميلاد مخاريط حمراء وسوداء وبيضاء مثبتة فى مبانى الطين المحروق ، وكذلك انواع من الطوب عرفت بعد ذلك ، وقد طليت بالالوان المزججة لتكسية الحوائط . وفي تكسيات الموزايكو فى القصور وفى بوابة عشتار وغيرها منذ الألف الأول قبل الميلاد .. فمن كل هذا وغيره يمكن القول ان الشرق العربي عرف هذا الفن وطوره منذ أقدم العصور
ولو رجعنا الى الحضارة المصرية لوجدنا أن أنواع التطعيم التي وجدت على الخشب بالعظم والعاج ( شكل ۳۷ ) منذ الاسرة الأولى والثانية ( ٣٢٠٠ )
شكل (۳۷) بعض الأشكال الزخرفية التي وجدت من العصر العتيق للتطعيم على الخشب بالعظم والعاج، وتعتبر هذا الأسلوب من الاتجاهات المماثلة للموزايكو أو التي ادت اليه عبر العصور في الحضارات التالية .
(- ۲۸۰۰ ق . م . ) ، وكذلك الرسوم الملونة التى وجدت لزخارف على الحوائط من نفس العهد شكل ۳۸ ( فهى كذلك يمكن أن نعتبرها تمثل نوعا من التطعيم الذي نرى فيه أساس فكرة الموزايكو التى ظهرت فى الأرضيات وعلى الحوائط بعد ذلك ، وكذلك انواع التطعيم بالأبنوس أو الذهب أو الصدف التي ظهرت على اثاث الملكة حتب حرس تثبت معرفة المصرى لأسلوب فن الموزايكو .. كما ان الآثار التي وجدت بسقارة وهى طبق من الأسرة الأولى ۳۲۰۰ ق.م. وقد صنع من الحجر الاسود وطعم بنماذج لحيوانات من الالبستر ( شكل ۳۹ ) تبين مقدار ما وصلت اليه صناعة التطعيم بالاحجار المختلفة ، وكذلك نجد في تكسية بعض الجدران والاسطوانة فوق الباب ) بالبلاطات الزرقاء ( في بیش
(شکل (۳۸) بعض زخارف هندسية من العصر العتيق .. اساسها الحصير وقلدت على الحوائط بالرسم وبالقيشاني أو الموزاييك في العصور التالية .
حجرات ودهاليز المقبرة الجنوبية من عصر الملك زوسر من الأسرة الثالثة ( ۲۸۰۰ - ۲۷۰۰ ق . م . ( ونجد ان الفنان هنا أراد أن يمثل شكل الحصير الذي كان يكسو الحوائط عادة ويغطى الفتحات في ذلك العصر. وهذا الأسلوب يشابه ما تعودنا ان نراه فى القيشانى الحالى ، وكذلك فى الموزايكو من ناحية الفكرة و التركيب . وقد ظهر جمال هذا الأسلوب الفنى فى الدولة الحديثة وخاصة في عصر اخناتون ، وكذلك فى المصور المتاخرة والعصر القبطى والعصر الاسلامي . ومن هذا يمكن أن نظن أن أول هذا الطريق الفني لصناعة الموزايكو كان منبعه من الشرق ومن مصر منذ عهد الفراعنة وفى الأسرة الثالثة على وجه التحديد أى حوالى عام ۲۸۰۰ ق . م .
هذا وقد اكتشف الزميل الأستاذ محمد حسن عبد الرحمن سنة ١٩٤٥ - بجهة كوم تروجة بمركز أبو المطامير بحيرة - قطعة من الموزايكو من الطراز السكندرى وترجع الى العهد الاغريقى الروماني شكل ٤٠ أ . وهى من نوع
) شکل ٣٦ ( طبق من الأسرة الأولى مطعم بالاليستر
) شکل ٤٠ ) ( موزايكو دقيق من كوم تروجة .
الموزايكو الدقيق اذ يبلغ قطرها ٤١ سم ويبلغ عدد القطع بالسنتيمتر المربع
حوالي ٥٠ قطعة فى رسم بالاسلوب الطبيعى الملون باللون الأحمر والأصفر والأخضر والبنى والأسود، ويمثل هذا التصوير رسم ديك أمامه وردة وتحته وفوقه طائران وزهرتان، وهو نموذج دقيق لفن الموزايكو الأفرو روماني . وقد قدم لنا الزميل الأستاذ شفيق فريد صورة من نفس الحفائر الأرضية من الموزايكو الأبيض والأسود لتكوين يشبه سمكتين وزهرتي لوتس . و به كتابة باليونانية وتعنى وانت كذلك .. بما يعنى الترحيب ) شکل ٤٠ ب ) ويظهر أنه كان بجوار المدخل Kaicy
وقد اكتشف كذلك بشبه جزيرة سينا بمنطقة تل الشب زبید ) بين رفح والعريش ( أرضية من الموزايكو المصنوع من الأحجار الملونة
KAICY
شکل ٤٠ ب ارضية زخرفية من الموزايكو بكوم تروجة .
تعليق