18 مليون بيضة لاعداد الورق الزلالي فينبس وداغير وفوكس ثبتوا السلبية والايجابية وأرشيه ربط التصوير بالمختبر
في العدد الثالث من « فن التصوير ، تحدثنا عن اكتشاف الصورة السلبية والعوامل التي مر بها العلماء والمصورون في الماضي كانت الصورة السلبية ( النيغاتيف ) مصنوعة من ورق رقيق جدا ، شفاف ومن خلالها عمد البعض الى اعادة نسخ أكثر من صورة . وهذه السلبية كانت تخبأ في قطعة من الحديد لحفظها من التلف واعادة استعمالها عند الحاجة .
في 1847 استطاع ابيل نيبس من ( سان فيكتور و استبدال الورق الشفاف بالزجاج بعد اضافة زلال البيض الى الزجاج وكمية من بود البوتاسيوم ونيترات الفضة وأسيد الفاليك لحفظها وهذه الطريقة استهوت الكثير من المصورين منهم المصور الفرنسي بلانكار ايفرار ، الذي صنع الورق الحساس بعد تجفيف زلال البيض على الورق وراحت المصانع المهتمة بانتاج هذا النوع من ورق التصوير تستهلك حوالي 18 مليون بيضة في السنة لتلبيـة حـاجـات المصورين الملحة . البحاثة في فن التصوير توصلوا الى طرق اساسية ورئيسية لتثبيت اقدام الصورة الفوتوغرافية في العالم وعمدوا إلى درس محاولات جديدة لتحديد سرعة التقاط الصورة ونسبة تدرجها ووضوحها ، فتوصل الرواد الثلاثة فينيس وداغير وفوكس الى تثبيت الصورة السلبية والايجابية تدريجيا وعملوا جاهدين لتحديد سرعة الالتقاط والوضـوح المطلوب نسبيا حتى توصل النحات فردريك ارشيه الى ان الحساسيـة العـاليـة للسلبية أو الايجابية هي اساس في مـرعـة التقاط الصورة ونسبة وضوحها ايضاً ، واكتشف أرشيه مادة جديدة هي : الكولوديون بدل زلال البيض ، وهي مادة من البودرة المذابة بالايثير الذي يستعمل في الجراحة لوقف النزيف فشلت هذه ا لوسيلة في تثبيت الصـورة ، فجـربهـا أرشيه على الزجاج باضافة مادة اليود اليها ( البعض استعمل الطريقة ذاتها بعد جفاف المادة وقبل وضع طبقة من مادة يود الفضة ) أما أرشيه فقد خلط بود البوتاسيوم بالكولوديوم ثم وضع الزجاج في محلول من نيترات الفضة ، ثم يوضع في الجهاز وهو رطب وقبل أن يجف ، وتبين له أن جفاف الزجاج يفقد كل سرعته بينا الرطوبة تحفظها ، واصبحت سرعة التصوير تتم خلال ثلاث ثوان فقط بدل من 8 ساعات استغرقتهـا الصورة الأولى لفوكس تالبوت ولتبيت الصورة استعمل أسيد بير وغـاليـك ، ثم ، سـانـير البوتاسيوم : . وهذه الاكتشافات وضعت المصورين امام مأزق كبير وجعلتهم يهتمون بـالكيميـاء وارتبط التصوير بالمختبر واضطر )
المصورون الى اقتناء تجهيزات مختلفة خصوصاً اثناء التصـويـر خـارج الاستوديو خيمة ومختبر ، وعلب زجاجية وانابيب متنوعة لتحضير السلبية على طريقة ، الكولوديون ، الرطية والتصوير باسرع وقت ممکن وبهذه الطريقة تمكن زملاؤنا القدامي من تصوير صوراً عديدة في اليوم الواحد بدلا ان يمضي اليـوم بكامله لالتقاط صورة واحدة وهذا الابتكار الجديد دفع فوكس تالبوت للنهوض من غفوته بعد ان شعر بالغيرة والتنافس وادعى بطلان تسمية الاختراع الجديد باسم أرشيه مدعيا أن التسمية هي له وليست لأرشيه لكن ارشيه الخجول والمتواضع يتأثر باقوال تالبوت . وقد فصلت المحكمة المختصة بالخلاف القائم وأوضـحـت الاختلاف الوسيلتين . مات ارشيه وهو في الرابعة والاربعين راضياً بما قدمه لعلم التصوير بعدما شكل اختراعه قفزة نوعية في عالم التصوير وتاريخه ، وحرر انكلترا من الاحتكارات في هذا الميدان وتعاظمت أهميـة الـتـصـويـر فظهرت صور الشعراء والقـادة والأباطرة . والمصورون يتفنون في التصوير حتى ان الفرنسي الدريه ديسـدري استعمل آلة لها عدسات متعددة تعطي 10 صور سلبية على زجـاجـة واحدة وقام ديــدري بتصوير نابوليون الثالث شخصيا وجيوشه وهي تزحف من باريس لمحاربة النمسا وبسرعة هائلة وفي يوم واحـد ، انتشرت صور الامبـراطـور في كل مكـان مـن العاصمة الفرنسية مما جعل اندريه ديسـدري من اشهر المصورين وانهالت عليـه طلبات التصوير وراجت اعماله وجمع اموالا طائلة الا ان ذلك لم يدم طويلا . وفي العصر ذاته تم تصوير بعض الشعراء والكتاب الكبار في انكلترا امثـال تـشـون ولـوتـغ فـالـو براوننغ ، بعدسة مصورة شهيرة هي جوليا مارغريت كامرون التي اتصفت صورها بانها نادرة ومميزة واستعملت جـوليـا عـدسة كبيـرة ودقيقة وكانت تطلب الى زبائنها الجلوس امام الكاميرا دون حراك لمدة خمس دقائق اثناء التصوير واحترمت قـاعـدة الضوء وتفننت باستعمال النور واعتمدت القواعد الصحيحة لذلك وهكذا يبدو ان التصوير في ذلك الوقت ، اي منـذ حـوالي ١٣٥ ، كان يستهلك الوقت الطويل والتعب والدقة في عمل الصورة الفوتوغرافية الفنية التي نـافـت أعمـال الكثيرين من الـفـنـانـين والنحاتين والرسامين ، مما دفع بعدد كبير من الرسامين الى ترك الفن الواقعي للمصورين .
في العدد المقبل التصوير يدخل عالم الصحافة
في العدد الثالث من « فن التصوير ، تحدثنا عن اكتشاف الصورة السلبية والعوامل التي مر بها العلماء والمصورون في الماضي كانت الصورة السلبية ( النيغاتيف ) مصنوعة من ورق رقيق جدا ، شفاف ومن خلالها عمد البعض الى اعادة نسخ أكثر من صورة . وهذه السلبية كانت تخبأ في قطعة من الحديد لحفظها من التلف واعادة استعمالها عند الحاجة .
في 1847 استطاع ابيل نيبس من ( سان فيكتور و استبدال الورق الشفاف بالزجاج بعد اضافة زلال البيض الى الزجاج وكمية من بود البوتاسيوم ونيترات الفضة وأسيد الفاليك لحفظها وهذه الطريقة استهوت الكثير من المصورين منهم المصور الفرنسي بلانكار ايفرار ، الذي صنع الورق الحساس بعد تجفيف زلال البيض على الورق وراحت المصانع المهتمة بانتاج هذا النوع من ورق التصوير تستهلك حوالي 18 مليون بيضة في السنة لتلبيـة حـاجـات المصورين الملحة . البحاثة في فن التصوير توصلوا الى طرق اساسية ورئيسية لتثبيت اقدام الصورة الفوتوغرافية في العالم وعمدوا إلى درس محاولات جديدة لتحديد سرعة التقاط الصورة ونسبة تدرجها ووضوحها ، فتوصل الرواد الثلاثة فينيس وداغير وفوكس الى تثبيت الصورة السلبية والايجابية تدريجيا وعملوا جاهدين لتحديد سرعة الالتقاط والوضـوح المطلوب نسبيا حتى توصل النحات فردريك ارشيه الى ان الحساسيـة العـاليـة للسلبية أو الايجابية هي اساس في مـرعـة التقاط الصورة ونسبة وضوحها ايضاً ، واكتشف أرشيه مادة جديدة هي : الكولوديون بدل زلال البيض ، وهي مادة من البودرة المذابة بالايثير الذي يستعمل في الجراحة لوقف النزيف فشلت هذه ا لوسيلة في تثبيت الصـورة ، فجـربهـا أرشيه على الزجاج باضافة مادة اليود اليها ( البعض استعمل الطريقة ذاتها بعد جفاف المادة وقبل وضع طبقة من مادة يود الفضة ) أما أرشيه فقد خلط بود البوتاسيوم بالكولوديوم ثم وضع الزجاج في محلول من نيترات الفضة ، ثم يوضع في الجهاز وهو رطب وقبل أن يجف ، وتبين له أن جفاف الزجاج يفقد كل سرعته بينا الرطوبة تحفظها ، واصبحت سرعة التصوير تتم خلال ثلاث ثوان فقط بدل من 8 ساعات استغرقتهـا الصورة الأولى لفوكس تالبوت ولتبيت الصورة استعمل أسيد بير وغـاليـك ، ثم ، سـانـير البوتاسيوم : . وهذه الاكتشافات وضعت المصورين امام مأزق كبير وجعلتهم يهتمون بـالكيميـاء وارتبط التصوير بالمختبر واضطر )
المصورون الى اقتناء تجهيزات مختلفة خصوصاً اثناء التصـويـر خـارج الاستوديو خيمة ومختبر ، وعلب زجاجية وانابيب متنوعة لتحضير السلبية على طريقة ، الكولوديون ، الرطية والتصوير باسرع وقت ممکن وبهذه الطريقة تمكن زملاؤنا القدامي من تصوير صوراً عديدة في اليوم الواحد بدلا ان يمضي اليـوم بكامله لالتقاط صورة واحدة وهذا الابتكار الجديد دفع فوكس تالبوت للنهوض من غفوته بعد ان شعر بالغيرة والتنافس وادعى بطلان تسمية الاختراع الجديد باسم أرشيه مدعيا أن التسمية هي له وليست لأرشيه لكن ارشيه الخجول والمتواضع يتأثر باقوال تالبوت . وقد فصلت المحكمة المختصة بالخلاف القائم وأوضـحـت الاختلاف الوسيلتين . مات ارشيه وهو في الرابعة والاربعين راضياً بما قدمه لعلم التصوير بعدما شكل اختراعه قفزة نوعية في عالم التصوير وتاريخه ، وحرر انكلترا من الاحتكارات في هذا الميدان وتعاظمت أهميـة الـتـصـويـر فظهرت صور الشعراء والقـادة والأباطرة . والمصورون يتفنون في التصوير حتى ان الفرنسي الدريه ديسـدري استعمل آلة لها عدسات متعددة تعطي 10 صور سلبية على زجـاجـة واحدة وقام ديــدري بتصوير نابوليون الثالث شخصيا وجيوشه وهي تزحف من باريس لمحاربة النمسا وبسرعة هائلة وفي يوم واحـد ، انتشرت صور الامبـراطـور في كل مكـان مـن العاصمة الفرنسية مما جعل اندريه ديسـدري من اشهر المصورين وانهالت عليـه طلبات التصوير وراجت اعماله وجمع اموالا طائلة الا ان ذلك لم يدم طويلا . وفي العصر ذاته تم تصوير بعض الشعراء والكتاب الكبار في انكلترا امثـال تـشـون ولـوتـغ فـالـو براوننغ ، بعدسة مصورة شهيرة هي جوليا مارغريت كامرون التي اتصفت صورها بانها نادرة ومميزة واستعملت جـوليـا عـدسة كبيـرة ودقيقة وكانت تطلب الى زبائنها الجلوس امام الكاميرا دون حراك لمدة خمس دقائق اثناء التصوير واحترمت قـاعـدة الضوء وتفننت باستعمال النور واعتمدت القواعد الصحيحة لذلك وهكذا يبدو ان التصوير في ذلك الوقت ، اي منـذ حـوالي ١٣٥ ، كان يستهلك الوقت الطويل والتعب والدقة في عمل الصورة الفوتوغرافية الفنية التي نـافـت أعمـال الكثيرين من الـفـنـانـين والنحاتين والرسامين ، مما دفع بعدد كبير من الرسامين الى ترك الفن الواقعي للمصورين .
في العدد المقبل التصوير يدخل عالم الصحافة
تعليق