اللون وانعكاس الحرف تصورات جمالية لمفاهيم الواقع في تجربة بشير بشير
بشرى بن فاطمة
التمعّن في العمق من خلال تجريد الصورة وتحفيزها بالحرف نحو التحرّر من قوالبها وحدود المساحة باللون والخطوط بالأشكال وهندساتها، يعبّر عن الموهبة المُحكمة التي تُفرز انعكاساتُها سفرا سرمديا في الفضاء، يُحمّل لغة عناصر التكوين التشكيلي رمزية تفرض عليها اندماجها لتتفكّك مع المفاهيم ولتتّسع أبعد في فرز التعامل بين المشاعر والأفكار، فهي التي تنطلق منها حكمة التنفيذ لتتجاوز السطح الطافح بالحسيّات المتناقضة نحو عمق كثيف ومشحون بالتفاعلات المتنافرة بمزاج الفكرة التي يقدّمها جماليا الفنان السوري بشير بشير بأسلوبه الخاص الذي يُعبّر عن مجازه وتراكمات ذاكرته وانتمائه للموروث الزماني والمكاني الذي تماهى مع اختياره الانفعالي لهذا الأسلوب الحداثي في الحركة الحروفية وتماهيها مع التعبيرية والتجريد.
إن المتأمل في أعمال بشير بشير من الوهلة الأولى تثيره المساحة والفراغ المسكون باللون على السطح الممتدّ بطلاقة منطلقة بذاتها التي تحاول خلق التماس بين الواقع والماضي في حالة الحنين والوجد وحالة التذكر وصدامها مع واقعها.
فكأنه في تكوين منجزه المبني على التوليف الحروفي واللوني والتجريدي يحاول أن يتجاوز الأزمنة دون الانفصال عن واقعه أو كأنه يحمل حكايته كما هي من ماضيه نحو حاضره دون تشويه بما يتناسب مع تلك المساحة وامتدادها مُحترما تفاصيل الأزمنة والأمكنة ومُطوّعا خياله في علاماتها ليخلق صورة بصرية قد تستسهل الحركة وتطيعها دون أن تعلم أن تلك الحركات المتباينة والمبنيّة في الشكل واللون هي صدامات متناقضة أفقيا وعموديا باحثة عن منافذها المُتوازنة في اللون المُنتقى.
فاللون الطاغي بتدرّجاته في اللوحة هو اندماج الأزمنة وتراكمها على اللون في الطبيعة وفي الذاكرة وفي خياله المسافر عبر المساحات الذي يُرضخها لسلطتها فيمحو تباعدها في المسافة التي يختزلها الحرف في تقمّصه لهندسة الشكل وهو ما يثير فيها التمازج الروحاني من خلال الامتداد في تناغمها التشكيلي.
إن الحركة التي يثيرها بشير في تشكيلاته المتوافقة مع الهندسة والحروف والخطوط والأشكال تحمل عناوينها الابتكارية من الطبيعة ومواسمها وتوازناتها ودوراتها وفوضاها المبنية على تناقضات البقاء والفناء والوجوديات بفلسفاتها الملونة وبتعبيرياتها اللامُعقّدة، ما خلق فيها الإيقاع الذي ينقذها من عشوائية المُقارنات بين تجريد الصورة والحرف حيث يندمج كل منهما ليسرد حكاياته البصرية دون إصابة المنجز الفني بخلل الفهم أو الإسقاط الذي يتجاوزه الفنان بحكمة إحياء دور كل منهما حتى لا تقع اللوحة نفسها في فراغ التصنيف أو سطحية الفهم التعبيري لرمزيات الحركة الجمالية وتمازجها الحروفي.
حيث تعمل المفردة الحروفية اللامقروءة التي يحيك بها بشير لوحاته على ملئ الفراغ الداخلي وتعزيزه بالمعنى الرمزي، من خلال الحركة التي يشغلها الحرف في المساحات، والتي تشكّل الامتداد والتوسّع ويستدرج بها المعنى والمفهوم وتأملاته الداخلية نحوه، لأنه ليس مجرّد إعادة استقراء للمعنى بقدر ما هو بحث داخل المساحة عن الأمكنة ومنافذها المُتخيّلة.
تبدو العملية البنيوية التي يتفاعل وفقها بشير بشير مُحدّدة المسارات الهندسية بحركتها الموظّفة بالتصعيد الذاتي حيث يتناغم الحرف مع ذاته ويلتحم مع اللون في مساحاته وهو ما يكوّن المعنى الجمالي المقصود.
إن تجريد الخط من قواعده في التشكيلات التي يألّفها بشير من التجريد والتعبير لها نَفَسُها المُشرق في اللون ولها امتدادها المتفاعل مع تراكماتها الكثيفة التي أفرزت الحالة السردية البصرية وخلقت المحاورة الفنية المنسجمة بين الأشكال والخطوط وهندستها والحرف ومداه الرمزي مع اللون وامتلاكه للفضاء.
بشرى بن فاطمة
التمعّن في العمق من خلال تجريد الصورة وتحفيزها بالحرف نحو التحرّر من قوالبها وحدود المساحة باللون والخطوط بالأشكال وهندساتها، يعبّر عن الموهبة المُحكمة التي تُفرز انعكاساتُها سفرا سرمديا في الفضاء، يُحمّل لغة عناصر التكوين التشكيلي رمزية تفرض عليها اندماجها لتتفكّك مع المفاهيم ولتتّسع أبعد في فرز التعامل بين المشاعر والأفكار، فهي التي تنطلق منها حكمة التنفيذ لتتجاوز السطح الطافح بالحسيّات المتناقضة نحو عمق كثيف ومشحون بالتفاعلات المتنافرة بمزاج الفكرة التي يقدّمها جماليا الفنان السوري بشير بشير بأسلوبه الخاص الذي يُعبّر عن مجازه وتراكمات ذاكرته وانتمائه للموروث الزماني والمكاني الذي تماهى مع اختياره الانفعالي لهذا الأسلوب الحداثي في الحركة الحروفية وتماهيها مع التعبيرية والتجريد.
إن المتأمل في أعمال بشير بشير من الوهلة الأولى تثيره المساحة والفراغ المسكون باللون على السطح الممتدّ بطلاقة منطلقة بذاتها التي تحاول خلق التماس بين الواقع والماضي في حالة الحنين والوجد وحالة التذكر وصدامها مع واقعها.
فكأنه في تكوين منجزه المبني على التوليف الحروفي واللوني والتجريدي يحاول أن يتجاوز الأزمنة دون الانفصال عن واقعه أو كأنه يحمل حكايته كما هي من ماضيه نحو حاضره دون تشويه بما يتناسب مع تلك المساحة وامتدادها مُحترما تفاصيل الأزمنة والأمكنة ومُطوّعا خياله في علاماتها ليخلق صورة بصرية قد تستسهل الحركة وتطيعها دون أن تعلم أن تلك الحركات المتباينة والمبنيّة في الشكل واللون هي صدامات متناقضة أفقيا وعموديا باحثة عن منافذها المُتوازنة في اللون المُنتقى.
فاللون الطاغي بتدرّجاته في اللوحة هو اندماج الأزمنة وتراكمها على اللون في الطبيعة وفي الذاكرة وفي خياله المسافر عبر المساحات الذي يُرضخها لسلطتها فيمحو تباعدها في المسافة التي يختزلها الحرف في تقمّصه لهندسة الشكل وهو ما يثير فيها التمازج الروحاني من خلال الامتداد في تناغمها التشكيلي.
إن الحركة التي يثيرها بشير في تشكيلاته المتوافقة مع الهندسة والحروف والخطوط والأشكال تحمل عناوينها الابتكارية من الطبيعة ومواسمها وتوازناتها ودوراتها وفوضاها المبنية على تناقضات البقاء والفناء والوجوديات بفلسفاتها الملونة وبتعبيرياتها اللامُعقّدة، ما خلق فيها الإيقاع الذي ينقذها من عشوائية المُقارنات بين تجريد الصورة والحرف حيث يندمج كل منهما ليسرد حكاياته البصرية دون إصابة المنجز الفني بخلل الفهم أو الإسقاط الذي يتجاوزه الفنان بحكمة إحياء دور كل منهما حتى لا تقع اللوحة نفسها في فراغ التصنيف أو سطحية الفهم التعبيري لرمزيات الحركة الجمالية وتمازجها الحروفي.
حيث تعمل المفردة الحروفية اللامقروءة التي يحيك بها بشير لوحاته على ملئ الفراغ الداخلي وتعزيزه بالمعنى الرمزي، من خلال الحركة التي يشغلها الحرف في المساحات، والتي تشكّل الامتداد والتوسّع ويستدرج بها المعنى والمفهوم وتأملاته الداخلية نحوه، لأنه ليس مجرّد إعادة استقراء للمعنى بقدر ما هو بحث داخل المساحة عن الأمكنة ومنافذها المُتخيّلة.
تبدو العملية البنيوية التي يتفاعل وفقها بشير بشير مُحدّدة المسارات الهندسية بحركتها الموظّفة بالتصعيد الذاتي حيث يتناغم الحرف مع ذاته ويلتحم مع اللون في مساحاته وهو ما يكوّن المعنى الجمالي المقصود.
إن تجريد الخط من قواعده في التشكيلات التي يألّفها بشير من التجريد والتعبير لها نَفَسُها المُشرق في اللون ولها امتدادها المتفاعل مع تراكماتها الكثيفة التي أفرزت الحالة السردية البصرية وخلقت المحاورة الفنية المنسجمة بين الأشكال والخطوط وهندستها والحرف ومداه الرمزي مع اللون وامتلاكه للفضاء.